
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـــن لِنِضـــوٍ يَتَنَـــزّى أَلَمــا
بَــرَّحَ الشــَوقَ بِــهِ فـي الغَلَـسِ
حَــنَّ لِلبــانِ وَنــاجى العَلَمــا
أَيــنَ شــَرقُ الأَرضِ مِــن أَنــدَلُسِ
بُلبُــلٌ عَلَّمَــهُ البَيــنُ البَيـان
بـاتَ فـي حَبـلِ الشـُجونِ اِرتَبَكـا
فـي سـَماءِ اللَيـلِ مَخلوعَ العِنان
ضــــاقَتِ الأَرضُ عَلَيـــهِ شـــَبَكا
كُلَّمـا اِسـتَوحَشَ فـي ظِـلِّ الجِنـان
جُــنَّ فَاِسَتَضــحَكَ مِــن حَيـثُ بَكـى
اِرتَــــدى بُرنُســـَهُ وَاِلتَثَمـــا
وَخَطـــا خُطـــوَةَ شـــَيخٍ مُرعَــسِ
وَيُــــرى ذا حَـــدَبٍ إِن جَثَمـــا
فَـــإِن اِرتَـــدَّ بَــدا ذا قَعَــسِ
فَمُـــهُ القـــاني عَلــى لَبَّتِــهِ
كَبَقايــا الـدَمِ فـي نَصـلِ دَقيـقِ
مَـــدَّهُ فَاِنشـــَقَّ مِـــن مَنبَتِــهِ
مَــن رَأى شــِقَّي مِقَـصٍ مِـن عَقيـقِ
وَبَكـــى شـــَجواً عَلـــى شــَعبِهِ
شَجوَ ذاتِ الثُكلِ في السِترِ الرَقيقِ
ســَلَّ مَــن فيــهِ لِســاناً عَنَمـاً
ماضــِياً فــي البَـثِّ لَـم يَحتَبِـسِ
وَتَــرٌ مِــن غَيــرِ ضــَربٍ رَنَّمــا
فــي الــدُجى أَو شـَرَرٌ مِـن قَبَـسِ
نَفَــرَت لَــوعَتُهُ بَعــدَ الهُــدوء
وَالــدُجى بَيـتُ الجَـوى وَالبُرَحـا
يَتَعايــــا بِجَنــــاحٍ وَيَنـــوء
بِجنــاحٍ مُــذ وَهــى مــا صـَلَحا
ســائَهُ الــدَهرُ وَمـا زالَ يَسـوء
مــا عَلَيـهِ لَـو أَسـا مـا جَرَحـا
كُلَّمـــا أَدمـــى يَــدَيهِ نَــدَماً
ســالَتا مِــن طَــوقِهِ وَالبُرنُــسِ
فَنِيَــــت أَهــــدابُهُ إِلّا دَمـــاً
قــامَ كَاليــاقوتِ لَــم يَنبَجِــسِ
مَــدَّ فــي اللَيـلِ أَنينـاً وَخَفَـق
خَفَقـانَ القُـرطِ فـي جُنـحِ الشـَعَر
فَرَغَــت مِنــهُ النَـوى غَيـرَ رَمَـق
فَضــلَةَ الجُـرحِ إِذا الجُـرحُ نَغَـر
يَتَلاشـــى نَـــزَواتٍ فـــي حُــرَق
كَــذُبالٍ آخِــرَ اللَيــلِ اِســتَعَر
لَــم يَكُــن طَوقــاً وَلَكِـن ضـَرَما
مـــا عَلــى لَبَّتِــهِ مِــن قَبَــسِ
رَحمَــةُ اللَــهِ لَــهُ هَــل عَلِمـا
أَنَّ تِلــكَ النَفـسَ مِـن ذا النَفَـسِ
قُلـــتُ لِلَّيـــلِ وَلِلَّيــلِ عَــواد
مَــن أَخــو البَــثِّ فَقـالَ فِـراق
قُلـتُ مـا واديـهِ قالَ الشَجوُ واد
لَيــسَ فيـهِ مِـن حِجـازٍ أَو عِـراق
قُلــتُ لَكِــن جَفنُــهُ غَيـرُ جَـواد
قـالَ شـَرُّ الـدَمعِ مـا لَيـسَ يُراق
نَغبِــطُ الطَيــرَ وَمـا نَعلَـمُ مـا
هِـــيَ فيـــهِ مِـــن عَــذابٍ بَئِسِ
فَـــدَعِ الطَيـــرَ وَحَظّــاً قُســِما
صـــَيَّرَ الأَيـــكَ كَـــدورِ الأَنَــسِ
نـاحَ إِذ جَفنـايَ فـي أَسرِ النُجوم
رَسـَفا فـي السـُهدِ وَالـدَمعُ طَليق
أَيُّهـا الصـارِخُ مِـن بَحـرِ الهُموم
مـا عَسـى يُغنـي غَريـقٌ مِـن غَريق
إِنَّ هَـذا السـَهمَ لـي مِنـهُ كُلـوم
كُلُّنـــا نـــازِحُ أَيــكٍ وَفَريــق
قَلِّــبِ الــدُنيا تَجِــدها قِســَماً
صـــُرِّفَت مِــن أَنعُــمٍ أَو أَبــؤُسِ
وَاِنظُــرِ النـاسَ تَجِـد مَـن سـَلِما
مِـن سـِهامِ الـدَهرِ شـَجَّتهُ القِسـي
يـا شـَبابَ الشـَرقِ عُنوانَ الشَباب
ثَمَـراتِ الحَسـَبِ الزاكـي النَميـر
حَسـبُكُم فـي الكَرَمِ المَحضِ اللُباب
سـيرَةٌ تَبقـى بَقـاءَ اِبنَـي سـَمير
فـي كِتـابِ الفَخـرِ لِلـداخِلِ بـاب
لَـم يَلِجـهُ مِـن بَنـي المُلكِ أَمير
فـي الشُموسِ الزُهرِ بِالشامِ اِنتَمى
وَنَمــــى الأَقمـــارَ بِالأَنـــدَلُسِ
قَعَــدَ الشــَرقُ عَلَيهِــم مَأتَمــا
وَاِنثَنــى الغَـربُ بِهِـم فـي عُـرُسِ
هَــل لَكُــم فـي نَبَـإِ خَيـرِ نَبَـأ
حِليَــةِ التاريــخِ مَـأثورٍ عَظيـم
حَـلَّ فـي الأَنبـاءِ مـا حَلَّـت سـَبَأ
مَنـزِلَ الوُسـطى مِنَ العِقدِ النَظيم
مِثلَـهُ المِقـدارُ يَومـاً مـا خَبَـأ
لِســَليبِ التــاجِ وَالعَـرشِ كَظيـم
يُعجِــــزُ القُصـــّاصَ إِلّا قَلَمـــا
فــي سـَوادٍ مِـن هَـوىً لَـم يُغمَـسِ
يُــؤثِرُ الصــِدقَ وَيَجــزي عَلَمــا
قَلَــبَ العــالَمَ لَــو لَـم يُطمَـسِ
عَـــن عِصـــامِيٍّ نَبيـــلٍ مُعــرِقِ
فـي بُنـاةِ المَجـدِ أَبناءِ الفَخار
نَهَضــــَت دَولَتُهُـــم بِالمَشـــرِقِ
نَهضــَةَ الشـَمسِ بِـأَطرافِ النَهـار
ثُــمَّ خــانَ التــاجُ وُدَّ المَفـرِقِ
وَنَبَــت بِـالأَنجُمِ الزُهـرِ الـدِيار
غَفَلــوا عَـن سـاهِرٍ حَـولَ الحِمـى
باســـِطٍ مِـــن ســاعِدَي مُفتَــرِسِ
حــامَ حَـولَ المُلـكِ ثُـمَّ اِقتَحَمـا
وَمَشــى فــي الـدَمِ مَشـيَ الضـِرسِ
ثَــأرُ عُثمــانَ لِمَــروانٍ مَجــاز
وَدَمَ الســـِبطِ أَثــارَ الأَقرَبــون
حَســَّنوا لِلشـامِ ثَـأراً وَالحِجـاز
فَتَغــالى النـاسُ فيمـا يَطلُبـون
مَكـرُ سـُوّاسٍ عَلـى الـدَهماءِ جـاز
وَرُعـــاةٌ بِالرَعايـــا يَلعَبــون
جَعَلـــوا الحَــقَّ لِبَغــيٍ ســُلَّما
فَهــوَ كَالســِترِ لَهُــم وَالتُــرُسِ
وَقَـــديماً بِاِســمِهِ قَــد ظَلَمــا
كُــــلُّ ذي مِئذَنَــــةٍ أَو جَـــرَسِ
جُزِيَـــت مَــروانُ عَــن آبائِهــا
مــا أَراقـوا مِـن دِمـاءٍ وَدُمـوع
وَمِــنَ النَفــسِ وَمِــن أَهوائِهــا
مـا يُـؤَدّيهِ عَـنِ الأَصـلِ وَالفُـروع
خَلَــتِ الأَعــوادُ مِــن أَســمائِها
وَتَغَطَّـــت بِالمَصــاليبِ الجُــذوع
ظَلَمَـــت حَتّــى أَصــابَت أَظلَمــا
حاصــِدَ الســَيفِ وَبيــءَ المَحبَـسِ
فَطِنـــاً فــي دَعــوَةِ الآلِ لِمــا
هَمَــسَ الشــاني وَمـا لَـم يَهمِـسِ
لَبِســَت بُــردَ النَبِــيِّ النَيِّـرات
مِـن بَنـي العَبّـاسِ نوراً فَوقَ نور
وَقَــديماً عِنــدَ مَــروانٍ تِــرات
لِزَكِيّـــاتٍ مِـــنَ الأَنفُــسِ نــور
فَنَجــا الـداخِلُ سـَبخاً بِـالفُرات
تــارِكَ الفِتنَــةِ تَطغــى وَتَنـور
غَـــسَّ كَــالحوتِ بِــهِ وَاِقتَحَمــا
بَيـــنَ عِــبرَيهِ عُيــونَ الحَــرَسِ
وَلَقَــد يُجـدي الفَـتى أَن يَعلَمـا
صــَهوَةَ المــاءِ وَمَتــنِ الفَــرَسِ
صـــَحِبَ الـــداخِلَ مِــن إِخــوَتِهِ
حَــدَثٌ خـاضَ الغُمـارَ اِبـنَ ثَمـان
غَلَـــبَ المَـــوجَ عَلـــى قُــوَّتِهِ
فَكَـأَنَّ المَـوجَ مِـن جُنـدِ الزَمـان
وَإِذا بِالشــــَطِّ مِـــن شـــِقوَتِهِ
صــائِحٌ صــاحَ بِــهِ نِلـتَ الأَمـان
فَـــاِنثَنى مُنخَـــدِعاً مُستَســلِماً
شـــاةٌ اِغتَـــرَّت بِعَهــدِ الأَلَــسِ
خَضــَبَ الجُنــدُ بِــهِ الأَرضَ دَمــا
وَقُلــوبُ الجُنـدِ كَالصـَخرِ القَسـي
أَيُّهـا اليـائِسُ مُـت قَبـلَ المَمات
أَو إِذا شـــِئتَ حَيــاةً فَالرَجــا
لا يَضــِق ذَرعُــكَ عِنــدَ الأَزَمــات
إِن هِــيَ اِشــتَدَّت وَأَمِّــل فَرَجــا
ذَلِــكَ الــداخِلُ لاقــى مُظلِمــات
لَــم يَكُــن يَأمُـلُ مِنهـا مَخرَجـا
قَـــد تَـــوَلّى عِــزُّهُ وَاِنصــَرَما
فَمَضــى مِــن غَــدِهِ لَــم يَيــأَسِ
رامَ بِـــالمَغرِبِ مُلكـــاً فَرَمــى
أَبَعــدَ الغَمــرِ وَأَقصــى اليَبَـسِ
ذاكَ وَاللَــهِ الغِنـى كُـلُّ الغِنـى
أَيُّ صـَعبٍ فـي المَعـالي مـا سـَلَك
لَيــسَ بِالســائِلِ إِن هَــمَّ مَــتى
لا وَلا النـاظِرِ مـا يـوحي الفَلَـك
زايَـــلَ المُلــكُ ذَويــهِ فَــأَتى
مُلـــكَ قَـــومٍ ضـــَيَّعوهُ فَمَلَــك
غَمَــــراتٌ عارَضــــَت مُقتَحِمـــا
عــالِيَ النَفــسِ أَشــَمَّ المَعطِــسِ
كُــلُّ أَرضٍ حَــلَّ فيهــا أَو حِمــى
مَنــزِلُ البَــدرِ وَغــابُ البَيهَـسِ
نَـزَلَ النـاجي عَلـى حُكـمِ النَـوى
وَتَــوارى بِالســُرى مِـن طـالِبيه
غَيـــرَ ذي رَحـــلٍ وَلا زادٍ ســِوى
جَــوهَرٍ وافــاهُ مِـن بَيـتِ أَبيـهِ
قَمَـــرٌ لاقــى خُســوفاً فَــاِنزَوى
لَيـــسَ مِــن آبــائِهِ إِلّا نَــبيه
لَــم يَجِــد أَعــوانَهُ وَالخَــدَما
جـــانَبوهُ غَيــرَ بَــدرِ الكَيِّــسِ
مِــن مَــواليهِ الثِقـاتِ القُـدُما
لَـم يَخُنـهُ فـي الزَمـانِ المـوئِسِ
حيـنَ فـي إِفريقيـا اِنحَلَّ الوِئام
وَاِضــمَحَلَّت آيَـةُ الفَتـحِ الجَليـل
مــاتَتِ الأُمَّــةُ فـي غَيـرِ اِلتِئام
وَكَـــثيرٌ لَيــسَ يَلتــامُ قَليــل
يَمَـــنٌ ســَلَّت ظُباهــا وَالشــَآم
شـــامَها هِندِيَّـــةً ذاتَ صـــَليل
فَــرَّقَ الجُنــدَ الغِنـى فَاِنقَسـَما
وَغَـــدا بَينَهُـــم الحَــقُّ نَســي
أَوحَــشَ الســُؤدُدُ فيهِــم وَســَما
لِلمَعــالي مَــن بِــهِ لَـم تـانَسِ
رُحِمـــوا بِـــالعَبقَرِيِّ النــابِهِ
البَعيـدِ الهِمَّـةِ الصـَعبِ القِيـاد
مَــدَّ فــي الفَتـحِ وَفـي أَطنـابِهِ
لَـم يَقِـف عِنـدَ بِنـاءِ اِبـنِ زِياد
هَجَــرَ الصــَيدَ فَمــا يُغنـى بِـهِ
وَهـوَ بِالمُلـكِ رَفيـقٌ ذو اِصـطِياد
ســَل بِــهِ أَندَلُســاً هَــل سـَلِما
مِــن أَخــي صــَيدٍ رَفيــقٍ مَــرِسِ
جَـــرَّدَ الســَيفَ وَهَــزَّ القَلَمــا
وَرَمـــى بِـــالرَأيِ أُمَّ الخُلَـــسِ
بِســـَلامٍ يــا شــِراعاً مــا دَرى
مــا عَلَيــهِ مِــن حَيـاءٍ وَسـَخاء
فــي جَنـاحِ المَلَـكِ الـروحُ جَـرى
وَبِريــحٍ حَفَّهــا اللُطــفُ رُخــاء
غَســَلَ اليَــمُّ جِراحــاتِ الثَــرى
وَمَحـا الشـِدَّةَ مَـن يَمحـو الرَخاء
هَـــل دَرى أَنــدَلُسٌ مَــن قَــدِما
دارَهُ مِــن نَحــوِ بَيــتِ المَقـدِسِ
بِســــَليلِ الأَمَــــوِيّينَ ســــَما
فَتـــحُ موســـى مُســتَقِرَّ الأُســُسِ
أَمَـــــــوِيٌّ لِلعُلا رِحلَتُـــــــهُ
وَالمَعــــالي بِمَطِــــيٍّ وَطُـــرُق
كَــــالهِلالِ اِنفَـــرَدَت نُقلَتُـــهُ
لا يُجــاريهِ رُكــابٌ فــي الأُفُــق
مــا بُنِيَــت مِــن خُلُــقٍ دَولَتُـهُ
قَـد يَشـيدُ الـدُوَلَ الشـُمَّ الخُلُـق
وَإِذا الأَخلاقُ كـــــانَت ســــُلَّما
نــالَتِ النَجــمَ يَــدُ المُلتَمِــسِ
فَـاِرقَ فيهـا تَـرقَ أَسـبابَ السَما
وَعَلــى ناصــِيَةِ الشــَمسِ اِجلِــسِ
أَيُّ ملُــكٍ مِــن بِنايــاتِ الهِمَـم
أَسـَّسَ الـداخِلُ فـي الغَـربِ وَشـاد
ذَلِــكَ الناشــِئُ فـي خَيـرِ الأُمَـم
سـادَ فـي الأَرضِ وَلَـم يُخلَـق يُساد
حَكَمَــت فيــهِ اللَيــالي وَحَكَــم
فــي عَواديهــا قِيــاداً بِقِيـاد
ســـُلِبَ العِـــزَّ بِشـــَرقٍ فَرَمــى
جـــانِبَ الغَـــربِ لِعِــزٍّ أَقعَــسِ
وَإِذا الخَيـــرُ لِعَبـــدٍ قُســـِما
ســَنَحَ الســَعدُ لَــهُ فـي النَحـسِ
أَيُّهــا القَلــبُ أَحَـقٌّ أَنـتَ جـار
لِلَّــذي كـانَ عَلـى الـدَهرِ يَجيـر
هاهُنــا حَــلَّ بِـهِ الرَكـبُ وَسـار
وَهُنـا ثـاوٍ إِلـى البَعـثِ الأَسـير
فَلَــكٌ بِالســَعدِ وَالنَحــسِ مُـدار
صــَرَعَ الجــامَ وَأَلـوى بِالمُـدير
هـا هُنـا كُنـتَ تَـرى حُـوَّ الـدُمى
فاتِنـــاتٍ بِالشـــِفاهِ اللُعُـــسِ
نــاقِلاتٍ فــي العَــبيرِ القَـدَما
واطِئاتٍ فـــي حَـــبيرِ الســُندُسِ
خُــذ عَـنِ الـدُنيا بَليـغَ العِظَـةِ
قَــد تَجَلَّــت فــي بَليـغِ الكَلِـمِ
طَرَفاهـــا جُمِعـــا فــي لَفظَــةٍ
فَتَأَمَّــــل طَرَفَيهــــا تَعلَــــمِ
الأَمـــاني حُلـــمٌ فـــي يَقظَــةِ
وَالمَنايـــا يَقظَــةٌ مِــن حُلُــمِ
كُــلُّ ذي سـِقطَينِ فـي الجَـوِّ سـَما
واقِــعٌ يَومــاً وَإِن لَــم يُغــرَسِ
وَســَيَلقى حَينَــهُ نَســرُ الســَما
يَــومَ تُطــوى كَالكِتــابِ الـدَرسِ
أَيــنَ يــا واحِــدَ مَـروانَ عَلَـم
مَـن دَعـاكَ الصـَقرُ سـَمّاهُ العُقاب
رايَــةٌ صــَرَّفَها الفَــردُ العَلَـم
عَـن وُجـوهِ النَصـرِ تَصريفَ النِقاب
كُنــتَ إِن جَــرَّدتَ سـَيفاً أَو قَلَـم
أُبـتَ بِالأَلبـابِ أَو دِنـتَ الرِقـاب
مــا رَأى النــاسُ ســِواهُ عَلَمـا
لَــم يُــرَم فــي لُجَّــةٍ أَي يَبَـسِ
أَعَلــى رُكــنِ الســِماكِ اِدَّعَمــا
وَتَغَطّــــى بِجَنــــاحِ القُــــدُسِ
قَصـــرُكَ المُنيَــةُ مِــن قُرطُبَــه
فيـــهِ وارَوكَ وَلِلَّـــهِ المَصــير
صــــَدَفٌ خُـــطَّ عَلـــى جَـــوهَرَةٍ
بَيــدَ أَنَّ الــدَهرَ نَبّــاشٌ بَصـير
لَــم يَــدَع ظِلّاً لِقَصــرِ المُنيَــةِ
وَكَـــذا عُمــرُ الأَمــانِيِّ قَصــير
كُنـــتَ صـــَقراً قُرَشــِيّاً عَلَمــا
مــا عَلـى الصـَقرِ إِذ لَـم يُرمَـسِ
إِن تَســَل أَيــنَ قُبــورُ العُظَمـا
فَعَلــى الأَفــواهِ أَو فـي الأَنفُـسِ
كَــم قُبــورٍ زَيَّنَـت جيـدَ الثَـرى
تَحتَهـا أَنجَـسُ مِـن مَيـتِ المَجـوس
كـانَ مَـن فيها وَإِن جازوا الثَرى
قَبـلَ مَـوتِ الجِسـمِ أَمواتُ النُفوس
وَعِظــــامٌ تَتَزَكّــــى عَنبَــــراً
مِـن ثَنـاءٍ صـِرنَ أَغفـالَ الرُمـوس
فَاِتَّخِــذ قَــبرَكَ مِــن ذِكـرٍ فَمـا
تَبـــنِ مِــن مَحمــودِهِ لا يُطمَــسِ
هَبــكَ مِــن حِـرصٍ سـَكَنتَ الهَرَمـا
أَيــنَ بــانيهِ المَنيـعُ المَلمَـسِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932