
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا جَـلَّ فيهِـم عيـدُكَ المَـأثورُ
إِلّا وَأَنـــتَ أَجَــلُّ يــا فِكتــورُ
ذَكَـروكَ بِـالمِئَةِ السـِنينَ وَإِنَّهـا
عُمـرٌ لِمِثلِـكَ فـي النُجـومِ قَصـيرُ
سَتدومُ ما دامَ البَيانُ وَما اِرتَقَت
لِلعـــالَمينَ مَـــدارِكٌ وَشـــُعورُ
وَلَئِن حُجِبـتَ فَـأَنتَ في نَظَرِ الوَرى
كَـالنَجمِ لَـم يُـرَ مِنـهُ إِلّا النورُ
لَـولا التُقـى لَفَتَحـتُ قَبرَكَ لِلمَلا
وَســَأَلتُ أَيــنَ السـَيِّدَ المَقبـورُ
وَلَقُلـتُ يـا قَومُ اُنظُروا اِنجيلَكُم
هَـل فيـهِ مِـن قَلَـمِ الفَقيدِ سُطورُ
مَـن بَعـدَهُ مَلَـكَ البَيـانَ فَعِندَكُم
تـــاجٌ فَقَـــدتُم رَبَّــهُ وَســَريرُ
مـاتَ القَريـضُ بِمَوتِ هوجو وَاِنقَضى
مُلــكُ البَيــانِ فَــأَنتُمُ جُمهـورُ
مـاذا يَزيـدُ العيـدُ فـي إِجلالِـهِ
وَجَلالُــــهُ بِيَراعِــــهِ مَســـطورِ
فَقَــدَت وُجـوهَ الكائِنـاتِ مُصـَوِّراً
نَــزَلَ الكَلامُ عَلَيــهِ وَالتَصــويرُ
كُشــِفَ الغَطـاءُ لَـهُ فَكُـلُّ عِبـارَةٍ
فــي طَيِّهــا لِلقــارِئينَ ضــَميرُ
لَــم يُعيِــهِ لَفـظٌ وَلا مَعنـىً وَلا
غَــــرَضٌ وَلا نَظـــمٌ وَلا مَنثـــورُ
مُسـلي الحَزيـنِ يَفُكُّـهُ مِـن حُزنِـهِ
وَيَـــرُدُّهُ لِلَّـــهِ وَهـــوَ قَريــرُ
ثَـأَرَ المُلـوكُ وَظَـلَّ عِنـدَ إِبـائِهِ
يَرجــو وَيَأمَــلُ عَفـوَهُ المَثـؤورُ
وَأَعـــارَ واتِرلــو جَلالَ يَراعِــهِ
فَجَلالُ ذاكَ الســَيفِ عَنــهُ قَصــيرُ
يـا أَيُّها البَحرُ الَّذي عَمَّرَ الثَرى
وَمِــنَ الثَــرى حُفَـرٌ لَـهُ وَقُبـورُ
أَنـتَ الحَقيقَـةُ إِن تَحَجَّـبَ شَخصـُها
فَلَهــا عَلـى مَـرِّ الزَمـانِ ظُهـورُ
اِرفَـع حِـدادَ العـالَمينَ وَعُد لَهُم
كَيمـــا يُعَيِّــدَ بــائِسٌ وَفَقيــرُ
وَاِنظُـر إِلـى البُؤَساءِ نَظرَةَ راحِمٍ
قَــد كـانَ يُسـعَدُ جَمعَهُـم وَيُجيـرُ
الحــالُ باقِيَــةٌ كَمــا صـَوَّرتَها
مِــن عَهـدِ آدَمَ مـا بِهـا تَغييـرُ
البُـؤسُ وَالنُعمـى عَلـى حالَيهِمـا
وَالحَــظُّ يَعــدِلُ تــارَةً وَيَجــورُ
وَمِـنَ القَـوِيِّ عَلـى الضَعيفِ مُسَيطِرٌ
وَمِـنَ الغَنِـيِّ عَلـى الفَقيـرِ أَميرُ
وَالنَفــسُ عاكِفَـةٌ عَلـى شـَهَواتِها
تَــأوي إِلــى أَحقادِهــا وَتَثـورُ
وَالعَيــشُ آمــالٌ تَجِــدُّ وَتَنقَضـي
وَالمَــوتُ أَصـدَقُ وَالحَيـاةُ غُـرورُ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932