
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلامٌ مِــن صــَبا بَـرَدى أَرَقُّ
وَدَمــعٌ لا يُكَفكَــفُ يـا دِمَشـقُ
وَمَعـذِرَةُ اليَراعَـةِ وَالقَـوافي
جَلالُ الــرُزءِ عَــن وَصـفٍ يَـدِقُّ
وَذِكـرى عَـن خَواطِرِهـا لِقَلـبي
إِلَيــكِ تَلَفُّــتٌ أَبَــداً وَخَفـقُ
وَبـي مِمّـا رَمَتـكِ بِهِ اللَيالي
جِراحـاتٌ لَهـا فـي القَلبِ عُمقُ
دَخَلتُــكِ وَالأَصــيلُ لَـهُ اِئتِلاقٌ
وَوَجهُـكِ ضـاحِكُ القَسـَماتِ طَلـقُ
وَتَحـتَ جِنانِـكِ الأَنهـارُ تَجـري
وَمِلـــءُ رُبـــاكِ أَوراقٌ وَوُرقُ
وَحَــولي فِتيَــةٌ غُــرٌّ صــِباحٌ
لَهُـم فـي الفَضـلِ غاياتٌ وَسَبقُ
عَلــى لَهَـواتِهِم شـُعَراءُ لُسـنٌ
وَفــي أَعطـافِهِم خُطَبـاءُ شـُدقُ
رُواةُ قَصــائِدي فَـاِعجَب لِشـِعرٍ
بِكُــلِّ مَحَلَّــةٍ يَرويــهِ خَلــقُ
غَمَــزتُ إِبــاءَهُم حَتّـى تَلَظَّـت
أُنـوفُ الأُسـدِ وَاِضـطَرَمَ المَـدَقُّ
وَضــَجَّ مِـنَ الشـَكيمَةِ كُـلُّ حُـرٍّ
أَبِــيٍّ مِــن أُمَيَّـةَ فيـهِ عِتـقُ
لَحاهـا اللَـهُ أَنبـاءً تَـوالَت
عَلـى سـَمعِ الـوَلِيِّ بِمـا يَشـُقُّ
يُفَصـِّلُها إِلـى الـدُنيا بَريـدٌ
وَيُجمِلُهــا إِلـى الآفـاقِ بَـرقُ
تَكـادُ لِرَوعَـةِ الأَحـداثِ فيهـا
تُخـالُ مِـنَ الخُرافَـةِ وَهيَ صِدقُ
وَقيـلَ مَعـالِمُ التاريـخِ دُكَّـت
وَقيــلَ أَصــابَها تَلَـفٌ وَحَـرقُ
أَلَســتِ دِمَشــقُ لِلإِســلامِ ظِئراً
وَمُرضـــِعَةُ الأُبُـــوَّةِ لا تُعَــقُّ
صـَلاحُ الـدينِ تاجُـكَ لَـم يُجَمَّل
وَلَـم يوسـَمَ بِـأَزيَنَ مِنـهُ فَرقُ
وَكُـلُّ حَضـارَةٍ فـي الأَرضِ طـالَت
لَهـا مِـن سـَرحِكِ العُلـوِيِّ عِرقُ
سـَماؤُكِ مِـن حُلى الماضي كِتابٌ
وَأَرضـُكِ مِـن حُلـى التاريخِ رِقُّ
بَنَيـتِ الدَولَـةَ الكُبرى وَمُلكاً
غُبـــارُ حَضـــارَتَيهِ لا يُشــَقُّ
لَـــهُ بِالشــامِ أَعلامٌ وَعُــرسٌ
بَشـــائِرُهُ بِأَنـــدَلُسٍ تَـــدُقُّ
رُبـاعُ الخلـدِ وَيحَكِ ما دَهاها
أَحَـــقٌّ أَنَّهــا دَرَســَت أَحَــقُّ
وَهَــل غُـرَفُ الجِنـانِ مُنَضـَّداتٌ
وَهَــل لِنَعيمِهِــنَّ كَـأَمسِ نَسـقُ
وَأَيـنَ دُمـى المَقاصِرِ مِن حِجالٍ
مُهَتَّكَــــةٍ وَأَســـتارٍ تُشـــَقُّ
بَـرَزنَ وَفـي نَـواحي الأَيكِ نارٌ
وَخَلــفَ الأَيــكِ أَفــراخٌ تُـزَقُّ
إِذا رُمـنَ السـَلامَةَ مِـن طَريـقٍ
أَتَـت مِـن دونِـهِ لِلمَـوتِ طُـرقُ
بِلَيــلٍ لِلقَــذائِفِ وَالمَنايـا
وَراءَ ســـَمائِهِ خَطــفٌ وَصــَعقُ
إِذا عَصـَفَ الحَديـدُ اِحمَـرَّ أُفقٌ
عَلــى جَنَبــاتِهِ وَاِسـوَدَّ أُفـقُ
سـَلي مَـن راعَ غيـدَكِ بَعدَ وَهنٍ
أَبَيــنَ فُـؤادِهِ وَالصـَخرِ فَـرقُ
وَلِلمُســـتَعمِرينَ وَإِن أَلانـــو
قُلـــوبٌ كَالحِجــارَةِ لا تَــرِقُّ
رَمــاكِ بِطَيشـِهِ وَرَمـى فَرَنسـا
أَخــو حَــربٍ بِـهِ صـَلَفٌ وَحُمـقُ
إِذا ماجـــــاءَهُ طُلّابُ حَــــقٍّ
يَقـولُ عِصـابَةٌ خَرَجـوا وَشـَقّوا
دَمُ الثُــوّارِ تَعرِفُــهُ فَرَنسـا
وَتَعلَـــمُ أَنَّــهُ نــورٌ وَحَــقُّ
جَـرى فـي أَرضـِها فيـهِ حَيـاةٌ
كَمُنهَــلِّ الســَماءِ وَفيـهِ رِزقُ
بِلادٌ مــاتَ فِتيَتُهــا لِتَحيــا
وَزالـوا دونَ قَـومِهِمُ لِيَبقـوا
وَحُـرِّرَتِ الشـُعوبُ عَلـى قَناهـا
فَكَيــفَ عَلــى قَناهـا تُسـتَرَقُّ
بَنـي سـورِيَّةَ اِطَّرِحـوا الأَماني
وَأَلقـوا عَنكُـمُ الأَحلامَ أَلقـوا
فَمِـن خِـدَعِ السِياسَةِ أَن تُغَرّوا
بِأَلقــابِ الإِمــارَةِ وَهــيَ رِقُّ
وَكَـم صـَيَدٍ بَـدا لَـكَ مِن ذَليلٍ
كَمـا مـالَت مِـنَ المَصلوبِ عُنقُ
فُتـوقُ المُلـكِ تَحـدُثُ ثُمَّ تَمضي
وَلا يَمضــي لِمُختَلِفيــنَ فَتــقُ
نَصــَحتُ وَنَحـنُ مُختَلِفـونَ داراً
وَلَكِـن كُلُّنـا فـي الهَـمِّ شـَرقُ
وَيَجمَعُنــا إِذا اِختَلَفَــت بِلادٌ
بَيــانٌ غَيــرُ مُختَلِــفٍ وَنُطـقُ
وَقَفتُــم بَيـنَ مَـوتٍ أَو حَيـاةٍ
فَإِن رُمتُم نَعيمَ الدَهرِ فَاِشقوا
وَلِلأَوطــانِ فــي دَمِ كُــلِّ حُـرٍّ
يَــدٌ ســَلَفَت وَدَيــنٌ مُســتَحِقُّ
وَمَـن يَسـقى وَيَشـرَبُ بِالمَنايا
إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
وَلا يَبنـي المَمالِـكَ كَالضَحايا
وَلا يُــدني الحُقــوقَ وَلا يُحِـقُّ
فَفــي القَتلـى لِأَجيـالٍ حَيـاةٌ
وَفـي الأَسـرى فِـدىً لَهُمو وَعِتقُ
وَلِلحُرِّيَّـــةِ الحَمــراءِ بــابٌ
بِكُـــلِّ يَـــدٍ مُضــَرَّجَةٍ يُــدَقُّ
جَزاكُـم ذو الجَلالِ بَنـي دِمَشـقٍ
وَعِــزُّ الشــَرقِ أَوَّلُــهُ دِمَشـقُ
نَصــَرتُم يَـومَ مِحنَتِـهِ أَخـاكُم
وَكُــلُّ أَخٍ بِنَصــرِ أَخيــهِ حَـقُّ
وَمـا كـانَ الـدُروزُ قَبيـلَ شَرٍّ
وَإِن أُخِـذوا بِمـا لَم يَستَحِقّوا
وَلَكِـــن ذادَةٌ وَقُــراةُ ضــَيفٍ
كَيَنبـوعِ الصـَفا خَشُنوا وَرَقّوا
لَهُــم جَبَــلٌ أَشـَمُّ لَـهُ شـَعافٌ
مَـوارِدُ في السَحابِ الجونِ بُلقُ
لِكُــلِّ لَبــوءَةٍ وَلِكُــلِّ شــِبلٍ
نِضـــالٌ دونَ غــايَتِهِ وَرَشــقُ
كَـأَنَّ مِـنَ السـَمَوأَلِ فيهِ شَيئاً
فَكُــلُّ جِهــاتِهِ شــَرَفٌ وَخَلــقُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932