
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فِيهَـا السـِّماكينِ علـى اليَقيـن
تَــراهُ عــاري آفهَـمِ التَّقميـن
إلــى قَريــب جَزيــرةِ المَشـوِي
وَهــيَ علــى اليَسـارِ يَـا حُبِّـي
أمّــا علــى الســَّاحِلَةِ السـَّلامُ
مَطلَــع ســُهيلٍ تَجــري الأنــامُ
علــى النَّهـار أو بليـلٍ أرسـي
فــي أي شـِعبٍ أنـتَ فيـهِ تُمسـي
زَلَّـوا بِهَـا الإفرَنجُ غَلقَ المَوسمِ
فــي عِيــدِ مِيكَــالَ بِــالتَّوَهُمِ
قـامَ عليهـم مَـوجُ تِلـكَ الـروس
فـــي ســـُفَالَه بَقــيَ مَعكُــوس
وَانقَلَبَـت أدقـالُهُم فـي المـاءِ
والسـفنُ فـوقَ المـاء ياخفـائي
غَرقَــى يَــرَونَ بَعضــُهُم لِبَعــضِ
كُــن عَارفــاً مَوسـِمَ تِلـكَ الأرضِ
وَدَلَّ بِـــأَنَّ النيـــلَ مُنقَســـِم
ثَلاثَ أقســــــَام بِلاَ تَـــــوَهُّم
قِسـمٌ علـى النُّوبـةِ بَحـر مُوحِـلِ
حَــالي بِقُـربِ شـَنجَا يـا أمَلـي
وَالقِسـمُ الثـاني علـى الكُوَامَه
قَــد قُــدّمَت ذِكــراهُ بـالعَلامَه
وقِســمُها الثــالثُ نِيــلُ مِصـرِ
أمّـا الـذَّهَب يا صاحبي خُذ خَبَرِي
لأَنَّ أَهـــلَ الغَــربِ والشــمالي
مــن ذَهَـبِ النُّوبـةِ خُـذ مَقـالي
وكـــلّ ضـــَرَبَ الأشــرفي منــهُ
فَلا تَســــَل بَعـــدَ ذاكَ عَنـــهُ
هُـو مَعـدَنُ التِّـبرِ فَكُـن خـبيراً
وبيـنَ نَجَاسـَمُوا فـي يـا غريرَا
وزادَنـــا بِعلمِنَــا الفَرَنجِــي
وصــارَ يَحكُمُهُــم بـذاكَ النَّهـجِ
وَســَاحِلُ الــبرِّ وكُــل جَزيــرَه
فَحُكمُهُــم للـبرِّ تـوالى بِمِصـرِه
إلـــى حُــدودِ بَحــرِ الزُقَــاقِ
وَمِــن هُنـاكَ للقُمـرِ يـا رِفَـاقِ
وَيَحكُـمُ الجُـزرَ اللـواتي مُغزِرَه
عشـرين زامـاً عـن بُرورِ الكَفَرَه
فـي ذَيـلِ ذي الجُزرِ مِنَ الجنوبي
الكـلُّ غيـرُ بـابَينِ يـا حبيـبي
لَــو أَنَّهُــم ســَبتَة أهَـلِ دَاوه
الخَالِــــدَاتِ إفهَــــمِ التِّلاَوَهَ
لأَنَّهُـم فـي الغَربِ عَن ذا المَجرى
عشــرونَ زأمــاً قَبلَــهُ يُجــرَى
جَزيرَتِــــي عَنهُــــم أمــــام
أهــلِ الفَرَنــجِ خَبَــرُ التَّمَـام
لأَنَّ أهـــلَ هـــذهِ الجزايـــري
انُهُـــم مُحمَــرَّةٌ كُــن خــابِري
يَجيـنَ مِـن خَـورِ السَّعادَاتِ الذي
يَاتِيـكَ شـَرقي الخَالِدَاتِ فآهتَدى
والــبرُّ يُــوالي حُكـمَ الجميـعِ
كُفيِــتَ كَــلَّ الــبرِّ والتصـديعِ
وَجَـا لِكَا لِيكُوت خُذ ذي الفايدَه
لِعَــامِ تِسـعِمَايَه وَسـِتَّه زايـدَه
وبَــاعَ فيهــا واشـترَا وحَكَمَـا
والســـامري بَرطَلَـــهُ وَظَلَمَــا
وَســَارَ فيهــا مُبغِبــضُ الإسـلامِ
والنــاسُ فــي خَــوفٍ وآهتمـامِ
وانقطَـعَ المكي عن أرضِ السامري
وبَنـــدَرِ جَردفُــون للمُســَافري
وَخَـــبرني بِحَملَـــةِ الفَرَنـــجِ
مـن جـانبِ السـودانِ شَطرَ اللجّي
وهـو الـذي قَـد قَهَـر المغارِبَه
وَأَنــدَلُس فــي حُكمِــهِ مُنَاسـِبَه
وآخــــرُ الإفرَنـــجِ للشـــمالِ
جُــزرٌ كــثيرٌ وهُـم لَـهُ يَـوالي
دِيـــرَةُ ذاكَ الــبرِّ للمشــارقِ
يَميــلُ للجنَـوبِ خُـذ مِـن صـَادقِ
إلـى حُـدودِ الصـينِ يـا خُـواني
إعــرِف لِوصـفي وإفهَـمِ المكـانِ
وفــي اليميــنِ منـزلُ الأتـراكِ
والجُرجُ والأربينُ حَكاَ لي الحاكي
مـا بَينَهُـم والبَحرِ إلاّ السلسلَه
شـَرقِيَّها المحفـورُ عنـكَ آهمُلَـه
وَآخِــــرُ الإفرَنـــجِ للمغيـــبِ
أربَــع جزايِـر هُـنَّ يـا حبيـبي
تَســــمَى أونجيـــة عاليـــاتُ
كِبــــارُ عاليـــاتُ ظـــاهراتُ
وجُملَــةُ الإفرنـجِ إليهـا يُنسـَبُ
والنـاسُ فيهـا دايمٌ لم يُغلَبُوا
فـي غايَـةِ القـوَّةِ فـي المَرَاكبِ
وَآعلَـم بـأنَّ البُنـدُقي يا صاحبِ
سـوقُ الجميـعِ قُـربَ بـرِّ الـرومِ
وأكثَــرُ طــولٍ مِنهُـمُ يـا قَـومِ
وَصــَفتُهُم حقّــاً وهــذا جُهــدي
وليــسَ أدري مــا يكـونُ بعـدي
وبينَهُــم وبيــنَ أهَــلِ الهنـدِ
مِـــنَ الفلاحِ ومـــنَ التعـــدِّي
وَخَشــَبُ الإفرَنــجِ قَــد جاؤوهَـا
وَمَلَكَوهَـــا بعــدَ أن غازوهَــا
جَاءَتهــا فــي عَــامِ تِسـعِمايَه
مَرًاكِــبُ الإفرَنــجِ يــا خَــايَه
تَجَبَّـــرُوا عَـــامينِ كـــاملينِ
فيهـا وَمـالُوا الهنـدَ باليقينِ
مَـن حَـاولَ الصـينَ يخـافُ بـالاَ
مــا يُرتَجَـى وإلاّ رَمَـى الآمـالاَ
ورَجِعُــوا مــن هِنــدِهِم للزَّنـج
فــي هــذهِ الطريــقِ الإفرَنــج
وبعــدَ ذا فــي عـامِ تِسـعَمايَه
وســِتِّ جَـاؤُا الهنـدَ يـا خَـايَه
وَآشــتَرُوا الـبيوتَ ثـمَّ سـَكَنُوا
وَصــَاحَبُوا وللســَوامِر رَكَنُــوا
والنـاسُ تضـربُ فيهـمِ الظنونَـا
ذا حــاكمٌ أو ســارقٌ مجنونَــا
وتُضــرَبُ الســكَّةُ وَسـطَ البَنـدَرِ
بَنــدَرِ كَــالِيكُوتَ بَيـنَ السـَّفَرِ
يـا ليـتَ شـعري مـا يكونُ منهُمُ
والنــاسُ مُعجبــونَ مِـن أمرِهُـمُ
أســنَدَهُ أيضــاً لنــا الإفرَنـجِ
البُرتُغَـــالُ وَلَـــهُ ذا مُلجــي
أمّـا الفَرَنـجُ بَعـدَ هذا أدمَنُوا
فـي ذي الطريـقِ بَعـدَما تَمَكَّنُوا
أوَّلَ مَــا يَجــرونَ فـي خُروجِهِـم
مِـنَ الفَرَنـجِ قِيـلَ لـي وُلُـوجُهُم
فـي الغَـربِ والجنـوبِ مُدَّةَ عَشرَه
أيَّـــامِ بِــالمُولِمِ المُعتَبَــرَه
لِقُـربِ جُـزرِ الخالـداتِ قيـل لي
وَيَـرَونَ جُـزرَ دونَهـا في المَدخَلِ
ثُـــمَّ يـــردونَ علـــى ســهيلِ
تســعونَ يومـاً فاسـتمع لقيلـي
والمــا دايـمٌ تحتَهُـم ثمانِيَـة
أبـواعِ لَـم تنقُـص بل هي وَافِيَة
حتّــى يُخَلِّفُــونَ تِلــكَ الجُــزُر
جُــزرَ الســعاداتِ بهــنَّ فـادرِ
فيقصــُدونَ الــبرَّ ذاكَ الحيــنِ
بــرَّ الحَبَـش يرسـونَ بـالتمكينِ
ويــدخُلُونَ هُنــاكَ فـي الجبـالِ
ويكتُبــــونَ أوراق بـــالأحوالِ
لكـلِّ مَـن يـأتي مـن أرضِ الهندِ
وذا المكـــانُ إفهمَــنَّ رُشــدي
فتـــارةً قــد يلتقــونَ فيــهِ
وتــــارةً يُخَـــالفوا عليـــهِ
لأنَّ هــذا النِصــفَ خُــذ صـفاتي
مــن أرضــِهِم إلــى مَليبـاراتِ
مســـير ســتَّه أشــهرٍ حقيقَــه
إفهَـم وَجملَـه جُـزرٍ في الطريقَه
ويخرجُــــونَ هَــــولا وهَـــولا
تسـعينَ في النيروزِ وُقيتَ البلا
وكــلُّ جُــزرِ جــا إليهـنَّ رمـا
رجــالَهُ فيهــا وفيهــا حَكَمَـا
عِنـدَ المـراحِ والمَجـي يـا صاحِ
خُـذ منهُـمُ ذا النَّهـجَ بالإيضـاحِ
حتّــى تَكُـن عـارفَ هـذا البَحـر
فـــإنَّ مـــا ذكـــرتُ مُحَـــرَّر
قَصـــدي لِتَرقــى فَتَــرَقَّ فيــه
مـن بَعـدِ مَـوتي أيُّهـا النـبيه
لأنّهُـم لـم يـتركُوا هـذا الطَرف
فســوف علمُهُــم لــديكَ يُعــرف
إن طَــالَتِ الأيَّــامُ والليــالي
مـــا تأســَفَن علــى الــزَّوالِ
لـو كنـتُ أحيـا لزمـانِ الصـلحِ
كســبتُ علمــاً يســتحقُّ المـدحِ
فـي جُملَـةِ أرضِ الرومِ الشمالِيَه
وثـــمَّ للصـــينِ ولا كفَـــانِيَه
لـو تخلـفُ أسماؤها في الحَاوِيه
مـا يلـزمُ العـدَةَ إلاَّ الزاوِيَـه
وقـــد يُقــالُ عَشــرةٌ بِمَــدورِ
والـدِّيو فـآفهَم مِثلـيَ وآعتـبرِ
وقــد يُقــالُ مهــايَم وتَــانَه
ويُقــالُ دَهــرواي خُــذ بَيَـانَه
وقـــد يكــونُ ســَبعة بســاجر
ثـــمَّ ظَفَــارِ آفتَهِــم أشــاير
فَهكــذا فـي الأبحُـر المجهـولَه
ميِّــز بالأفكــارِ مــا أقــولُه
كَــذاكَ فــي رَهمَانَـجِ المُقـدِمَا
ليـسَ لَـهُ اليـومَ تبادرُ العُلَمَا
قــد حُرِّفَــت أســماؤها وغُيِّـرَت
وخيرُهَـا للشـخصِ مـا قَـد شـُهِرَت
لكــن ســَمِعنا خَبَــراً ظريفَــا
مــن خَــابرٍ ذي فطنــةٍ ظريفـا
وتلتقــي القشــوشَ والشــجوري
فــي ذلــكَ المكـانِ يـا نَظيـر
وتكثُـــر القــروشُ والطيــورا
والقــدُّ والقرفـا فكُـن خـبيرَا
حتّــى تظــنَّ أنّنـا فـي البحـرِ
أو تحتَنَــا حبـالٌ تحـتَ البحـرِ
لمَّــا سـَمِعنَا علـمَ هـذا الـبرِّ
زالَ بِــذَا الشـكَ فَصـِرنَا نـدري
وقـــالَتِ الإفرنــجُ بــالتحقيقِ
إنَّــا كَشــَفناهَا علـى الطريـقِ
ويخرجُــونَ النــاسُ مـن سـُفَالَه
مـــايَه والســبعينَ لا مَحَــالَه
أو قَبلَهَـا أو بَعـدَها كُـن عالِم
يكــونُ هــذا أحســنُ المواسـِم
وصــحَّ أنَّ الــبرَّ والقُمـرَ هُمـا
ثَمــانِيَه أزوامِ مــا بينَهُمَــا
فــي آخِـرِ القُمـرِ مـنَ الجنـوبِ
مَتَّفَـــقٌ عليـــهِ يــا حبيــبي
صــحَّ اســمٌ آخـرُ بلفـظِ القمـرِ
لأنَّـــهُ فآســـتمع مــن خَبَــري
ذكـرتُ منـهُ مـا يليـقُ بالسـفر
وكَــم جزايـر غيـر هـذي وخَطَـر
لـو لـم يكَـنُ إلاّ جزيراتُ النسا
يَحكُـمُ عليهَـا سـاقطٌ قـد أنحسَا
وجُــزرُ طيــرِ الــرخِّ والقصـارِ
مــن نَسـلِ آدم كـن بـذاكِ داري
ثـمَّ الكسـورُ في القياسِ والدّير
أو جزيـــــــرة بلا بَشــــــَر
أو شــدّةِ المــا ومَرسـَى ترسـُهُ
فأفحــلُ مَــن دبَّـر فيـه نفسـَهُ
دقِّــق وحقِّــق إنّ أخــذتَ فيهـا
خلاصَ يــا ربَّــانُ ثــمَّ اصـغيهَا
وســوفَ تــزدادُ بهــذي الطـرق
مــنَ الفرنــجِ معرفــة وحــذق
فــي آخِــرِ الزمـانِ بـالتكرارِ
طُــرقٌ جَديـدَه فَتَحُـوا كـن داري
نظمتُهـــا ولـــم أرَ الســوال
كلاَّ ولَــــــم أرَ الســــــوال
شــتَّان بيــنَ السـايلِ المجـرَّدِ
وبيــنَ مَــن للســوالِ يَهتــدي
وخصــَّني وآلــي البلادَ بالسـفر
مـن دونِ غيـري بالهُـدى والظَّفَر
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.