
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَلــبٌ يَــذوبُ وَمَــدمَعٌ يَجـري
يـا لَيـلُ هَـل خَبَـرٌ عَنِ الفَجرِ
حــالَت نُجومُــكَ دونَ مَطلَعِــهِ
لا تَبتَغـــي حِــوَلاً وَلا يَســري
وَتَطــاوَلَت جُنحــاً فَخُيِّـلَ لـي
أَنَّ الصــَباحَ رَهينَــةُ الحَشـرِ
أَرســَيتَها وَمَلَكــتَ مَــذهَبَها
بِدُجُنَّـــةٍ كَســـَريرَةِ الــدَهرِ
ظُلُــمٌ تَجيــءُ بِهـا وَتُرجِعُهـا
وَالمَـوجُ مُنقَلِـبٌ إِلـى البَحـرِ
لَيـتَ الكَـرى موسـى فَيورِدَهـا
فِرعَـونُ هَـذا السـُهدِ وَالفِكـرِ
وَلَقَــد أَقــولُ لِهـاتِفٍ سـحراً
يَبكــي لِغَيــرِ نَـوىً وَلا أَسـرِ
وَالــرَوضُ أَخـرَسُ غَيـرَ وَسوَسـَةٍ
خَفَـقَ الغُصـونِ وَجِريَـةِ الغَـدرِ
وَالطَيـرُ مِلـءُ الأَيـكِ أَرؤُسـُها
مِثـلُ الثِمـارِ بَـدَت مِنَ السِدرِ
أَلقـى الجَنـاحَ وَنـاءَ بِالصَدرِ
وَرَنــا بِصــَفراوَينِ كَــالتِبرِ
كَلَـمَ السـُهادُ بُيـوتَ هُـدبِهِما
وَأَقـامَ بَيـنَ رُسـومِها الحُمـرِ
تَهـــدا جَـــوانِحُهُ فَتَحســَبُهُ
مِـن صـَنعَةِ الأَيـدي أَوِ السـِحرِ
وَتَثـورُ فَهـوَ عَلـى الغُصونِ يَدٌ
عَلِقَــت أَنامِلُهـا مِـنَ الجَمـرِ
يـا طَيـرُ بُـثَّ أَخـاكَ ما يَجري
إِنّــا كِلانــا مَوضــِعُ الســِرِّ
بـي مِثـلُ ما بِكَ مِن جَوىً وَنَوىً
أَنا في الأَنامِ وَأَنتَ في القُمرِ
عَبَــثَ الغَـرامُ بِنـا وَرَوَّعَنـا
أَنـا بِـالمَلامِ وَأَنـتَ بِـالزَجرِ
يــا طَيــرُ لا تَجـزَع لِحادِثَـةٍ
كُــلُّ النُفــوسِ رَهـائِنُ الضـَرِّ
فيمـا دَهـاكَ لَـوِ اِطَّلَعـتَ رِضىً
شــَرٌّ أَخَــفُّ عَلَيــكَ مِــن شـَرِّ
يـا طَيـرُ كَدرُ العَيشِ لَو تَدري
فـي صـَفوِهِ وَالصـَفوُ في الكَدرِ
وَإِذا الأُمـورُ اِستُصـعِبَت صـَعُبَت
وَيَهــونُ مـا هَـوَّنتَ مِـن أَمـرِ
يـا طَيـرُ لَـو لُـذنا بِمُصـطَبَرٍ
فَلَعَـلَّ روحَ اللَـهِ فـي الصـَبرِ
وَعَسـى الأَمـانِيُّ العِـذابُ لَنـا
عَـونٌ عَلـى السـُلوانِ وَالهَجـرِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932