
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومَـــن أَحَــبَّ مَعرفــة الــزامِ
وقســـمةَ الجُمَّـــة بالتَّمـــامِ
فليَفتَقِــد فـي جُملَـةِ المَنـازِل
مــا كـان منهـا مُشـرِقاً وآفـل
والبَـدرُ بالَّليـلِ معـاً والشـمسُ
لكـــلِّ ســاعه مَنزِلَــه وســُدسُ
وكـــلُّ زامٍ فَلَـــهُ المَنـــازِلُ
ثلاثُ أيضــا ثــمَّ نِصــفٌ كامِــلُ
أوَّلَ مــا تَبــدأ فـي النَّيـروزِ
كــي تَعـرِفَ البُـرُوجَ بـالتَّمييزِ
خُـذ مـا مضـى منـه وزِد ثمانيه
مـن بعـد سـبعين عليهـا وافيه
واجعَـل لكـلِّ مَنـزلٍ ثلـث عَشـرَه
وعُـدَّ يـا صـاح من نجيمِ الزُّبرَه
فمــا انتهـى لـه مـن الحسـابِ
هـو طـالعُ الفجـرِ علـى الصَّوابِ
والشــَّمسُ فـي ثالِثَـةِ المَنـازل
أعنـي التي الفَجر بها يا سائِل
ويسـتوي الشـَّهرُ برابـع مَنزِلَـه
إن كان وافي قِس على ذا واعمله
وإحســِبِ الشـَّمسَ معـاً والبَـدرا
بــأيِّ بُــرجٍ إن تريـدَ الفَجـرا
لكــنَّ ذا الــذي وصــَفتُهُ لــك
كبيســةٌ يَعرِفهــا أهـل الفَلَـك
فـي كـلِّ عـام رُبـعٌ مـن الأيَّـامِ
مــن هجــرَةِ الهــادي للأنــامِ
وفـي الكبسـَه بين أصحابِ النَّظر
ســـَهلُ اختلافٍ نَقَلــوا الخَبَــر
نَظَمتُـهُ نـإذ عَمَّ وصفي في الورى
مــا للجـوادِ راكـبٌ أن يَهجُـرا
نــوخيرُ مــا لِلجُمَّـةِ المٌسِّسـمى
بنــاتُ نَعـشِ السـَّبعَةُ المُعظَّمـه
تركتُهـــا إنَّـــي لا أُصـــيبُها
طــولَ الزَّمـانِ فـافهَمَن عَيبَهـا
أمَّـا المنـازلُ الـتي وَصـَفتُ لَك
إثنَي عَشَر بُرجاً تُصادف في الفَلَك
لكــلِّ بُــرجٍ مـن ذوي المَنـازل
مَنزِلتـــانِ ثــمَّ ثُلــثٌ كامِــل
فــأوَّلُ الهنــعِ إلـى السـَّرطانِ
وأوَّل العــوا إلــى الميــزانِ
وهـذهِ البُـرُوجُ خُـذ منِّـي الخَبَر
تَنـزِل بهـا الشَّمسُ وأيضا القَمَر
فـإن تُـرِد تَعرِفَهـا خُـذ ما حَضَر
عِنـدَكَ مِـن نيـروزكَ الذي اشتَهَر
علــى مِــنَ الأيَّـام سـِتِّينَ وعُـد
مـن بُـرُجِ الميـزانِ أجـزا وخُـذ
لكـــلِّ بُــرجٍ شــَهرَ بالصــَّوابِ
فالشـَّمسُ فـي الغايةِ في الحِسابِ
فـإن عَرَفـتَ الشَّمسَ فاحسِب للقَمَر
وزده أيضــاً خمسـةً مـع ماحَضـَر
مـن شـَهركَ العربي ومثلَه وآقسِمِ
لكــلِّ بُــرجِ خَمســةً ذا فـاَعلمِ
إنَّ العَــــدَد أوَّلُـــهُ مُقَـــوَّم
مــن بُـرُجِ الشـَّمسِ الـذي تَقَـدَّم
فالبــدرُ للبُـرجِ الأخيـر واصـِل
إن شـِئتَ أن تَعرِفـهُ في المَنازل
نصــفُ ثلاثٍ فــوقَ ماضـي الشـَّهرِ
واحسـِب إليـه مـن نُجيـمِ الفَجرِ
وإن تُــرِد أن تَعــرِفَ السـاعاتِ
علــى غـروبِ البَـدرِ والطلعـاتِ
مــن أوَّلِ الشـَّهرِ لِنِصـفِ الشـَّهرِ
تَعـرِف علـى كَـم سـاعة أن تجري
ونصــفُهُ الآخـر علـى كَـم يَطلُـع
مــن ســاعةٍ تَضـرِبهُ إن يَجتَمِـع
فـي سـِتةٍ واقسـِمهُ سـَبعَه سـَبعَه
مثـالُهُ فـي الشـَّهرِ كـان سـَبعَه
تَضـــرِبُها فــي ســتَّة تَبِينــا
إثنيــنِ جــاءَت بعـد أربعينـا
واقسـِم إلـى السَّاعاتِ سَبعَه حتَّى
يَصــِرنَ مـن سـاعاتِ عِنـدَك سـِتَّا
فـذاكَ نِصـفُ الَّليـلِ ما فيهِ مِرَا
لأنَّـــهُ جميعــه اثنــا عَشــَرَا
كـذا مِـنَ النَّصـفِ لِـراسِ الشـَّهرِ
أحسـب طلـوعَه فـي طلـوع الدَّهرِ
وإن تُـــرِد تَعمَــلَ بالمَنــازلِ
فــي طــالعٍ أو وَتــدٍ أو آفِـلِ
تَقســِمُها وتَضــرِبُ مِثـلَ القَمَـر
فـإن تَـرَ القسمَ عَن السَّبعَة قَصَر
فــذاك أســباعٌ لِســاعَه تُجـزا
إنَّ لهـا فـي القَسـمِ سَبعَه أجزا
واعلَــم بــأَنَّ هــذه السـَّاعاتِ
عنـدَ أُلِـي العِلـمِ زمـانٌ يـأتي
يصــادفونَ الســَّبعةَ الســَّيارَه
عطـــارداً والبــدرَ بالأمــارَة
ثــمَّ زُحَـل والمشـتري قـد جَـرَّه
مرِّيخُــهُ والشــَّمسُ ثـمَّ الزُّهـرَة
هــم ســَبعَةٌ لهـنَّ سـَبعَه أحـرِفِ
والمبتــدا مــن الأحَـد فـاعرِفِ
دَيهَــلُ ســَرخُ الَّليـلُ والنَّهـارُ
إليــه شــَرحُ دَيهَــل أشــاروا
هُـــم كِلمتــانِ ســَبعَةُ حُــروفِ
تَعكُــسُ المــذكورَ يــا ظريفـي
أوَّلُهُــم آخــر حــروفِ الكـوكب
عطــارد فالــدال مَيِّـز واحسـِبِ
والمُشـتري لليـاء والزُّهـره ها
واللامُ للنَّحــسِ وشــَمسٌ ســينُها
والقمــرُ الـرا وَجَـوَادُ الفَلَـك
سـَمَّو بالمريـخِ خـا مـن غيرِ شَك
إلـــى عطــاردٍ غســق تكــرار
والســين يــأتي أولَ النهــار
أعنـي الأحَـد هو مُبتَدَا التقويمِ
آخِــــرُ حَـــرفٍ أوَّلُ الصـــَّريمِ
ومــن أحَــبَّ معرفــة الزَّوجــي
دخـــولِهِ الأخنـــانَ والخــروجِ
فــدورةُ الزَّوجــيِّ فـي الأخنـانِ
فـي كـلِّ شـهرٍ فـافهَمَن تَبيَـاني
يعـــودُ للخَـــنِّ بكـــلِّ شــَهرِ
ثلاثــةَ أيَّــام بطــولِ الــدَّهرِ
فجملـــة الأحـــادِ والخمســاتِ
فـي الزَّوجـيِ الهيرانُ قيلَ يأتي
والأربعــاتُ والثَّــواني القَلـبُ
طلــوعُهُ يــا صــاحبي والغـربُ
أمَّــا الثلاثــاتُ مـعَ السـَبعاتِ
فهـي إلـى الأقطـاب يـا ثقـاتي
والبـــارُ للســِتَّاتِ والثَّمَــانِ
والوَتَــدُ الأتســاعُ خُـذ بيـاني
وآخــرُ العشــرات عليــه الأرضُ
وقـال فـي التاسـعِ هـذا البعضُ
فاحــذَره ثــمَّ إحـذَرِ الأصـحابا
وافعَـل لهـم بالنصـح كي تُثابا
والــواجبُ الرُّبَّــانُ أن يُطاعـا
فـي كـلِّ مـا يُريـدُ يـا شـُجاعا
خصـــوصَ إن وافَـــقَ للطوفــانِ
أشــايرُ تُعــرَفُ فــي الزَّمــانِ
مثــالُهُ إن كـان شـمسٌ أو قمـر
لـهُ مَنَـادِل فالحَـذَر كـلَّ الحَذَر
وإن تَكُــــن منـــادلٌ ثلاثـــه
مُقيمــــةً أيَّامهــــا ثلاثـــه
بغيـر بـابٍ فـي الصباحِ والمَسا
والوبـدُ والحيـاءُ والغيـمُ رَسا
والبحــرُ زَحــنٌ ورُئِي السـَّرطَان
فـــديِّرِ الفُلـــكَ ولا تتـــوان
واقصــُد بعـزمٍ أقـربَ البنـادرِ
يكفيــك ربِّــي جملـةَ المَحـاذرِ
وإن تَـرى المنـدلَ بَعـدَ الظُّهـرِ
فـأَّوَّلُ الرِّيـح عِنـدَ أَهـلِ الخُبرِ
وإن رأيـتَ الرَّعـدَ بـانَ والمَطَر
يــأتي بلا خِــبٍّ ضـعيفاً مُحتَقَـر
والــبرقُ إن رأيتَــهُ مُرتفعــا
فالرِّيــحُ تاتيــكَ ولا تَمتَنِعــا
وإن تَــرَ الــبرقَ بـوجهِ اليـمِّ
فحكمُـــهُ كَحُكــمِ حــرِّ النجــمِ
ياتيــكَ فــي أمكنــةٍ ريحُهُمـا
وأمكنـه لَـم تأتِ فافقَه وافهَما
هـذا الـذي وافـقَ فـي الحسـابِ
مـن كـلِّ مـا يُـذكَرُ يـا أصحابي
فلـــو أُرِد تطويــلَ كــلِّ فَــنِّ
لَــم تَطِـقِ النُّسـَّاخُ تَنسـَخ عنِّـي
قصـدي الأُصـولُ فـي علـومِ البحر
لا قصــديَ الهـرجُ وكـثر الشـعر
قـد راحَ عمـري فـي المطالعـاتِ
وكــثرةِ التســآلِ فـي الجهـاتِ
وكــم رأيـتُ فـي قطـوطِ الشـولِ
ونظمـــه والنـــثر والفصــولِِ
وكــم نَظَـرتُ فـي حسـابِ العَـرَبِ
وحســبةٍ للهنـد مـذ كُنـتُ صـبي
لَـم أرَ شـيئاً فـي اتفـاقِ الأصلِ
فـي القُمـر والزَّنجِ صحيح النَّقلِ
وفــي جنــوبي جــاوةٍ والصـينِ
والفــالِ علمـاً صـادقَ اليقيـنِ
والعقـلُ أصـلاً قـطُّ مـا طاعَ وَرَق
أن يَعتَقِــد فــي طِـرسِ قـطّ ورق
مـن أجـلِ ذا إنِّـي اختصرتُ نظمي
حَكَّمتُـــهُ علـــى حقيــقِ علــمِ
أُودِعــهُ فــي أُرجــوزةٍ غــراءِ
هيهــاتِ أن يُهـدَى لهـا سـوائي
جـاءَت كمـا جـاءَ الشِّهابُ يُستَضا
يـا حاسـدي مُـت كَمَـداً أو غيضا
تمَّــت بشـهرِ الحـجِّ فـي جُلفـارِ
أوطـانِ أُسـدِ البَحـرِ في الأقطارِ
فــي يــوم عيـدِ أبـركِ الأيَّـام
إذ خُـــصَّ بالإحســانِ والصــِّيامِ
وكـان فـي التاريـخ يـا مـولايَ
ســِتَّه وســِتُّون وثَمــانِ مــايه
ســَمَّيتُها بالحــاويه يـا صـاحِ
تُضـــيءُ للجاهـــلِ كالمصــباحِ
ولا ألامُ بعـــد مـــوتي فيهــا
أن يغلــطِ الكـاتبُ أو قاريهـا
قرأتُهــا علــى أُهيــلِ الصـَّرفِ
والنَّحـوِ والعربـانِ أهـل العُرفِ
ومـا حَـوَت رَهمانَجـاتٌ يـا فـتى
إلاَّ وَفَتهـــا صـــَفوَةً ونَعتـــا
بصـائرٌ لـي فـي أُصـولِ التَّعلِمَه
بنبــذةٍ يَــروونَ لـي مُسـتَحكَمَه
إذا رآهــا العــارفُ الخــبير
وميَّــــــزَ الأوَّلَ والأخيــــــر
وعـــاينَ الفصــولَ والحِســباتِ
دعــا لِــمَ ينظُــمُ ذي الأبيـاتِ
جميعهــا ألفـاً وثمـانينَ أتَـت
تزيــدُ بيـتين لـذاك قـد وَفَـت
فصـولُها يـا صـاحبي أحَـد عَشَرَا
إحســِب تَجــدهُنَّ وتَســمَع وتَـرى
ففصـــلُها الأوَّلُ خمســونَ عَــدَد
وفوقَهــا خمســةُ أبيــاتٍ مَـدَد
وفصــلُها الثــاني سـتّينَ أتـى
ثــالثُ فَصـلٍ أربعيـنَ يـا فـتى
مــائةٌ وســبعونَ لرابــعِ فَصـلِ
وفصــلُها الخـامسُ إليـه تُملـى
مـــائةَ بَيــتٍ وثلاثيــنَ مَعَــه
ثَلثَــةُ والســادس مَئَه وســَبعَه
ســابُعها قَـدِ اسـتَطالَ واحتَمـل
مـائه وخَمسـَه فـي ثمـانينَ كَمُل
وثـامنُ الفصـولِ سـَبعون وافِيَـه
تاســعُها سـبعون بيتـا صـافِيَه
لــه ثمــانِيَه وأمَّــا العاشـرُ
ســبعونَ بيتـاً عـدَّها المُباشـِرُ
وفصـلها الآخِـر هـو الحادي عَشَر
مـائه وعَشرَه ثمَّ خَمسَه في القَدَر
مــا عيبُهـا إلاَّ لفقـدِ العـارفِ
وعــــالمٍ لِلغَلَطـــاتِ كاشـــفِ
فـإن تَجِـد فيهـا خلافـاً أو خَلَل
حـازَ الكمـالَ خـالقي عـزَّ وَجـل
ألَّفتُهـــا بعــد ثبــاتٍ حَســَنِ
بفضــلِ خــالقي ومَــن علَّمنــي
أنـا الفقيـرُ والضـعيفُ الراجي
غفـــرانَ ربِّــي وإليــه لاجــي
أحمـــدُ بــنَ ماجــدِ الشــهابِ
العربـــي المَعقلــيِ الشــِّهَابِ
ناشــَدتُكَ اللــه أيـا معـواني
إذا تلــوتَ النظــمَ والمعـاني
إقــرأ لنـا الحمـدَ مـع الإخلاصِ
ينفعُنــا فــي يــوم بلا مَنَـاصِ
صــلَّى الإلـهُ كلَّمـا هـبَّ الصـَّبا
علــى النــبيِّ ســيِّدٍ للعربــا
وآلــه الكــرام أهــل النسـَبِ
وصـــَحبِهِ والتــابعينَ النُجــبِ
ومـــا ســـرى معلِّـــمٌ بفُلــكِ
ومــا صــفا مُلـكٌ لأَهـلِ المُلـكِ
قـد كَمُلَـت أُرجـوزتي مـن فكـري
أوَّلُهــا حمــدي وآخرُهـا شـكري
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.