
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَزَمـتُ والعَـزمُ حميـدٌ فـي السَّفَر
لا ســيَّما مـن بَلـدَةٍ فيهَـا ضـَرَر
أطلُــبُ تَحــتَ الريــحِ بالإذعـانِ
فــي مَركَــبٍ يَطيــرُ كالعِقبَــانِ
مِــن أرضِ كــاليكوتَ بالعنــايَه
بــأوَّلِ الســتِّينَ قَبــلَ المـايَه
أَوَّلُ مــا جريــتُ يــا إخــواني
مـن بَعـدِ أن قَـد فَـرغَ الديماني
فـي مَغـرِبِ المُحنِـثِ سـَلَكتُ عَشـرَه
أزوامِ جَمَّـــه صـــافِيَه مُحَــررَّه
وَبَعــدُ مــا يلِيــهِ فـي القُطـبِ
ومَطلَـعِ المُحنِـثِ كَـذا يـا صـَحبي
وهَكَــــذا ســــهيلُ والحمَـــارِ
بالكــلِّ إجــرِ بالســَّواكُن داري
وَمِــل علـى مَطلَـعِ قَلـبِ العَقـرَب
كَمِثلِهِــــم ثلاثــــةً لِتَقــــرُب
وَمطلَـــعُ الإكليــلِ إجــرِ فيــهِ
ثلاثـــةً والتِّيـــرِ كُــن نــبيه
ســـَبعَةُ أخنـــانٍ لَهُــنَّ جُملَــه
أحــدَ وَعِشــرونَ كُفِيــتَ الغَفلَـه
عَــنِ القيــاسِ فَهُنَــاكَ المَعقِـل
مَـــعَ ســُهَيل ثَمَــانِيَه فَآعقِــل
وَرُبــعُ هــذا قيــدُ ذي الطريـقِ
مــا فيــهِ مــن شـَكٍّ ولا تَعوِيـقِ
وَقِــس هُنَــا الســُّهَيلَ والظليـم
ســَبعاً ولكِــن فِهيِــمِ التحكيـم
إن كـانَ فـي هـذي النجـومِ نَفـس
شــَرِّق وَأشــمِل لا تَكُــونَ أخــرَس
وَإن رَأيـــتَ فيهـــمِ تَنقيصـــَا
إجــرِ علـى الجَنُـوبِ يـا حريصـَا
لِتَســـلَمَنَّ مِـــن أَذَى الســـَّيلانِ
وَأُرصــُدِ البَــرقَ بــذي المَكَـانِ
تَنظُــــرُهُ يَقُــــومُ كالســـُّيوُف
فَــــإِنَّهُ بِقُربِهَــــا مَعــــرُوف
وَإن تَكُــن يــاخِي بعيـداً عَنهَـا
يُـومِضُ فَـوقَ المَـاءِ فـآدنُ مِنهَـا
وَإن وَصــَلتَ وَالقِيَــاسُ قَـد كَمُـل
ثَمَــانِيَه وَرُبــعَ مَــافِيهِ خَلَــل
وَالفَرقَــدَانِ ســَبعَةٌ مَــع نِصــفِ
إسـمَع كَلاَمِـيَ وَآسـتَفِد مِـن وَصـفي
وَرُدَّهُ علـــى اليَســـَارِ وَآجـــرِ
فــي مَطلَـعِ الطـايِرِ يَـاخِي عَشـرِ
أزوَامِ حَتَّـــى تَخلِـــفَ الســَّيلان
وَتَرتَفِـــع مِــن وادي الطُّوفَــان
وَرُدَّهُ يَـــومَينِ فـــي الســـِّمَاكِ
تَــدُورُ بالســَّيلانِ يــا زواكــي
يَقِــلُّ عَنــكَ المَــوجُ والسـَحَايِِب
وَيَرجِــعُ البَــرقُ علـى المَغَـارِب
وَإن تُـــرِد شــُهُودَ ذي المَكَــانِ
ســُهَيلُ وَالظَّليــمُ يــا إخـوانِي
هُــم ســِتَّةٌ وَرُبـعُ فيهـنَّ النَّفَـس
قِســهُنَّ إن كَـانَ مبينـاً أو غَلَـس
إن زِدنَ في القياسِ زِد في المَجرَى
أعنِـي السـِّماكَ الرَّامِحَ المُشتَهِرَا
وَإن نَقَـــص رُدَّهُ فـــي الجَــوزَا
وَالتِّيــرِ إن شــِيتَ هُنَـا تَفُـوزَا
حتَّـــى تراهُـــم ســتَّةً ورُبعَــا
ســُهَيلَ والمَعَقِـلَ خُـذ مـا وُضـِعَا
هُــم سـَبعةٌ ونـفُ فـي ذا الوصـفِ
والفرقَــدَانِ ثمــانِيَه مَـع نَصـِفِ
وفيهــمِ الضــيقُ فَكُـن بالعـالم
حتَّــــى تكـــونَ للطريـــقِ لازِم
وإجــرِ فــي الطــايرِ أربعينَـا
ثُــمَّ احتَــرِز فَكُـن لِـذَا فطينَـا
تَنـدَخ بِـذَا القيـاسِ نـاكَ بـاري
وَآنظُــر تَــرَى جبالَهَــا يَسـَاري
مِـــن بعــد أربَعيــنَ آصــطلاحَا
أزوامَ جَمَّـــــه كُمَّلاً صـــــحاحَا
مِــن فَولَــةٍ لَــكَ عَــنِ السـَّيلانِ
مِــنَ المَشــارِق دَايِــمَ الأزمَـانِ
فــي مَركَــبٍ يُشــابِهُ المسـعودَا
أمَّــا الثِّقــالُ فَـآولِهِم مَزِيـدَا
مِــن هَــا هُنَـا مُنَتَصـُف الطريـقِ
مِــن ظَهـرِ سـَيلانَ علـى التحقيـقِ
وَعُــدَّ أزوامَـك مِـن يَـومِ السـَّفَر
بِنـاكَ بـاري كـي تَفُـوزَ بـالظَّفَر
عِشــرينَ فـي المُحنِـثِ والهِيـرَانِ
وَمِثلَهُــم فــي السـبعَةِ الأخنَـانِ
يَزيــدُ زامــاً وَآحسـبِ السـِّماكَا
ســِتَّه عَشــَر جَملُــهُ يـا فَتَّاكَـا
ســـَبعَه وخَمســـُونَ وَأربَعُونَـــا
لِنَــاكِ بـاري سـَبعُ مَـع تسـعينَا
فَنِصــفُهَا الســَّيلانُ مــن شـَرقِهَا
بَــل إنَّ دَورَتــكَ تزيــدُ فَضـلَهَا
أزوامُــكَ المــذكورَةُ المُجَرَّبَــه
لإِجـــلِ دَورَتــك تَكُــن مُنتَخَبَــه
أمّــا اللَّيَــالي مَعــكَ والأيَّـام
عِـــدَّتُهُم ســَوَا بِــذَا الإفهَــام
وَإن تَكُــن ريحُــك مِـنَ المُصـَالِبِ
قَصــِّر بِهَــا قِلعــكَ ثُــمَّ قـالِبِ
إن قَـــالبتَ يَســـرَ أَو يَمِيـــن
فَلاَ تَزيــدِ الجــوشَ عَــن زامَيـن
خَوفــاً مِــنَ التَّهَــوُّسِ والضــِّيقِ
والمــاءُ مَيَّــادٌ بــذي الطريـقِ
مِـــن قُــربِ ســَيلانَ وَمَايليهَــا
كَــم مَركَــبٍ تَــاهَ وَتَـوَّه فيهَـا
وَنَــاكَ بــارى يـا أخـي جزيـرَه
مُخضــــَرَّةٌ عَالِيَــــةٌ كــــبيرَه
ديرتُهَـــا ســهيلُ يَــا إخــوانُ
وَتَنقَســــِم وَبَينَهَـــا خِيـــرَانُ
فـي رأسـِهَا الجَـاهِي تَـرَى قِطعَاتِ
إن جِيتَهَـــا يُـــرَونً مَغـــزولاتِ
جَــاهِيَّهُم جزيــرةٌ فيهــا شــَجَر
وَالنارَجِيـل كـثيرُ خُذ مِنِّي الخَبَر
تَـرَى عليهَـا يـا أخِـي الفَرَاقِـد
تِســعَةَ بــالتحقيقِ غَيــرَ زايـد
فـي رأسـِها الجاهي فَكُن بالحاذِقِ
مُــرَّ ســُهَيلِيهَا علــى الحقـايقِ
ســُهيلُ والظلَّيــمُ فــي جَاهِيِّهـا
ســـِتَّه إلاَّ ثُلـــثَ يَــا فَقِيهَــا
أمَّــا ســُهَيلَي الجزيـرَه قِسـهُمَا
وَهـيَ علـى اليَسـَارِ ثُـمَّ آعرِفهُمَا
بـــأنَّهُم ســـِتٌ ورُبــعٌ مُحتَكِــم
أُقـرُبَ تَهنـا النَّقطَ وَآنشُرِ العَلَم
أمَّــا ســُهَيلُ ســَبعةٌ والمَعقِــل
وَنصـفُ يـاتي فـي القِيَـاسِ فَآعقِل
قِيَــاسُ عَـادَه لا يَكُـن فيـه نَفَـس
يُعلَمـنَ مِـن فـوقِ القِيَاسِ كالقَبَس
إن لَــم تَكُــن تَنتَخُــهُ رجــالي
لا رَحِـمَ الرحمـانُ عَظمـي البـالي
وَإن نَتَخــتَ النتخَــةَ المؤيَّــدَه
إقــرَأ لَنَــا الفاتحــةَ مُشـَدَّدَه
أمّــا ســهيليهَا عليـه المعقِـل
مَــعَ ســهيلٍ خُــذهُ منِّـي وَآعقِـل
ســبعاً ونصــف تراهمــا شـَمَالاَ
بِمَيــــلِ للمَشـــرقِ لا مَحَـــالاَ
وَآعلَــم بــأنَّ الجُــزرَ مُغـزِرَاتُ
جبــــالُهُنَّ خُضــــرُ عالِيَــــاتُ
وَالكُـلُّ يـا خِـي إسـمُهُم بالباري
عَشــرُ جَزَايِــر كُــن بِهِــنَّ داري
وفيهـــمِ الجزيــرةُ المشــهورَه
وَإســـمُهَا ســَرجَلُ كُــن خــبيرَه
وَهــيَ سـُهَيلي الكُـلِّ شـِقِّ الغَـربِ
طويلــــةٌ مُخضــــَرَّةٌ ياصـــَحبي
والمُغـزِرَاتُ فـي الشـَمالِ والوَسَط
وفـي المَشـَارِق لا تَكُـونَ ذَا غَلَـط
أغلـــظُ مـــن ســُقُطرَةٍ وَأكبَــرُ
وآدنــاهُمُ زايــدةٌ كَمَــا تَـرَوا
قِيــاسُ مَنتَخهَــا مِــنَ الســيلانِ
ســُهَيلُ وَالظليــمُ يــا إخـواني
ســـتٌ وَرُبـــعٌ مَنتــخُ الثِّقــاتِ
وَلاَ علينَـــا مِـــن ذوي الآفَــاتِ
مــن بَعــدِ خَمســِينَ آصــطلاحِيَّاتِ
أزوامُ مِــن ســَيلاَنَ خُــذ وَصـَاتِي
أمَّــا الحِســَابيَّاتُ هُــم سـِتُّونَا
وَأربَــعٌ مِــن بَعــدِهِم ياتُونَــا
وَلاَ عَجَــــــب فهـــــذه الأزوامُ
مِـــن أرضِ كـــاليكوتَ ياهُمَــامُ
إن تَبلُــغِ المايَــةَ أو تزيــدَا
جَـوِّد لَهَـا التقميـنَ يـا رشـيدَا
شــُهودُهَا عنــدَك فــي القيــاسِ
جعَلــتُ لَــك أزوامَهــا أساســي
خوفــاً مِـنَ السـحايبِ الـداماني
مَــع عَــدَمِ القيـاسِ يـا رُبَّـاني
يُهــدَى بـذي الأوزامِ فالـداماني
لَــهُ القياســاتُ علــى السـَّيلانِ
بِجَــاهِ إصــبَع تَلتقِـي العَنَاقَـا
ومُقــــدِمَ النعـــوشِ إتِّفَاقَـــا
أربَعَـــةً ونصــفَ إحــذَر منهَــا
نَقِّصـــهُمُ حتَّـــى تَفُــولَ عَنهَــا
وَإجعَــلِ الشـَّرطَينِ فـي المَغَـاربِ
مَـعَ العَنَـاقِ أربَعـاً يـا صـَاحبي
تَــدُورُ عَــن سـيلانَ لَـم تَحويكـا
هَـــذا قيــاسٌ صــَادقٌ يُنجيكــا
وهُــنَّ يــاخي فــوقَ نـاكَ بـاري
خَمســـةُ إلاّ رُبـــعَ باختبـــاري
لكـــنَّ أزوامــاً لَكُــم أساســي
جَعَلتُهَــا خَيــراً مِــنَ القِيَــاسِ
فَــإنَّ أزوامــاً لَــكَ المـذكورَه
قريــبُ مــايَه زامِ هِـي مشـهورَه
مِـن صـَوبِ كـاليكوت لِنَـاكَ بَـاري
ثَلثَــةَ عَشـرَ يَـومَ فـي المَجَـاري
وَكُـــن جَرِيًّــا قَبلَهَــا وَإحــزِمِ
وَلَطِّـــفِ القِلــعَ بِليــلٍ مُظلِــمِ
فَـــإن نَتَخــتَ جَــارِ للجزيــرَه
مِــن غَربِهَـا يـاخِي علـى بصـيرَه
فــي مَطلَــعِ العَقــرَبِ والحِمَـارِ
زاميــنِ بـالمولِمِ فـي المجـاري
نضــــيفةٌ ديرتُهَــــا ســـُهَيلي
وَآعمَـل بِعَقلِـك والغُـزُر وَالمَيـلِ
وَرُدَّهُ فــــي مَطلَـــعِ الإكليـــل
خمســــَةَ أزوامٍ تَـــزِد قليـــل
وَمِـل علـى مَجـرَاكَ نَحـوَ العَقـربِ
تَنتَـــخ لِجَــامُس فُلَــهٍ فَــأُقرُبِ
لَهَــا ولا تَقــرُب لَهَــا بـالمَرَّه
وَسـِر علـى الجـوزا إلـى شـُمُطرَه
وَإن تَكُــن ريحُــكَ زَحنـاً فَاسـِدَه
إطــرَح بِبِريَـامَن مَعَـك ألفَايـدَه
إنَّ هُنَــاكَ البلــدَ فيــهِ يَـبرَا
لَكِــن غزيــراً إن أردتَ فَآســرَا
مُقَالِبــــاً وطالِبــــاً للمُـــلِّ
وليــسَ يَخفَــى ذا علـى ذي عَقـلِ
يـاتي بـذا المجـرى فُلُو تَنبُورَك
وفـــي شـــَمَالِهَا فُلُــوَ فَيــرَك
وَالمُــلُّ يــاتي لفُلُــو فِينَنــجِ
إن كــــانَ قَـــالِع أو لَدَنـــجِ
أرسِ بِهَــا إن شــِتَ أخـذَ المـاءِ
والمـاءُ تَحـتَ القِطعَـةِ الكُـبرَاءِ
تُخبِــركَ يــا رُبَّـانُ فيهـا عَنـهُ
أهــلُ الســَّنَابيقِ فَــأدنُ مِنــهُ
إجعَلَهَـــا وَخرَابَهَـــا يمينَـــا
والبعـضَ فـي اليَسـَارِ يَـا فطينَا
والمــاءُ عِشــرونَ ولا فيـهِ كَـدَر
وَالأرضُ فيهــا مِــن تُـرَابٍ وَمَـدَر
أمَّـــا جبــالُ المُــلِّ عالِيَــاتُ
مسـيرَ يَـومَين فـي البُرورِ ياتُوا
هـــنَّ جبــالُ القلعــيِ مُتَّســِقَه
مُقَطَّعــــاتٌ لِقَريــــبِ مَلعَقَـــه
فيهُــم جَبَــل عــاليِ دَنـجَ دَنـجِ
إلــــى جُزَيـــرَاتِ فُلُوفِينَنـــجِ
لأنَّــــه يـــبينُ مـــن بَعيـــدِ
بــل هُـوَ أعلـى مِنـهُ بالتأكيـدِ
يَشـــُوفُ مِـــن قُــربِ فُلُــوفَيرَك
لا بُــدَّ أن تلقــاهَ فــي مسـيرِك
أمَّـــا فُلُــوفَيركَ هِــيَ جزيــرَه
مَــا بَيــنَ بَرِّيــنِ وَهِـي صـَغَيرَه
تَميــلُ يَــا أخـي بحريـز المُـلِّ
بِــأربَعَه أزوامِ خُــذ يَــا خِلّـي
تُشـــبِهُهَا جزيـــرَه الفيـــران
عَــالِيَ عَنــهُ لَــمُّ يَــا رُبَّــان
لَكِـنَّ ذي يـا صـاحبي فيهَـا شـَجَر
والبَلــدُ خَمسـُونَ فَقِـف أو أغـزُر
تَنظُرُهَــا تَشـُوفُ مِـن رَاسِ الـدَّقَل
جبـالَ مِـن بـرِّ السـيامِ عَـن كَمَل
فَـــإن رَأيــتَ هَــذهِ الجبــالا
علــى فُلُوفِينَنــجَ خُــذ مَقــالاَ
يُشــبِهنَ ســَيبَانَ عَلـى التأكيـدِ
إذا نَتَختَهُــــنَّ مِــــن بَعِيـــدِ
تَحســــِبُهُنَّ جُــــزُراً مُفَـــرَّدَات
أطرَافُهُـــنَّ الكُـــلُّ مَســـلُوبَات
أمّــا فُلُوفِينَنــج فَهِــي جزيـرَه
وَحَولَهَــــا جَزَايــــرٌ كـــثيرَه
بقربِهَــا مِــن جَــانِبِ الســّهَيلِ
ثلاثُ بَـــل أَربَــعُ يَــا خليلــي
فــي ظَهرِهَـا مِـن جـانبِ الـدَّبُور
قِطعَـــه وَفيهَـــا شــَجَرٌ كَــثيِر
صــغيرةٌ هُنَــاكَ عِنــدَما تَرَاهَـا
فــي مَــاءِ عِشـرِينَ فَخُـذ نَبَاهَـا
طَـــرِّح هُنَــاكَ عِنــدَما تَراَهَــا
فــي مَــاءِ عِشـرِينَ فَخُـذ نَبَاهَـا
وَبَينَهَــــا وَالبَـــرِّ لِلنَّـــوَّات
ريــقُ وَاضــِح مــا بِــهِ شـُبهَات
هِــي مَنتَـخُ القـالِعِ والمًقَـالَبَه
أمَّــا فُلُــو فَيـرَك فَهـي مُغَرِّبَـه
عَنهَـــا بِقَـــدرِ أربَعَــه أزوامِ
بريـــحِ طَيِّـــبِ أيَـــا هُمَــامي
لَــم تَشــتَبِه قَــطُّ بِهَـا جزيـرَه
فـــي برِّهِـــم لأنَّهـــا صــغيرَه
وَجَنبُهَــا راخــي وَجَنــبُ عــالي
لا بـــالكثيرِ إفهَمَـــن مَقَــالي
مُعترِضــــَه هُنـــاكَ للمُســـافِر
عِنـدَ المَـرَاحِ وَالمَجـي كَـن خَابِر
عَالِيَــــةٌ قَريبَـــةُ التَـــدوير
وَحِيــــدَةٌ وَمَاؤُهَــــا غَزيــــر
فَحَولَهَــا مَنَــاقِعٌ وَالمَــا تَـرى
خَمســــينَ حَولَهَــــا بِلا مِـــرَا
وَالتِّيــرُ مِنهَـا نَحـوَ دَنـجَ دَنـجِ
وَمَطلَــعَ المِــرزَم فُلُــو فِينَنـجِ
وَمَطلَــعَ العَقــرَب فُلُـوَ تَنبًـورَك
قُــربَ قَفَاصــي إقتَــرِب مســيرَك
أمّــا فُلُوفِينَنــجُ قُـربَ السـَّاحِلِ
جزيـــرةٌ كَــبيرةٌ يــا ســَايلي
أكبَـر مِـنَ الأُولـى وأعلَـى منهَـا
وَجُزرُهَــا لَيســَت بعيــدَه عَنهَـا
مَســـلُوبَةُ الأطــرافِ إذ تَرَاهَــا
فـي البُعـدِ إقصـِدهَا ولا تَعـدَاهَا
إلاَّ بريــــحٍ وَاكِـــدَه مُحَقَّقـــه
وَإطـرَحِ الأنجَـر عليهَـا يـا ثِقَـه
فــي مَـاءِ عِشـرينَ وَمَـا قَارَبَهَـا
لا تَـــدخُلَن فيهَــا ولا تَقرُبهَــا
أعنـي الجزيـرهَ بَطنَهـا الجَنوبي
هًنَـــا فَضـــَاءٌ هَايـــلٌ عجيــبِ
مِنهَــا إلـى شـُمطًرَةٍ فـي التِّيـرِ
مَغرِبِـــهِ حَقِّقــهُ فــي المَســيرِ
وَمغــرِبُ النَّجــمِ طريـقُ الراجـعِ
وَمِـل علـى غَـربِ السـِّمَاكِ كُن وَعِي
إحــذَرَ جَـرَّ المـاءِ تَحـتَ الجَـاهِ
لا تَتَــرُكِ الأشــياءَ فـي اشـتباهِ
أمّــا إذا مَــاجِيتَ ذي الجزيـرَه
أعنــي فُلُوفِينَنــجَ كُــن خـبيرَه
فَـاجرِ زامـاً فـي السـُّهَيلِ مِنهَـا
وَمِــل يَمنيــاً يـا هُمَـامُ عَنهَـا
تَــرى هُنـاكَ الـرُّقَّ فـي اليَسـَارِ
أيضـاً بِـهِ المّـا أبيَـضٌ كُن داري
فَــآنظُر وَإحــذَر ثّــمَّ للجزايِـر
هُــم دَنــجَ دَنــجَ وَلَهُـم أَشـايِر
إنَّهُـــــمُ جزايـــــرٌ كبَــــارُ
بَينَهُــــمُ طريــــقُ والصـــِّغَارُ
كــــأنَّهُم نَويَـــاتُ مَكبُوبـــاتُ
طِـــوَالُ نَحــوَ التِّيــرِ بَيِّنَــاتُ
مِنهُـمُ فـي النَّجـمِ وفـي المغيـبِ
إلــى شــُمُطَرَه إجـرِ يَـا حبيـبي
وَآعلَــمَ أنَّ مِــن فُلُــو فِينَنــجَ
أربَعَـــه أزوَامٍ لِدَنـــجَ دَنـــجَ
خَمســَةَ عَشــرَ بــاعَ أو عِشـرينَا
أو لِثَلاثيــــنَ فَكُـــن فَطيِنَـــا
مــا تَلتَقِـي هُنَـاكَ إلاّ العَـافِيَه
طريـــقُ وَاضــٍحٌ عَمَــارُ صــَافِيَه
وَفَـــــوقَهُنَّ جَبَــــل مَعــــرُوفُ
لَـــهُ ســـَنامٌ وَبِـــهِ مَوصـــُوفُ
ثُـــمَّ تَــرى قَــدَّامَكَ الجزايــر
فُلُوســـَنًبِيلَن تِســـعُ بِالأشــاير
قَــدَّمتُ ذِكرَاهُــم فَإعمَــل شـَورَك
وَمِنهُـــمُ تَــرَى فُلُــو تَنبُــورَك
مَغزُولَــةً فـي البَحـرِ يـا خليـلُ
قَـــدَّرَهَا المُهَيِمـــنُ الجليـــلُ
وَآعلَــم إذا غــابَت فُلُوفِينَنــجُ
فُلُوســــَنَبِيلَن مَلاَقَـــه تَخـــرُجُ
فُلُوســــَنَبيلَن مَلاَقَـــه تِســـعَه
هُـم فَاقصـِدِ الجٌـزرَ سـَريعاً وَآسعَ
لَهُــم وَحُــطَّ الأنجَــرَ الصــينيَّه
لأنَّهـــا أشـــبَر خُــذ الوَصــِيَّه
وَآسـتَقٍ مِنهَا المَا وإن شِيتَ آطرحِ
فــي مَــاءِ عِشـرينَ وَبِـت وَآفلِـحٍ
خَـلِّ الطـويله عَنـكَ فـي اليميـنِ
وَحَولَهَــا جُــزرٌ علــى اليَقيــنِ
وَآجعَــل جَزيرَتَيــنِ يَــا رُبَّـاني
يُســرَاكَ والنــاسُ بِـذَا المَكَـانِ
حَــذرَكَ قَبــلَ تُوصــَلَ الثَّنتَيــنِ
صــَيِّل جزيــرَه تَرَهَــا بــالعَينِ
قليلـــةٌ أشـــجارُهَا كالصـــِّيلِ
إن كــانَ بالليـلِ بِهَـا لا تَجهَـلِ
مايلــــةٌ للــــبرِّ والشـــمالِ
دونَ الجميـــعِ إفهَمَــن مَقَــالي
لا تَرقُـــدَنَّ الليـــلَ فَالأريَــاح
تَضــرِب هُنَـا مِـن سـَايرِ النـواح
كــثيرُ مَــن يَغفَــلُ عَـن مَركَبِـهِ
وَالمَــاءُ عِشـرُونَ هُنَـا خَبِّـر بِـهِ
بَيــنَ الجَزَايــر وَيَجُــرُّ أَنجَـرَه
ولا لَــهُ يــاخِي بِهَــذَا مَخبَــرَه
يَشــغُلُهُ الأنجَــرُ عَــنِ السـِّرَايَه
وَالقِلــعُ مَبلُــولٌ وَجَـرُّ المَـايَه
وَهُـــنَّ بــالقُربِ فَإحســُب هَــذا
وَلاَ تَكُــــونَ غَــــافِلاً رَقَّـــادَا
فــي ظَهـرِ يَـاخِي هـذِهِ الجزايِـر
لأنَّهَــــا مُغــــزِرَةُ الأشــــَايِر
بَحرِيَّهـــا تـــرى فُلُوتَنبُـــورَكَ
مِنهَـا تَـرى الـبرِّينِ هَـذا شـَورُكَ
وَقَيــلَ لــي بـرُّ شـُمُطَرَه لا يُـرَى
مِــنَ الجزيـرَه يـا هُمـامُ خَبِّـرَا
إلاّ إذا مَــا كُنــتَ مـا بَينَهُمَـا
خُــذ مِنِّــي العِلــمَ وَلاَ تَوَهَّمَــا
إن شـِيتَ تَـدخُلِ القَفَاصـي مِن هُنَا
تَنَظَّــرِ الأشــجَارَ وَألــبرَّ ادَّنَـى
إجـرِ مِـنَ الجزايـر التِّسـعِ علـى
قُطبِــكَ وَالمُحنِــثِ وُقِّيــتَ البَلاَ
مَطـــالَعِهِ أَعنِــي وَلا المَغَــاربِ
زامَيــنِ أو ثلاثــةً يَــا صـاحبي
حتَّـــى تغيــبَ هــذه الجزايــر
فرَتِّــــبِ الحِبَـــالَ والأنَـــاجِر
وَالبَلــدَ والســُّنبُوقَ والأســبَاب
فَخُــذ مَقَــالاً مِــن ذوي الألبَـاب
فَـإِن رَأَيـتَ الجُزرَ غَابوا عَنكَ مِل
لَـم يَبـقَ مِنهُـنَّ سـوى قَـرنِ جَبَـل
علــى دَنــجَ دَنــجَ حَـديثٌ واكـد
فـي الجـاهِ بل في مَطلَعِ الفراقِد
تَنظُــرُ ذا الحيــنَ جَبَـلٌ قَفَاصـي
إســمُهُ فُلفَاســلاَرُ عِنــدَ النَّـاسِ
عَنــكَ يَكُــن فـي مَطلَـعِ الحِمَـارِ
كُــن عَارِفـاً وَصـفيَ مَـع أشـواري
وَرُبَّمَـــا تَنظُــرُ مــاءً أبيَضــَا
لِحَـدِّ تِسـعَه فـي الطريـقِ فَآحفَظَا
فَـــإن أَتَيـــتَ تِســعَةَ أَبــوَاع
لِحَـــدِّ مَـــا أَبيــضَ لاَ تَرتَــاع
فُلوفاســَلاَرُ وَهُــوَ فــي الحُقَّــه
علـــى الحِمَـــارَينِ بِلاَ مَشـــَقَّه
يَميــلُ أيضــاً لِطُلُــوعِ العَقـرَب
فَــآعلَم بِأنَّـك يـا فَتَـى مُقتَـرِب
فَخُـــذ لِمَـــاءِ تِســعَةٍ وَعَشــرَه
وَالمَــاءُ أبيَــضٌ يَسـَارَك تَنظُـرُه
وَالمَــاءُ أخضــَر تَنظُـرُه يمينَـا
عَيَّنــتُ لَــك جميــعَ ذا تَعيينَـا
مَجـرَاكَ فـي المُحنِثِ أو في القُطبِ
أُخـرُج مِـنَ السـَطرِ هُنَـا يا صَحبي
فَـآجرِ علـى مـا تِسـعَةٍ حتَّـى تجي
لِمَــاءِ سـَبعَه جِيـتَ نَحـوَ الفَـرجِ
وَآبيَــضَّ كُـلُّ المـا تَـرَى قَفَاصـي
فَخَفِّــفِ القِلــعَ وَكُــن ذا بَــاسِ
وَالمَــاءُ يَسـقي داخلاً كُـن عـارف
مَـــدَّكَ أو إطـــرَح ولا تُخَـــالف
يَصــيرُ عَنـكَ الـرُّقُّ فـي اليميـنِ
فَغَيِّــرِ المَجــرَى بِــذَاكَ الحِيـنِ
وَآجــرِ هُنَـا فـي مَطلَـعِ الحِمَـارِ
وَالبَلـدُ سـَبعَه مَـا بِهَـا أسـرَارِ
إن مِلـــتَ لليَميــنِ رَقَّ المَــاء
والغُــزرُ صــَوبَ الــبرِّ لا مِـرَاء
هَــذا وَســُنبُوقُكَ فــي الـدَامَانِ
لا تَجعَلَـه فـي الجَـوشِ يـا رُبَّاني
لأنَّ فــي الــدامانِ مَعــكَ الشـَّبُّ
وَالجَــوشُ باليـاهُومِ فِيـهِ الطـبُّ
بالبَلــدِ وَالــترتيبِ والتَّسـدِيدِ
فَــإنّ ذَا مِــن رَأيــكَ الســَّديدِ
تَــرَاكَ تَنظُــر عَــالِقَه بــالبِرِّ
جُــزراً مِـنَ الأشـجَارِ حَقَّـا فَـآدرِ
جَزايِـــراً بِخَلــفِ كُــلِّ وَاحِــدَه
مِنهُــنّ قِطعَــةُ آفهَمَـنَّ الفَايِـدَه
فَكَــم كَمَنَّــا خَلفَهُــم طَاوينَــا
عَنهُــنَّ للشــِّمَالِ خُــذ تقمينَــا
إن صــَارَت الجاهيَّــةُ القريبَــه
فـي مَطلَـعِ الجَـوزَا فَخُـذ تَجريبَه
فَــأنتَ فــي أولِ قَفَاصــي سـَاير
علــى الحِمَــارينِ فَخُــذ أشـَايِر
تَســيرُ فيــه أزوَامَ بــالتَّحريرِ
حتَّـى يَجِـي عَنـكَ الجَبَل في التِّيرِ
يَخضـَرُّ مَعـكً المـاء إذاً أو يَغَزُر
خَلَصــتَ مِــن كُـلِّ البلاءِ والخَطَـر
فَـــذَاكَ هُــو فُلفَاســَلارُ يُــذكَر
تَــرَاهُ وَتَــرَى فُلُوســَبتَا آخبَـر
مِــنَ الــدَّقَل يُـرَونَ أو بالصـَّحوِ
لأنَّهَــا فــي ذي الطريــقِ تَحـوي
وَحَـذرَكَ مِـن قَبلِهَـا المـا سـَبعَه
قَبــلَ قَفَاصــي فَىعرِفَــنَّ وَقعَــه
لأنَّ فــــي ســـَبعَةِ رُقّ البَحـــرِ
وَلا بِــهِ الجَاهِــل هُنَــاكَ يَـدري
حتَّــى يَكُـن مَجـرَاكَ فـي الحِمَـارِ
وَالمَــاءُ ســَبعَه دَاخِــلٌ وَجَـاري
إن مِلــتَ للعَقــربِ زادَ المَــاءُ
أو مِلـــتَ للســُّهَيلِ يــا خَــاءُ
رَقَّ لَــــك البلَلــــدُ فـــآعلَمَ
هَــذا هُــوَ المَفــرَضُ فَــآقعَعَنَّهُ
وربَّمــــا يَنقُــــصُ أو يَزيـــدُ
يُمنَــاكَ أو يســرَاكَ يَــا رَشـيدُ
فَلا تَخَـــافَ إنَّ فيـــه الطُّـــرُق
كَــــثيرةٌ وَلَيــــسَ فيــــهِ رُقّ
ســَليمةٌ مــا هـي غَصـَص إن زَاداَ
زَادَ ذِراعَــــاً وَنَقَـــص كَهَـــذَا
يُمهِلـــكُ الإقبَـــالُ والإنســـَاع
وَفــي الطريــقِ لا تَكُــن مُرتَـاع
بَــل فيـهِ أَمكِنَـه وفيـهِ الرُّكُـب
يَرميـكَ عَنهَـا المَـدُّ وُقِّيتَ التَّعَب
وليــسَ فيــهِ حَجَــرٌ مَــع جَســرِ
الكُــلُّ يَــاخِي فــي مَكَـانِ مَـدَرِ
فيــهِ المَطَـارح لَيـسَ فيـهِ مَـوجِ
مَطـــرَح ســليمُ هَيِّــنُ الوُلُــوجِ
وَإن أتَـاكَ الليـلُ فيـهِ فآدرَحَـا
إن كــاَنَ رِيحُــك قالِعـاً فَالِحَـا
لكنَّـــهُ مـــا هُـــوَ إلاّ زامَــا
تَقطَعُــــهُ بــــالزَّحَنِ بالمَـــا
إنَّ الســَّقِي مَــديمُ هُــو زاميـنِ
يَرميــكَ فــي الجَنُـوبِ بـاليَقينِ
خُصــُوصَ إن وَافَــقَ بَعــضُ الريـحِ
أقَــــلَّ مِــــن زَامٍ وَاســـتَريحِ
هــذي طريــقُ الــبرِّ بـالتحقيقِ
واضـــحةٌ مـــا مِثَلُهَــا طريــقِ
حلَفـــتُ بــاللهِ يَمينــاً بَــرَّه
إن جُـزتُ فيـهِ غَيـرَ هـذي المـرَّه
لَــن أرمـيَ البَلـدَ علـى قَفَاصـي
لأنَّـــهُ مضـــبوطُ فـــي قياســي
بـــالبرِّ وَالجِبَــالِ والشــُّجرَانِ
والبَلــدِ والمَجـرَى أو النِّيشـَانِ
وَالعَــرضِ والطـولِ وليـسَ تَختَلِـف
فــي مِثــلِ ذا مَعرفـتي وَتحتَـرِف
تُجَـــاري البَـــرَّ وَرُوسَ الشــَّجَرِ
وَالمُـلَّ يـا بُنَـيَّ خُـذ مِـن خَبَـري
أُخبِــركَ يـا رُبَّـانُ خَـبراً ثـاني
لا تُتعِــبِ النفــسَ بـذي المَكـانِ
تجـــــاري مِــــنَ الجَزَايــــر
فُلُوســــَنَبلَنَ وَأَنــــتَ ســـَايِر
فــي مَــاءِ تِسـعَه وَيَكُـونُ عَشـرَه
وَأنـتَ فـي مَجـراكَ كُـن ذا خِـبرَه
حتَّـى تَـرَاهُ قَـد نَقـص عَـن عادَتِه
والبَلـدُ لَـم يَبلُـغَ فـي زِيـادَتِه
أكثَــرَ مِــن سـَبعَةِ أبـواعٍ علـى
مَجــرى الحِمَــارينِ بَلَغـتَ الأمَلاَ
وَكَـــانَتِ الجزايِـــرُ الصـــِّغَارُ
فـي التِّيـرِ والجَـوزاءِ يـا سُفَّارُ
فَــذَاكَ هُــو قَفَاصــي المَشــهُور
تَقطَعــهُ فــي زامٍ بـذي المَسـير
فَـــإن خَلَصـــتَ آخضــَرَّ المَــاء
فَــالرَّأيُ فــي الــبرِّ بِلاَ مِـرَاء
والــبرُّ مُخضــَرُّ علــى اليَســَارِ
تُنَظِّــرُ الســاحل وَأنــتَ جــاري
علـــى ســـُهيل والــذي يليــهُ
وَأنـــتَ فـــي مرســاته تــتيهُ
حتَّــى تــرى عنــكَ جََبَـل قفاصـي
فــي مَطلــعِ العيُّــوقِ لا تقــاصِ
إحـذر هُنَـاكَ العِـرقَ فـي الطريقِ
خُـذ عَنـهُ مَـا عِشـرينَ بـالتَّحقيقِ
وَرُبَّمَــا تَنظُــر مِــرَاءً مُغــزِرَا
وَلا عليــكَ ضــَرَرٌ مِـن ذا المِـرَا
فَــــإنَّني جَـــاوَزتُهُ والمَـــاء
عليــهِ إثنَــا عَشــرَ بالســَّوَاء
إحــذَر علــى قُربِـكَ يَـاخي مِنـهُ
فَخُــذ حَــذَركَ يَــا خليلـي مِنـهُ
وَإن تَــزِد أربَــع علـى عشـرينَا
فـي البَلـدِ لَـم يَحـوِكَ يَا فطينَا
هَــذا إذا مَــا جُزتَــهُ بالليـلِ
أمَّـــا النَّهــارِ أبيَــضٌ فَخَيِّــلِ
فيـــهِ ســَوادٌ كَعُــرُوقِ الثَّــورِ
علــى المُخَــا فَكُـن هُنَـا حَـذُورِ
حتَّــى إذا صــَارَ جَبَــل قَفَاصــي
فـي مَطلَـعِ النَّعـشِ وُقِيـتَ البـاسِ
خَلَّفـــتَ ذاكً الـــرُّقَّ والمِــرَاء
فـي العَجـزِ ثُـمَّ اخضَرَّ مَعكَ المَاء
وَمِنـــهُ زامــانِ لِــرَاسِ مَــدوَرِ
سـُمِي بِلَفـظِ الِهنـدِ خُـذ مِن خَبَري
مَطلَعُـــهُ جزيــرةٌ فيهَــا شــَجَر
مِنـهُ تَـرَى شـُمُطرَة رُؤيَـا النَّظَـر
أشــجَارَهَا فــي قُــربٍ برِّعَـارُوَه
وَخَلـــفَ ذَا بَطـــنٌ فَلاَ تُمَــارِيَه
وَخَلــفَ ذا البَطــنِ هُـوَ فُلُـوافي
مِقــدَارُ زامٍ فـي المَسـِيرِ وَافـي
فَتِلــكَ هِــي بَنــدر علـى مَلاَّقَـه
مِــنَ المَغَــارِب صـَحَّ يَـا رِفَـاقَه
بَرِّيّهَــــا جزيــــرةٌ صــــغيرَه
أشـــجَارُهَا طِـــوالُ مُســـتديرَه
تَعلَـى المَرَاكِـب ثُـمَّ فـي بَريَّهـا
لا بــدَّ فــي الخَـالِفِ أن تجيهَـا
فُلفَاســـَلاَرُ أنـــتَ إن تَرَاهُـــم
يَغيــبُ فـي الغُبَـارِ خُـذ نَبَـاهُم
فَــإن يَغِــب عَنــكَ وَلَــم تـراهُ
تَنظُــر فُلُوســينا فَخُــذ نَبَــاه
لأنَّهــــا جنــــوبَ والمَشـــَارق
عَــن هَــذهِ قَــد صـحَّ بالحقـايق
لأنَّهــــا جنــــوبَ والمَشـــارق
عِــن هَــذهِ قَــد صـحَّ بالحقـايق
وَحَولَهَــا عَشــرٌ مِــنَ الجَزَايــرِ
مَراســـي الصـــيني فَلا تُكَــابِرِ
تَرَاهُــمُ مِــن قُــربِ راس مَــدوَر
وَمِـــن قَفَاصــي لِمَلاَقَــه تُحصــَر
لأنَّهــــا خَمســـةُ أزوامٍ علـــى
مَســــيرِ قـــاطِعٍ بريـــحٍ عَجلاَ
والمركَـبُ الكـبيرُ فيهـا إن خَطَر
يَسـيرُ لَيلَـه ثَـمَّ يَومـاً بالصـَّوَر
أمَّـــا مَلاَقَــه بَطنُهَــا شــَرَحنَا
بَيـــنَ فُلُــوافي وَبَيــنَ ســِينَا
فَآدخُـل إليهَـا ظَـافِراً بالبَنـدَرِ
هَنِيــتَ بالمَحصــُولِ ثُــمَّ السـَّفَرِ
فــي مَـاءِ خَمسـَه وَيَكُـونُ أَربَعَـه
وَثَبِّــتِ الأنجَــرَ فيهــا وآفَعَــه
تـاتي لَـكَ النـاسُ فَبِيـس النـاسُ
لَــم يُعتَــرَف قَــطُّ لَهُــم أسـَاسُ
يُــــزَوَّجُ الكَــــافِرُ مُســـلِمَاتِ
وَيَاخُــــذُ المُســـلِمُ كَـــافِرَاتِ
عِنــدَهُمُ الســِّرقَةُ قَــد ســَنُّوهَا
مَــا بَينَهُــم فليــسَ يُنكِرُونَهَـا
وَيَأكُـــلُ لَحــمَ الكلابِ المُســلِمُ
مــا بَينَهُـم فليـسَ فيهُـم مَحـرَمُ
وَيَشــرَبُونَ الخَمــرَ فـي الأسـواقِ
وَلا يُصــــــَلُّونَ علـــــى الإطلاقِ
وَيَنقُضـــُونَ العَهـــدَ والهــديَّه
يَســعُوا لَهَــا بالرَجـلِ وَالأذيَّـه
صــَنعَتهُمُ الكــذبُ مَــعَ المِطَـالِ
فـي المُشـتَرَى والـبيعِ والأشـغَالِ
فَإحتَـــذِر مِنهُــمُ كــلَّ الحَــذَر
لا تَضــرِبَنَّ جَــوهَراً علــى حَجَــر
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.