
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَبَـــارَكَ الـــربُّ الــذي هَــدَانا
فــي بَحــرِهِ المَســجورِ وأنجانــا
ســـــــُبحَانَهُ مُقَســــــِّمُ الأرزاقِ
بيــنَ الــوَرَى فــي سـَايرِ الآفـاقِ
فــالبَعضُ منهُــم رزقُـهُ فـي الـبرِّ
والبَعـضُ فـي البَحـرِ لرزقِـهِ يَجـري
فَــإن تَكُــن يــا أيُّهَـا المسـافر
تَركَبُــــهُ فَكُـــن بِـــهِ مُحـــاذر
منــهُ ومــن أُمُــورِهِ كــلَّ الحَـذَر
ولا تُلاَمُ إن يَصـــــَادِفكَ القَــــدَر
فـــأوَّلاً أُوصـــِيكَ خُـــذ وَصـــَاتِي
تَســـلَم مِـــنَ الضــَّيعَةِ والآفــاتِ
لا تَشـــحَنِ المركَـــبَ إلاّ العــادَه
وَجَـــوِّدِ المَوســـِم خُــذِ الإفَــادَه
وخيــرُ مــا تُطلِــقُ بــرَّ الهنــدِ
فـــي مايَـــةِ النَّيــروزِ لا تُعَــدِّ
خصــــوصَ مــــن أرضِ مَلِيبَـــارَاتِ
لأنَّهَـــــا كـــــثيرةُ الـــــزلاّتِ
فكــلُّ مَــن يركــبُ فــي السـفينَه
يَعــرِفُ مــا ذَكَرتُــهُ فــي حِينِــه
لكنَّـــهُ يَعجـــزُ عـــن تـــأويلِهِ
والعَبــدُ قــد حُكِّــمَ فــي دليلِـهِ
وإن طَلَقــــــتَ أرضَ كــــــالِكُوتِ
وقَصـــــدُكَ الحجــــازُ بثبــــوتِ
إجـرِ علـى اسـمِ اللـهِ في الجوزاءِ
إثنَـــي عَشـــَر زامــاً بلا مِــراءِ
حــتى تــرى فــي صــَدرها كَفِّينـي
فَخَلِّهَـــا عَنـــكَ علـــى اليميــنِ
وآحــرِص علــى مَجــراك بالصــوابِ
وَلِيــهِ وآنشــُر عَلمَـكَ فـي البـابِ
قـد فُلـتَ فـي الجـوَّاش فَشـتَ كـوري
وإن يكُـــن شـــَوارُ مِــل للــتيرِ
مـــن نَحـــوِ كَفِّينــي لأنَّ المــاء
يجـــرُّ تَحـــتَ النعــشِ بالســَّوَاء
فَمِـــن صـــفاتِهَا أَنهَــا جزيــرَه
مُنقَســـِمَه فــي البَحــرِ وكــبيرَه
يَكســِر عليهــا المـوجُ مـن بعيـدِ
تَنظُرُهَـــا بــالعَينِ يــا ســعيدي
وقيــــلَ إنَّ نِصــــفَهَا الجـــاهي
يُســـمَى بـــأمِّيني فكُـــن زاهــي
وآتَّصــَلَت يـا صـاحِ فـي ذا العصـرِ
وبَينَهُـــم خـــورٌ يجــي بالصــَّدرِ
ونَخلُهَـــا والنـــاسُ وَالبنـــادِر
علــى جنوبيهَــا فَكُــن بالخــابِر
وعنهُــمُ فــي الجــاهِ يـا خليلـي
نحـــوَ ســـًهَيل عَـــوَانُ نارجِيــلِ
كــــانَ كــــثيراً أوَّلَ الزمـــانِ
وقــلَّ فــي ذا العصـرَ يـا رُبَّـاني
وقيــلَ يــا رُبَّــانُ أمِّينــي علـى
جـــانبِ كُـــورَدِيبَ وُقِّيـــتَ البلا
أمّــا ســُهَيلِي فَهــيَ عَــن كَفِّينـي
فــي الغــربِ سـِت أزوامِ بـاليقينِ
هــذا الأصــَحُّ عَـن نَوَاخِيـذِ البَلَـد
ووصـــَفُهَا فَخُــذهُ عنِّــي بالســَّنَد
والجــاهُ فيهــم يــا أخـي ثلاثَـه
نســـيمُ لَـــم تَلــقَ بــهِ عُلاثَــه
والفرقَــــدانِ عَشــــرةٌ ونِصــــفِ
مُحتَكَمـــاً لا بُـــدَّ تلقــى وَصــفِي
والجـــاهُ هكـــذا فـــي تُـــوري
وَفَشــتِهَا البَحــرِي فَكُــن خــبيري
تلقــى بهـا الفـردَ مِـنَ الشـَّرطَينِ
خَمســـاً ونصـــفاً صــحَّ بــاليقينِ
ومِثلُـــهُ ســـادس نُجــومِ النَّعــشِ
يُســمَى العَنَــاقَ نِعـمَ قيـدٌ مُفشـِي
يَعمَلــنَ فــي تُــوري وفـي كَفِّينـي
فآنتَــخ لهــا فــأنتَ ذو تمكيــنِ
إن يَنقُـصِ الجـاهُ آصـبَعاً فالناطـح
يَنقُــصِ إصــبَع ثُــمَّ نِصــفاً واضـح
أمَّــا العَنَــاقُ لَــم يَـزَل مُقّيَّـدَا
خَمســاً ونصــفاً لَـم يُخـالِف أبَـدَا
أمَّــا إذا كُنــتُ فــي ذا البـاري
مَـــا بينَهَــا وَمُلَكِــي كُــن داري
خمسـاً ونصـفاً قِـس لشـامِي الشـامي
مَـع كاسـِرٍ فـي الشـَّرقِ يـا همـامي
أو كـانَ فـي الشـَّرطَينِ قَيدُك فَأسمَعِ
فـــالنَّعشُ عنــدي إصــبعٌ بإصــبعِ
أوُقِســتَهُم فــي حِسـبَةٍ كُـن مُعتَلِـم
فـي كـلِّ راسِ نِصـفُ بَـل فيـه النَّسَم
وإن يَكُــن فَالُــك تــرى الأماكِنَـا
فَكُــن إلـى مَجـرى الثُّرَيَّـا راكِنَـا
حتَّــى تــرى السـهيلَ ثُـمَّ المَعقِلاَ
خمسـاً وربعـاً يـا خليلـي فـآعقِلاَ
ثُـــمَّ تــرى الظليــمَ والســُّهَيلاَ
أَربَــــع وفيهُــــم نَفَـــسٌ قليلاَ
والجـــاه لا شــكَّ يصــيرُ أربَعَــه
نفيـسُ خُـذ مجـرى المَغيـبِ واتبَعَـه
لِجَردَفُــــون وآخِــــرِ البنـــادِرِ
فــي الجــاهِ والنَّعــشِ فلا تَحَـاذِرِ
وإجِــر مِــن هُنَــاكَ فــي الثُّرَيَّـا
لِفِيلُـــكٍ يـــا أيُّهـــا الكُمَيَّــا
مِقــدَارَ زاميــنِ وَإحــذََر قَبلَهَــا
مِــن رِقَّــةِ المَـاءِ فلا تَركُـن لَهَـا
فَرُبَّمَـــا يَرمـــي عليهــا المَــد
خصــوصَ بالليــلِ فــآفهَمَن القَصـد
ثُـمَّ آجـرِ فـي التِّيـرِ وَنَسرِ الطايرِ
والكحــل فــي اليَســَارِ بالأمَـايرِ
مِقـــدَارَ إثنَــي عَشــرَ بــالأزوامِ
بِطيــــبِ ريـــحٍ كامـــلٍ تَمَـــامِ
حتّــى تُقَابِــلَ مِــن بَعِيــدٍ هَجـرَه
وَمَيـــطُ هِــي آنقِطَــاعَه مُشــتَهِرَه
وَرُدَّ صــَدرَ الفُلــكِ نَحــوَ النَّجــمِ
عشــرينَ زامــاً لِعَــدَن خُـذ نَظمِـي
وَرُبَّمَـــا لَــم تَحمِــل العشــرينَا
فــي الصــَّحوِ والأزيَــبِ يافطينَــا
وإن تَكُــــن فـــي أَوَّل الزمَـــانِ
أعنِـــي بِفيلُـــكٍ لَـــكَ الأمَـــانِ
علــى مَغِيـبِ الأصـلِ أحـدِر وآنثَنـى
تَـرَى عَـدَن فـي الصـَّدرِ يـا مُسـَكِنَّي
تَجــــري ثلاثيــــنَ مِـــنَ الأزوَامِ
تَنظُرُهَـــا بالصـــَّحو مِــن قُــدَّامِ
وَهَــــــذهِ الأزوامُ بــــــالوِرَابِ
مَـــا لِمُســـَافِرٍ لَهَـــا أســـبَابِ
فَــإن رَمَــاكَ المَــدُّ كُــن عليمَـا
قياســــُكَ الســـُّهَيلُ والظليمَـــا
وكُـــلُّ هـــذا الشــَّرحِ إحتِــرازي
يَفعَلُــهُ مَــن فــي الأمُــورِ حـازي
وإن تــرى شَمســَانَ نَحــوَ الحجبَـه
أُقـــرُب وخُــذ جَوَاشــكَ المُجَرَّبَــه
حتَّــى تــوافي قُــربَ راس العَـارَه
وَتَنظُــــرَ المســـجدَ والمَنـــارَه
وقبلَهَـــا إحــذَر مِــنَ المَعَــالِمِ
طَحلَــه بقُـربِ الـبرِّ كُـن بالعـالِمِ
وآبعُــد عــنِ الـراسِ وعـن طَحلتِـه
حتَّــى تَكــونَ تَســلَمُ مِــن زَلَّتِــه
وآجــرِ عَلــى المغيــبِ والثُّرَيَّــا
فَهَكَــــذا جَرَيـــتُ يـــا آُخَيَّـــا
فـــإن تُــوَافِ البــابَ بالنَّهَــارِ
وَازِ الزُّبَــــانَينِ وَظَـــلَّ جَـــاري
وإن تَكُــن بالليــلِ يــا مُعَلِّمَــا
إحــزِم وَإفعَـل مـا يليـقُ وآعزِمَـا
وآجــرِ علـى العَيُّـوقِ زامـاً وآسـرِ
فــي مَغــرِبِ النَّعـشِ لنَحـو الزُّقـرِ
أيضــاً إلــى كَمــرَان شـَطَّ البَحـرِ
خُصــُوصَ فـي الألحَـاقِ فآسـهَر وآجـرِ
وآحســُب حِســَابَ الليــلِ والـبرورِ
والمركَـــبِ الصـــغيرِ والكـــبيرِ
ومنـــهُ للجُـــزرِ إلـــى ســَيبَانِ
ثَمــانِيَه فــي البَــارِ بالعِيَــانِ
والجَــاهُ رُبــعٌ نــاقصٌ عــن سـِتَّه
فـي الزُّقـرِ أمَّـا الجُـزرُ خُـذ نَعتَه
يزيـــدُ عَــن ســِتّ بنصــفِ إصــبعِ
فهكــذا عــادَه مــا بِــهِ نُقصـَانُ
ســـَبعَةُ إلا رُبـــعٌ يـــا إخــوانُ
قِيــاسُ عــادَه مــا بِــهِ نُقصــانُ
أمَّـــا علــى فَرســَانَ ســَبعٌ زَادا
نصــفاً وقــد ضــاقَ عَــنِ العـادَه
فــإن أَتَيـتَ يـا فـتى ذا المجـرَى
رَتِّـب قِيَاسـَك فـي المُرَبًّـع وآحُـدُرا
مــن فَــوقِ ســِيبانَ وخُـذ مجراهَـا
ثُــمَّ القياســات معـاً وآسـرِ لَهَـا
فــي مَغــربِ الناقـةِ أزومـاً عَـدَد
عِشــرونَ مَــع أربَعَــه لَهَــا مَـدَد
وآتَّـــكِ بالشــَّمَالِ فــي المَطلَــعِ
أَربَعَــــه أزوامٍ ثَــــمَّ طــــالِعِ
فـــأنتَ لا شـــكَّ تـــرى الجبــال
جبــــال جُـــدَّه شـــُرَّعاً عـــوال
شــــَاهِدُكُ المُرَبَّــــعُ المَشـــهُور
أَربَــع ورُبــعٌ خُــذهُ مِــن خــبير
وإن تَكُـــونَ فــي ريــاحٍ فاســدَه
قَــالِب ولا تَخـرُجَ عَـن ذي القاعِـدَه
لأنَّ هــــذا البحَـــر لـــم يُحمَلاَ
فَــآعرِف أيـنَ الميـلُ وُقِّيـتَ البَلا
أمّـــا مَنَاتِخـــكَ بريــحِ الأزيَــبِ
مـن جـاهِ تِسـعٍ مِل وفي النَّعشِ آقرُبِ
وإجــرِ فــي الفرقَــدِ ثُـمَّ القُطـبِ
حَـــذَار جَــرُّ المــاءِ ليلاً يُصــبِي
وَمِــل علــى اليميـنِ مِثـلَ النـاس
ورَتِّــــبِ الأوقــــاتَ والقيــــاس
أمَّــا المُرَبَّــع فَهــوَ فـي سـَيبَانِ
ثَمَــــانِ إلاَّ رُبــــعَ بالعِيَــــانِ
أعنـي لـكَ النجـمَ القريـبَ المـاءِ
فـــي مُســـتَقَل زاوِيَــةِ العــوَّاءِ
والأوســــطان قياســــُهُنَّ تِســـعَه
عنــدَ السـِّماكِ بعـدَ ذا خُـذ نَفعَـه
أمَّــا الحمــارانِ فَثَلثـاً يَنقُصـان
عــن تِســعَةٍ فــي الطَّيـرِ يَختَصـَّان
ويَنقُــصُ آصــبَع يــا فـتى بإصـبَعِ
فــي كــلِّ بــرٍّ يـا فـتى فآسـتَمِعِ
واعلَــم يَفِــي المربَّـعُ التحتـاني
والجــــاهُ يَكفــــي يَتَســـَاوَيَانِ
بجـــاهِ ســَبعٍ ثــمَّ رُبــعٍ زايــد
كلاهُمـــا فـــي خَشـــبَةٍ تَوَاعَـــد
هُــــديفَه يـــا أخـــي وباقِـــلِ
بِيــسَ المكــانُ ذاكَ عِنـدَ العاقِـلِ
هنـــاكَ عِـــدَّةٌ مِـــنَ الجزايـــرِ
بمـــا يَلــي الباحــةَ بالأشــايرِ
مـــا للمُجـــاوِزِ بَينَهُــم طريــق
كَــم مركَــبٍ غَــارَ بــذا المضـيق
وَرَحمَـــةُ اللـــهِ علـــى فَرســَان
مـــا قَــطُّ فيهــا مُخطِــرٌ مَكَــان
عنــدَ الــذي يَعرِفُهــا أو زارَهَـا
وخــاضَ فيهـا وآسـتَقَى مِـن مائَهـا
الجـــاهُ فيهـــا ســـبعةٌ ونصــفِ
نجــمُ المربَّــع ســَبعَةٌ خُـذ وَصـفي
أمّــــا المُرَبَّعَـــان فَالأوســـَطَانِ
ثمــــانِيَه ونصــــفُ بـــالتمكينِ
قـــسِ الحمــارينِ بهــا ثمــانيَه
نفيســـَه تلقاهمـــا بالعـــافَيه
فخـــذ بهــذا الكــلَّ بالتدريــجِ
مـــا حاجـــةٌ لكــثرةِ التأريــجِ
والخَبـــتَ إن قـــابَلتَ فــالمربَّع
أنقِصــهُ عَــن ســبعةِ رُبــعَ إصـبَع
علــــى كُــــدُمُّل والفُصــــَيلِيَاتِ
ســـتٌ ونصـــفٌ فآتَّخِـــذ وَصـــَاتي
فَهـــوَ علــى ذوريــشَ والصــَّبَايَا
ســـتٌ وربـــعٌ إفهَـــمِ الوَصــَايَا
وفـــوقَ شـــيكا ثـــمَّ ذو شــجيح
تـــرى المربَّـــع ســـتَّه صـــحيح
وفــوقَ جُــزرِ الــدانقِ المشــهُورِ
ســــتَّةَ إلاَّ ثُلــــثَ بــــالتحريرِ
وَتَلقَـــهُ فـــي الأربــعِ الظِهَــارِ
خمســـاً ونصـــفاً وخريــق ســُمَّارِ
خَمـــسٌ ورُبـــعٌ فآتــكِ بالشــمالِ
للــبرِّ لَــم تَلــقَ ســوى الجبـالِ
وذو الحريـــف مقابـــلٌ لعيرَيَــا
شــَرقاً وغَربــاً يــا فـتى مُجَرَّيَـا
أمَّـــا خميـــسٌ فـــترى مربَّعـــي
خَمســاً بحُكــمٍ آفهَــمِ النَّظــمَ وَعِ
والجــاهُ فــي خميـسَ دونَ العشـرَه
بثُمــنِ إصــبَع يــا بُنَــي مُحَـرَّرَه
إنَّ قياســـاتِ الحجـــازِ جُمعُهَـــا
ضـــــَيِّقَةٌ ولا يليــــقُ شــــَرحُهَا
فـــإن رأيـــت عِنــدَكَ المربَّعَــا
يَنقُــصُ عَــن خَمسـةِ رُبعـاً فآسـرِعَا
وإجعَـــلِ الجــوشَ علــى اليميــن
إن كـــانَ بــالأزيَبِ يــا فطينــي
وإن تَكُــن ريحُــكَ ريحَــا مُشــمِلَه
إتــكِ علــى الـبرِّ بِهَـا لا تُهمِلَـه
قَـــد صــِرتَ بالرَّحَــلِ والعَــوَالي
فـــي غايَـــةِ الأَمَـــانِ والآمــالِ
قِـــس المربَّـــع أربَعَــا ونصــفَا
مُقَابِـــلَ البَكَّـــارِ غَيــرَ مُخفَــى
حــــذارِ لا تُنقِصــــهُ بــــالأزيَبِ
عــن ذا فَتُخطِــي بَنــدَرَكَ وَتَتَعَــبِ
وإن يَكُــــن أربَعَــــةً وَرُبعَــــا
أَنــتَ علــى جُــدَّه فَهَــاكَ نَفعَــا
هـــذا مُخُـــورُ نَدخَـــةِ الشــمالِ
فآنـــدَخ علـــى جُــدَّه ولا تُبَــالِ
إن كــانَ فــي صــَحوٍ وفــي غُبَـارِ
لـــم تُخطِهَـــا قَـــطُّ ولا تُبَـــالِ
تَحُـــطُّ يـــا رُبَّـــانُ بالســـلامَه
وَتُـــدخِلُ المركَـــبً فــي أعلامِــه
فــإن أتــى مَعـكَ المربَّـع أربَعَـه
دَمِّــنَ شـِعبَ البـومِ فاحـذَر مَقطَعَـه
جَـــوِّد قياســـَك فَتَـــرَى شــاهِدَا
زاويــــةَ العــــوَّا ولا تَحــــدَا
عَـــن مُســـتفيدٍ يَهتَــدي بنظمــي
إنّــــيَ قَـــد نَظَمتُـــهُ بعلمـــي
مــن بَعــدِ تجريـبي علـى الـبرِّينِ
الهنــدِ مَــع ذا الــبرِّ يـافطيني
خيــــرُ القياســـاتِ المـــدرَّجَاتِ
علـــى الحمـــارين والمربَّعـــاتِ
لأنَّهـــا تقـــومُ فـــوقَ القطـــبِ
وليــــسَ فيهـــا خَلَـــلٌ وكِـــذبِ
وعيبُهَـــا إهمـــالُ ضــَبطِ الأصــلِ
وعِـــدُّ مَــن يَجهَــلُ قَــدرَ الكُــلِّ
ولا تَجِـــد فـــي هـــذهِ الطريــقِ
مــن حــدِّ ســِيبَانَ علـى التحقيـقِ
أجــوَدَ مِــن هـذي القياسـَاتِ يُـرَى
إن عابَهَـا فـي النـاسِ شـَخصٌ فَشـَرا
وليـــسَ فــي ذا فطنــةٌ ومَعرِفَــه
تَنقُلُهَـــا أجـــدادُهُ عَــن ســَلَفِهِ
مــــا هُــــوَ إلاَّ صـــَنَمٌ مُلَقَّـــنُ
لَــــم يُفتِــــكَ إلاَّ قليلاً أوجـــنُ
هــذي القياســاتُ علـى المُقَـابَلَه
تزيـدُ فـي التَّكيَـه فَدَع عنكَ البَلَه
رُبــعَ اصــبَعٍ أو نِصــفَ بالشــَّوارِ
فــي كَشــفِكَ الــبرَّ فَخُـذ أشـواري
وغَيـــرُ ذا فـــي هــذه الطريــق
خُــذ حِكَمــاً جــات علـى التحقيـقِ
إذا قَلَعــكَ الريــحُ بيــنَ الفـالِ
وبيــنَ بــرِّ الهنــدِ خُــذ مقـالي
ولا تُخــــاَلِف رأيَ مَـــن جَرَّبَهَـــا
مَعـــاودٌ بـــالحَزمِ قَــد هَــذَّبَهَا
أقبــلَ تَحــتَ الجــاه والفراقِــد
والبــاَرِ أيضــاً لا تكــونَ راقِــد
لا تُكثِـــرِ الميـــلَ علــى ســهيل
خــاير وعَجِّــل بِيــسَ ذاكَ الميــل
وَدُم علـــى صـــبركَ والمُطـــالَبَه
لأنَّ بـــرَّ الجُـــزرِ قَـــد علاهَـــا
لا تُســقِطِ الجَــاهَ ببَطــنِ الفــال
عـــن ثَلثَـــةٍ لِتَبلُـــغَ الآمـــال
لأنَّهـــــا ضـــــَيِّقَةُ المَســــَالِكِ
وَرُبَّمَـــأ تَــدعُو إلــى المَهَالِــكِ
لـو لَـم يَكـن إلاّ إذا الفُلـكُ سـَقَط
وَرُدَّ لِلكَـــــــاتَكُوَرِيِّ فَقَـــــــط
والثَّــانِيَه تَكثُــر عليــكَ الجـزرِ
فــي ســَافِلٍ عِنــدَ الفَـوالِ فـآدرِ
رُبَّمــــا صــــادَفتَهَا بالليــــلِ
وراكـــبُ البحــرِ ضــعيفُ الحِيَــلِ
والثـــالِثَه إن صـــَلُبَت أريـــاحُ
بعـــدَ الفَـــوال فَاتَــكَ الصــَّلاَحُ
وَغُيِّــبَ الجــاهُ وَوَافــاكَ المَطَــر
والزَّحــنُ والأتلافُ مـن طـولِ السـَّفر
وغَلَّـــقَ الموســـِمُ وأنــتَ مُغــزِر
وقــامَ ريــحُ الغــربِ ثُــمَّ أدبَـر
ودارتِ الأمــــــواجُ بالـــــدَّبُور
وصــــَارَ كــــلُّ بَنـــدَرٍ عَســـِير
وأنــتَ فــي وَهــمٍ مِــنَ القيــاسِ
أو مُغـــــزِرٌ بريــــحِ أكــــواسِ
فَخُــذ قياســاتي الــتي هَــذَّبتُهَا
بالســَّعيِ والتكــرارِ قَـد جَرَّبتُهَـا
إن كانَ ذا في الغَلق أو في الموسِمِ
فَآســمَع إشــاراتي وقِسـهَا وآغنَـمِ
وإن تَكُــن مِــن زنــجِ أو ســُومالِ
أو هِنــدِ أو هُرمُــوزَ خُــذ مقـالي
مـــن جــاهِ إصــبَعٍ لجــاهِ خَمــسِ
فَكُلُّهَـــــا جَرَّبتُهَــــا بنفســــي
وفــارسُ البحــارِ فـي ذي الصـَّنعَه
يقيــس لجــاهِ إثنَتَــي عَشـَر مَعَـه
فَاســمَع شــروطَ المُغــزِرِ المُــرِقِّ
هــي كِيمِيَــا المَعَــالِمَه بالصـِّدقِ
نســـيمُ عَـــادَه مُحتَكِـــم وضــيِّقِ
خُــذ هــذه الشــروطَ حتّـى تَرتَقِـي
أنَّهــــا إصــــبَعُ رأي العيــــنِ
لَــم تَحمِــلِ الأوهَــامَ يـا فطينـي
ولا نَفَـــس مُعَلَّـــقٌ فـــي خَشـــبَه
فلا يَصــــِحُّ عنـــد مَـــن جرَّبَـــه
لأنَّ ســــَيرَ الشــــِّعرَيَين ســـريع
أسرضــعُ مِــن ذا الوَاقِـعِ اللَّمُـوع
قـد كنـتُ أفعَلـهُ قـديماً في الصِّبَا
وكَـــثرَةُ التجريــبِ يَشــِي عَجَبَــا
بَــل قَيِّــدِ الـذراعَ دومـاً أربَعَـه
فــي غَربِـه والنَّسـرُ وافَـى مَطلَعَـه
وإن تَــرَ الشــِّعرَى بجــاهِ إصــبَعِ
أَربَعَــةً والنَّســرَ خَمسـاً كُـن وَعَـي
والفَرقَـدَينِ فـي آنتِصـَابِ السـُّنبُلَه
تزيـــدُ عَـــن ثَمَانِيَــةٍ فَــاعقِلَه
يكــونُ مــا بَينَــك وبيـنَ السـِّيف
إلـــى ثلاثيــن إعــرِفِ التَّصــنِيف
وإن تَكُــن فـي المايَـةِ والتسـعينِ
فــالكوسُ والأمطــارُ فــي تمكيــنِ
أمّــا علـى الخَمسـِينَ فـي الصـحيحِ
تَكثُـــر تَصـــَانِيفُك بكـــلِّ ريــحِ
وقـــد تكـــوِّنُ الصـــَّبَا حايــاتِ
والعَقرَبــــي يَـــاتي ولا يَـــاتِي
وإن يَكُــن فــي الجَــاهِ إصــبَعَين
فالشـــــِّعرَي أربَعَــــةٌ مُبِيــــن
تُقَيَّـــدُ فـــي غربِهَـــا الجِّمَــالُ
قيـــاسُ عَـــادَه مـــا بِــهِ زَوَالُ
تـــرى هُنـــاكَ نَســرَكَ الكفيتَــا
خَمســـاً تزيــدُ النصــفَ تَثبِيتَــا
فـــآعلَم بأنَّــك مُغــزِرٌ عشــرينَا
بينَــك وبيــنَ الهــرِّ قِـس يَقينَـا
ورُبَّمَـــا تَـــرى هُنــاكَ القرعَــا
فـــي طَيرِهَـــا كــالمُنجِي تَســعَى
تاتيــكَ قَبــلَ المنجـي كُـن خَـابِر
وَتَكثُــــرُ القــــروشُ والأشـــَايِر
أمَّـا العِيَـانُ والمـوارز لَـم تَـزَل
مـا بيـن ذي الـبرَّينِ مِن طُولِ الأزَل
ويَنقَطِـــع فـــي آخـــرِ الزَّمَــانِ
هُنَــا المَطَــر فـي غـالِبِ الأحيَـانِ
عنــدَ المُرقِّيــنَ فَأمَّــا المُغــزِر
لِجَــاهِ ســَبعٍ دايــمُ فــي المَطَـر
وإنُ يَكُــن قَـد زادَ عَـن سـَبعٍ فَمَـا
عِنــدَكَ إلاَّ الهِنــدُ حَتمــاً لازِمَــا
وإن تَقِيــــسِ الجـــاهَ إصـــبَعَينِ
وَنِصـــفَ إصـــبَعٍ يُـــرَى بــالعَينِ
تَــرَى الغُمَيصضــا أربعــاً مُقّيَّـدَه
وَنِصـــفَ إصـــبَعٍ يُـــرَى بــالعَينِ
فَخمســــَةَ عَشـــَرَ أنـــتَ مُغـــزِرُ
والمُنجِـــيَ لا شـــكَّ فيــه تُبصــِرُ
خُصـــَوصَ بالشـــَّوَارِ يَــا ســايلي
إن لَــم يَكُــن كُــثراً فبالقَلاَيــلِ
وإن رَأَيـــتَ البعـــضَ بـــاليَقينِ
فَـــأنتَ بــالكُوسِ تَــرَى حَــافُوني
وإن تَكُــن فـي الجـاهِ يـا سـايِلاَ
ثلاثـــةً فـــي المركَــبِ مُقَــابِلاَ
والنَّســرُ ســتٌ والــذراعُ أربَعَــه
مُقَيَّــدَه فــي الغَــربِ عَنـكَ فَـدَعَه
عَشــرَه مِــنَ الأوزامِ أنــتَ مُغــزِر
وَالمُنجِــيُ مِثــلُ الــترابِ مُشـتَهِر
وَيُــولِمُ الريــحُ إذا جَــا لَيلُهَـا
فَآحـــذَر لِهَــالُولَه وذا دليلُهَــا
إن لَـم تَـرَ المُنجِـي بِـذَا المكـانِ
يُعـــادِلُ الكَســـلانَ يــا رُبَّــاني
فَبَــرُّ جَردَفُــونَ لَــم يَبــقَ مَعَــك
وليــس ريـحُ الكُـوسِ يَبقـى يَنفَعُـك
فـــإن تَـــرَ القليــلَ بالشــَّوَارِ
والجــاهُ ثَلــثُ آســتَمِع تكــراري
أقبِـــل بِجُهــدِك لِتَــرى الصــَّلاَحَا
وتُســــلِمَ الأمـــوالَ والأرواحَـــا
عَســـَى تُعَلِّـــقُ بـــذي الجزايــر
ســـَمحَه ودَرزَه وســـُقُطرَه ظـــاهِر
خُصــَوصَ فــي المايــةِ والسـبعينا
جــوشَ اليَســَارِ إفهَــمِ التعيينَـا
أمّــا بجــوش يميــنِ مَــا تُبَـالي
أَمَّـــا لأريــاحِ الصــَّبَا الأَوَالــي
والمُنجِــيُ قيــدي لــذي الطريــقِ
جَرَّبتُــــــهُ مُحَقَّقـــــاً بِحَـــــقِّ
أصــَحُّ عنــدي مِــن قيــاسِ العَـرضِ
يُهــديكَ فــي النَّتــخِ بهـذي الأرضِ
أجــدَادُنَا قَــد عــايَنَت أجــدادَهُ
فــــي ذا المكـــانِ وبِـــهِ ملاذُهُ
يصـــحُّ يُقصـــَد لِطُلُـــوعِ الشــَّمسِ
وَغَربِهَـــا إذا النهـــارُ يُمســـِي
إشــــارةٌ صــــحيحةٌ لا تَختَلِــــف
تَخُــصُّ هــذا الـبرَّ يـاخِي فـآعتِرَف
أمَّــا الكريــكُ قَــد يُـرَ أحيانـاً
إلاّ علـــى الســَّاحِلِ يــا رُبَّانَــا
وإن يكــونِ الجــاهُ فــي القيـاسِ
نِصــــفاً مَــــعَ ثلاثَـــةٍ نِفَـــاسٍ
أنــت بحَــافُوني وتَلقَـى الكاسـِرَا
ســتًّا وِرُبــع نفيــسَ يـا مُسـَافِرَا
وَالمِـــرزَمَ المَشــهُورَ والظليمَــا
فــي حِســبَةٍ ســتاًّ فَكُــن عليمَــا
بــأنَّ مَركَبَــك بَقِــي فــي البَحـرِ
خَمســـَةَ أزوامٍ فَخُــذ مــن خــبري
وَتَكثُــــرُ الطيــــورُ والأســـمَاكُ
والقُـــدُّ والقُـــرُوشُ يــا فَتَّــاكُ
وَيَصـلُبُ الكـوسُ ويُـولم فـي السـَّفَر
وليــسَ يَخفَـى ذا علـى صـَاحِب سـَفَر
إن كُنـــتَ أيَّــامَ وَســَطِ المَوســِمِ
فَآحـــذَر لِهَالُولَــةَ يَــا مُعَلِّمِــي
تَــدخُل ومــا يَبقَـى تَفُـل حَـافُوني
عِنــدَ الصــَّبَا والجَــوشُ بـاليَمينِ
وَإن رَأَيــتَ الجــاهَ فــي القيـاسِ
أَربَعَـــةً فَقَـــد خَلَفـــتَ الــراسِ
ومثلُــهُ الــذراعُ أمّــا الكاســِر
نصــفٌ علــى الســتِّ خُــذِ المـآثر
فَــأنتَ مــن بَنَّــه علـى البَصـِيرَه
لِجَردَفُــونَ فــي أعــالي الــديرَه
مــا بَيــن حــافُوني وراسِ الشـِّعبِ
راسِ ســـُقُطرَةَ الجنُــوبي الغَربــي
وإن تَــرَ الواقَــع ســَبعاً مُحتَكِـم
فـأنتَ علـى الـبرِّ علـى شَرعِ العَلَم
وَدَارَتِ الموجـــةُ والبحـــرُ ســَكَن
فــي بَطــنِ بَنَّـه للشـمالِ فـآعلَمَن
وَخُــــذ حَــــذَركَ أوَّلَ الزَّمَــــانِ
لا تَحتَشـــِر أصــلاً بــذا المكــانِ
وتَلتَقِـــي العَيُّــوقَ فــي غُرُوبِــه
ثلاثـــة ونصـــفَ خُـــذ تجريَبـــه
وســـتَّةٌ ونصـــفُ نَجـــمُ المِــرزَمِ
خَمـــسٌ ونصـــفٌ للظليــم فــآعلَمِ
وكــــلُّ هـــذه بجـــاهِ أربَعَـــه
شــهودُ نَتــخٍ خُــذ كلامـي وآسـمَعَه
وَإن تُــــرِد نَتخَــــةَ جَردَفُــــونِ
جَـــاهَ أربَــعٍ ورُبــعِ بــالتمكينِ
فَقِـس علـى السـُّهَيلِ أيضـاً والظليم
أربَعَـــةً ضـــَيِّقَه وَكُـــن عليـــم
إن قِســــتَهُم أربَعَــــةً ورُبعَـــا
قِســـهُنَّ ضـــَيقاً والجُــدَيَّ رَفَعَــا
أو كــانَ جَاهُــك والـذِّراعُ أربَعَـه
والنَّســرُ ســتاًّ ثُـمَّ نِصـفاً يَتبَعُـه
وًلَـــم تَـــرَى أُمَّ الصـــَّنَاني وَلا
تَــرَى هُنَــا المُنجِـيَ وُقِّيـتَ البَلاَ
فَــــأنتَ هُرمُـــوزيُّ أو مُكرَانـــي
بــالكُوسِ فَــآفهَم وَآعـرِفِ المكـانِ
وإن يَكُــــن أربَعــــةً ونصــــفَا
الجــاهُ والواقــعُ ســَبعاً فآرفَـا
باللَّيــلِ لا شــَكَّ إلــى الجزايــرِ
مـــا حاجـــةٌ أذكُرُهَــا للخــابِرِ
إذا رأيـــتَ المُنجِــيَ يــا خِلِّــي
وَلُـــو يَكُـــونُ واحـــداً بالكــلِّ
وَمَـــن يَكُـــن أُســـمِيَ للرياســَه
لا بُــدَّ فــي البحــرِ لَــهُ سِيَاسـَه
وَإن تقيــسِ الجــاهَ خَمســاً عـادَه
والنســرَ ســَبعاً فَوقَهَــا زِيَــادَه
ثُمــنٍ فَأَمَّــا الشــَعرَى الغُمَيصــَا
لا فيــــه تزييـــدَ ولا تنقيصـــَا
وعنــــدَكَ الحكريـــكُ والطيـــور
والريــحُ والحايــةُ إسـمَعِ الشـَّور
كَبِّــــر وَهَلِّــــل وآنشـــُرِ الأعلامِ
تهنيـــكَ رؤيـــاكَ لِــراسِ مَــامي
إن شــِيتَ هُرمُــوزاً وَمَــا يليهَــا
أو كُنـــتَ عَطشــَانَ فــأرسِ فيهَــا
وإن تَكُــــن مكِّــــيَّ او يَمَـــاني
حَــدُّك إلــى نيــروزكَ الســُّلطَاني
وإن تــــرى للواقــــعِ ســــَبعَه
فالجــــاهُ والــــذراعُ أربَعَـــه
إن كــانَ ريـحُ الكـوسِ عَطفـاً طِفلاً
فَــأنتَ عَــن بــرِّ العَــرَب لا تَخَلا
وَرُبَّمَــــا كُنــــتَ بجـــاهِ ســـتِّ
مـا بَيـنَ ذي الريحيـنِ خُذ مِن نَعتي
خصــوصَ إن عــاينتَ بعــضَ المُنجـي
أبشـــِر فـــأنتَ ظـــافِرٌ بـــالف
وإن رأيــتَ الكــوسَ صــارَ مُسـعَرَا
نَتخَتـــك رَاسُ الحَّـــدِّ أو شـــَعرَه
أو راس جـــاشٍ آســـتَمِع إرشــَادي
علــى قــدرِ مَــا تُقبِـلُ بـالجوادِ
وَإن يكـــونِ الكاســـِرُ المنيـــرِ
ســــَبعَةَ إلاّ رُبــــعَ بـــالتحريرِ
وَلَــم تَــرَ المُنجِــي ولا الأشــَايِر
فَلاَ يَغُرَّنــــكَ قيــــاسُ الكاســـِر
فــي جـاهِ خِمـس فـي أخيـرِ الـوقتِ
قُــم فـي الركـايبِ وَآسـتَمِع نعـتي
إن كــانَ مَركَبُــك خفيفــاً بَــادرِ
وآقصـِد إلـى الـدِّيو أكبَرِ البنادِرِ
وأُدخُــلِ الخَــور إن تَكُــن خـابرَا
وَعَتِّــــدِ الحبــــالَ والأنَـــاجِرَا
لأنَّ فــــي التَغليــــقِ جـــوزرات
أمطَارُهَــــا ثقيلـــةُ المـــاءات
وإن تكــــن أغـــزَرتَ بـــالكثيرِ
قَيَّــدتُ لَــك قَيـداً علـى التحريـرِ
فــي جــاهِ خَمـسِ يهتـدى المسـافرُ
أو عـــاجزُ ضــَرَّت بــهِ الضــرايرُ
ن كـــانَ بَيـــنَ ذَينِــكَ الــبرَّينِ
بــرِّ العَــرب والهنــدِ بـالتعيينِ
تــرى هنــاكَ الشــِّعريَ العبــورَا
ومثلُهَـــا الواقــعُ كُــن خــبيرَا
ذاكَ آصـــبَعَانِ وَرُبُـــع ذي مِثلُــه
يكفيــكَ هــذا فــي الخِضــَمِّ كلِّـه
أو كُنـــتَ دابــوليَّ أو كَنبَــايتي
أو مِــن مَنِيبَــارَ آسـتَمِع هِـدايتي
إذا رأيــتَ فــي القيــاسِ جُــزرَا
فَــأنتَ فــي أمطَــارِ دَندَرســفُورَا
إنَّ لَـــــهُ دلايـــــلَ كـــــثيرَه
قنــديلُ مِــن علــى شـَيُول شـَهيرَه
لَــو كُنـتَ مـا رأيتَـهُ فـي العُمـرِ
فــأنتَ فــي الـترتيبِ فيـهِ تَجـري
لأنَّــــهُ خـــورٌ كـــبيرٌ مهنـــاع
وإســمُهُ بَيــنَ البرايـا قَـد شـَاع
وغيــــرُهُ دابـــولُ أو سنجيشـــرِ
أدخُلهُــمُ فــي الغَلــقِ ثَـمَّ وآجـرِ
وغيـــرُ هـــذا خـــورُ ســـَاجُوَانِ
وليـــسَ يحتـــاجُ إلـــى رُبَّـــانِ
مـــا بيــنَ سَنجِيشــر وســُندَابُور
طـــوطَتُهُ بِيَمنَـــةٍ نِعــمَ الخَــور
مــا بَعــدَهُم ســافلُ يــا فطينـا
إلاَّ أزاديــــــوا وَقنــــــدَرِينَا
لكـــــنَّ أمطــــارَ منيبــــاراتِ
تأتيـــكَ ســَكباً دايــمَ الأوقــاتِ
أو كـــانَ أمطـــارٌ بجـــاهِ ســتِّ
تَحوِيـــكَ مُكـــرانُ فَخُــذ كلمــتي
وإن تَكُـــن تلـــي لجـــاهِ خَمــسٍ
فَـــرُبَّ تَــاتي جــاشَ بــرَّ الأنــسِ
والمُرفىـــءُ عســـكرُهُ والمركَـــبُ
وخيــــــرُهُ وشـــــرُّهُ مُرَتَّـــــبُ
وفــي المواسـمِ مـن جميـعِ البَحـرِ
إن كــــانَ فحلاً بكلامـــي يجـــري
أرجُــــوزَتِي مَوزُونَـــةٌ بالـــذَّهَب
مَـا قَـد حَوَت في الغَلقِ أَيَّامَ التَّعَب
أُذكُرنِـــيَ وآذكُــرَ أيَّامــاً مَضــَت
ضــَيَّعتَ مَوســِمَهَا بهنــدٍ وآنقَضــَت
إذا رَمَـــى ســالكُ هــذا البَحــرِ
ســـلاحُهُ لَــم يَــدرِ أيــنَ يَجــري
وصـــارَ فـــي الخَلــقِ بلا جَنَــاحِ
يُرشـــِدُهُ فـــي جُملَــةِ النــواحي
إن كــانَ رُبَّانــاً ســَدِيداً رَأيَــا
مُستَرشــِداً فــي ســايرِ البَرَايَــا
قياســـــُه مُرَتَّــــبٌ والمجــــرَى
ذا فِطنَـــةٍ بَــارَك يَــومَ الســُّرَى
أمّــا الــذي يَســتَرخِصُ النَّواخِـذَه
فليـــسَ لَـــه مُعَلِّــمٌ بالقاعِــدَه
لا بُــدَّ مــا فــي سـالفاتِ الـدَّهرِ
يَــرَونَ عَامــاً فــي جميـعِ العُمـرِ
تَمنَــاهُمُ الصــَّرفَةُ فــي التَّرحَـالِ
تُتلِـــفُ أرواحـــاً علــى أمــوالِ
إنَّ رُقَــــادَ العـــالمِ المُـــدَقَّقِ
أَجمَـــلُ مِــن ســَاعٍ وَلَــم يَحقَّــقِ
أمّـــا الخـــبيرُ فَيَعــرِفُ زَلاَّتِــهِ
وَيَمكُـــثُ الجاهــلُ فــي ســَقطاتِهِ
مَــن لَـم يُحَكِّـم فـي أُمـورِ البَحـرِ
فَغَلطُـــه واللـــه ليـــسَ يَــدري
مَــن ذا الــذي لِقَـيَ فِـي مَيـدَانِه
أيِّ قريــــنٍ يَصــــرَعُ أقرَانَــــه
واعلَـــم بـــأنِّي شــَرَحتُ واقعــي
مَــعَ الــذِّراعِ فآســتَمِع مَنَــافِعي
إلاّ بِجَــــري الكُـــوسِ بـــالوِرَابِ
وَقَيــدِ نَجــمِ الميـخِ فـي الحسـابِ
لأنَّنـــي قَـــد قســتُهُ يــا هــذا
غربــاً وشــرقاً مــا نَقُــص وزاداَ
وَنَفعُـــهُ لـــي جـــاهِي ســـُهَيلِي
إصــبَع بِنصــفِ آصــبَعِ يَـا خليلـي
وإن نَشــــَرتَ عَلَــــمَ الفــــالاتِ
وآعتَــــدَلَت ريحُـــك والحايـــاتِ
إقســـِمَ بَــرَّ الفَــالِ والســّومالِ
فــي جـاهِ ثَلـث ونصـفِ خُـذ مقـالي
وأنــتَ فــي مَجــرَى ريـاحِ الكُـوسِ
مِــن نَحــو حـافُوني وتلـكَ الـروسِ
خُــذ ذا مِـنَ الشـِّهَابِ لَـك نصـايحَا
تَـــذكُرهُ فـــي ســـرِّه وصـــايحَا
يَصـــنَعُ مِثلـــي هــذه الأرجــوزَه
لأنَّهـــــا غريبـــــةٌ عزيـــــزَه
ســـهرتُ فـــي بِحَارِهَـــا ليــالي
وَقَــــدرُهَا يَعرِفُــــهُ أمثــــالي
لَــو خَبَــرَ النــاسُ جَميـعَ الكتـبِ
وَنَظمَهُـــم ونَــثرَهُم يــا صــَاحِبي
لَــم ينظُــروا أعَــمَّ نَفعـاً مِنهـا
فَـــذَر لقــولِ الحاســدينَ عَنهَــا
ولَـــم يُـــرِد تَصــنيفَهَا ســِوَائي
لَـو كـانَ مَـن يكـونُ فـي الـدُّنيَاءِ
لَــم يسـتَطِع إنِّـي عليهَـا بالرَّصـَد
مُنــذُ ســنينَ فَــوقَ عِشــرينَ عَـدَد
والآنَ قَــــد كَمَّلتُهَــــا بجُهـــدي
علـــى قَـــدَر مَعرفـــتي وكَـــدِّي
ســـــَهَّلتُهَا لِعِرفَــــةِ النــــاسِ
فــــي ضــــَيقَةٍ وشـــِدَّةٍ وبـــاسِ
إن كــانَ فـي ألفاظِهَـا والقـافِيَه
ضـُعفاً تَـرَى فيهـا المعـاني وافِيَه
رَقَّـــت ولكِـــن رِقَّـــةُ معناهَـــا
تُعطِـــي نُفُــوسَ العُلَمَــا مُنَاهَــا
يُهـدَى بِهَـا الغـادونَ عِنـدَ الغَلـقِ
ثَبَتُّهـــا لِرُشـــدِ كـــلِّ الخَلـــقِ
وإنَّ فـــي الواقِــعِ ثــمَّ النَّســرِ
نَاســِخَ وَمَنســوخاً فَإقبَــل عُــذري
ســــَمَّيتُهَا ســــَبعِيَّةً يــــاقَومي
لأنَّ فيهـــــا ســـــَبعَةَ عُلَــــومِ
عـــامَ ثمــانِينَ وثمــاني مــايَه
وفوقَهــــا ثمــــانِيَه وَفَــــايَه
بالوَاحِــدِ المَعبُــودِ يــا خليلـي
إذا رَكبــتَ الغَلــقَ فَــآدعو لــي
مُصــَلِّياً علــى النــبي التِّهــامي
وآلِـــــهِ وصـــــَحبِهِ الكِــــرامِ
مــا قــاسَ نَجـمَ النَّسـرِ والـذِّراعِ
حـــولَ المَجَـــرَّه نَـــدِيُ ذراعــي
ومـــا دَعَــا بالشــِّعريينِ داعــي
وأقبَــــلَ الحُجَّــــاجُ للَــــودَاعِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.