
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـَرَت نَسـمَةُ الفـردَوسِ مِن أَرضِ مَكَّةِ
بريحِ الصَّبَا فآشتاقَتِ السيرَ جَلبَتي
وَيَمّمَهَــا نَحــوَ الســُّهيلِ بِخمسـةٍ
نهـاراً إلـى المِسـمَارِيَاتِ بعَزمَـةِ
وَزَيِّـدَهَا زَاميـنِ فـي القُطبِ تَستَوِي
بِجَـوشِ يَسـَارٍ عَجزُهَـا غَـربَ نـاقَتي
وَكَـانً هُناكَ النَّسرُ في الشَّرقِ تِسعةً
مَـعَ شـاميِ الشـامي نِعِـمَّ هِـدَايَتِي
وَمَوسـِمُهَا سـَبعُونَ مِـن بَعـدِ مايَـةٍ
إلـى اليَمَـنِ الفَيحَـاءِ أرضِ الأحِبَّةِ
وَسـَارَت علـى شَرقِ الحمارَينِ تَهتَدي
ثَمَانِيَـــةَ آزوَامٍ بِيَــومٍ ولَيلَــةِ
وَصـِرنَا على التَّحقيقِ في جاهِ تِسعَةٍ
وصَارَت بشامي آلشامِ والنسرِ قَيسَتِي
علــى ذلـكَ الشـامِي هُنَـاكَ مُحَقَّـقٌ
ثمــانٍ ونصـفٌ فـي الجُـدَيِّ بِتِسـعَةِ
ولكـنَّ ذا القيـاسَ قـد غـابَ وقتُهُ
يُقَـــاسُ ولا ينقـــاسُ إلاّ بشــُبهَةِ
فمــا عِنــدَنَا إلا قيـاسُ قصـيدتي
علـى شـاميِ الشاميِّ والنسرُ مُثبِتِي
ولا تَعتَمِـد فـي نَظـمِ غيـري ونَثرِهِ
خُـذِ الصـِّدقَ لا تَتبَع طريقَ الغَوَايَةِ
وَزِدهُ يَسـيراً فـي الحمارَينِ مِثلَهَا
ثَمانِيَــةَ آزوَامٍ تَســيرُ بِصــُحبَتِي
إلـى جَـاهِ ذُبَّـانينِ والسـيرُ مِثلُهُ
مَـعَ شـاميِ الشـاميِّ مَرسـَاكَ حَمضَتي
وَبَحرِيَّهَــا شــَمرٌ وَمَرقَــطُ مِثلُهَـا
هُنـاكَ الفَصـَيليَّاتُ فَآسـمَع هدايَتِي
حـوالَيهُمُ فـي البَحـرِ ثـمَّ جنوبَهُم
عـروقٌ علـى الخَبـتِ الشهيرِ غزيرةِ
عُـروقَ الفَصـَيلِيَّاتِ قـد سـُمِّيَت هُنَا
تراهُنَّ في الجَوَّاشِ يا آبنَ الكريمةِ
إذا كُنتَ في البَحرِ الكبيرِ مُسَافِراً
إلـى الشـام قَـالِب للمغيبِ بِشَملَةِ
فـإن كُنـتَ فـي هذي الطريقِ مدبِّراً
لَكَ الأمنُ في وَصفِي الذي في قصيدَتِي
وإن كنـت يـا رُبَّـانُ يوماً مقابلاً
لجــاهِ ثمــانٍ فــآفتَهِم لوصـيَّتي
وَزِدهُ مِـنَ الأزوامِ عشـراً تـرى بها
لِسـَيبَانَ أوتَـاداً أوِ الجـوُّ غَـبرَةِ
وإن كـانَ مـا في الجوِّ سُحبٌ وغبرةٌ
تـرى قَبلَـهُ الحَجـوَ بِصـَفوٍ وَصـحوَةِ
تـرى النسـرَ فيـه والذراعَ مُحَكَّمَاً
لِســبعٍ ونصــفٍ لَيـسَ فيهـنَّ مريـةِ
علــى فَرسـَانَ النَّسـرُ ثـمَّ ذراعُـهُ
ثمـانٍ يَشـِفُّ الربـعَ فـوقَ الجزيرةِ
وهُــنَّ علــى رُكبَيــنِ ثـمَّ غُرَابِـهِ
كمـا الجـاهُ لا نَقـصَ ولا مِن زيادَةِ
تَسَاوَى هُنَاك الجاهُ والنسرُ يا فتى
قريبـاً لـبرِّ المُـلِّ لا تخـشَ زَلَّـتي
وفـي الخَبتِ ذُبَّانانِ في النصفِ ضيِّقٌ
هنــاكَ عــروقٌ مُغــزراتٌ بضــيقَةِ
تُقَابِــلُ جربــوبَ الأعــاجمِ يَمنَـةً
وَحَــذرَكَ مِـن بـرِّ الأعـاجمِ يَسـرَتي
إذا صـَارَ هـذا النسـرُ عندَ طلوعِهِ
مَـعَ شـاميِ الشـامي ثمـانٍ بضـَيقَةِ
وإن كـانَ فـي أولِ النهـارِ قياسُهُ
تَعَرَّفـهُ قَبـلَ الليـلِ قَبلَ المُصيبةِ
ظَفِـرتَ بسـَيبَانَ فيـا نِعـمَ منتخـاً
علـى صَدرِهِ في الشرقِ بَل فِيهِ مَيلَةِ
هنيـتَ نفـاذَ الأمـرِ يـا آبنَ مُقَدَّم
وَأَمَّنـتَ مِـن أوسـاخِ بَحـرِ المِشـقَّةِ
فَبِاعِــدَ ســَيبَانَ وَإقصـِد أبـاعلاً
عَلَى العَقرَبِ المشهورِ في ألفِ نِعمَةِ
مَســَافَتُهُم زامــانِ والريـحُ طَيِّـبٌ
كَــذَا ســتَّةٌ للزُّقــرِ كُـن مُتَلَفِّـتِ
إلـى الجَبَلِ المعروفِ وآحذَرهُ يَسرَةً
خصوصـاً إذا مـا كـانَ ليـلٌ بظُلمِةِ
فلا حاجَـة لـي فـي القيـاسِ ورَفعِهِ
بَـلَ السيرِ والمجرى وللوصفِ حاجتي
فَـإن كُنـتَ مُجتاحـاً بأُكمٍ ورا أُكمِ
إلـى الـبرِّ محتاجاً وأرضِ الحُدَيدَةِ
فقــدِّم لهـا التَكيَـاتِ أوَّلَ فَجـوَةٍ
على قَدَرِ الحَايَاتِ يا ابنَ الكريمةِ
فـإن كُنـتَ فـي أرض الحصيبِ ومَوشِجٍ
لِمَأرُبَـةٍ أَو فـي الزَّهَـاوي وبَقعَـةِ
فأَقبِـل وَلَـو بالليلِ إطرَح فأرضها
يليقُ بها الطرحُ إلى الصبحِ فَآثبُتِ
فأُدخُـلَ بـالتقريبِ للجُـزرِ لا تَكُـن
أخَــا غَفَلاتٍ مــا قَبِلـتَ الرَّبانَـة
حَـذَارَيكَ هـذا البَطـنَ عنـدَ شمالِهِ
شــعابٌ وأوســاخٌ فَلِلثَّــورِ طَحلَـةِ
وإيَّــاكَ طحلتــه إن كُنـتَ طالبـاً
مِـنَ الزُّقـرِ فـي مَطلع سَهَيلٍ بِغَفلَةِ
وأزوامُ جُـزرِ الزُّقـرِ للبـابِ سـتَّةٌ
إذا كَمُلَـت عنهـا الربـابينً كَـوَّتِ
لَهَـا دَخلَـة عنـدَ النهـارِ سـليمةٌ
ودَخلَتُهَـا فـي الليلِ فيها كريهتي
ودخلتُهَـا بالليـلِ لـم تَقـضِ حاجَةً
وَرُبَّ ســُهُولِ فــي نهــارٍ وحاجَــةِ
فَــإقضِ سـريعاَ مـا أردتَ مُبَـادِراً
إلـى ثَغـرِكَ المحروسـنِ نِعمَ محلَّتي
وإجـر علـى الشِّعرى بليلٍ فَإن يَكُن
نهـارٌ فَنَحـوَ الطـايرِ آجرِ لِعَارَتي
إذا كُنـتَ فـي بعـضِ الجلابِ ومركـبٍ
خفيـفٍ ولـم تَخـشَ على الراسِ طحلةِ
وَرُدَّ علــى نجـمِ الثُّرَيَّـا وشـَرقِهَا
لشَمسـَانَ وَآدخُـل نَحـوَ بَنـدَر عَارَةِ
فَيَـا نِعـمَ تِلكَ الدارُ أُربُطَ حَولَهَا
بـــأمنِ فَيَــا نِعِمَّهــا وَمَســَرَّتي
علــى نَشــرِ أعلامٍ ونَقــطٍ وزينـةٍ
وحَمــدٍ وشــُكرٍ لللإلــهِ بفرحــتي
وَصـَلِّ علـى الهـادي النـبيِّ محمَّـدٍ
نـبيِّ الهـدى المبعوثِ في خيرِ أُمَّةِ
عليـه سـلامُ اللـهِ إن جيـتَ نازلاً
مـنَ الفُلكِ أو في البرِّ عُدهُ تحيَّتي
نــبيٌّ ســما فَـوقَ البُـرَاقِ لربِّـهِ
نـبيُّ الهدى المدفونُ في أرضِ طيبَةِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.