
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُضــناكَ جَفــاهُ مَرقَـدُهُ
وَبَكــاهُ وَرَحَّــمَ عُــوَّدُهُ
حَيــرانُ القَلـبِ مُعَـذَّبُهُ
مَقــروحُ الجَفـنِ مُسـَهَّدُهُ
أَودى حَرَفــاً إِلّا رَمَقــاً
يُبقيــهِ عَلَيـكَ وَتُنفِـدُهُ
يَسـتَهوي الـوُرقَ تَـأَوُّهُهُ
وَيُــذيبُ الصـَخرَ تَنَهُّـدُهُ
وَيُنـاجي النَجـمَ وَيُتعِبُهُ
وَيُقيـمُ اللَيـلَ وَيُقعِـدُهُ
وَيُعَلِّـــمُ كُــلَّ مُطَوَّقَــةٍ
شـَجَناً فـي الدَوحِ تُرَدِّدُهُ
كَـم مَـدَّ لِطَيفِـكَ مِن شَرَكٍ
وَتَــــأَدَّبَ لا يَتَصـــَيَّدُهُ
فَعَســاكَ بِغُمــضٍ مُسـعِفُهُ
وَلَعَــلَّ خَيالَــكَ مُسـعِدُهُ
الحُســنُ حَلَفـتُ بِيوسـُفِهِ
وَالســورَةِ إِنَّـكَ مُفـرَدُهُ
قَـد وَدَّ جَمالَـكَ أَو قَبَساً
حَـوراءُ الخُلـدِ وَأَمـرَدُهُ
وَتَمَنَّـــت كُــلُّ مُقَطَّعَــةٍ
يَـدَها لَـو تُبعَـثُ تَشهَدُهُ
جَحَـدَت عَينـاكَ زَكِـيَّ دَمي
أَكَــذلِكَ خَــدُّكَ يَجحَــدُهُ
قَـد عَـزَّ شُهودي إِذ رَمَتا
فَأَشــَرتُ لِخَــدِّكَ أُشـهِدُهُ
وَهَمَمــتُ بِجيـدِكِ أَشـرَكُهُ
فَـأَبى وَاِسـتَكبَرَ أَصـيَدُهُ
وَهَــزَزتُ قَوامَـكَ أَعطِفُـهُ
فَنَبــا وَتَمَنَّــعَ أَملَـدُهُ
ســَبَبٌ لِرِضــاكَ أُمَهِّــدُهُ
مـا بـالُ الخَصـرِ يُعَقِّدُهُ
بَيني في الحُبِّ وَبَينَكَ ما
لا يَقـــدِرُ واشٍ يُفســِدُهُ
ما بالُ العاذِلِ يَفتَحُ لي
بـابَ السـُلوانِ وَأوصـِدُهُ
وَيَقـولُ تَكـادُ تُجَـنُّ بِـهِ
فَــأَقولُ وَأوشـِكُ أَعبُـدُهُ
مَـولايَ وَروحـي فـي يَـدِهِ
قَـد ضـَيَّعَها سـَلِمَت يَـدُهُ
نـاقوسُ القَلـبِ يَـدُقُّ لَهُ
وَحَنايـا الأَضـلُعِ مَعبَـدُهُ
قَسـَماً بِثَنايـا لُؤلُؤهـا
قَســَمَ اليـاقوتُ مُنَضـَّدُهُ
وَرُضــابٍ يوعَــدُ كَـوثَرُهُ
مَقتـولُ العِشـقِ وَمُشـهَدُهُ
وَبِخــالٍ كـادَ يُحَـجُّ لَـهُ
لَـو كـانَ يُقَبَّـلُ أَسـوَدُهُ
وَقَـوامٍ يَـروي الغُصنُ لَهُ
نَســَباً وَالرُمـحُ يُفَنِّـدُهُ
وَبِخَصـرٍ أَوهَـنَ مِـن جَلَدي
وَعَـوادي الهَجـرِ تُبَـدِّدُهُ
مـا خُنـتُ هَواكَ وَلا خَطَرَت
ســَلوى بِـالقَلبِ تُبَـرِّدُهُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932