
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــــدُ للخـــالقِ ذي الجَلالِ
القَـــاهِرِ الفَـــردِ بلا مِثــالِ
أَحمَــدُهُ حَمــداً كمــا هَــداني
إلى الصلاةْ على النبيْ العدناني
فَنَظـــمِ تَـــأليفِ ابـــنْ كهلانِ
وَســَهلِ واللَّيــثِ وَلَــدْ شـاذانِ
ذوي النُّهــى ومُصـلحينْ الشـانا
زَخــرَفَ رَبِّــي لَهُــمُ الجنانــا
وَاســتَغفِرُ اللـه مـنَ النقصـانِ
أو زائدٍ صـــــوَّرَهُ لســـــاني
يـا أَيُّهـا الطـالبُ عِلـمَ اليِّـم
إليـكَ نَظمـاً يـا لـه مِـن نَظـمِ
فــي العلـم والهَيئةِ والحسـابِ
ومــا هُــوَ آســتُنبِطَ للصــَّوابِ
إن كُنـتَ ممَّـن جـدَّ فـي العلـومِ
وَذاكَـــرَ الأُســتاذَ كــلَّ يــومِ
يُغنيــكَ عَـن رَهمانَجـاتِ النَّـثرِ
هــذا الــذي نَظَمتُــهُ بالشـِّعرِ
والشــَّرطُ لا يُقــرا بلا أُســتاذِ
إن لـم يَكُـن للفُلـكِ غيـر حادي
لأَنَّ فيهـا الرَّمـزَ يـا ابـن الأُمِّ
يَحســَبُهُ الجاهــلُ ضــَعفَ علــمِ
وبعـــدَ ذا أُوصــيك بالثَّبــاتِ
فــي محفــلٍ فيــه ذوو الآفـاتِ
ولا تُمـــارِ قـــائلاً إن قــالا
بَــل ذاكِـرِ الأَنـدادَ والرِّجـالا
إنَّ المســـائل بعضــها فشــارُ
ورُبَّمـــا يَعرِفُهـــا الحمـــارُ
وَيَعـــرِفُ المســـأَلةَ الغَبِيَّــه
مَـن لَيـسَ يَفهَمهـا علـى السويًّة
خُصـــوصَ فـــي مَســألة تَعَمَّــى
لا أَصــلَ لهــا مُعتَرَفــاً يُسـمَّى
أَمَّـا الـذي يَسـَل عَـنِ المَسـافَه
أو دِيــرَةِ الــبرِّ وكــلِّ آفَــه
أَو عَــن قيـاسٍ صـادقٍ أَو باشـِي
أَو مَطلَـــقٍ جَرَّبنَــهُ المواشــي
أَو كــوكبٍ فـي حِسـبَةِ النَّيـرُوزِ
أَو مَوســِمٍ عِنــدَ ذوي التَمييـزِ
أَو اســـــتِوَاءاتٍ مُجَرَّبـــــاتِ
فـإنَّهُ الصائبُ عِندَ ذوي التَمييزِ
والطَّيــنِ والحيَّــاتِ والأطيــارِ
والحـوتِ والحشـيشِ خُـذ أَخبـاري
لا تَعتَبِـــر إِلاَّ بِمَـــا جَرَّبتَــهُ
أَو أَن يكـونَ الوصـفُ قَـد حَقَّقتَهُ
أَمَّــا وجــود البلـدِ واللَّـزَّاقِ
أَشـــاير صــحاحُ فــي الآفــاقِ
وَإن تَــــرَ فيــــه الصـــُفرَه
يَكـــذِبُ مَـــرَّه وَيصـــِحُّ مَــرَّه
فَرُبَّمَــا جَــاءَت بِــهِ الحيتـان
لِقَفــرِ بَحــرٍ نَــازحٍ لا دانــي
أَمَّــا الـذي أَيَـا فـتى يُصـطادُ
أَشـــَايرُ يعرفُهـــا الفُـــؤاد
والقُــدَماءُ الفُضــَلاءُ الثقــات
تَوَافَقُــوا فــي صــِحَّة الحَيَّــا
مِــن جَــاه أَحَــد لجــاهِ خَمـسِ
خُصــُوص بالهِنــدِ فَــدَتكَ نَفسـِي
وَإِن تَـرَ فـي البَحرِ يَوماً مارِزَه
مَيِّتَــةً فَلَيــسَ هــي بالجـائِزَه
لأَن فيهــــا لُعُثـــاً كَثِيـــرَه
يَعلَمُهــا ذو القـدرةِ القـديرَه
تَغَيُّــرُ الأمــوَاهِ فــي الحـالاتِ
يحصــلُ مِــن طــلٍّ ومـن حايـاتِ
حتَّـى يصـيرَ المـاءُ مثـلَ النُّور
فــذاكَ لا يَخفَـى علـى النِحرِيـرِ
وإِن رَأَيــتَ المـاءَ قـد تَغَيَّـرا
مــازَجَهُ الشــَّهبُ فَمِنـهُ أَحـذَرَا
وكلَّمـــا جرَّبـــتَ يــا رُبَّــانُ
إِعمَـل بـه فـي كـلِّ مـا تَعتـانُ
ثــمَّ صــفات البِّــر والجبــال
إِفعَـــل بتجريبـــكْ ولا تُبــالِ
لا تَأخُــذِ الصــفاتِ مـن كتـابي
الصــــــــِّدقِ والصـــــــَّوَابِ
كَجَــوزَراتٍ فــي جَبَــل جُلنَــارِ
أَو بـــرِّ مُكـــرانٍ بِهَشــتِ لاري
وينبغـــي معرفـــةُ الأريـــاحِ
ومُغلَـــقِ الزاخــرِ والمفتــاحِ
فَغلقُـــهُ يَمكُـــثُ رُبــعَ عــامِ
مُـــدَّةَ تســـعينَ مِــنَ الأيَّــامِ
إذا بـدا الـدَّبرَانُ وَقـتَ الفَجرِ
مـا ينبغـي للفُلـكِ فيـه يجـريَ
حتَّـى ترى الفجرَ استوى بالزُّبرَه
فَجُــز نــواحيه معــا وغــزرَه
مِــن أَوَّلِ المـاتين يـا فطينـا
لأَوَّلِ المــــاتين والتســـعينا
فهـذه التسـعون فيهـا الغلقـا
حقيـقُ مَـن جَـازَ بِهَـا أن يَشـقَى
مِــن مَضــَضِ الوَحشــَةِ والتنـدُّمِ
وكَـــثرةِ الوســواس والتــأَلُّمِ
أَمَّـا الضـرورات فكَـم منها جرى
كـم جـازَ فيهـا أحمـقٌ وخـاطرا
وينبغــي الحـاذقُ أن لا يَعزِمَـا
فـي الأَربعانيّـةِ قَبـلَ التَّيرَمَـا
لأَنَّهــــا طوفانُهــــا شـــديدُ
يُصــَدُّ فيهــا الرجـل الصـنديدُ
إن تجــر فيهــا وبكــلِّ موسـم
فَلَــم يَكُــن دهـرُك يـا مُعَلِّمـي
إِلاّ ســـَوي العُــدَّةِ والمســاري
والبحـرُ مـا كـانَ يُلَـى الجِهارِ
وحُقَّــةِ المَجــرى مَــعَ السـُّكانِ
وجُمَّـــةِ المركـــب والفتيــانِ
وَجَـــوِّدِ الآلــةَ قَبــلَ الســَّفَر
كَحُقَّـــةٍ أَو كَقِيَـــاسٍ أَو حَجَــر
والبَلـدِ والفـانوسِ والرَهمَانَـج
وإن تَكُـن سـَافَرتَ كَـم مَـن حجَـح
وينبغــي البُعــدُ عَــنِ الخُيلاَءِ
عِنــدَ كمــالِ العِلـم والنِّهَـاءِ
فــاحرص علـى الجَلسـَةِ للقيـاسِ
لأَنَّهــــا للعلــــمِ كالأســـَاسِ
والــتربَنَه لهــا شــروطُ جَمَّـه
لكنَّنَــــا نَبـــدأُ بـــالمُهمَّه
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.