
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فــــأَولاً مَعرفـــةُ المنـــازلِ
وهاكهــا شــاميَّةً يــا سـائلي
النَّطـــحُ والبُطيــنُ والثُّرَيَّــا
والـــدَّبرَانُ بَعـــدهُم تَهَيَّـــا
وَهَقعَــةٌ مِــن بَعـدِها والهَنعَـه
ذراعُ والنَّــثرَةُ والطَّــرفُ مَعَـه
وجَبهـــةٌ وزُبـــرَةٌ والصـــَّرفه
مـا فـي صـفاتي قـطُ لـك حرفـه
وبعـــدَهَا العَــوَّاءُ والســِّمَاك
هُــم آخــرُ الشـاميَّةِ الزواكـي
والغَفــرُ والزُّبَــانُ والإِكليــلُ
أُولــى اليَمَانِيَّــةِ يــا خليـلُ
والقَلــبُ والشــَّولَةُ والنَعَـائِم
وَبَعــدَهَا البَلــدَةُ تَطلُـع دائِم
ثُــمَّ السـُّعُودُ الأَربَعَـه والفَـرغُ
يـا طـال مـا فُصِّل عليها الشُّرعُ
أَعنـي المُقَـدَّم والمؤخَّر فافهَمَا
وَبَعـدَها الحُـوتُ سـيبدو فاعلَمَا
فهـــذه المنـــازلُ الســَّواري
تَقطَــعُ كُــلَّ الفلَــكِ الــدَّوَّارِ
فكلَّمــا غــابَ مِــنَ المَنَــازِل
نَجــمٌ لَــهُ ضــِدٌ يلــوحُ واصـِل
وكــلُّ نَجـمٍ صـارَ منهُـنَّ الوَتَـد
فضـدُّهُ فـي الأَرضِ مَـع أَهل الرَّصَد
وينبغـــي مَعرفـــةُ الطوالــعِ
والغَارِبَــات والوَتَــدِ الرَّابـعِ
وَبَعـــدَ ذا معرفـــةُ الأَخنــانِ
بــدورةِ المركــب يـا إخـواني
الجـاه والفرقـدُ والنَّعـشُ معَـا
نـاقَتِهِ والبـارِ قـولي فاسـمَعَا
والكاســرِ المشــهورِ والسـِّماكِ
والنجــــمِ والشــــَقَّاقِ للأفلاكِ
وخَلفَهَـا الجـوزاءُ ثُـمَّ الشـِّعرَى
وبَعـدَهَا الإِكليـلَ والعقـرب تَرَى
ثُّــمَّ الحمــارين مَــعَ السـُّهَيلِ
النِّيـــر المعـــترفِ الصــقيلِ
والمُحنِـثُ الـداني لِنَحـوِ القُطبِ
مُــؤرَّخُ عِنــدَ المَلاَ فـي الكُتـبِ
فهــــذه معرفـــةُ المشـــارقِ
والغــربُ مــا وَصـَفتُهُ للحـاذقِ
والحُــرُّ يكفيــه مِــنَ الأَشـَايِر
أَهوَنُهَــا إِن كــانَ ذا بَصــَايِر
والــدَّبَرَانُ يـا فـتى والمِـزرَم
بِجَــانبِ الطَّــائرِ أُخَـيَّ فـاعلَم
والـدَّبَرَانُ شـَامُ والمِـرزم يَمَـن
قاسـُوهُمَا مِن قبلِنا أُولو الفِطَن
يَحســَبُهُم خــابِرُ هــذا الفــنِّ
كلاهمــــا إلاَّ بفــــردِ خَــــنِّ
كَمَثـلِ مـا المِـرزَمُ ثـمَّ النَّاجِد
قَـد كَنَفَـا الجوزاءَ في القَوَاعِد
وفـي النَّظـر فمـا يلـي الأَقطاب
يزيــدُ فــي الأبصـارِ والحسـاب
وما يلي الهيرانَ فَهوَ في النَّظَر
أضـيَق أخنانـاً مَـعَ أُلـي الفِكَر
وسـائِرُ الأَخنَـانِ فـي الحُقَّه سَوَا
فَهـوَ حِسـَابُ الجُـزءِ ما فيه غَوَى
أَمَّـا التِّرِفَّـا فَهـيَ يـا حبيـبي
مِـن مَطلَـعِ العَيُّـوق إلى المغيبِ
مــا بَيــنَ خَنَّيـنِ فهـو زامـان
مُقَــرَّرٌ مُــذ قــامَتِ القَرَنَــان
ومــن مَحَــلِّ البــارِ للهيـرانِ
لكـــلِّ نَجـــمٍ خَمســةٌ عِيَــاني
والمِــرزَمِ المشـهور والـدَّبرَانِ
لأَنَّهُــــم أَنصــــافُ شـــَقَّاقانِ
وهكــذا العقــربُ يـا إخـواني
فَهُـو كَمِثـلِ البـار فـي الأوزانِ
والكاســرِ المشــهورِ والإكليـلِ
ينقـص زامـا فـاقتبس مـن قيلي
وإِصــبَعُ الأقطــاب هـي ثَمَـانِيَه
مُعيَّنَــــاتٌ لِلأَنـــامِ وافِيَـــه
إِن مِلـتَ عَنهُـم مَشرِقاً أَو مَغربَا
يزيـد زاميـن علـى ذا فاحسـبَا
والســـِّلِّبارُ ضـــدُّهُ الفَرَاقِــدُ
والنعــش ضــِدُّ للســُّهَيلِ واكِـدُ
أَمَّــا الحمـارانِ فضـدُّ النَّـاقَه
يَسـقُطنَ فـي الحِسـبَةِ يـا رفاقَه
لأَجــلِ قُــربِ النَّعــشِ والسـُّهَيلِ
منهــا فهــذا واضــحُ الـدَّليلِ
والبــارُ والشـَّولَه هُمَـا ضـِدَّانِ
مُرَبَّعـــــاتُ دورة الأَخنـــــانِ
والقَلـبُ والإِكليـلُ ضـدُّ الواقـعِ
والتِّيــرُ والرامــح لا تنــازعِ
إن كـانَ صـَدرُ الفُلكِ في الثُّرَيَّا
فَعَجــزُهُ الجــوزاءُ يــا كميَّـا
والأَحمــــرَانِ فَهُمَـــا ضـــِدَّانِ
لا نَجــمَ بَينَهُـم سـوى الهِيـرانِ
لأَنَّــــهُ فَـــردٌ بغيـــر ضـــدِّ
بَيــنَ الجنـوبِ والشـمالِ يبـدي
وغيــرُهُ يُمكِــنُ فــي الكـواكب
يَطلــعُ مِـن مَطلَعِـهِ يـا صـاحبي
لأَنَّـــه أشـــهَرُ بَيــنَ النَّــاسِ
فاتَّخَــذُوهُ آســّاً لــذا الأَسـَاسِ
أزوامُـــهُ تُـــذكَرُ أربعينـــا
قَــد عَيَّنوهــا قَبلَنَـا تَعيينَـا
كرامَــــةً لِصــــِحَّةِ الحســـابِ
والأصــلُ فـي ذا حِسـبَةُ الأقطـابِ
لأَنَّهــــا جــــامودُ ذي الأزوامِ
ثـــمَّ دليـــل قبلــةِ الإســلامِ
هــذا حســاب يــا أخــي خفـيّ
لا يفتكــر فيــه ســوى الـذكيّ
أشـدُّ مـا فـي علـم أهـلِ البَحرِ
هـذا الحسـابُ عنـذ أهـل الخُبرِ
فهــــذه الأَنجـــمُ والأخنـــانُ
عنـدَ العَـرَب تَقرِيـبُ يـا رُبَّـانُ
إِيَّـاك أن تجـري عليهـا بالنَّظَر
فـي موضـعٍ فيـه مضـيقٌ أو خَطَـر
ومنـــدلُ الأخنــانِ والمنــازلِ
لهـا أصـابع شـُهِرَت يـا سـائلي
سـبعون مَـع سـبعين مَـع سبعينا
وأربــعٌ مَــع عَشــر يَحســِبُونا
وجُملَـــةُ الأخنــان فاعتبرهَــا
فــــي مثلهــــا اختبرهَــــا
أَزيَـد مِـنَ المنـازلِ المـذكوره
بـــأربعٍ أســـقاطها مشــهورَه
وكلَّمــا عــاينتَ صـَدرَ المركـبِ
فـي كـوكبٍ أتقـن بِعَجـزِه واحسب
مقــــابلاتٍ فـــافهمَنَّه منِّـــي
واعـــرفِ الجـــاهَ بــأيِّ خَــنِّ
مــا حــاجتي أُطَــوِّلُ الأُرجـوزَه
ذي حســـبةُ بَيِّنـــةٌ مـــبروزَه
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.