
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جَعَلـــتُ حُلاهـــا وَتِمثالَهـــا
عُيــونَ القَــوافي وَأَمثالَهــا
وَأَرسـَلتُها فـي سـَماءِ الخَيـالِ
تَجُــرُّ عَلــى النَجـمِ أَذيالَهـا
وَإِنّــي لِغِرّيــدُ هَـذي البِطـاحِ
تَغَـــذّى جَناهـــا وَسَلســالَها
تَــرى مِصــرَ كَعبَــةَ أَشــعارِهِ
وَكُــــلِّ مُعَلَّقَــــةٍ قالَهــــا
وَتَلمَــحُ بَيــنَ بُيـوتِ القَصـيد
حِجـــالَ العَــروسِ وَأَحجالَهــا
أَدارَ النَســـيبَ إِلــى حُبِّهــا
وَوَلّـــى المَـــدائِحَ إِجلالَهــا
أَرَنَّ بِغابِرِهــــا العَبقَــــرِيُّ
وَغَنّــى بِمِثــلِ البُكـا حالَهـا
وَيَــروي الوَقــائِعَ فـي شـِعرِهِ
يَــروضُ عَلـى البَـأسِ أَطفالَهـا
وَمـا لَمَحـوا بَعـدُ ماءَ السُيوف
فَمــا ضــَرَّ لَـو لَمَحـوا آلَهـا
وَيَـومٍ ظَليـلِ الضـُحى مِـن بَشنَسَ
أَفــاءَ عَلــى مِصــرَ آمالَهــا
رَوى ظُلُّــهُ عَـن شـَبابِ الزَمـانِ
رَفيــفَ الحَواشــي وَإِخضــالَها
مَشـَت مِصـرُ فيـهِ تُعيـدُ العُصورَ
وَيَغمُــرُ ذِكــرُ الصـِبا بالَهـا
وَتَعـرِضُ فـي المِهرَجـانِ العَظيمِ
ضــُحاها الخَــوالي وَآصــالَها
وَأَقبَـــلَ رَمســيسُ جَــمَّ الجَلالِ
ســـَنِيَّ المَـــواكِبِ مُختالَهــا
وَمــا دانَ إِلّا بِشــورى الأُمـورِ
وَلا اِختـالَ كِـبراً وَلا اِسـتالَها
فَحَيّــا بِأَبلَــجَ مِثـلِ الصـِباحِ
وُجــــوهَ البِلادِ وَأَرســــالَها
وَأَومــا إِلـى ظُلُمـاتِ القُـرونِ
فَشــَقَّ عَــنِ الفَــنِّ أَســدالَها
فَمَــن يُبلِـغُ الكَرنَـكَ الأَقصـُرِيَّ
وَيُنبِــــئُ طَيبَـــةَ أَطلالَهـــا
وَيُســمِعُ ثَــمَّ بِـوادي المُلـوكِ
مُلـــوكَ الــدِيارِ وَأَقيالَهــا
وَكُـــلَّ مُخَلَّــدَةٍ فــي الــدُمى
هُنالِــكَ لَــم نُحــصِ أَحوالَهـا
عَلَيهــا مِــنَ الـوَحيِ ديباجَـةٌ
أَلَــحَّ الزَمـانُ فَمـا اِزدالَهـا
تَكــادُ وَإِن هِــيَ لَــم تَتَّصــِل
بِــــروحٍ تُحَـــرِّكُ أَوصـــالَها
وَمـا الفَـنُّ إِلّا الصَريحُ الجَميلُ
إِذا خـالَطَ النَفـسَ أَوحـى لَهـا
وَمــا هُــوَ إِلّا جَمـالُ العُقـولِ
إِذا هِـــيَ أَولَتــهُ إِجمالَهــا
لَقَـد بَعَـثَ اللَـهُ عَهـدَ الفُنونِ
وَأَخرَجَـــــتِ الأَرضُ مَثّالَهــــا
تَعـالَوا نَـرى كَيفَ سَوّى الصَفاةَ
فَتـــاةً تُلَملِـــمُ ســـِربالَها
دَنَت مِن أَبي الهَولِ مَشيَ الرَؤومِ
إِلــى مُقعَــدٍ هــاجَ بَلبالَهـا
وَقَـد جـابَ فـي سـَكَراتِ الكَـرى
عُــروضَ اللَيــالي وَأَطوالَهــا
وَأَلقــى عَلـى الرَمـلِ أَرواقَـهُ
وَأَرســى عَلــى الأَرضِ أَثقالَهـا
يُخــالُ لِإِطراقِــهِ فــي الرِمـلِ
ســـَطيحَ العُصـــورِ وَرَمّالَهــا
فَقــالَت تَحَــرَّك فَهـمَ الجَمـاد
كَــأَنَّ الجَمــادَ وَعــى قالَهـا
فَهَــل ســَكَبَت فــي تَجاليــدِهِ
شـــُعاعَ الحَيـــاةِ وَســَيّالَها
أَتَــذكُرُ إِذ غَضــِبَت كَاللُبــاةِ
وَلَمَّــت مِــنَ الغيـلِ أَشـبالَها
وَأَلقَـت بِهِـم فـي غِمارِ الخُطوبِ
فَخاضــوا الخُطــوبَ وَأَهوالَهـا
وَثــاروا فَجُـنَّ جُنـونُ الرِيـاحِ
وَزُلزِلَــــتِ الأَرضُ زِلزالَهــــا
وَبــــاتَ تَلَمُّســـُهُم شـــَيخَهُم
حَـــديثَ الشــُعوبِ وَأَشــغالَها
وَمَــن ذا رَأى غابَــةً كــافَحَت
فَــرَدَّت مِــن الأَســرِ رِئبالَهـا
وَأَهيَـبُ مـا كـانَ يَـأسُ الشُعوبِ
إِذا ســـَلَّحَ الحَــقُّ أَعزالَهــا
فُـوادُ اِرفَـعِ السـِترَ عَـن نَهضَةٍ
تَقَــــدَّمَ جَــــدُّكَ أَبطالَهـــا
وَرُبَّ اِمــرِئٍ لَــم تَلِـدهُ البِلادُ
نَماهـــا وَنَبَّـــهَ أَنســـالَها
وَلَيــسَ اللَآلِــئُ مِلـكَ البُحـورِ
وَلَكِنَّهــا مِلــكُ مَــن نالَهــا
وَمــــا كَعَلِــــيٍّ وَلا جيلِـــهِ
إِذا عَرَضـــَت مِصــرُ أَجيالَهــا
بَنَـوا دَولَـةً مِـن بَنـاتِ الأَسـِنَّ
ةِ لَـم يَشـهَدِ النيـلُ أَمثالَهـا
لَئِن جَلَّــلَ البَحــرَ أُســطولُها
لَقَــد لَبِــسَ البَــرُّ قِسـطالَها
فأَمّــا أَبــوكَ فَـدُنيا الحَضـا
رَةِ لَـو سـالَمَ الـدَهرُ إِقبالَها
تَخَيَّــــر إِفريقيـــا تـــاجَهُ
وَرَكَّــبَ فــي التـاجِ صـومالَها
رِكابُـكَ يـا اِبنَ المُعِزِّ الغُيوثُ
وَيَفضـُلنَ فـي الخَيـرِ مِنوالَهـا
إِذا ســِرنَ فــي الأَرضِ نَسـَّينَها
رِكـــابَ الســَماءِ وَأَفضــالَها
فَلَــم تَـبرِحِ القَصـرَ إِلّا شـَفيتَ
جُـــدوبَ العُقــولِ وَإِمحالَهــا
لَقَـد رَكَّـبَ اللـهُ فـي سـاعِدَيكَ
يَميـــنَ الجُــدودِ وَشــيمالَها
تَخُــطُّ وَتَبنــي صـُروحَ العُلـومِ
وَتَفتَـــحُ لِلشـــَرقِ أَقفالَهــا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932