
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبُثُّــكَ وَجــدي يـا حَمـامُ وَأودِعُ
فَإِنَّــكَ دونَ الطَيـرِ لِلسـِرِّ مَوضـِعُ
وَأَنـتَ مُعينُ العاشِقينَ عَلى الهَوى
تَــإِنُّ فَنُصــغي أَو تَحِــنُّ فَنَسـمَعُ
أَراكَ يَمانِيّــاً وَمِصــرُ خَميلَــتي
كِلانـا غَريـبٌ نـازِحُ الـدارِ موجَعُ
هُمـا اِثنـانِ دانٍ في التَغَرُّبِ آمِنٌ
وَنـاءٍ عَلـى قُـربِ الـدِيارِ مُـروَعُ
وَمِـن عَجَـبِ الأَشـياءِ أَبكي وَأَشتَكي
وَأَنـتَ تُغَنّـي فـي الغُصـونِ وَتَسجَعُ
لَعَلَّكَ تُخفي الوَجدَ أَو تَكتُمُ الجَوى
فَقَـد تُمسِكُ العَينانِ وَالقَلبُ يَدمَعُ
شــَجاكَ صــِغارٌ كَالجُمـانِ وَمَـوطِنٌ
نَـدٍ مِثـلَ أَيّـامِ الحَداثَـةِ مُمـرَعُ
إِذا كـانَ فـي الآجـالِ طولٌ وَفُسحَةٌ
فَمــا البَيــنُ إِلّا حـادِثٌ مُتَوَقَّـعُ
وَمــا الأَهــلُ وَالأَحبـابُ إِلّا لَآلِـئٌ
تُفَرِّقُهــا الأَيّـامُ وَالسـِمطُ يَجمَـعُ
أَمُنكِرَتــي قَلـبي دَليـلٌ وَشـاهِدي
فَلا تُنكِريــهِ فَهــوَ عِنـدَكَ مـودَعُ
أَسـيرُكِ لَـو يُفـدى فَـدَتهُ بِجَمعِها
جَوانِــحُ فـي شـَوقٍ إِلَيـهِ وَأَضـلُعُ
رَماهُ إِلَيكِ الدَهرُ في حالِقِ الهَوى
يُـذالُ عَلـى سـَفحِ الهَـوانِ وَيوضَعُ
وَمِـن عَجَـبٍ يَأسـى إِذا قُلـتُ مُتعَبٌ
وَيَطـرَبُ إِن قُلـتُ الأَسـيرُ المُمَنَّـعُ
لَقيـتِ عَليمـاً بِـالغَواني وَإِنَّمـا
هُـوَ القَلـبُ كَالإِنسانِ يُغرى وَيُخدَعُ
وَأَعلَـمُ أَنَّ الغَدرَ في الناسِ شائِعٌ
وَأَنَّ خَليـــلَ الغانِيــاتِ مُضــَيَّعُ
وَأَنَّ نِـزاعَ الرُشـدِ وَالغَـيِّ حالَـةٌ
تَجيــءُ بِــأَحلامِ الرِجـالِ وَتَرجِـعُ
وَأَنَّ أَمـــانِيَّ النُفــوسِ قَواتِــلٌ
وَكَثرَتُهـا مِـن كَـثرَةِ الزَهرِ أَصرَعُ
وَأَنَّ دُعـاةَ الخَيـرِ وَالحَـقِّ حَربُهُم
زَمـانٌ بِهِـم مِـن عَهدِ سُقراطَ مولَعُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932