
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن صـَوَّرَ السِحرَ المُبينَ عُيوناً
وَأَحَلَّــــهُ حَـــدَقاً وَجُفونـــا
نَظَـرَت فَحُلـتُ بِجانِبي فَاِستَهدَفَت
كَبِـدي وَكـانَ فُـوادِيَ المَغبونا
وَرَمَـت بِسـَهمٍ جـالَ فيـهِ جَولَـةً
حَتّـى اِسـتَقَرَّ فَـرَنَّ فيـهِ رَنينا
فَلَمَسـتُ صـَدري موجِسـاً وَمُرَوَّعـاً
وَلَمَسـتُ جَنـبي مُشـفِقاً وَضـَنينا
يـا قَلبُ إِنَّ مِنَ البَواتِرِ أَعيُناً
سـوداً وَإِنَّ مِـنَ الجَـآذِرِ عينـا
لا تَأخُــذَنَّ مِـنَ الأُمـورِ بِظـاهِرٍ
إِنَّ الظَـواهِرَ تَخـدَعُ الرائينـا
فَلَكَـم رَجَعـتُ مِـنَ الأَسِنَّةِ سالِماً
وَصـَدَرتُ عَـن هيفِ القُدودِ طَعينا
وَخَميلَـةٍ فَـوقَ الجَزيـرَةِ مَسـَّها
ذَهَـبُ الأَصـيلِ حَواشـِياً وَمُتونـا
كَـالتِبرِ أُفقـاً وَالزَبَرجَدِ رَبوَةً
وَالمِسـكِ تُربـاً وَاللُجَينِ مَعينا
وَقَـفَ الحَيا مِن دونِها مُستَأذِناً
وَمَشـى النَسـيمُ بِظِلِّهـا مَأذونا
وَجَـرى عَلَيهـا النيلُ يَقذِفُ فَضَّةً
نَـثراً وَيَكسـِرُ مَرمَـراً مَسـنونا
يُغـري جَـوارِيَهُ بِهـا فَيَجِئنَهـا
وَيُغيرُهُــنَّ بِهــا فَيَســتَعلينا
راعَ الظَلامُ بِهـا أَوانِـسَ تَرتَمي
مِثـلَ الظِباءِ مِنَ الرُبى يَهوينا
يَخطُـرنَ في ساحِ القُلوبِ عَوالِياً
وَيَمِلـنَ في مَرأى العُيونِ غُصونا
عِفـنَ الذُيولِ مِنَ الحَريرِ وَغَيرِهِ
وَســَحَبنَ ثَــمَّ الآسَ وَالنَسـرينا
عارَضــتُهُنَّ وَلــي فُـؤادٌ عُرضـَةٌ
لِهَـوى الجَـآذِرِ دانَ فيهِ وَدينا
فَنَظَـرنَ لا يَـدرينَ أَذهَـبُ يَسـرَةً
فَيَحِـدنَ عَنّـي أَم أَميـلُ يَمينـا
وَنَفَـرنَ مِـن حَولي وَبَينَ حَبائِلي
كَالسِربِ صادَفَ في الرَواحِ كَمينا
فَجَمَعتُهُـنَّ إِلـى الحَـديثِ بَدَأتُهُ
فَغَضــِبنَ ثُــمَّ أَعَـدتُهُ فَرَضـينا
وَسـَمِعتُ مَـن أَهوى تَقولُ لِتُربِها
أَحـرى بِأَحمَـدَ أَن يَكـونَ رَزينا
قـالَت أَراهُ عِنـدَ غايَـةِ وَجـدِهِ
فَلَعَـلَّ لَيلـى تَرحَـمُ المَجنونـا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932