
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَحكــونَ أَنَّ أُمَّــةَ الأَرانِــبِ
قَـد أَخَـذَت مِـنَ الثَرى بِجانِبِ
وَاِبتَهَجَــت بِـالوَطَنِ الكَريـمِ
وَمَــوئِلِ العِيــالِ وَالحَريـمِ
فَاِختـارَهُ الفيـلُ لَـهُ طَريقا
مُمَزِّقــاً أَصــحابَنا تَمزيقـا
وَكــانَ فيهِــم أَرنَـبٌ لَـبيبُ
أَذهَــبَ جُـلَّ صـوفِهِ التَجريـبُ
نـادى بِهِـم يا مَعشَرَ الأَرانِبِ
مِــن عــالِمٍ وَشـاعِرٍ وَكـاتِبِ
اِتَّحِـدوا ضـِدَّ العَـدُوِّ الجافي
فَالاتِّحـــادُ قُــوَّةُ الضــِعافِ
فَــأَقبَلوا مُستَصـوِبينَ رايَـه
وَعَقَــدوا لِلاجتِمــاعِ رايَــه
وَاِنتَخَبـوا مِـن بَينِهِـم ثَلاثَه
لا هَرَمــاً راعَـوا وَلا حَـداثَه
بَـل نَظَـروا إِلى كَمالِ العَقلِ
وَاِعتَبَـروا في ذاكَ سِنَّ الفَضلِ
فَنَهَـــــضَ الأَوَّلُ لِلخِطــــابِ
فَقـالَ إِنَّ الـرَأيَ ذا الصَوابِ
أَن تُـترَكَ الأَرضُ لِذي الخُرطومِ
كَـي نَسـتَريحَ مِن أَذى الغَشومِ
فَصــاحَتِ الأَرانِــبُ الغَـوالي
هَـذا أَضـَرُّ مِـن أَبـي الأَهوالِ
وَوَثَــبَ الثـاني فَقـالَ إِنّـي
أَعهَـدُ فـي الثَعلَبِ شَيخَ الفَنِّ
فَلنَــدعُهُ يُمِــدُّنا بِحِكمَتِــهِ
وَيَأخُـذُ اِثنَيـنِ جَـزاءَ خِدمَتِهِ
فَقيــلَ لا ياصــاحِبَ الســُمُوِّ
لا يُــدفَعُ العَــدُوُّ بِالعَــدُوِّ
وَاِنتَـــدَبَ الثـــالِثُ لِلكَلامِ
فَقــالَ يـا مَعاشـِرَ الأَقـوامِ
اِجتَمِعــوا فَالاِجتِمــاعُ قُـوَّه
ثُـمَّ احفِروا عَلى الطَريقِ هُوَّه
يَهوي إِلَيها الفيلُ في مُرورِهِ
فَنَسـتَريحُ الـدَهرَ مِـن شُرورِهِ
ثُـمَّ يَقـولُ الجيلُ بَعدَ الجيلِ
قَـد أَكَـلَ الأَرنَـبُ عَقلَ الفيلِ
فَاِستَصوَبوا مَقالَهُ وَاِستَحسَنوا
وَعَمِلـوا مِـن فَورِهِم فَأَحسَنوا
وَهَلَـكَ الفيـلُ الرَفيعُ الشانِ
فَأَمســَتِ الأُمَّــةُ فــي أَمـانِ
وَأَقبَلَــت لِصــاحِبِ التَـدبيرِ
ســاعِيَةً بِالتــاجِ وَالسـَريرِ
فَقـالَ مَهلاً يـا بَنـي الأَوطانِ
إِنَّ مَحَلّــي لَلمَحَــلُّ الثـاني
فَصـاحِبُ الصَوتِ القَوِيِّ الغالِبِ
مَـن قَد دَعا يا مَعشَرَ الأَرانِبِ
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932