
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وإِن تُـــرِد معرفـــةَ الباشـــيِّ
فاســمَع حــديثاً مـن ثِقَـه ذكـيِّ
فــي الغَلَــقِ أَو مَوسـِمِ الأسـفارِ
أَو كـــلِّ فَصــلٍ كــانَ لا تُمَــارِ
إذا رأَيــتَ يــا فــتى باشــِيا
أَو مســــتقِّلا صـــارَ مســـتوِيا
فــاعلَم بــأَنَّ الفجــر مبتـداهُ
وإِن أتــى المغــربَ خــذ سـواهُ
وَدَعـــهُ يمضـــي ســـتةٌ شــهورُ
حـــتى تـــرى قياســـه يــدورُ
بــالفجر فــاعلَم أَنَّــه مسـتقلُّ
فَقِســهُ ســتَّةْ أشــهرٍ يــا رجـلُ
مــن أوّل الليــلِ لآخــرِ الليـلِ
أُوصــِيك فــي ذلــك يــا خليـل
لأّنَّ كـــلَّ ســـَنَةِ إثنَـــا عَشــَر
شـــَهراً مَــعَ كــلِّ الملا مُحَــرَّر
حســـابُها القَمــرِي ثلاثُ مــايَه
أَربَــع وَخَمســون لهــا وفــايَه
يقطعُهـــا العشــرون والثمــانِ
لكــلِّ نجــمٍ نَــوءُ فـي الزمـانِ
فَنِصــــفُهَا أَوانُـــهُ النهـــارُ
فــي الليــلِ لا تـدركُهُ الأبصـارُ
ونصــفُها يُهــدَى بــه الرُّبَّــانُ
فــي ليلــهِ لكــن بهـا نقصـانُ
منزلتـــــان دائمَ الأوقـــــاتِ
عـن صـَورم البيضـاء حيـن يـأتي
والصـافياتُ يـا فـتى اثنا عَشَرا
عنــديَ فــي كــلِّ أَوانٍ فـاذكرَا
فســوفَ أَذكرهــا علــى الكمـالِ
مـن أَوَّلِ النيـروز إلـى الـزَّوالِ
وأَذكـــرُ الكـــواكبَ اللــواتي
هُـــم رَحَوِيَّــاتٌ علــى الثبــاتِ
أَوَّلَ مــا يســيحُ نيـروزُ العَـرَب
فـاعلم بـأَنَّ النجـمِ بالفجر غَرَب
وطــالِعُ الفجــرِ هُــوَ الإِكليــلُ
والمســـتقِلُّ الأَســـَدُ النبيـــلُ
أَمَّـا السعودْ تَحتَ القدمْ لا تدركُه
بعـدَ انقضـا خمـسِ ليـالي اتركه
واحســب لكــلِّ منزلــه نوءهــا
تُقيــم فــي موســمها مجراهــا
مــن الليــالي أربعــاً وتسـعا
مــا فـي حـديثي مـن خلافٍ قَطعَـا
فجملـــةُ المنــازلِ العشــرينا
مـــع الثمــاني لهــم ســتونا
يومـــاً ويلحَقهـــا ثلاثُ مــايه
وأربعــــه فوقهمـــا علانيـــه
فــإِنَّ هــذا العــام يــانَوَّائي
مــا فيــه مــن شــكٍ ولا مـراءِ
وذاك عـــامُ عربـــي التقــويمِ
وضـــعنَه الحســابُ مــن قــديم
فَالســـَنَةُ الناقِصــَةُ القَمرِيَّــه
وَالـــزائِدَه تَعــرفُ بِالشَمســِيَّه
والقبــطُ والفـرسُ معـا والـرومُ
عـــامهمُ يزيـــدُ عَنهُــم يــومُ
والفــرقُ فيمــا بينهــم يسـيرُ
لا يمـــتري فيــه فــتى خــبيرُ
ومــن شــهور الفــرس أَوَّل يـومِ
فَروَردِيَـــن مــع أَولِ التقــويمِ
والخــامسُ العشـرونَ مِـن هَتُـورا
هُــو أَوَّلُ النيــروزِ كُـن خـبيرا
للعربـي يـا صـاح هـو والهنـدِي
وَغَيرُهُــم فــافهم عُطِيــتَ رشـدِي
لـم يَبـقَ نيـروز سـوى السلطاني
يـدخل دخـولَ الشـمس في السرطانِ
أَمَّـــا ذوو الأزيــاج والحِســَابِ
عنـــدهمُ النيـــروز بالصــوابِ
بعـدَ أَحَـد يـا صـاحِ والعشـرينا
ثـاني شـهورِ الـرومِ فـي تشرينا
ويطلــع الإكليــلُ تاســع عَشــَر
مــن ذلـك الشـهر يُـرَى بـالجَهَر
وعنــدما نيروزُنــا ثـالث عَشـَر
إكليلنـا بـالفجر بهـذا الشـَهَر
فهـــــذه قواعـــــد كلِّيَّــــه
فـي الأُسِّ إذ تحسـب لهـا الروميه
بـالله يـا زيَّـاجُ إِن زاغَ الفَلَك
في غير عصري فآصلحوا ما فيه شك
ولا تغيِّــــر بـــاقيَ العلـــومِ
فــي جملــةِ الحســاب والرسـومٍ
إِنّ هــــذه حاويـــةُ المجـــرِّبِ
لا شــكَّ فيهــا عنـد كـلِّ العَـرَبِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.