
الأبيات21
شـَرَفاً نُصـَيرُ اِرفَـع جَبينَـكَ عالِيـاً
وَتَلَـــقَّ مِـــن أَوطانِـــكَ الإِكليلا
يَهنيــكَ مـا أُعطيـتَ مِـن إِكرامِهـا
وَمُنِحــتَ مِـن عَطـفِ اِبـنِ إِسـماعيلا
اليَـومَ يَـومُ السـابِقينَ فَكُـن فَـتىً
لَـم يَبـغِ مِـن قَصـَبِ الرِهـانِ بَديلا
وَإِذا جَرَيـتَ مَـعَ السـَوابِقِ فَـاِقتَحِم
غُـرَراً تَسـيلُ إِلـى المَـدى وَحُجـولا
حَتّــى يَــراكَ الجَمــعُ أَوَّلَ طــالِعٍ
وَيَــرَوا عَلــى أَعرافِـكَ المِنـديلا
هَـــذا زَمـــانٌ لا تَوَســـُّطَ عِنــدَهُ
يَبغــي المُغــامِرُ عالِيــاً وَجَليلا
كُــن سـابِقاً فيـهِ أَوِ اِبـقَ بِمَعـزِلٍ
لَيــسَ التَوَســُّطُ لِلنُبــوغِ ســَبيلا
يــا قـاهِرَ الغَـربِ العَتيـدِ مَلَأتَـهُ
بِثَنــاءِ مِصـرَ عَلـى الشـِفاهِ جَميلا
قَلَّبــتَ فيــهِ يَــداً تَكــادُ لِشـِدَّةٍ
فـي البَأسِ تَرفَعُ في الفَضاءِ الفيلا
إِنَّ الَّــذي خَلَــقَ الحَديــدَ وَبَأسـَهُ
جَعَـــلَ الحَديــدَ لِســاعِدَيكَ ذَليلا
زَحزَحتَــــــهُ فَتَخـــــاذَلَت أَجلادُهُ
وَطَرَحتَـــهُ أَرضـــاً فَصــَلَّ صــَليلا
لِـمَ لا يَليـنُ لَـكَ الحَديـدُ وَلَم تَزَل
تَتلــو عَلَيــهِ وَتَقــرَأُ التَنـزيلا
الأَزمَـــةَ اِشـــتَدَّت وَرانَ بَلاؤُهـــا
فَاِصـــدِم بِرُكنِــكَ رُكنَهــا لِيَميلا
شَمشــونُ أَنـتَ وَقَـد رَسـَت أَركانُهـا
فَتَمَـــشَّ فــي أَركانِهــا لِتَــزولا
قُــل لــي نُصـَيرُ وَأَنـتَ بَـرٌّ صـادِقٌ
أَحَمَلـــتَ إِنســـاناً عَلَيــكَ ثَقيلا
أَحَمَلــتَ دَينــاً فــي حَياتِـكَ مَـرَّةً
أَحَمَلــتَ يَومـاً فـي الضـُلوعِ غَليلا
أَحَمَلــتَ ظُلمــاً مِــن قَريـبٍ غـادِرٍ
أَو كاشـــِحٍ بِـــالأَمسِ كــانَ خَليلا
أَحَمَلــتَ مِنّــا بِالنَهــارِ مُكَــرَّراً
وَاللَيــلِ مِــن مُســدٍ إِلَيـكَ جَميلا
أَحَمَلـتَ طُغيـانَ اللَئيـمِ إِذا اِغتَنى
أَو نــالَ مِــن جـاهِ الأُمـورِ قَليلا
أَحَمَلتَ في النادي الغَبِيِّ إِذا اِلتَقى
مِــن ســامِعيهِ الحَمــدَ وَالتَبجيلا
تِلــكَ الحَيــاةُ وَهَــذِهِ أَثقالُهــا
وُزِنَ الحَديــدُ بِهــا فَعـادَ ضـَئيلا
أحمد شوقي
العصر الحديثأحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932
قصائد أخرىلأحمد شوقي
هَمَّتِ الفُلكُ وَاِحتَواها الماءُ
وُلِدَ الهُدى فَالكائِناتُ ضِياءُ
بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ
اللَهُ أَكبَرُ كَم في الفَتحِ مِن عَجَبٍ
أُنادي الرَسمَ لَو مَلَكَ الجَوابا
سَلو قَلبي غَداةَ سَلا وَثابا
إِثنِ عَنانَ القَلبِ وَاِسلَم بِهِ
أُعِدَّتِ الراحَةُ الكُبرى لِمَن تَعِبا
لِمَن ذَلِكَ المُلكُ الَّذي عَزَّ جانِبُهُ
في المَوتِ ما أَعيا وَفي أَسبابِهِ
أَيُّها العُمّالُ أَفنوا ال
هَنيئاً أَميرَ المُؤمِنينَ فَإِنَّما
إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ
قُم حَيِّ هَذي النَيِّراتِ
عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ
بِأَبي وَروحي الناعِماتِ الغيدا
قِف ناجِ أَهرامَ الجَلالِ وَنادِ
يا ناشِرَ العِلمِ بِهَذي البِلاد
سَل يَلدِزاً ذاتَ القُصورِ
ناشِئٌ في الوَردِ مِن أَيّامِهِ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025