
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غـالِ فـي قيمَةِ اِبنِ بُطرُسَ غالي
عَلِـمَ اللَـهُ لَيسَ في الحَقِّ غالي
نَحتَفـي بِـالأَديبِ وَالحَـقُّ يَقضـي
وَجَلالُ الأَخلاقِ وَالأَعمـــــــــالِ
أَدَبُ الأَكثَريـــنَ قَــولٌ وَهَــذا
أَدَبٌ فــي النُفــوسِ وَالأَفعــالِ
يُظهِـرُ المَدحُ رَونَقَ الرَجُلِ الما
جِـدِ كَالسـَيفِ يَزدَهـي بِالصـِقالِ
رُبَّ مَـدحٍ أَذاعَ فـي الناسِ فَضلاً
وَأَتـــاهُمُ بِقُـــدرَةٍ وَمِثـــالِ
وَثَنــاءٍ عَلـى فَـتى عَـمَّ قَومـاً
قيمَـةُ العِقـدِ حُسـنُ بَعضِ اللَآلي
إِنَّمــا يَقــدُرُ الكِـرامُ كَريـمٌ
وَيُقيــمُ الرِجـالُ وَزنَ الرِجـالِ
وَإِذا عَظَّــــمَ البِلادَ بَنوهـــا
أَنَزَلتُهُــــم مَنــــازِلَ الإِجلالِ
تَــوَّجَت هــامَهُم كَمـا تَوَّجوهـا
بِكَريــمٍ مِــنَ الثَنـاءِ وَغـالي
إِنَّمــا واصــِفٌ بِنـاءٌ مِـنَ الأَخ
لاقِ فـي دَولَـةِ المَشـارِقِ عـالي
وَنَجيـــبٌ مُهَــذَّبٌ مِــن نَجيــبٍ
هَـــذَّبَتهُ تَجـــارِبُ الأَحـــوالِ
واهِـبُ المـالِ وَالشَبابِ لِما يَن
فَـــعُ لا لِلهَـــوى وَلا لِلضــَلالِ
وَمُـذيقُ العُقـولِ في الغَربِ مِمّا
عَصَرَ العُربُ في السِنينَ الخَوالي
في كِتابٍ حَوى المَحاسِنَ في الشِع
رِ وَأَوعـــى جَــوائِزَ الأَمثــالِ
مِـن صـِفاتٍ كَأَنَّهـا العَينُ صِدقاً
فــي أَداءِ الوُجــوهِ وَالأَشـكالِ
وَنَســيبٌ تُحــاذِرُ الغيـدُ مِنـهُ
شـَرَكَ الحُسـنِ أَو شـِباكَ الـدَلالِ
وَنِظــامٍ كَــأَنَّهُ فَلَــكُ اللَــي
لِ إِذا لاحَ وَهـوَ بِـالزُهرِ حـالي
وَبَيــانٍ كَمـا تَجَلّىعَلـى الـرُس
لِ تَجَلّــى عَلــى رُعـاةِ الضـالِ
مـا عِلمُنـا لِغَيرِهِـم مِـن لِسانٍ
زالَ أَهلــوهُ وَهـوَ فـي إِقبـالِ
بَلِيَــت هاشــِمٌ وَبــادَت نِـزارٌ
وَاللِسـانُ المُـبينُ لَيـسَ بِبالي
كُلَّمـــا هَــمَّ مَجــدُهُ بِــزَوالٍ
قـامَ فَحـلُ فَحـالَ دونَ الـزَوالِ
يـا بَنـي مِصـرَ لَم أَقُل أُمَّةَ ال
قِبــطِ فَهَــذا تَشــَبُّثٌ بِمُحــالِ
وَاِحتِيـالٌ عَلـى خَيـالٍ مِنَ المَج
دِ وَدَعـوى مِـنَ العِـراضِ الطِوالِ
إِنَّمــا نَحــنُ مُسـلِمينَ وَقِبطـاً
أُمَّــةٌ وُحِّــدَت عَلــى الأَجيــالِ
ســَبَقَ النيــلُ بِـالأُبُوَّةِ فينـا
فَهــوَ أَصـلُ وَآدَمُ الجَـدُّ تـالي
نَحـنُ مِن طينِهِ الكَريمِ عَلى اللَ
هِ وَمِـن مـائِهِ القَـراحِ الـزُلالِ
مَـرَّ مـا مَـرَّ مِـن قُـرونٍ عَلَينا
رُســَّفاً فــي القُيــودِ وَالأَغلالِ
وَاِنقَضى الدَهرُ بَينَ زَغرَدَةِ العُر
سِ وَحَثــوِ التُــرابِ وَالإِعــوالِ
مـا تَحَلّـى بِكُـم يَسـوعُ وَلا كُـن
نـــا لِطَــهَ وَدينِــهِ بِجَمــالِ
وَتُضــاعُ البِلادُ بِـالقَومِ عَنهـا
وَتُضـــاعُ الأُمـــورُ بِالإِهمــالِ
يـا شـَبابَ الـدِيارِ مِصرُ إِلَيكُم
وَلِـــواءُ العَريـــنِ لِلأَشــبالِ
كُلَّمــا رُوِّعَــت بِشــُبهَةِ بَــأسٍ
جَعَلَتكُـــم مَعاقِـــلَ الآمـــالِ
هَيِّؤوهــا لِمــا يَليــقُ بِمَنـفٍ
وَكَريـــــمِ الآثــــارِ وَالأَطلالِ
وَاِنهَضـوا نَهضـَةَ الشُعوبِ لِدُنيا
وَحَيـــاةٍ كَـــبيرَةِ الأَشـــغالِ
وَإِلـى اللَـهِ مَـن مَشـى بِصـَليبٍ
فــي يَــدَيهِ وَمَــن مَشـى بِهِلالِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932