
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــدت ديــار واحتوتــك ديـار
هيهــات للنجــم الرفيـع قـرار
ضـــجت عــواد بــالبَراح روائح
وشـــكا حديــد ســابح وبخــار
بـالأمس تصـدر عـن فـروقٍ صـاديا
واليــوم يــوردك الشــآم أوار
زعمـوا المسـافة ليلـة ونهارها
مــا الــدهر إلا ليلــة ونهـار
سـِر وآسـر في طول البلاد وعرضها
إن الأهلـــة دأبهـــا الأســفار
والأرض أوســع والعجــائب جمــة
والعمــر أضـيق والسـنون قصـار
يـا راكـب الـداماء يزجـى فلكه
رُحمــاك هـل للفلـك عنـدك ثـار
مأســورة ابــدا تـروح وتغتـدى
وهلاكهــا فــي أن يفــك إســار
حـازت نفـوس العـالمين وحازهـا
ضــمن الجــواري صــاحب غــدار
همـــت وجرأهــا علــى تيــاره
أن الأمـــور جميعهـــا تيـــار
تجــرى مُؤَمَّنَـةَ السـبيل زمامهـا
لطـف الجليـل وحصـنها المقـدار
فــي قُلَّــبٍ مـا للرفـاق وسـيلة
فيــه ولا لهمــو عليــه خيــار
بينــا مــودّته علــى أكبـادهم
بـرد إذا هـي فـي الجوانـح نار
مـازلت أعـرض فـي الضـمير لآلئى
وأغِيـــره بنظيمهـــا فيغـــار
والفلـك يرقـص والريـاح عـوازف
والليــل ليــل والعبـاب مثـار
حـتى نزلـت ببـاكرين إلى القرى
متهلليــــن كـــأنهم أقمـــار
سبقت إلى السارى الصباحَ وجوههم
تنــدى ويحمــد عنـدها الإسـفار
قـوم هـم العـرب الكـرام تمخضت
مضــر بهــم فـي شـرخها ونـزار
نزلــوا بلبنـان الأشـم ونقّلـوا
فيـه المكـارم حيـث سـار الجار
لبنـان يـا ملـك الجبـال تحيـة
رقــت وأزلفهــا لــك الإكبــار
عــاليه تحملهــا إليـك وصـوفر
ومناهـــل بـــالجنتين غـــزار
مـن نـازح الدار التقى بك داره
ســاح الأكــارم للكريــم ديـار
خلَّــى الأحبــة والمــآرب خلفـه
فــإذا الأحبــة فيــك والأوطـار
للــواردين علــى رياضـك أعيـن
مـــن فضــلة أهــدابهن نضــار
سـال الفـرات بهـا وقـام كـأنه
دمــع السـرور لـو أنـه مـدرار
ليـت الزمـان أجـار مـن أحداثه
قطريــن بينهمــا هــوى وجـوار
أخــذ المحبـة مـن علـى وابنـه
وعلــى الهــوى تتـألف الأفكـار
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932