
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِن تَسـأَلي عَن مِصرَ حَوّاءِ القُرى
وَقَــرارَةِ التاريــخِ وَالآثــارِ
فَالصـُبحُ فـي مَنـفٍ وَثيبَة واضِحٌ
مَـن ذا يُلاقـي الصـُبحَ بِالإِنكارِ
بِالهَيـلِ مِـن مَنفٍ وَمِن أَرباضِها
مَجـدوعُ أَنـفٍ في الرِمالِ كُفاري
خَلَتِ الدُهورُ وَما اِلتَقَت أَجفانُهُ
وَأَتَــت عَلَيــهِ كَلَيلَـةٍ وَنَهـارِ
مـا فَلَّ ساعِدَهُ الزَمانُ وَلَم يَنَل
مِنـــهُ اِختِلافُ جَـــوارِفٍ وَذَوارِ
كَالـدَهرِ لَو مَلَكَ القِيامَ لِفَتكَةٍ
أَو كــانَ غَيـرَ مُقَلَّـمِ الأَظفـارِ
وَثَلاثَــةٍ شـَبَّ الزَمـانُ حِيالَهـا
شــُمٍّ عَلـى مَـرِّ الزَمـانِ كِبـارِ
قامَت عَلى النيلِ العَهيدِ عَهيدَةً
تَكسـوهُ ثَـوبَ الفَخـرِ وَهيَ عَوارِ
مِـن كُلِّ مَركوزٍ كَرَضوى في الثَرى
مُتَطــاوِلٍ فـي الجَـوِّ كَالإِعصـارِ
الجِــنُّ فـي جَنَباتِهـا مَطروقَـةٌ
بِبَــدائِعِ البَنّــاءِ وَالحَفّــارِ
وَالأَرضُ أَضـَيعُ حيلَـةً فـي نَزعِها
مِـن حيلَةِ المَصلوبِ في المِسمارِ
تِلـكَ القُبـورُ أَضَنَّ مِن غَيبٍ بِما
أَخفَــت مِــنَ الأَعلاقِ وَالأَذخــارِ
نامَ المُلوكُ بِها الدُهورَ طَويلَةً
يَجِــدونَ أَروَحَ ضــَجعَةٍ وَقَــرارِ
كُـلٌّ كَأَهـلِ الكَهـفِ فَـوقَ سَريرِهِ
وَالــدَهرُ دونَ ســَريرِهِ بِهِجـارِ
أَملاكُ مِصرَ القاهِرونَ عَلى الوَرى
المُنزَلــونَ مَنــازِلَ الأَقمــارِ
هَتَـكَ الزَمـانُ حِجابَهُم وَأَزالَهُم
بَعـدَ الصـِيانِ إِزالَـةَ الأَسـرارِ
هَيهـاتَ لَم يَلمِس جَلالَهُمو البِلى
إِلّا بِأَيــدٍ فـي الرَغـامِ قِصـارِ
كانوا وَطَرفُ الدَهرِ لا يَسمو لَهُم
مـا بـالُهُم عُرِضوا عَلى النُظّارِ
لَو أَمهَلوا حَتّى النُشورِ بِدَورِهِم
قـاموا لِخـالِقِهِم بِغَيـرِ غُبـارِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932