
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَســتُ بِنــاسٍ لَيلَـةً
مِــن رَمَضــانَ مَــرَّتِ
تَطــاوَلَت مِثـلَ لَيـا
لـي القُطـبِ وَاِكفَهَرَّتِ
إِذِ اِنفَلَـتُّ مِـن سـُحو
ري فَــدَخَلتُ حُجرَتــي
أَنظُـرُ فـي ديوانِ شِع
رٍ أَو كِتــابِ ســيرَةِ
فَلَـم يَرُعنـي غَيرَ صَو
تٍ كَمُـــواءِ الهِــرَّةِ
فَقُمتُ أَلقي السَمعَ في
الســـُتورِ وَالأَســِرَّةِ
حَتّــى ظَفِـرتُ بِـالَّتي
عَلَـــيَّ قَــد تَجَــرَّتِ
فَمُـذ بَدَت لي وَاِلتَقَت
نَظرَتُهـــا وَنَظرَتــي
عــادَ رَمـادُ لَحظِهـا
مِثـلَ بَصـيصِ الجَمـرَةِ
وَرَدَّدَت فَحيحَهــــــا
كَحَنَــــشٍ بِقَفــــرَةِ
وَلَبِسـَت لـي مِـن وَرا
ءِ السِترِ جِلدَ النَمرَةِ
كَـرَّت وَلَكِـن كَالجَبـا
نِ قاعِـــداً وَفَـــرَّتِ
وَاِنتَفَضــَت شــَوارِباً
عَـن مِثـلِ بَيتِ الإِبرَةِ
وَرَفَعــت كَفّــاً وَشـا
لَـت ذَنَبـاً كَالمِـذرَةِ
ثُـمَّ اِرتَقَت عَنِ المُوا
ءِ فَعَــــوَت وَهَـــرَّتِ
لَــم أَجزِهــا بِشـِرَّةٍ
عَـــن غَضــَبٍ وَشــِرَّةِ
وَلا غَـــبيتُ ضــَعفَها
وَلا نَســـيتُ قُــدرَتي
وَلا رَأَيــتُ غَيــرَ أُمٍّ
بِــــالبَنينَ بَـــرَّةِ
رَأَيـتُ مـا يَعطِـفُ نَف
سَ شــاعِرٍ مِـن صـورَةِ
رَأَيــتُ جِــدَّ الأُمَّهـا
تِ فـي بِنـاءِ الأُسـرَةِ
فَلَـم أَزَل حَتّى اِطمَأَنَّ
جَأشــــُها وَقَــــرَّتِ
أَتَيتُهـــا بِشـــَربَةٍ
وَجِئتُهـــا بِكِســـرَةِ
وَصـُنتُها مِـن جـانِبَي
مَرقَـــدِها بِســُترَتي
وَزِدتُهـا الـدِفءَ فَقَر
رَبــتُ لَهـا مِجمَرَتـي
وَلَــو وَجَـدتُ مِصـيَداً
لَجِئتُهـــا بِفَـــأرَةِ
فَاِضــطَجَعَت تَحـتَ ظِلا
لِ الأَمــنِ وَاِســبَطَرَّتِ
وَقَـــرَأَت أَورادَهــا
وَمــا دَرَت مـا قَـرَّتِ
وَســَرَحَ الصـِغارُ فـي
ثُــــدِيِّها فَــــدَرَّتِ
غُـــرُّ نُجــومٍ ســُبَّحٌ
فــي جَنَبـاتِ السـُرَّةِ
اِختَلَطــوا وَعَيَّثــوا
كَـالعُميِ حَـولَ سـُفرَةِ
تَحســـَبُهُم ضــَفادِعاً
أَرســَلتَها فـي جَـرَّةِ
وَقُلــتُ لا بَـأسَ عَلـى
طِفلِــكِ يـا جُـوَيرَتي
تَمَخَّضــي عَــن خَمسـَةٍ
إِن شـِئتِ أَو عَن عَشرَةِ
أَنـــتِ وَأَولادُكِ حَــت
تى يَكبُروا في خُفرَتي
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932