
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وبعــدَ ذا أشــرَحُ بــرَّ فَــارِسِ
والهنــدَ والســِّيامَ للمُمَــارِسِ
أَوَّلَ مـــا تُطلِــقُ مِــن جَــرُونِ
إِجــرِ علـى السـُّهيلِ بـالتمكين
حتَّــى تـوافِي جـاشَ يـا معـتزَّا
وقَبــلَ أن تُوصــِلَهُ احـذَر جـزَّا
ومِــن أعــالي راسِ جــاشَ آجـرِ
للسـِّندِ فـي الجـوزا ومِل للنِّسرِ
لأن هــذي ديــرة فيهــا خَلَــل
فـالبعض للجـوزا وبعـضٌ عنه زَل
لــم أرَ فــي أبايهـا مَصـَالحَا
لا بُـدَّ أن تجـري بهـا يا فالحَا
إذ فــي زمــاني كَثُــرَ الجُهَلاَء
لـم يُعـرَفِ الفَـدمُ مِـنَ العُلمَاء
وديــرةُ الــبرِّ مِـنَ الدَيبُولِـذ
إلـى مَهَـايِم فاسـتَمِع مِـن قَولي
إحــذَر عَــنِ العَقـربِ أن تميلا
ومِــن مَهَــايمَ اقصـُدِ السـُّهَيلاَ
إلــى بَلَـد كُـولَمَ مجـرى البَـرِّ
وبعضــُهُم قــال إلــى كُمَهــري
وقالهــا الشـُّولي إلـى كُمَهـري
مِـن كُـولَمَ العقـربُ فاحزِم وآجرِ
ومـن كُمَهـري فـي طلـوعِ البـارِ
لقايــــلٍ حَقِّــــق ولا تُمـــارِ
فــي مَطلــع الواقـعِ بالسـويَّه
ومَطلــعِ الظَّليــمِ فـي الفَطِيَّـه
ومـــن كُمَهــري مَطلَــقٌ لِشــُلَّمِ
فـي مَطلَـعِ السـَّماك جُـز واغنَـمِ
أمَّــا مِــنَ الشــُّلَمِ بـالتَّحقيقِ
إلـى مُراشـي فهـو فـي العَيُّـوقِ
راسُ مُراشــي فهـو يـا إخـواني
مِــنَ الشــَّمال آخــرُ الســِّيلانِ
منهـا علـى مَغـرِبِ نَسـرِ الطَّائر
فــي المـاء نـاكَ فَتَّـنَ فحـاذِرِ
بينهمـــا أربعَـــةٌ أزوامـــا
فــي آخـرِ المَفـرضِ يـا همامـا
وإن تكــن فــي مَركــبٍ كــبيرِ
مُســـتَوكِداً للشـــُّلَم لا تَســيرِ
واعبُـر علـى الجنـوبِ مـن سيلان
كفــاكَ ربِّـي البُعـدَ والطُّوفـان
إن كنـتَ طالِقـاً كُمَهـري فاصـحَبِ
لِنَحــوِ طوُطاجـامَ قَلـبَ العقـربِ
مـن نَحـو طوطاجـام في الجوزاءِ
لنحــــو دَنُّــــورٍ بلا مـــراءِ
وآجـرِ مِـنَ الطُـوطَه إلـى دَنُّورا
فـي مَطلـعِ التِّيـرِ وكُـن جسـورا
ومــن هُنــاك إِلــزمِ السـَّماكا
لنَحـوِ رامَـن كوتَهَ يا ذا الذَّكا
إن شــئتَ تَعبُــر بينـهُ والبَـرِّ
فــاعبُر ولا تَخــشَ بـه مِـن ضـُرِّ
وإن تكــن طـالِق لرامَـن منهـا
فــي مَطلــع النَّعـشِ فاحفَظَنَّهـا
تاتيــكَ تِركُنــا مَلِــه يَسـارا
فَبَــدِّلِ المجــرى وكُــن يَسـَّارا
فـي مَغـربِ الواقِـع إلـى مُراشي
وقـال فـي العَيُّـوقِ بعـضُ الناسِ
ومِــن مُراشــي ولأكــرا كــوري
فـي القُطـبِ مجـرى صادقُ المسيرِ
أيضـاً إلـى مُتبَـلَ قُطـبُ الجـاهِ
أعنـي لَـكَ الجـاه سـتَّةٌ زواهـي
وهــوَ لَــهُ مـن راس نـاكَ فَتَّـن
فــي مَطلــعِ الفَرقَـدِ بـالتَّمَكُّنِ
صــفاتُهُ شــِعبٌ عليــه المــاء
قَابِــلَ صــَدرا فَتَّــنَ بالسـَّواء
ومنـه فـي النَّـاقَه إلى جُدَاوَري
مطلعُهـــا قَصـــدي فلا تُكــابِرِ
ومــن هُنــاكَ إن تُــرِد فَشــاش
أَطلِـق علـى البَـار وكُن ذا جاش
أعنـــي فَشــاشُ تِســعَةٌ ونصــفِ
منـه إلـى فُـوفَلمَ خُـذ مِن وصفي
في القطبِ إحذَر أن تزيغَ المجرى
فــوفَلَمُ الجــاهُ يكــونُ عَشـرا
قــابِلَهَ جمــالُ دَنــدي بَحــرا
بينهمــا طريـقُ فيهـا البُشـرَى
جمــالُ دَنـدي فَشـت لـهُ خَـرَائِبُ
دَعُــوه يُســراكُم ولا تُقــاربُوا
وبعضــــُهُم يـــتركه يَمينَـــا
عنــدَ الضــروراتِ فَكُـن فَطينَـا
ومــن فَشــاشٍ يــا أخـي إليـهِ
فــي مَطلـعِ النَّعـشِ فَسـِر لَـدَيهِ
ومِــن فَشــَاشٍ نَقَلُــوا الأحبـار
فــي مَطلــعِ العَيُّـوقِ للكَنفـار
وقَبـلَ أن تُوصـِلهُ يَرقى الفَنجَري
إذا رآه مِـل وفـي النَّعـشِ آسـرِ
واترُكـهُ يُمنـاً واقصـدنَّ بنـدَرك
بَنجالــة الأُولـى وصـدِّق مُخبِـرَك
والبَلــدُ لا يَقطَــع هنــاكَ كَلاَّ
ولا تَســـرِ وَقــتَ الظلامِ أصــلاً
وإن تَكُــن تُطلِـق مِـنَ الكَنفـار
وفـي السـَّماكِ أنـتَ منـهُ جـاري
تـــاتي لِســـُندِيب وفَـــارَديب
جَزيرَتَيــــنِ هُــــنَّ للأديــــبِ
عليهمــا الجــاه أَحَــدٌ وعَشـرُ
وفيهمـا النـاسُ كـثيراً يَذكروا
مِنهُـنَّ فـي التِّيـرِ إلـى بَنجَالَه
بَنــدَرِ شــاتي جــامَ لا مُحـالَه
والجــاهُ فيهــا عَشــرَةٌ ونصـفُ
والبعـضُ قـالوا غيرُ هذا الوصفُ
أمَّـا الأوالـي حكمـوا إحدى عَشَر
أعنـي لـكَ البَنجـالَتينِ فاختَبِر
أمَّــا الـذي يأخُـذُ قُـربَ البَـرِّ
مِـن خَـورِ شـاتي جام واجِب يَجري
منهــا علــى القُطــبِ لِـزنجلاتِ
مــن بَعــدِ أن يُخلّــفَ الآفــاتِ
مِــن زَنجليَّـا خُـذ أيَـا خليلـي
لناجراشـــي مَطلـــعَ الســُّهيلِ
والمطلـقُ المشـهورُ مـن نَجراشي
لِبُتَّـمَ العقـربُ يـا ذا الماشـي
مــن ناجراشــي لجزيـرة فـالي
فـي مَطلَـعِ العقـرب قال الشُّولي
مــن راسِ ناجراشــي لِمَرطبَــان
فـي مَطلـعِ الشـِّعراءِ يـا رُبَّـان
لأَنَّ راسَ مَرطَبـــــانَ مُنحــــرف
دونَ الســِّيامِ كلُّـه يـا مُعـترِف
بينهمــا غــبٌّ قليــلُ المــاءِ
إِحـذَر بـأن تُقبِـل على الجوزاءِ
إن لَـم تُـرِد فَيجُـوهَ أو كَشميرا
لا تــترُكَنَّ الشــِّعريَ العَبــورا
لِمَرطَبـــانٍ ثــمَّ ســِر لفــالي
مجــراكَ صــَحَّ القُطــبُ لا محـال
مِــن فُولــوا تَــواهيَ لِبُتَّمــا
إجـرِ علـى مَطلَـع سـُهَيلٍ تَغنَمـا
أيضــاً وتَكــوَة أيُّهـا الرُّبَّـان
هُـــم جُـــزُرٌ جــمٌّ بلا شــِعبان
ومــن أراد تَكــوة مــن بُتَّمـا
يَجــري علــى مَطلَعِــهِ ليَغنمـا
إلــى قفاصــي افهـمِ المجـاري
فــي مَطلــعِ الســُّهيل لا تُمـارِ
والمَطلـقُ المشـهورُ خُـذ أخباري
مـن بُتَّـمَ القُطـبُ لِتَكـوَى بـاري
وإن تكـن يـا مُعتنـي هذا الفَن
تُطلــقُ مِـن جُـزرِ فُلُـو سـَمبِيلَن
إِجـرِ علـى مَطلـعِ قَلـبِ العقـربِ
إلـى قفاصـي وآجـرِ هـذا مَذهبي
مِــن دَنـجَ دَنـجٍ وفُلُـو سـَنبِيلَن
وبينَهُـــم إِصـــبَع فلا تَميلَــن
أمَّــا إلـى جُمـرٍ فَهُـو العقـرب
وبرَهَلــه لهــا ســُهيلٌ فاحسـِب
أَمَّـا شـُمُطرَه يـا أخـي قد جُرِّبَت
مـن تَكـوَةٍ في السِّلِّبارِ استُقربَت
وقــال آخــر أوضــَحُ الســَّبيلِ
إلــى شــُمطَرَه قُطــبُ الســُّهَيلِ
وإن تَكُــن تُطلِــقُ مِــن شـُمُطرَه
الصـــــِّينُ فحيــــنَ تَســــرَا
إجــرِ علــى الإكليـل بالسـُّرورِ
لِبَرهَلَــه أيضــاً مَــعَ جُوهُــورِ
وإن تُخَلِّفهُـــم فأَقبِـــل خَنَّــا
علــى نُجَيــمِ التِّيــرِ لا تـأَنَّى
إلــى مَلَعقَــةَ اسـتَمِع أوضـاعي
والمــاءُ عنــدَكَ عَشـرَةُ أبـوَاعِ
وتلتقــي قَبــلَ مَلاَقَـه فافهَمـا
فُـل باسـَلاَر مَعَ القفاصي فاعلَمَا
فُــل بَاســَلارُ هُـوَ جَبَـل قفاصـي
أَمَّـا قَفَاصـي شِعبُ في الما راسي
فيـه مفَـارِض يـا أخـي فـإن تَرَ
فُـل بَاسـَلاَرَ فـي السَّماك فاشكرا
وإن تَكُــن أَرضَ مَلاقَــه طالِقَــا
فَكُـن علـى التِّير يا أخي واثقَا
لِنَحــوِ سـَنجافورَ فارحَـل منهـا
لِنَحـوِ تِيـكٍ فـي النُّعُـوشِ عنهـا
واجــرِ مِــن تِيـكٍ لِنَحـوِ صـُورَه
علـى مِغَيـبِ السـَّبعَةِ المشـهورَه
والقُطــبُ مِــن صـُورَه لشـَهرنُوَّا
يُمنَـــى نِمَـــا ويَســأَرُ نَــوَّا
مـن شـَهرِ نُـو لِكُمبُسـَا العَقـرَب
ديرَتُــكَ فـي مَطلًَعِـه لا المَغـرِب
ومــن هنـاكَ آجـرِ إلـى شـَنفَاءِ
علــى طلــوعِ نَعشـها الكـبراءِ
وإن تَكُـــن مُجَاريــاً للــديرَه
وتلتقــي الريــحَ بهـا عَسـِيرَه
أَعنـي لَـك الشـلِي أَوِ السـِّماكا
والمطلعــيَّ العاصــفَ الهلاَّكــا
مــن حــدِّ صــُورَةٍ لكُمبُسـَا آدنِ
وأرسِ فــي البَحــرِ بَحـرَ بَرنـي
وآجـرِ لهـا فـي مَطلَـعِ السـُّهيلِ
مــن شـَهرِنُو إصـبَعَ يَـا خليلـي
أيضـاً وفـي المُحنِـثِ ثـمَّ القُطبِ
لأَنَّهــــا كــــبيرةٌ بـــالقُربِ
وراسـها الجَـاهِي بِـوَجهِ المـاءِ
وراســــُها خَمـــسٌ بلا مـــراءِ
مـن شـَهرِنُوَّ فـي طلـوعِ الطـائرِ
والجــاهُ خمـسٌ فيهمـا للنـاظر
كَمِثـــلِ تَيمـــور وهُــنَّ جُــزرُ
علــى جنـوبي جَـاوةٍ يـا عَمـرُو
وديرَتُـك مـن حـدِّ شـَنفا الواقعُ
ذاكَ هُـوَ النَّسـرُ المنيرُ الطالِعُ
لِبَنــدَرِ الصــِّينِ سـُمي زَيتُونَـا
والجـاهُ إذ سـُمي بهـا عشـرونَا
وترجــعُ الــديرةُ مــن زَيتُـونِ
لِمُنتَهَــى مُلــكِ مَلِيـكِ الصـينِ
فـي مَطلَـعِ الإكليـلِ قالَ الراوي
عَـن تَجرِبَـه مـن صينها والجاوي
وتتبـــعُ الشــمالَ والمغيبَــا
مســاكنُ الأتــراك يــا حبيبَـا
فثَـــمَّ يـــاجوجٌ مَــعَ مــاجوج
فــي جُـزرِ مُشـمِلَه هُنَـاكَ تَمُـوج
وإن تُــرِد تَلــزَمَ فَــردَ مجـرى
مِـن حـدِّ سـَنجافُورَ أُخـرُج بَحـرَا
لِشــــَهرنُوٍّ وإلــــى هَـــاتُونِ
أَيضــاً وقَلتُــونَ مَــعَ عَلتُــونِ
وبَعَــدهُم زَيتُــون خُــذ سـُؤالَك
واســمُ تَخــتِ مُلكِهُــم كُنبَالَـك
ولا جَنُــــــوبِيهُنَّ إلاَّ وَســـــَخ
والغـورُ قـالَ القاضـيُ المُـؤرِّخ
وبعـدَ ذا الإِقليـمِ لَـم تَلقَ بَشَر
سـَوِيَّةَ الخِلقَـةِ تُغنِـي مـن سـَفَر
لأَنَّهُـــم فــي طَــرَفِ الــدنياءِ
مُـــدِلُّهُنَّ العقـــلُ بالنِّهَـــاءِ
ولا ســَمٍعنا غيــرَ هـذي مَعرِفَـه
لهـا أَسـانيدُ سـوى هـذي الصِفَه
قـد تَمَّـتِ الـدِّيرةُ يـا أصـحابي
أَعنــي بــرورَ المُـلِّ بالصـَّوابِ
الغـرب والشـرق عَرَبهَـا والعَجَم
وقُمرَهَـا والصـِّينَ كـلُّ قَـد خُتِـم
مــا صـحَّ مِنهـا ومُعَمَّـى الـدِيَرِ
تَركتُـهُ لـذي الفَشـَارِ المُفتَـري
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.