
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذكـر الحداثـة جهلهـا وغرامهـا
وأعــاد فــي خطراتــه أحلامهـا
وتلمَّـس الـدنيا الكعاب فلم تجد
يـــده لياليهـــا ولا أيامهــا
مــا زال يُتلـف وردهـا ويـذيله
حــتى تــولى فاشــتهى قُلاَّمهــا
فـأدار فـي العـواد مقلـة باحث
تــزن الوجـوه سـكوتها وكلامهـا
كبـت الشبيبة في اللجام وطالما
ظــن الأعنــة لا تــرد لجامهــا
كـانت عليـه مـن المـآلف زحمـة
واليـوم قـد فـض السقام زحامها
وتــأخر الأتــراب عنـه وطالمـا
كــانوا لبانـة روحـه وجَمالهـا
لهفـي عليـه قشـيب جلباب الصبا
لـم يلبـس الـدنيا ولا هنـدامها
لفــظ الحيــاة نُفاثـة فنفاثـة
مثـل الزجاجـة قـد قلبتَ فدامها
لا تنبــذوه فمـا علمتـم بالـذي
تزجـى الحياة من الغيوب أمامها
إن الــذي جعــل الحيـاة بكفـه
والمـوت صـرّف كيـف شـاء زمامها
يــا رب مــتروك يمــوت بـدائه
لــو عـاش أقعـد أمـة وأقامهـا
ومضــيَّع لشــقائه لـو لـم يِضـع
بلغـت علـى يـده البلاد مرامهـا
الصـدر مـن غـرف الحياة دعامها
فــإذا ألـح السـل هـدّ دِعامهـا
لـص الشـباب إذا سـرى فـي مهجة
وردت علـى شـط الحيـاة حمامهـا
يغـتر حـرصَ الشـيخ نحـو وليـده
ويسـل مـن خـدر الـرؤوم غلامهـا
ويـدب فـي ذيـل العروس إذا مشت
وينـال قبـل فـم الحليل لثامها
يـــا مــن لإنســانية مهضــومة
قطـع البنـون بظلمهـم أرحامهـا
زادوا بنســيان الشـقى شـقاءها
وبجفـوة الـدنف السـقيم سقامها
قالوا هي الزاد الحرام وأخرجوا
مـن أكلهـم مـال اليتيم حرامها
ومشـى علـى المتحطميـن بصـخرها
مـن جـدّ يجمـع باليـدين حطامها
كمعـادن الـذهب اسـتقل بتبرهـا
قـــوم وزوّد آخـــرون رغامهــا
ألا ملائكــــــة بـــــزىّ أوادم
نـــدعوهم لخشـــوعهم خــدّامها
يَســَعون فـي أكنـافهم فقراءهـا
ويظللـــون بعطفهــم أيتامهــا
قـد أنفقوا الساعات من أعمارهم
يتعهـــدون دموعهـــا وكِلامهــا
هجمـوا علـى الأمـراض لما أعضلت
فسـعوا عسـى أن يكسـروا آلامهـا
بــالظهر مـن حمـدون أو رمّـانه
بيـت تمـل النفـس فيهـا مقامها
لا تملــك المرضـى بـه أرواحهـا
ســأما وإن ملكـت بـه أجسـامها
نســيت قـوارين المهـاجر بقعـة
ذَرَع الســباب وهادهـا وأكامهـا
دار هـي المهـد الكريـم ومنـزل
حضــن الأصـولَ رفاتهـا وعظامهـا
قـل للمَهَـاجر تعـط فضـلة مالها
وتــؤدّ واجبهــا وتقـض ذمامهـا
ويقـال لا تحِصـى المهـاجر ثـروة
وأقـول لا يحصـى الرجـاء كرامها
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932