
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دع مـا يضـرك والتمـس ما ينفع
واخـتر لنفسـك مـا يزين ويرفع
واسمع لقول العقل لا قول الهوى
إن الهـــوى لضــلالة لا تتبــع
واجعـل شـبابك مـن هواك بمأمن
إن الشـباب هـو العنـان الأطوع
واعلــم فقِـدما للمالـك فتِّحـت
بـالعلم أبـواب السـعادة أجمع
إن الشــعوب إذا أرادوا نهضـة
بـذرائع العلـم الصحيح تذرّعوا
وانظـر بعيـن فـي الأمـور جلية
لا تُثبــت الأشــياء عيـن تـدمع
ممـا أَحـب بـه الرجـال بلادهـم
أن يحسـن الإنسـان فيمـا يصـنع
واحفـظ علـى مصر السكينة إنها
روض بأفيــاء الســكينة ممـرع
وصـن اليـدين عن الدماء فإنها
في البغى أوخم ما يكون المرتع
الختـل مـن خلـق الذئاب وشهوة
في الرأس يركبها الجبان فيشجع
برىـء العباد من الشرائع كلها
إن كـان قتـل النفـس مما يرفع
لا تــذكرنّ الحـرب أو أهوالهـا
إلا بقلــــب خاشـــع يتوجـــع
واذرف على القلب الدموع فكلكم
فـــي آدم أهـــل وآدم يجمــع
للخلـق صـبيان كمـا لـك صـبية
ولهــم لبــاس فـارقوه ومضـجع
واخـرج من الحرب العوان بِعبِرة
إن العظـات مـن الحـوادث أوقع
إســمع حـديث جُناتهـا وصـلاتها
هـل كـان فيهـا للديانـة موضع
المـال باعثهـا الأثيم ولم تزل
تُـردى المطـامع ناسـهن وتصـرع
لمـا رمـت دول المسـيح بهولها
مشـت اثنتـان لهـا وهبـت أربع
يتقـــاذفون وللكنــائس هِــزة
ويســوع ينظـرو الزكيـة تسـمع
واللـه يغضـب والعناصـر تبتلىِ
والسـيف يضحك في الدماء ويلمع
نــزل البلاء وحــل طوفــان دم
بالمســلمين ســماؤه لا تقلــع
كـانوا بظـل السـلم لا بهلالهـم
شــر يــراد ولا حمــاه مــروع
لولا قضاء الله ما خاضوا الوغى
إن القضــاء إذا أتـى لا يُـدفع
تلـك العوان على الشديد شديدة
أيــن السـيوف لمثلهـا والأدرع
مـاذا انـدفاع المسلمين بموقف
الغـالب المنصـور فيـه مضعضـع
حــرب علـى حـرب حنانـك ربنـا
لـم يبـق منـا ما ينال المدفع
لا تأخــذن بريئنــا بمســيئنا
فالعــدل كـلٌّ حاصـد مـا يـزرع
يـا رب بالرسـل الكـرام بآلهم
بـاللوح والكرسـى وهـو المفزع
أدرك دمـاء الخلـق إن دمـاءهم
سـالت فـوجه الأرض منهـا مـترع
ســبحت ببحـر دمـائهم أشـلاؤهم
والأرض لا تَــروَى ولا هــي تشـبع
زاد الأرامــل واليتـامي كـثرةً
حـتى لقـد صـعدت إليـك الأدمـع
يـا رب هـل تلـك القيامة كلها
أم للقيامــة بعـد ذلـك موقـع
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932