
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمــدُ للـهِ الحسـيبِ الهـادي
فــي بــرِّه والبحــرِ للرشــادِ
ســـبحانَهُ مــن خــالق لطيــفِ
جــلَّ عَــنِ الأوصــافِ والتكييـفِ
علَّمَنـي بـاللُّطفِ مـا لَـم أعلَمَه
بالنَّجمِ في طُرقِ البحارِ المُظلِمَه
فَآسـمَع خليلـي بَعـضَ مـا علَّمني
مِــن جُــوزَرَاتٍ لِنَــوَاحي كُنكـنِ
إن شـِيتَ أن تَعبُـرَ مِن برِّ العَرَب
مـــن أيِّ أرضٍ وُقِّيـــت الكَــرَب
خُـذ منِّـيَ المَجـرى مَـعَ القيـاسِ
وآســنِدهُ عنِّــي لِجَمِيـعِ النَّـاسِ
وَوَصــفَ أرضــِهَا علـى التَّرتِيـب
وصــفاً غريبـاً زانَـهُ التهـذيب
إذا طَلَقـــتَ مِـــن مُكَلاّ جِيـــنِ
فَـآجرِ علـى الطـايرِ بـالتمكينِ
أزوَامَ أربَعيــــنَ بالشــــَّمالِ
تحظــى بــأرضِ السـِّندِ لا مُحَـالِ
تَلقَـى بهَـا التيرَ مَعاً والمُحنِث
كُلاَّ ثلاثــا مــا بِــهِ مـن عَلَـث
وَتَلتقِـي الفرقـدَ عِنـدَ المِـرزَمِ
ثمانيــاً ضــَيقاً فَقِسـهُ وَآغنَـمِ
وَســِتَّةً عِنــدَ البُطَيــنِ ضــَيقَا
فَـــذَا قيــاسٌ واكــدٌ تَحَقَّقَــا
وَجَـــوِّدِ القيـــاسَ بالتصــحيحِ
وَآعــرِف مَوَاســِمكَ وراسَ الريـحِ
وإن تُـــرِد لِســـَجدَ أرفُـــوري
تُســـمَى بــأرضِ إســمَع شــَوري
وفَـارِقش السـِّندَ علـى المَـوَارِز
إذَا بَــرَى البلـدُ وأنـتَ بَـارِز
وربَّمــا يَصــفَرُّ مَعــكَ المــاء
وَقـتَ الضـُّحَى كُـن عـارفَ الأشيَاء
وَمِـل علـى الإِكليـلِ ثُـمَّ العَقرَبِ
حتَّــى تُقَابِــل عَرضــَكَ وَأُقــرُبِ
وَإجـرِ فـي الطَّـايرِ قَيـدَ التِّيرِ
علـــى ســَجَد ثلاثــةً تحريــري
والســلِّبَار يكــونُ ذَاكَ الحيـن
أربَعَــةً فــي باشــي الشـَّرطَين
بِجَـاهِ أحـدَ عَشـَر فـي رَاسِ سـَجَد
هُــوَ الــذي يَعرِفُــهُ كُـلُّ أَحَـد
والجــاهُ أحــدَ عَشـرَ إلاّ رُبعَـا
ســهَيلُ والمُحنِــثُ هَــاكَ نَفعَـا
قِياســــُهُمُ فـــي فَورمَيَـــاني
ثَلاثَـةٌ فـي الضـِّيقِ يـا إخـوَاني
وَرُبَّ بالصـــَحوِ تَــرَى جُلنَــارَا
فـي مَطلَـعِ النَّحـمِ أتَى آختِبَارَا
وَإن تُـــرِد تَـــدخُلَ مَنجَلُــورَا
شـــَيِّع قليلاً لِتَــرى الســُّرُورَا
لا تَعتَمِــد فــي هَــذهِ الطريـق
علَــى المَجَـاري أَيُّهَـا الرفيـق
لأنَّ فيهـا المـاءَ مِثـلُ السَلسـَلِ
فَكُـــن علــى قياســِهَا وَعَــوِّلِ
وَقِّيـــدِ الــتيرَ ثلاثــاً وَقِــسِ
فــي السـلِّبارِ تَلقَـهُ فـي نَفَـسِ
عَلَـى الثلاثِ زايـداً نِصـفَ آصـبَعِ
والفرقــدُ آربَـعٌ وَنِصـفٌ فَآسـمَعِ
لِمُســتَقَلِّ يــا أخــي البُطيــن
إعمَــل عَليــهِ وَأنَــا الضـمين
وَهـوَ بِهَـا فـي مُسـتَقَلِّ المِـرزَمِ
ســَبعٌ وَنِصــفٌ عِنــدَ كُـلِّ الأُمَـمِ
وَتَلتَقِــي جُلنَــارَ فـي السـِّمَاكِ
يميـــلُ للوَاقِـــعِ يافَتَّـــاكي
فَـــإن جَــرَى هَنَّــأكَ الحســابُ
عَلَــى التِّرِفَّــا فَاتَـكَ الصـوابُ
إعمَـل علـى القيـاسِ والسياسـَه
لأنَّهَــــا فايـــدةُ الرياســـَه
وَاعـرِف مَوَاسـِمكَ بريـحِ المَطلَـعِ
وَمَكِّــنِ المركــبَ فيــهِ وَآطلَـعِ
وَإن تــرى جُلنَـارَ فـي العَيُّـوقِ
أنــتَ بِشــُورَوَارَ يَــا رفيقــي
وَرَاســُهُ الأعلــى يَصــِيرُ قِطعَـه
وَاحــــدَةً كَقُبَّــــةٍ مُرتَفِعَـــه
إن مِلـتَ عَنهَـا مَغربـاً ومَشـرِقَا
فَــرَاسَ جُلنَــارَ تَــرَى مُفتَرِقَـا
يَصـــِيرُ قُبَّتَيـــنِ والكُـــبرَاء
فَهِــــي تُمَاشـــيكَ بلا مِـــرَاء
كَفَــى بهَـذا الوَصـفِ يـا فَطِيـن
عَــنِ القيــاسِ وَعَــنِ اليَقِيــن
أمَّـــا علــى فَتَّــنَ يارِفَــاقَه
تَـرَى جَبَـل جُلنَـارَ تَحـتَ الناقَه
والســلِّبارُ هُــو مَــعَ السـُّهَيلِ
ثلاثـــةٌ وثُلـــثُ يَــا خليلــي
إن لَـم يَجـي عِنـدَكَ فـي القياسِ
فــإنَّني المَلُــومُ دُونَ النَّــاسِ
وَهــوَ بِكُـوري نـالَ يـا حبيـبي
ثلاثــــةٌ ونصـــفُ بـــالتجريبِ
وَإن يَكُــن فــي آخِــرِ الزَّمَـانِ
عليــكَ بالفرقــدِ يــا رُبَّـاني
فــي مُسـتَقَلٍّ المِـرزَمِ المشـهورِ
وَهـــوَ بِســـُومَنَاتَ بــالتَّحريرِ
ســـتٌّ وَثُمـــنٌ آتَّخِـــذ كلامــي
لأنَّـــــهُ هُــــذِّبَ بالتَّمَــــامِ
وَتَلتَقِــي جُلنَــارَ فـي البنـاتِ
مِــن حَـدِّ كـوري نـال لسـُومَنَاتِ
إذا أتَيـــتَ مَــدوَراً بالســَّحَرِ
تَــرَاهُ مَســتُوراً عَقِيـبَ الفَجـرِ
خُصــُوصَ فَــوقَ الــدَّقَلِ الطويـلِ
فـي الجـاهِ والفَرقَـدِ يا خليلي
قُبَّتُـــهُ الشـــرقِيَّةُ الكــبيرَة
والمغربيَّـــة تُلتَقَــى صــغيرَه
لا تَشــتَبِه عليــكَ فـي الجبـالِ
جبـــالِ دَلـــوارَه والتَّــوَالي
وَمِـــن حُــدُودِ مَســقَطٍ للســِّندِ
إلـى زَجَـد تـرى المكـانَ عنـدي
خَمســَه وَأربعيـنَ زامـاً وَافِيَـه
وَبَعـدُ تَرمي البَلدَ تَلقَ العَافِيَة
وَرُبَّمَــا إنــكْ تَــرَى الحَيَّــاتِ
مِــن قَبـلِ أربَعِيـنَ خُـذ صـِفَاتي
وَهَــــذِهِ الأزوامُ بالتَّجَــــارب
مَــا للمَســَافاتِ بِهَــا مَــآرب
وَشـَرطَ أن يكـونَ فـي جَـرِّ الصُّوَر
تليـقُ فـي هذا الطريقِ المُختَصَر
وَإن تَكُــن مِمَّــن يُريـدُ مَـدوَرَا
أو كُنكنـا مِـن مَسـقَطَ والسعتري
إجـرِ علـى الطـايرِ أزواماً قَدَر
إثنَـي عَشَر والبرُّ غابَ في التَّفَر
وَرُدَّهُ فـــي مَطلَـــعِ الجــوزاءِ
تَــاتي علـى المَـدوَرِ بالسـَّوَاءِ
وَآحسـب حِسـَابَ المـاءِ والمَوَاسِمِ
وَمَيِّــزِ المَركَـب وَكُـن بالعـالِمٍِ
جميــعَ فَــنِّ البَحـرِ والمجـاري
مَــا لِســِوَاكَ عِنــدَكَ آختبــارِ
فَــدبِّر الفُلــكَ علــى المُـرادِ
لِــوَفرَةِ المــاءِ مَعـاً والـزَّادِ
وَقِــس علــى المُحنِـثِ والسـُّهَيلِ
أربَــعَ إلاَّ ثُلــثَ يــا خليلــي
وَتَلتَقِــي الفرقـدَ فَـوقَ مَـدوَرَا
أربَعَــــةً ضــــَيِّقَةً تَحَــــرَّرَا
عِنـدَ البُطيـنِ وَهـوَ عِندَ المِرزَمِ
سـتٌّ فامَّـا الفَـرغُ يـاخِي فَآعلَمِ
وَالنَّعـــشُ كُـــلٌّ ســتَّةٌ بســتَه
والجـاهُ فيهـا عَشـرَةٌ خُـذ نَعتَه
وَقَيِّــدِ السـُّهَيلَ خُـذ مـن وصـفي
صـِبعَينِ والحُـوتُ آربَـعٌ مَـع نِصفِ
هَــذا القيـاسُ يـا أخـي دُرجَـا
إصـبَع بإصـبَعَينِ نِعـمَ المُرتَجَـى
إن شــِيتَهُ فـي جُملَـةِ المناتـخِ
خُـذ مِـن أراجيـزي وَمَيِّز يا أخي
فـإن رمـاكَ اللـه بِخورِ القاري
فراســُهُ مــن شــاطيْ الجــاري
مـا بَيبـنَ مَدوَر ودُون كُن عَارِفَا
وَالمَـــا ثلاثــونَ فَلا تُخَالِفَــا
إن زادَ أنــتَ بـارزٌ خُـذ شـَورَى
وَإن نَقَــص فَقَـد دَخَلـتَ الخَـورَا
وَتَلتَقِـي المـا أبيَضـاً وأسـوَدَا
يَمُــورُ فـي الحَمـلِ فَلاَ تَرتَعِـدَا
تَــدخُلُ بالســَّقيَةِ أمّ العَريَــه
تُخــرِجُ مَركَبــكَ بِغَيــرِ مِريــه
فَــإن يَكُــن بَلــدُكُ بـالتقريب
عِشــرينَ باعــاً أيُّهـا اللَّـبيب
إن شــــيتَ أن تَعـــرٍفَ أيِّ أرضِ
أنـتَ بِهَـا بـالطُّولِ ثـمَّ العَـرضِ
فَحُـــطَّ أنجــركَ وَمَيِّــز فيهَــا
إذا آســـتَقًرَّ مَركَبُــك عليهَــا
إن كـانَ قُبلَـك يـا أخِي فَآعلَمَن
جــاهُ سـُهَيلٍ أنـتَ فـي بَـرِّ دُوَن
وَإن تُقَابِــل بالســَقِي والسـَّيرِ
شـَرقاً وَغَربـاً أنـتَ في ذا البرِّ
أعنـي بـبرِّ الـدَّيو إفهَـم خَبَري
وَكَــلُّ ذا تقريــبُ لَــكَ فَـآعبُرِ
وَاحــذَرَ نُوســاري وَفَشـتَ قُنـدُسِ
هُـم أطـرَفُ الأوسـاخِ خُـذ وآقتَبِسِ
مِــن فَشـتِ نوسـاريَ يَـا خليلـي
تنظُــر جبـال دُونَ فـي الإكليـلِ
وَرُبَّمَــا بالصــَّحوِ تَنظُــر جَبَلا
كَقُبَّــــــةٍ مُرتَفِعَـــــه مُكَلاّلاَ
علــى مغيــبِ الواقـعِ المُجَـرَّب
فــذاكَ مِـن بـرِّ المغيـبِ يُحسـَب
لا بــدَّ مَــن ســافَرَ أرضَ شـَبرَه
يَـــرَى بوَصــفي نَفعَــه وضــرَّه
وَقُنــدُسٌ عَــالِقُ بــرِّ المَغــربِ
مِنــهُ الجبــالُ كلُّهـا بـالقُربِ
وَيَشــتَبِه فــي عَــدَمِ القيــاسِ
ذا الخـورُ فـي غُـبِّ زَجَـد للناسِ
لكـنَّ هـذا الخـورَ مـاؤه غزيـر
يضـرِب إلـى الحُمـرِةِ والتكـدير
ومـــاءُ ذاكَ أبيـــضٌ تُعــاينُه
رقيـقَ مـا مِنـهُ الجبـالُ بايِنَه
إذا طَلَقــتَ مَسـقَطَا فـي الشـِّلِي
إلــى حُــدُودِ التِّيرَمَـا فَإفعَـلِ
إن كـانَ قَصـدُك كُنكـنَ العُليَـاء
فَالكُـلُّ مَجراهـا علـى الجَـوزَاء
لكنَّمــا الحِكمَــةُ فـي القيـاسِ
وفــي صــِفَاتِ الــبرِّ والأجنـاسِ
وفــي مَوَارزهَــا وَأخـذِ البَلـدِ
فَخُـــذهُ منِّـــي قَـــطُّ لا تُعَــدِّ
مَـوَارزُ الـدِّيوِ زَمَـانَ المَطلَعِـي
يُــذكَرُ خَمســينَ إليــكَ فَآسـمَعِ
أمـــا جبــالُ كُنكــنٍ رِفاعَــا
تَنظُرُهَــا مِــن أربعيــنَ بَاعَـا
والمــاءُ يَـبيَضُّ مِـنَ العِشـرينَا
فكُــن علــى نَتخاتهــا فطينـا
فَســَوفَ أذكُرهَــا مَــعَ القيـاسِ
لِتَقتَــدي بِهَــا جَميــعُ النَّـاسِ
إعلَــم إذا أجنَبـتَ مِـن سـَندانِ
وصـَارَ فـي الشـِّمالِ يـا رُبَّـاني
تَــرى مَنَــارَه عَــالِيَه دَقِيقَـه
فَهــيَ علــى دَهنُـوهَ بـالحقيقَه
حَــذرَكَ أن تَأخُــذَ فـي الجبـالِ
جبــالِ غَيــضٍ مثلُهــا عــوالي
مَيّزَهَـــا بـــالنَّظَرِ الـــدقيقِ
فَإنَّهَـــا تَهـــديكَ بــالتحقيقِ
إذا خَفَيتَهَـــا تــرى دَهــراوي
فـي المركـب العـالي كِلفٍّ ثَاوي
وليـسَ فـي تِلـكَ الطريـقِ مثلُـهُ
يَضــرِبُهُ المــوجُ غريــبٌ شـَكلُهُ
وَمِــــن حــــدُودِ دُونَ إليـــهِ
لا تَطـــرَحِ الأنجَــرَ قَــطُّ فيــهِ
مِــن حــدِّ أربَعــةَ عَشـَرَ بَاعَـا
لِحَــدِّ ســَبَعَه أبحِــرَن وَصـَارِعَا
وَفَشــتُ دَهنُــوهَ طويــلٌ ظــاهِر
أحجــارُ ســُودٌ كُـن لَـهُ مًحَـاذر
وبينَـــهُ والــبرِّ هــي طريــقُ
للخَشــَبِ الخفــافِ يــا رفيــقُ
ومنــهُ تنظُــر للشــَجَر والتَـلِّ
فلا تميلَـــن نحوَهَـــا بالكُــلِّ
والجـاهُ فيهـا تِسـعَةٌ مَـع نصـفِ
سـُهيلٍ وَالمُحنِـثُ خُـذ مـن وَصـفي
أربعــةٌ تقيــسُ فــي الــذُّبَّانِ
ســُهَيلُ عِنــدَ باشــِي الـدَّبرَانِ
سـَبعٌ وَرُبـعٌ قَـطُّ مـا فيـهِ مِـرَا
والحــوتُ هُــو أربَعَـةٌ مُشـتَهِرَا
وقيِّــدِ الســهيلَ فــي الطلـوعِ
ثلاثـــةً كالمشـــعَلِ اللَّمُـــوعِ
وفـي هَجَاسـي لجـاهُ يـا مسـايلُ
تِســـعٌ وَرُبـــعٌ وَلَـــهُ دلايــلُ
أنَّ ســـُهَيلاً أربَــعٌ مَــع رُبــعِ
والســلِّبارُ مثلُــهُ فـي الرَّفـعِ
وميِّــزِ الجبــالَ فــي الرِّمـالِ
جبــالَ بِيوًنــدِي هــيَ عَــوَالي
وَقُبَّـــةً قَــد ســُمِّيَت ســوفارَه
عالِيَـــةً تُقَـــاربُ المَنَـــارَه
والجــاهُ تِسـعٌ نَحـوَ بـرِّ تـانَه
أعنــي بِــدَهرَاويَ خُــذ بيـانَه
لكنَّـــهُ نفيــسُ فــي القيــاسِ
أمَّــا مَهَــايَم عــادةٌ للنــاسِ
تَــرى ســُهيلاً أربَعـاً مَـع نصـفِ
والســلِّبارُ مِثلُــهُ خُــذ وَصـفي
والفرقـدُ الكـبيرُ عِنـدَ المِرزَمِ
خمــسٌ تضــيقُ ليــسَ فيـهِ وَهـمِ
فَــإن تُخَلِّفــه تَــرَى مَهَايمَــا
مُعتَزِلَــه بالنارَجِيــلِ دايمَــا
وَهــيَ جَزِيـرَه قِطـعُ عَـن سـَهبَارِ
وَتَلتَقِـــي بينَهُـــمُ المجــاري
وَثَــمَّ حَيــزَرَانُ فَتَلقَـى مَنبِيَـه
مَشـهُورةٌ أيضـاً وفيهـا التَّعدِيَه
إشـــارةُ الجميـــعِ عنفلـــوصُ
هُـــو جَبَـــلٌ كـــانَّهُ مقصــوصُ
فـي صـِفَةِ الحـوتِ عليـهِ الجـاه
يضــيقُ عَــن تِســعٍ بلا آشـتباه
وَإن تُخَلِّفـــهُ تـــرى قنـــديل
عــالي شــِيُولٍ هِــيَ بالــدليل
والجــاهُ فيهـم تِسـعُ إلاَّ رُبعَـا
وَبَعــدَهُم تاتيـكَ دَنـدَا فَآسـعَا
لَهَـــا وَأُدخُلهـــا بلا دليـــلِ
فـي الغَلـقِ والمَوسـمِ يا خليلي
والجـاهُ فيهـا نـاقصٌ عَـن تِسـعِ
بِثُلــثِ إصــبَع ليـسَ فيـهِ رَفـعِ
وَهـــوَ بأنزَلنَــا مَــعَ مَهَــارِ
ثَمَــــانِيَه وَنِصـــفُ لا تُمَـــارِ
والمُحنــتُ المــذكورُ والسـهيلُ
خَمــسٌ مَحَكَّــم ليــس فِيـهِ مَيـلُ
إن شـِيتَ دابـولَ الإشـارَه بوريَا
علــى ســُهَيليهَا بـزامٍ تَاتِيَـا
صـــــِفَاتُهُ راسٌ إذا تَبَـــــدَّى
كــــأنَّهُ جَمــــعُ ذِرَاعٍ مُـــدَّا
وفــوق كــلِّ ذا جبــالُ المــلِّ
عالِيَــةٌ لَــم توتَصـَف يـا خلِّـي
وَحــــازَرُون وَرَاسُ هَنزُوَالــــي
بَينَهَــمُ دابــولُ خُــذ مَقَــالي
إن شـِيتَ أن تَـدخُلِ في ذا الخورِ
فـي الغَلقِ والموسِمِ خُذ من شَوري
حُـطَّ الجَبَـل علـى اليمينِ وَآدخُلِ
وَقــاَرِبَه لا تَبتَعِــد يـا أَمَلِـي
والجــاهُ فـي قياسـِهَا ثمـانِيَه
قيـاسُ عَـادَه يـا خليلـي صافِيَه
والســـلِّبارُ وَســـُهَيل تراهُــم
خَمـسٌ ونصـفٌ فـي القيـاسِ أنَّهُـم
وَآجـرِ لَـهُ فـي الـتيرِ مِن مُكَلاَّ
إذا زمـــانُ المَطلَعِــي تَــوَلَّى
وَإن تَكُــن فــي آخــرِ الزَّمَـانِ
خُـذ مِـن أَراجيـزي لَـكَ الأمـاني
فيهــــا قياســـاتٌ مُجرَّبَـــات
لا تَغفَلَـن عنهـا علـى النَّتخَـات
إذ فيهـــمُ إصـــبَع بإصــبَعَينِ
فــي غيرِهِــم لَــم أرَهُ بعينـي
حَصــَّلتُ هــذا بنفيــسِ العُمــرِ
وَكَـثرَةِ التجريـبِ في ذا المجرى
ســَهَّلتُ مَعنــاهُ لَكُـم واللَّفظَـا
لأَجــلِ مَــن يُعَــايِنُه لِيحفَظَــا
إذ عَمِــلَ النـاسُ جميعـاً فيهَـا
مــن بــرِّ هُرمـوزٍ وَمَـا يليهَـا
وَلَيــسَ يَحتــاجُ الـذي يَقرَاهَـا
فـي حِسـبَةِ البَحـرِ إلـى سـِوَاهَا
إن كـانَ يَعـرِفُ بَعـضَ علمِ البحرِ
مَــعَ السياســَه فعليــهِ يَجـري
فَمَـن يمـاريكُم علـى آعتِـدَالِهَا
قُولُـوا لَـهُ هَـاتِ لَنَـا أمثَالَهَا
إن غَلِــثَ المــدادُ والقرطــاسُ
أُهــدي أراجيــزي بهـا ينقـاسُ
ســـَمَّيتُهَا هاديــةَ المَعَالِمَــة
لأَنَّهَــا مِــنَ العُيُــوبِ ســَالِمَه
يــا ربُّ أنـتَ النـاظرُ الرقيـب
علــي فــي تحصــيلِهَا العجيـب
فـآغفِر لـزلاّتِ الشـهابِ المُـذنِبِ
أضــعَفِ خَلـقِ اللـهِ دُونَ العَـرَبِ
وَآغفِـر إلـى إبـن أبي الركايبِ
والأبِ والأهـــلِ مَـــعَ الأقــاربِ
وَصـــَلِّ يــا ربُّ علــى النــبيِّ
مــــاجَرَتِ الفُلــــكُ بـــآدميِّ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.