
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـم يَمُـت مَـن لَـهُ أَثَـر
وَحَيـــاةٌ مِــنَ الســِيَر
أُدعُــــهُ غائِبـــاً وَإِن
بَعُــدَت غايَــةُ الســَفَر
آيِـــبُ الفَضــلِ كُلَّمــا
آبَــتِ الشــَمسُ وَالقَمَـر
رُبَّ نـــــورٍ مُتَمَّـــــمٍ
قَـد أَتانـا مِـنَ الحُفَـر
إِنَّمـا المَيـتُ مَـن مَشـى
مَيــتَ الخَيــرِ وَالخَبَـر
مَـن إِذا عـاشَ لَـم يُفِـد
وَإِذا مــاتَ لَــم يَضــِر
لَيـسَ فـي الجاهِ وَالغِنى
مِنـــهُ ظِـــلٌّ وَلا ثَمَــر
قُبِّـحَ العِـزُّ فـي القُصـو
رِ إِذا ذَلَّـــتِ القَصـــَر
أَعــــوَزَ الحَـــقَّ رائِدٌ
وَإِلــى مُصــطَفى اِفتَقَـر
وَتَمَنَّـــــت حِياضـــــُهُ
هَبَّــةَ الصــارِمِ الـذَكَر
الَّــذي يُنفِــذُ المُــدى
وَالَّــذي يَركَــبُ الخَطَـر
أَيُّهــا القَــومُ عَظِّمـوا
واضـــِعَ الأُسِّ وَالحَجَـــر
أُذكُـروا الخُطبَـةَ الَّـتي
هِــيَ مِــن آيَـةِ الكُبَـر
لَـم يَـرَ النـاسُ قَبلَهـا
مِنبَــراً تَحــتَ مُحتَضــَر
لَســـتُ أَنســى لِــواءَهُ
وَهـوَ يَمشـي إِلـى الظَفَر
حَشـــَرَ النــاسَ تَحتَــهُ
زُمَـــراً إِثرَهــا زُمَــر
وَتَـــرى الحَــقَّ حَــولَهُ
لا تَـرى الـبيضَ وَالسـُمر
وَكُلَّمـــا راحَ أَو غَــدا
نَفَـخَ الـروحَ فـي الصُوَر
يا أَخا النَفسِ في الصِبا
لَـذَّةُ الـروحِ فـي الصِغَر
وَخَليلاً ذَخَرتُــــــــــهُ
لَـــم يُقَـــوَّمَ بِمُــدَّخَر
حـــالَ بَينــي وَبَينَــهُ
فــي فُجــاءاتِهِ القَـدَر
كَيـــفَ أَجـــزي مَــوَدَّةً
لَــم يَشـُب صـَفوَها كَـدَر
غَيـــرَ دَمـــعٍ أَقــولُهُ
قَـلَّ فـي الشـَأنِ أَو كَثُر
وَفُــــــؤادٍ مُعَلَّـــــلٍ
بِالخَيـــالاتِ وَالـــذُكَر
لَــم يَنَــم عَنـكَ سـاعَةً
فــي الأَحـاديثِ وَالسـَمَر
قُــم تَـرَ القَـومَ كُتلَـةً
مِثــلَ مَلمومَــةِ الصـَخَر
جَــدَّدوا أُلفَــةَ الهَـوى
وَالإِخــاءَ الَّــذي شــُطِر
لَيــسَ لِلخُلــفِ بَينَهُــم
أَو لِأَســــبابِهِ أَثَــــر
أَلَّفَتهُـــــــــم رَوائِحٌ
غادِيــاتٌ مِــنَ الغِيَــر
وَصـــَحَوا مِـــن مُنَــوِّمٍ
وَأَفــاقوا مِــنَ الحَـذَر
أَقبَلــوا نَحــوَ حَقِّهِــم
مــا لَهُــم غَيـرَهُ وَطَـر
جَعَلــــــوهُ خَلِيَّـــــةً
شــَرَعوا دونَهــا الإِبَـر
وَتَواصـــــَوا بِخُطَّــــةٍ
وَتَــــداعَوا لِمُـــؤتَمَر
وَقُصــارى أولـي النُهـى
يَتَلاقــونَ فــي الفِكَــر
آذَنونـــــا بِمَوقِــــفٍ
مِـــن جَلالٍ وَمِــن خَطَــر
نَســمَعُ اللَيــثَ عِنــدَهُ
دونَ آجــــــــامِهِ زَأَر
قُــل لَهُــم فـي نَـدِيِّهِم
مِصــرُ بِالبــابِ تَنتَظِـر
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932