
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
باســمِ الإلـهِ المسـتعينِ أبتـدي
مصـــلِّياً علــى النــبيِّ أحمــدِ
ليســهلَ التســديدَ مــن مرامـي
فـــي نظــم دُرِّ قبلــةِ الإســلامِ
ســبحانَ مَــن وفَّقَنــي لنظمِهَــا
ودلَّ عقلـــي لشـــريفِ علمِهَـــا
ربٌ كريــــــمٌ رازقٌ هَـــــداني
لهـــذِه التحفـــةِ واحتبـــاني
عَــنِ الخَطَـا تصـونُ أهـلَ الـدينِ
فيهــا رضـى مالـكِ يَـومِ الـدينِ
وللقضــــاةِ حُجَّــــةٌ مُفيــــدَه
عنـدَ الملـوكِ السـادةِ المؤيَّـدَه
هديــةٌ تُهـدَى مِـنَ العبـد الأقـل
لقُــدوةِ الإســلامِ مولانَــا الأَجَـل
قاضــي قضـاةِ الأرض شـاماً ويَمَـن
والشـرقِ والغـربِ ومَـن فيها سَكَن
أبــي الســعاداتِ جمـالِ الـدينِ
محمَّـــدٍ محيــي علــوم الــدينِ
بمِثلِهَــــا تُمتَحـــنُ الرجـــال
لــو لـم يكـن إلاّ لـذا السـؤال
إن شــيتَها يــا صـَاحِ بالكمـالِ
كُــن مُســتعدّاً واســتَمِع مقـالي
وآنصــُب لهــا دايــرةً أُفقيَّــه
فـــي صـــَحَنٍ أو رَقِّ بالســـويَّه
إشــارةً للأُفـقِ فـي ذيـلِ السـَّمَا
وخُــطَّ بــالخُطُوطِ فيهــا قِســَمَا
ثلاثُ مـــايَه ثـــمَّ ســـتونَ دَرَج
فـي وَسـطِهَا عـودٌ لتَحظَـى بالفَرَج
وطــولُ ذاكَ العـودِ نِصـفُ القُطـرِ
يَعـدِلُ بـالتثليثِ خُـذ مِـن خَبَـري
وآعلِـم بظـلِّ العودِ في أيِّ الدَّرَج
إن دَخَــلَ الظــلُّ بهـا وإن خَـرج
وإن عَرَفــتَ مُــدَّ خَيطــاً مِنهُمـا
وآقســِمهُ نِصـفينِ فَمَـا بَبينَهُمـا
هَـو المُـرَادُ وَهـوَ قُطـبُ الدايرَه
إن زلَّ بـــالمركزِ حتَّــى آخــرِه
فـــذاكَ هُـــو منصــِّفُ النهــارِ
مــنَ الشــمالِ للجَنــوبِ جــاري
يَقســـِمُهَا مـــن قُطـــبٍ لقطــبِ
قِســمَين ذا شــَرقي وهَـذا غربـي
حينئذٍ مُعَــــــدِّلُ النهــــــارِ
يُخَــطُّ فِيهَــا بَينَهُــم كُـن داري
شــرقاً وغربــاً لــترى أربـاعَه
لكــــلِّ رُبــــعٍ دَرَجٌ فاســـمعَه
وخُـــذهُ منِّـــي إنّـــهُ تســعون
رُبـــعُ الثلاثِ مايـــةٍ والســِّين
للخـنِّ فـي الحُقَّـةِ من هذا الدَّرَج
إحـدى عَشـَر وربـعُ مـا فيـه حَرَج
وانظُــر إلــى مَكَّــه وكُــلِّ أرضِ
أنــتَ بِهَـا والطُّـولِ ثـمَّ العَـرضِ
فَمَكَّـــةٌ عشـــرونَ ثـــمَّ واحــدُ
والطــولُ ســتُّونَ وَســَبعٌ زايــدُ
إن كُنـتَ فـي أرضٍ سـواها فـانظرِ
وبالـــدَّرَج قَــدِّم بِهــا وأخِّــرِ
عـن ذينـكَ الخَطَّيـنِ وَسطَ الدايرَه
وآحــرِص عليهــا لِثَـوابِ الآخـرَه
ومــدَّ مــن مَركَــرِ ذاكَ العــودِ
إلــى تقــاطُعِ خَيطِــكَ المَعهـودِ
فَــــإنَّ ذاكَ قِبلَـــةُ المُحَكَّـــمِ
ولا تُخِــــلُّ بصــــَلاةِ المُســـلِمِ
مِثَـــالُهُ قِبلَـــةُ أرضِ طولُهَـــا
كَمَكَّــةٍ والعــرضُ أنقَــص فَلَهَــا
قطــبُ الشــَّمالِ أو يكـونُ أزيَـد
فـي العَرضِ والقُطبُ الجَنوبي يُعمَد
وإن يكونــانِ ســوا فـي العـرضِ
وزادَ عـــن مكَّـــةَ طـــولُ الأرضِ
فالقِبلَـةُ الغـربُ فأمّـا إن نَقَـص
قِبلَتُــكَ الشـرقُ تَكُـن ممَّـن حَـرَص
وخُـــذ علــى ذلــك بــالقَرِينَه
لأنَّهَــــا مَعرُوفَــــةٌ مُبِينَــــه
وهكــذا قِبلَــةُ بيــتِ المَقــدِسِ
بــالطولِ والعـرضِ أيَـا مُهَندسـِي
وكــلُّ ذا مرتَّــبٌ فــي الـدايرَه
عِلـمُ الـدنى فيهـا وعلـمُ الآخرَه
فــآحرِص علــى تَقَــاطُعِ الخُطـوطِ
وأصــلِهم فــي الـدَّرَجِ المَخطُـوطِ
ومركــزُ العــودِ دليــلُ الأفُــقِ
وآقـرَا علـى الأسـتاذِ كـي تَرتَقي
وتَعــــرِفَ الإشـــارةَ الخَفيَّـــه
والطــولَ والعـرضَ علـى الأفقِيَّـه
وافعَـل فـي النقصـان والزيـادَه
كمـــا ضــَرَبنَا مَثَــلَ الإفــادَه
مــــا حاجـــةٌ لكـــثرةِ الكلامِ
يكفيــكَ ذا فَإسـمعَ فـي الإتمـامِ
وجُملَـــةُ الأرض مَـــعَ البلــدانِ
أطوالُهَــا والعــرضُ شـيءٌ ثـاني
تجـــدُهُ مُرَتّبـــاً فــي الكُتُــبِ
بِشــَرحِهِ والنــاسُ عنِّــي تُنــبي
إن لَـم تَكُـن خَابِرَ في علمِ الفَلَك
ولا بالإســطرلابِ عِلــمٍ قَــد سـَلَك
فلازمِ العـــــالمَ إن وَجَــــدتَهُ
واقــرأ فأَثمَانُــكَ مــا قرأتَـهُ
وإن تَكُـــــن أرضٌ بلا أســــتاذِ
ولا كتـــابٍ فاتَّخِـــذ إرشـــادي
أحسـنُ مـا فـي الخـافقين قُربـه
هـــم قَرّبُـــوهُ وأَنَــا مُجَرِّبُــه
بِعِلمنَــا فآعمَــلَ فـي مَجهُـولهم
قـد صـحَّ عنهـم إنهـم فـي قولهم
قَـالُوا لنـا في أرضِنَا المعمورَه
ربــعُ الــدنى وكُلُّهَــا مَغمُـورَه
ونحــنُ بــالمَغمُورِ فَـوقَ المـاءِ
نَجـــري بعلــمِ الأرضِ والســَّمَاءِ
بالــدِّيَرِ المَعلُومــةِ المحكـومَه
علــى مَســَافَاتٍ لهــا مَقســُومَه
ثـــمَّ القياســَاتُ لَهَــا شــُهُود
بِهِــنَّ جينــا البَلَــدَ المَقصـُود
يـا طَـالَ مـا جِينَـا مـنَ العِرَاقِ
والهِنــدِ والســِّندِ علـى اتّفـاقِ
وتـــارةً مِــنَ الشــَآمِ لليمــن
وللحِجَــــازِ وصــــَنعَا وَعـــدَن
مـن غيـر مَيـلٍ بـل بحُكمِ المَجرى
فَـآعتَبرُوا ذَا يَـا أُهَيلَ المَبصَرَه
قـد شـاعَ فـي الآفـاق قـولٌ قلتُهُ
وكــلُّ عــامٍ مــرَّ بــي فَعَلتُــهُ
إنَّــيَ لَــم تَخــفَ علــيَّ مسـألَه
فــي البحـر إلاّ عنـد قـومٍ جُهَلا
فـي الطُّـولِ والعَـرضِ على الجِهاتِ
كرامـــــةً لِصــــحَّةِ الصــــَّلاةِ
لـم يَعتَـرِض لـي أحَـدٌ فـي الناسِ
فــي حِســبَةِ الـدِّيرَاتِ والقِيَـاسِ
أُصــــــُولُهُنَّ دَرَجُ البلـــــدانِ
والطــولُ والعـرضُ علـى الإتقـانِ
والكــلُّ بــالأزوام فـي الحسـابِ
مجــــرَّبٌ بالصـــدقِ والصـــوابِ
فكيــفَ أُخطــي قِبلَــةَ المُصــَلِّي
إذا اردتَ بالحســـابِ قُــل لــي
فخُـــذهُ موضــوعاً علــى بيــانِ
أســماءِ جُـزرِ البحـرِ والبلـدانِ
منتخبــاً مــن علـمِ بَحـرٍ وفَلَـك
فاستحسـنوه العلَمَـا مـن غيرِ شَك
حتّـــى غـــدا مســهَّلا للطــالبِ
يُغنيـكَ عـن جِهَاتِهَـا فـي الغالبِ
أو عــن مهــبِّ الأربــعِ الأريـاحِ
شــتَّان بيــنَ الليــلِ والصـَّبَاحِ
نجومُهــا للكــلِّ علــى تَرتيــبِ
يُغنِيــكَ عــن قُطـبٍ وعَـن تَهـذيبِ
لأنَّهــا واضــحةٌ فــي الــدايرَه
وصــورةُ الإنســانِ فيهَـا ظَـاهِرَه
وراكَ والمُقــــدِمُ والجنبــــانِ
وبعـــدُ غُضـــروفَاك والثــديانِ
ثمــانِ قِســمَاتٍ ومــا بينَهُمــا
يقســِمُهُ العــارفُ حقًّــا منهُمَـا
لكـــلِّ جـــزءٍ قَبضـــَةٌ بــالكفِّ
حــتى يَصـيرَ الجـديُ غيـرَ مَخفـي
فيهـا الشـِّمَالُ والجَنُـوبُ والصَّبَا
ثــمَّ الــدَّبُورُ كلُّــهُ قـد هُـذِّبا
فهــــذه الثمـــانيَه وفيهـــا
ســتَّه عَشــَر فـي مِثلِهَـا عَليهَـا
وكلُّهــــا أقطــــابُ كالجُـــدَيِّ
هـــــذَّبَهَا مجـــــرِّبٌ للشــــيِّ
منتخِـــبُ الكـــواكبِ المنيــرَه
الصــادقةِ فــي حقِّهــا شــهيرَه
فاســمَع مَقــالاتي وكيـفَ أبتـدي
فــي قِبلَــةِ الجُـدَيِّ طـول الأبَـدِ
هــي قِبلَــةُ القُمـريِّ والسـفالي
والحَبشــَةِ ومــا لهــا يــوالي
مـن بـرِّ سـَعدالدينِ والدَّنكَل معا
جُـزرِ اليَمَـن ثـمَّ التِّهَـايِم جَمعَا
إلـى الرياضـَه ثـمَّ شـِعبِ المَحرَمِ
مُســتَقبِلينَ الــبيتَ ثـمَّ الحَـرَم
لِبَـــابِ رَحمَــةٍ ورُكــنِ اليَمَــن
دَليلُهُــــم مُشــــتَهِرٌ مُبَيَّــــن
يُشــرِقُ عــن يُمنَـاكَ نَسـرٌ طَـايِر
ويغــرُبُ عنــكَ علــى المَيَاســِر
لكنَّــــه يَقــــدُمُ بالقليــــلِ
للشــامِ فآســتَكفِ بـذا الـدليلِ
كـذا الغُمَيصـَا والسـماكُ الأعـزَل
فصـــلِّ مـــا بينهمـــا وهلِّــل
مُقَــــابِلاً لِليَمَــــنِ والشـــامِ
ألــوَجهُ بــالوجهِ علـى التمـامِ
ومَــن بقُمــرٍ ثـمَّ زَنـجٍ واليَمَـن
وبــرِّ سـَعدِ الـدين وَزيلَـعٍ ومَـن
يَكُــن علـى وادي العقيـق وصـَلّى
لمغـــربِ الفرقــدِ لــم يــزلاَّ
يميــلُ عَنـه الجـديُ يـا خليلـي
مقـدارَ قبضـَه فاسـتَمِع مـن قيلي
لأنَّ كـــــلَّ قَبضـــــَةٍ لجُــــزيِ
مــن بيــتِ ذي الإبـرةِ هَـذَا رُوي
وتغــرُبُ الجــوزا علـى الشـمالِ
والنجــمُ فــي اليَمـن بلا محـالِ
بميلــــةٍ لركنـــهِ اليمـــاني
إلـى مُصـَلَّى الهاشـمي العـدناني
مســتقبلاً كَــذَا لِبَــابِ التَّـوبَه
يــا ربُّ فَآرزُقنَـا إليـهِ الأوبَـه
ومَـن علـى النعـوشِ صـلَّى اعتَـرف
لأنَّـــه حَجـــمٌ كـــبيرٌ يختلــف
هـو قِبلـةُ القُمـرِ وبَربَر واليَمن
أليَمَــنِ العًليَـا لِشـَرقٍ فـآعلَمَن
والــوادي مِــن طَــرَفِ الحِجَــازِ
إلـى الجَنُـوبِ النعـشُ فيها جازي
والجَديُ بينَ الصَّدرِ والثَّديِ ارتَفَع
ومَطلَـعُ الرامـحِ فـي اليَمـنِ يَقَع
وتغــرُبُ الشــِّعرَى علـى اليَسـار
وخَلفَـــكَ الســـهيلُ والحِمَـــار
ثــمَّ المُرَّبعــاتُ فــي الشــروقِ
علــى فِقَــرِ الظَّهــرِ بـالتحقيقِ
مســتقبلاً بيــنَ الحَجَـر والرُكـنِ
يميــلُ للركـنِ الشـهيرِ اليَمنـي
وَمَــن بِبَحــرِ شــَرقي الســُّومالِ
للعيــنِ فــي العِيــسِ بِلاَ مُحَـالِ
أعنـي بهـا الناقـةَ تُسمى العيسِ
تُشـهَرُ فـي الـرومِ بـذات الكرسي
إلـــى حـــدودِ حِصــنِ الغــرابِ
للجُــوفِ والســَّرَاةِ يـا أصـحابي
والجـديُ عـن وجـه المصلِّي مُحتَرِف
ثلاثَ قَبضـــاتٍ بِجَمـــعٍ مُعتَـــرَف
مــن آخــرِ الخُنصــُرِ لللإبهــامِ
مُـــدَّ بــهِ الــذراعَ بالتَمــامِ
يطلـعُ فـي يُمنَـاهُ نَجـمُ الكَاسـِرِ
ويغــرُبُ الإكليــلُ فـي المَيَاسـِرِ
مقـــابلاً بــابَ جيــادٍ معتــدل
مــا بيـنَ ركنيـكَ فَصـلِّ وابتَهـل
ومَــن علـى الجـونه وسـدِّ مـأربِ
كَـــذَلِكَ الأحقَـــافُ بالتَّجَـــاربِ
وكلُّهـــم فــي مغــربِ العيُّــوق
لـــوادي الطـــايفِ بــالتحقيقِ
والجـديُ فـي ثَـدي اليمينِ مُعتلي
وثــديُكَ اليُســرى لِغَـربِ الأعـزلِ
ومَـن علـى النسـرِ الكفيـتِ صـَلَّى
فـي الشـِّحرِ ثـمَّ المَهـرةِ ماضـَلاَّ
مســتقبلاً إلــى مصـلّى المُصـطَفى
والمغـربُ مـن خَمـسِ أبواب الصَفَا
للقُمــرِ ثــمَّ العـارضِ المنقـادِ
ومَـــن يكــن بينهمــا محــاذي
لهـم علـى السـمتِ كمثـلِ الطايفِ
أوعَرَفَـــاتٍ اســـتَمِع لطـــايفي
كــذلك المزدلفَــه إلــى مُنَــى
ومَسـجدُ الخيـفِ وشـَرقي المُنحَنَـى
الكــلُّ فــي مَغــربِ نَسـرٍ كاسـرِ
ويغــرُبُ الحمــارُ فـي المَيَاسـِرِ
والـوجُه للشرقي مِنَ أَبوابِ الصَّفَا
حســبُكَ هــذا فـي الصـَّلاةِ وكفـى
ومَـن بجـاوَه والـدِيَب يـا فَالِحِي
صــلاتُهُ علــى الســِّماكِ الرامـحِ
بميلــــةٍ حقيقــــةً للواقـــعِ
محقَّقـــاً فاتَّخـــذوا منـــافعي
ومَــن بقُــربِ جَــاوةٍ مـن بنـدرِ
لِحَاســِكٍ وادي اللُّبَــانِ الكُنـدُرِ
ومَــــن يســــامِتهُنَّ للمُطَـــوَّقِ
ثُـــمَّ جنـــوبيَّ النَجُــودِ حقَّــقِ
مســتقبلينَ كــلَّ أبـوابِ الصـفَا
لِنَحــوِ بــابِ البَغلَـةِ المعرَّفَـه
ثــمَّ مِــنَ الكعبـةِ رُكـنَ الحجـر
ثُــمَّ مَقَــامَ الحنبلـي المُشـتَهر
مُســـتَدبرِينَ الشــّعريَ العَبُــور
عِنــدَ الطُّلــوعِ مُــدَّةَ الــدُّهُور
ومَـن يَكُـن فـي الصـَّنفِ والسـِّيامِ
والصـــُّولِيَانِ يَســـتَمِع كَلامـــي
والبَعـــضِ مــن أرض مَليبــاراتِ
وغُبَّــــةِ الحشـــيشِ بالصـــِّفَاتِ
يَســتدبرُ الميــزانَ والجَــوزاء
إن طلعَـــت والنجــمُ كــاللِّوَاء
تِلقَـــاءَ وَجـــهٍ قــايمٍ مهلَّــلِ
وَهــوَ مقابــلُ مقــامَ الحنبلـي
وبــابَيِ البَغلَــةِ ثــمَّ الحَجَــر
إفعَــل بأوصــَافٍ تُحـاكي الـدُّرَر
بـل فيهـمُ الميـلُ إلـى السـماكِ
لا تُهمِلُـــوهُ أيُّهـــا الزواكــي
ومَــن يُصــَلِّ فــي جَنـوبِ الصـينِ
يَســتَقبِلِ الــدَّبرانَ بــالتَّمكِينِ
بيـــنَ ثريَّـــاه ونســرٍ طــايرِ
يَســتَدبِرُ المِــرزَمَ خُـذ أشـايري
والبعـضُ قَـد صـحَّ مِـنَ أرضِ البُنجِ
ثــمَّ الـدكن يـا صـاحِ والتَّلَنـجِ
ثـــمَّ مصـــيره وجنــوبِ الحــدِّ
فمِــــرزمَ الجـــوزاءِ لا تُعَـــدِّ
علَــى فِقَـرِ الظَّهـرِ حَقًّـا فـاعلمِ
مُســتقبلينَ الكــلُّ بيــرَ زمـزمِ
وبــابَ بَــازانٍ وأُولَـي المُتَـزِم
فَـآعزِم هُنَـا على الدُّعَا كمن عَزَم
ومَـن يكـن في الصين والبنجِ سوا
وجــوزراتٍ قــطُّ مـا فيهـا غـوى
وبـــرِّ قلهـــاتٍ معـــا ونجــدِ
ثـــمَّ عمــانٍ والجنــوبِ يبــدي
مصــلِّياً علــى غــروبِ الطــايرِ
مُكتَنِــفَ القطــبين خُـذ أشـايري
ويطلُــعُ العيَّــوقُ فـي الغضـروفِ
ويغــرُبُ فــي ثــديه المعــروفِ
أعنــي يمينــاً ويسـارَ العقـربِ
كَـذاكَ فـي الغُضروفٍِ والثَّديِ آحسُبِ
مُرَّبَعَــــــاتِ دَورةِ الســـــَّمَاءِ
وَصـــُورة المـــرأه بِلاَ مِـــرَاءِ
مُوَجِّهـــا منـــارةً إلــى علــي
للمُلتَــزِم لــبير زَمــزمَ مُقبِـلِ
ومَـن يَكُـن فـي صـينه إلى الخطا
يَســتقبلِ المِـرزَمَ وُقِّيـتَ الخَطَـا
وَهَكــذا صــَلُّوا بــأرضٍ الســِّندِ
والبَعــضِ قيلَـن مِـنَ أرضِ الهنـدِ
ثـــمَّ عمــانٍ والنُّجــودِ وقَطَــر
ثُــمَّ جِبَــالِ ســَمرَقَندٍ مَـع هَجَـر
كلُّهُـــمُ يَســـتَدبِرُونَ الــدَّبران
مُســــتَقبِلينَ قُبَّــــةَ الأمَـــان
فيِــه فراشــين بِــذاكَ الحَــرَم
وقُبَّــةِ الزَّمَــازمِيَه وَالمُلتَــزِم
ومَـــن علــى دلِّــيَ أو مُلطَــانِ
أو بَـــرِّ هُرمُــوزٍ مَــعَ مُكــرَانِ
يَســتَقبِلِ الجــوزاءَ والعمــاير
ثــمَّ بَنِـي لاَمٍ كَـذَا فـي الظَّـاهِر
ثُـــمَّ جِبَـــالَ ســـَمرَ والجــوفِ
خـــوفَ شـــمالٍ ومحــلِّ الخــوفِ
ومــا يُســَامِتهُم مِــنَ المنـازلِ
قَـــد جَعَلُــوهُ قُــرَنَ المَنَــازلِ
بــابَ عَلِــي مُســتَقبِلِينَ القِبَـب
الكــلُّ فـي بَعضـِهِمُ البعـض ضـَرَب
وبَــابُ بَيــتِ الخَــالق المُعَظَّـمِ
ســــُبحَانَهُ مِـــن رازِقٍ مقســـِّمِ
بـــل إنَّ هُرمُـــوزَكَ والمُكــرَان
يَميــلُ للمَغيــبِ فــي الحِسـبَان
ومَـن يَكُـن فـي بَـرِّدَاو فـي فًارسِ
صـــَلاتُهُ علــى مَغيــبِ البَــاجسِ
وهَكَــــذا كَرمَـــانُ والقطيـــفُ
قــد قــدَّرَ المُهَيمِــنُ اللطيــفُ
مُقَــابلِينَ الكـلُّ أبـوابَ الصـَّفَا
أبــوابَ للعبّــاسِ عـمِّ المُصـطَفى
والبَعـضُ مـن دِيَـارِ أقوامِ الشجر
وجَوفِهَـا الشـامِي الـذي بلا بَشـَر
قِبلَتُهُــم علــى مَغيــبِ التِّيــر
مُســـتَدِبرِينَ الرَّامِــحَ المنيــر
ويَطلُــعُ الســهيلُ فــي اليَسـارِ
ثُـــمَّ المُربَّــع وَكَــذَا حمــاري
وَيَغــرُبُ النعــشُ معـاً والنـاقَه
الكــلُّ عَــن يُمنَـاكَ يَـا رفيقَـه
علــى النَّظَــر هَــذا بلاَ مُحَــالِ
لأنَّهــــا منــــازلُ الشــــَّمَالِ
مُســتَقبِلِينَ فــي الحـرم بِلاَخَفَـا
أبــوَابَ للعبَّــاسِ عَـمِّ المُصـطَفَى
ومَـن أقـامَ الفرضَ في أرض الهرا
لمَغــرِبِ الإكليـلِ مـن غيـر مِـرَا
والبعــضُ مِمَّـا فـي وراءِ النهـرِ
آخِرُهَـــا مــنَ الجَنُــوبِ فــادرِ
ثـــمَّ خُرِاســـَانٍ مــعَ الجَنــوبِ
مــنَ العِرَاقَيــنِ علـى التهـذيبِ
والبصـرةِ الفَيحَـا ومَن فيها سَكَن
الكــلُّ بالإكليـل صـلًّوا بـالعَلَن
إلــى حِــذَا الأهـوازِ والجزايـر
فُـرَاتُ مَـع دِجلَـه هُنـا كـن خابر
مَصـــَبُّهُم لِنَحـــو بَحــرٍ مالــحِ
إلــى حُــدودِ مَنــزلِ البَطَايــحِ
مُســتَدبرِينَ يــا همــامُ واقعـي
وجُــوهُهُم إلــى مَقـامِ الشـافعي
وصـــَحفَةِ الكَعبَـــةِ والمَقَـــام
كَــذَا الجَنــايِز أيُّهــا الإمـام
ومَــن يَكُــن إلــى حِـذَا شـيراز
فَمَغـــرِبُ العَقـــربِ ذَاكَ جَـــاز
ثُــمَّ العِراقَــانِ كَــذَا تحقيقُـه
يَســبَدبِرُ العيُّــوَ فــي شــُروقِه
والجَـديُ فـي غُضـرُوفِ جَنـبٍ أيمَـنِ
وقُطبُـــكَ الجَنــوبُ غَيــرُ بيِّــنِ
لكــــن لَـــهُ أدلَّـــةٌ كِبَـــار
تَــاتي هُنَـا فـي ثَـديكَ اليَسـَار
وأنــتَ مُســتَقبِلُ وَجــهَ الكَعبَـه
بِمَيلَـــةٍ للرُكــنِ غَيــرِ صــَعبَه
ومَــن يَكُــن فيمـا وراءَ النهـرِ
صـــلاتُهُ حقًـــا بغيـــرِ نُكـــرِ
علــى الحمـارينِ إذا مـا غَرَبَـا
يميــلُ للعقــربِ عنــدَ الأدبَــا
ثُـــمَّ ســـَمَرقند مـــع بُخَــارى
لِحَـــدِّ فرغانَـــةَ كـــلٌ ســَارَا
والبعـضُ أيضـاً مـن عِـرَاقِ العجَمِ
لِجَوفِــكَ الشــامي وحَجـرٍ فـآعلَمِ
بــابُ السـلامِ وحـدُّ ركـنِ الشـامِ
إســـتَقبَلُوهَ الكـــلُّ بالتَّمَــامِ
ويغــرُبُ الواقــعُ فــي اليَميـنِ
قِبلَتُهُــم كَــذا علــى اليقَيــنِ
ومَــــن يُصــــَلِّي بأذَربيجـــانِ
ومُلــــكِ تــــبريزِ وأصـــفَهَانِ
والرَّحبَــةِ وهِيــتَ ثُــمَّ العَـانَه
ثُــمَّ الحُــديبِيَه اسـتَمِع بيـانَه
صـــلاتهُمُ فــي مَغيــبِ الســُّهيلِ
والجَــديُ خَلـفَ الكَتـفِ بالـدليلِ
وتطلُــعُ الشــِّعرى علـى اليَقيـنِ
يُســرَى غُــروبِ الرامـحِ اليميـنِ
بيــنَ المَنَــاره ســُدَّةِ الإِســلامِ
ثـمَّ الـدريبه تحـتَ رُكـنِ الشـامِ
ومَــن لغــربِ الســلِّبَارِ فـآفهَمِ
صـَلَّى فَشـَانُ الجِيـلِ ثُـمَّ الـدَّيلَمِ
ومثلُهُــم مَرجَــانُ ثــمَّ نِينــوَى
طَبَرســــَتَانُ لَهَــــنُّ اســــتَوَى
الكــلُّ فــي ســَمتٍ بِغَيــرِ خَلَـل
لِقُــربِ أعمــالِ حَلَــب والمُوصـل
مُســـتقبلينَ بـــابَ مارســـتانِ
وركنَهـــا الشـــاميَ بالإيقــانِ
وتطلــعُ الجــوزا علـى اليسـارِ
والجَــديُ فــي ميمنَــةِ الفقـارِ
ومَــن يَكُــن فــي أَرض نَصـِيبينَا
دِيَــارِ بَكــرِ آيضــاً وماردينَـا
مَــعَ بَوَادِيهَــا لِحَــدِّ الجــودي
علــى مشــارِق حُمــصٍ المَعهُــودِ
ســـمتُ العَلاَ مدينـــةُ الحــبيبِ
مُســـتفبلينَ قُطبَهــا الجنــوبي
وركنَـكَ الشـامي وبـابَ المدرسـَه
يَكفيـكَ وَصـفُ القُطبِ فيها فآحرُسَه
ومَــن يُصــَلِّ فـي طُلـوعِ المُحنِـثِ
مُلـكُ حَلَـب قـد قـالَ لـي مُحَـدِّثي
ثُـــمَّ حَمَـــاه وكــذاكَ الشــَّام
وخيــبرٌ فــي السـَّمتِ خُـذِ الكلام
ثُــمَّ جَبَــل صــُبحٍ وَأولُ الصـَّفرا
إلـى الزيارَه قَابَلُوا في المجرى
مُقَـــابلينَ ركنهَـــا الشـــاميِ
لِنَحــوِ طَــرفِ الحجــرِ بالسـَّوَايِ
ومَــن علــى غَــزَّه وأرضِ الكَـرَكِ
والقــدسِ ثُــمَّ بَــدرِ لَــم يَشـُكِّ
فــي مَطلَــعِ السـُّهيل والغَمَـامَه
مســــجدُهَا هُنَـــاكَ لِلقِيَـــامَه
والجحفَــةُ ميقــاتُ كــلِّ مصــري
ورَابِـــعٍ علـــى طُــولِ الــدَّهرِ
والجَـديُ بيـنَ الظَّهـرِ والغُضـروف
مِـــنَ اليَســَارِ معْلَــمٌ مَعــروف
وتغــرُبُ الشــِّعرَى علـى اليميـن
وفــي اليَسـَارِ الرامـحُ المـبين
وأَنــتَ مُســتَقبِل غُــرابَ الرُكـنِ
للحَجـرِ والمِيـزَابِ أُقـرُب وادنـي
فــي الحَـرَمِ فـي آخِـرِ الزيـادَه
بِغَيــــرِ نُقصـــَانٍ ولا زيـــادَه
ومَـــن يُصـــَلِّي بِـــدِيَارِ مِصــرِ
ممّــا يَلِـي التِّيـهَ بـذاكَ فـادرِ
والعقبــةُ يـا صـَاحِ ثَـمَّ الطـور
ومَــا يُــوالِيهُم مِــنَ البُــرور
وجُــــوهُهُم بمَطلَـــعِ الحِمـــارِ
ويَطلُــعُ الواقــعُ فــي اليَسـَارِ
مُســـتقبلينَ لمَقَـــامِ الحَنفــي
والحَجـرِ والمِيـزابِ حقًّـا فـاعرفِ
ومَــــن بــــأرضِ لاَرُوَس والأروَام
صــَلَّى علــى العَقــربِ بالتمـام
كــــذلك الأرمــــنِ والصـــعيدِ
مَـع مصـرَ قِبلَتهـا علـى التأكيدِ
مســــتدبرينَ غـــروبَ البـــارِ
والجــديُ فــي غضـروفكَ اليسـارِ
وجــوهُهُم كــلٌ لبــابِ العجلَــه
يميــل للجنـوبِ حقّـا فـادر لَـه
ومَــن يكــن فـي بَلَـدِ النصـارى
مِــنَ التُجَــارِ أو مــنَ الأسـَارى
قبلتُـــهُ الإكليــلُ والإســكندري
صـــَلَّى لِهَـــؤُلاَءِ غَيــرَ مفــتري
ومِثلُهُــــم قِبلَـــةُ إفريقيَـــه
فَصــَلِّ فيهــا وآكمِــلِ التحيَّــه
إلــى حِـذاَ سـاحلِ بَحـرِ القلـزُم
ثــمَّ حَرَامِــل مثلُهُــم والحَــرَم
بَـــابُ الزماميَّـــةِ بــالحقيقَه
مدرســــةٌ قديمــــةٌ عــــتيقَه
وبيــنَ رُكــنِ الغَـربِ والمِيـزابِ
خُـذ مـا أتـاكَ مِـن ذوي الألبـابِ
وخَلفَـكَ الواقِـعُ فـي المغرب لَمَع
والنجـمُ فـي ثَديِ اليَسَارِ قَد طَلَع
ومَــن يقابــل لِطُلُــوعِ الــتيرِ
فــي آخــرِ الإفرنــجِ بـالتحريرِ
وأكــثرِ المغــاربَه يــا صــاحِ
وســـاحلِ الأهمـــاجِ بالإيضـــاحِ
وأبحَـــرَ مُســـتقبلينَ بــالحَرَم
غَربــي الزمـامِيَه عَلَـم كـالعَلَم
ومَــن علـى الجـوزاءِ والميـزانِ
إن طلعـــوا أصـــلاً بلا تـــوانِ
فـــذاكَ لا شـــكَّ لغــربِ أقصــى
بســـِميَةِ التَّكـــارِزَه لا تُحصــى
وبعـــضُ أهــل واحَــةِ المُهَــذَّبِ
ممّـا يَلي البحرَ المحيطَ المغربيِ
وســـاحلُ الأهمـــاجِ ثــمّ جُــدَّه
وتَحتَـــرِف عَنهُـــم قليلاً جـــدًّا
فـي ثَـديِكَ اليُسـرى طلوعُ الواقعِ
وخلفَـكَ النجـمُ يَغِـب كُـن سـامعي
مُسـتقبلينَ الركـن وبـابَ السـُّدَّه
مــنَ الحَـرَم حقًّـا كُفِيـتَ الشـدَّه
وَهــوَ يصـلِّي وَهـو فـي التَّكـرورِ
ومَـــا يُســامِتهُ مِــنَ البُــرُور
فـي الشـَّرقِ مَـع سـاحِلِ برِّ الهَمَجِ
والبَحــرِ فيمـا بينهُـم للمنتـجِ
يســـتقبلُ الــبيتَ بيــتَ ربِّــي
منــارَةَ العَمــرَه وركـنَ الغـربِ
وَيَطلُــعُ العَقــرُبُ ثُــمَّ البَــار
بَثَــــديِكِ الأيمـــنِ واليَســـَار
وَهَكَــذا يَغرُبــنَ خَلــفَ القـايم
علــى الغَضــَاريفِ مُـديماً دايـم
وَمَــن يَكُـن فـي النُّـوبِ للثريَّـا
صـــلتُهُ مــا زالَ فيهــا حيَّــا
ومــا يُســامِتهَا مــنَ الأعجــامِ
أعجـــامِ ســـُودانِكَ بالتمـــامِ
وَعَيرَبَــــا وهكَــــذا شـــُعَاري
كِــم مَعشــَرٍ ضـلُّوا هُنـا حَيـارى
يسـتقبل يـا صـاحِ بـابَ العمـرَه
ويجعــلُ الركـنَ المغيـبي يسـرَه
وتغـــرُبُ الجَــوزا علىالفِقَــارِ
إن كُنـتَ فـي ذا البَحرِ والبراري
ومَــن يُقابِــل للسـماكِ الرامـحِ
يَســتقبلِ الشــِّعري لغـربٍ جانـحِ
قبلتُــهُ صــلَّت لهــا الســودان
ســـودانُ جُوجُـــو قاصــياً ودان
ومَــا يُســَامِتهَا مــنَ الـبراري
والبعـضُ مِـن بـرِّ الحَبَش كُن داري
قابــلَ مَنصــوريّةٍ فــي الحــرمِ
وبيـــنَ المَغـــربِ والمســـاقُمِ
بـابَ القـديمَ مـا يلـي الـدَّبور
أعنــي لكُـم لا بابَهـا المشـهور
دليلُــكَ الشــعري بثـديِ الأيمـن
يــا نِعمَــهُ نَجــمٌ منيــرٌ بَيِّـن
والجـديُ عَـن ثَـدي اليسارِ واليدِ
مبتــدَياً يُهـدَى عليـهِ المُهتـدي
ومَـن يكـن فـي الحبشـةِ صَلَّى على
نَســـرٍ كـــبيرِ إن تبــدَّى وَعَلا
وَهَكَـــذا فــي جَنُــوبي عَيرَبَــا
وبرِّهــا عــن أهلِهَــا مُغتربَــا
او عندَ مَرسى الشَّيخِ مِن برِّ العَرَب
فعقــربٌ فــي ظَهــرِهِ إذا غَــرَب
وتطلُــعُ الجَــوزا بثَـديِ الأيمـنِ
قَـد قَـابلُوا علـى طِـوَالِ الأزمـنِ
مَقــامَ مَالِـك بيـنَ رُكبتَـي عَـدَل
عَـن بَـابِ إبراهيـمَ للشـمالِ شَمَل
ومَـن يقـم لِفـرضِ فـي أرضِ الخَطّى
فـي مَطلـعِ العيُّـوقِ يوماً ما خَطِي
وبعـــدَهُ ســـواكنُ المعمـــورَه
ومثلُهُـــنَّ الثغــورُ المشــهورَه
ويطلُــعُ الأعــزلُ ثــمَّ الطَّــاير
بِثَــــديك الأيمـــنِ بالأشـــاير
والجَـديُ فـي ثَدي اليسارِ قَد لَمَع
مُســتقبلاً لبــاب إبراهيــم مَـع
صــَفحَةِ هــذا البــابِ والمَقَـامِ
مَقـــامِ مالـــك مُــدَّةَ الأيَّــامِ
ومَــن يُصــلِّ فـي طلـوعِ النـاقَه
يكــونُ فـي الحبشـةِ يـا رفـاقَه
ومَــن يَســامِتهَا لقــربٍ الشـبَك
والشـِّعبتينِ جَـاءَ فـي عِلمِ الفَلَك
ويطلُـعُ النجـمُ الشهيرلُ المُعترَف
بثَــديِكَ الأيمــنِ غيــرَ مُختلــف
ويغُــرُبُ الشــامي ونَســرٌ كاسـر
عَـن جـانبِ القايـدِ فـي المياسرِ
فَــذاك هــو مســتقبلُ الزيـادَه
ممّــا يلــي الجنــوبَ للعبـادَه
والــبيتُ للبــابِ القـديمِ الأوَّلِ
قبــلَ النـبيِّ الهاشـميِّ المُرسـَلِ
ومَــن يُصــلِّ بيــنَ بـاب عَـزوره
أو بــابِ غـبراهيمَ سـوفَ تـذكُرَه
وبيـنَ ذا البـابِ وركـنِ المستلم
هـي قبلـةُ الحُبُـوشِ مع برِّ الظُّلَم
فــي آخــرِ السـُّفَالِ ثـمَّ القُمـرِ
وحَبَــابَ والشـَّجعَا وجـزرِ البحـرِ
مســتقبلٌ علــى طلــوعِ الشــمسِ
خـذ مـن عُلـومي فـالفوادُ محشـي
ويغـــرُبُ الســـهيلُ والحمـــارُ
إن كُنـتَ فـي عَـالٍ علـى الفِقَـار
أعنـي فِقَـارَ الظَّهـر يـا مُسـَايلُ
والجــديُ للعيـن اليَسـَارِ مَايـلُ
عــن وَجــه مــن صـلّى بقَبضـَتين
صــَلى علــى هَـذا لِيَقضـيَ الَّيـن
ومَـن يقابـل فـي الطلوعِ الفرقد
بغيــــرِ نُقصــــانٍ ولا تزيُّـــد
فَــذاكَ فـي القمـرِ وفـي سـُفَالَه
والحَبشـــةِ أيضـــا بلا مَحَــالَه
والبَعـضِ مِـن بُـرورِ سـَعد الـدينِ
مَــع الـدَّهَالِك يـا لَهَـا تقميـنِ
والجـزرِ فـي البحـرِ إلـى عُميـرِ
إن كنـتَ فـي مرساكَ أو في السيرِ
مســــتقبلٌ لبـــاب أُمِّ هـــاني
وركنِـــكَ المشــهورِ باليمــاني
وقبلـــةُ النُّجـــودِ والحجـــازِ
مــا بيـنَ قُطبيـكَ علـى الإنجـازِ
تميــلُ نَحــوَ جُملَــةِ المَغَــاربِ
هَـــذي تصــانيفي وذي تجــاربي
ثــمَّ التهــايم تَتبَـعُ المشـارق
مـا بيـنَ قُطبيهـا علـى الحقايق
وإن تَكُــن فــي مكَّــةٍ فبـالنَّظَر
إن حُجِبَــت عنــك بحيـطٍ أو سـترٍ
إجعَــل علــى منزِلِــكَ الإشــارَه
مــن بَيــتِ أرضٍ صــحَّ أو حجـارَه
وافعَـل كَـذا فـي دُورِ حَرمِ النورِ
ومــا يُقــاربهُ علــى التحريـرِ
وإن غَــوَت قِبلَــةُ بَعــضِ أمكِنـه
نَظمِـي فبـالطُّولِ وَالعَـرضٍ آتقِنَـه
وقَابِـلِ النتخـاتِ مـن كـلِّ الأمـم
فربّمـا قـد كـانَ مِـن سهو القلَم
قـــد كَمُلَــت بــدورةِ الســماءِ
بلا خلافٍ وبلا خَطَــــــــــــــاءِ
لا غَـــروَ أن يَكتُبَهَــا بــالنورِ
مِــن حُسـنِها علـى خُـدودِ الحُـورِ
ســــَّميتُهَا بتُحفَـــةِ القضـــاةِ
وآســتغفرُ اللــه مــنَ الــزلاتِ
تلــــوحُ للعـــالمِ كالشـــهاب
ناظمُهَــــا عبيــــدُكُم شـــهاب
إن ســَهُلَت ألفاظُهــا والقـافِيَه
قبلتُهَــا لِمَــن يصــلّي وافيَــه
عروســةٌ قَــد جُلِّيَـت فـي الحـرمِ
تاريخُهَـــا أوايـــلُ المحـــرَّمِ
حـــجٌ وحــجٌ يــومِ ذاكَ فــاعلمِ
إن كنـتَ مـن أهـلِ الحسابِ فافهمِ
عــامُ ثمـان مـايَه مـعَ تسـعينَا
وبعــــدَها ثلاثــــةٌ وفينَــــا
وكـانَ بـالتقرير فـي تلكَ السنَه
الحـجُّ والنيـروزُ يـا مـا أحسنَه
فــي ليلــةِ الجُمعــةِ بالصـوابِ
وقـــلَّ مـــا يــاتي بالحســابِ
إفعَـل بهـا مصـلِّيَا علـى النـبي
مــا سـَبَحت شـمسٌ لنحـوِ المغـربِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.