
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـما ينـاغى الشهبا
هـل مسـها فالتهبـا
كالديـدبان ألزمـو
ه فـي البحار مرقبا
شــيَّع منــه مركبـا
وقـام يلقـى مركبـا
بشـر بالـدار وبالأ
هـل السـُّراة الغيبا
وخــط بـالنور علـى
لــوح الظلام مرحبـا
كالبـارق الملِـحِّ لم
يــــولِّ إلا عقّبـــا
مشـى على الماء وجا
ب كالمسـيح العبيـا
وقــام فــي موضـعه
مستشـــرفا منقِّبــا
يرمـى إلى الظلام طر
فـا حـائرا مذبـذبا
كنمِـــر أدار عيــن
نًـا في الدجى وقلبا
كبصــر الأعشـى أصـا
ب فــي الظلام ونبـا
وكالسـراج في يد ال
ريــح أضــاء وخبـا
كلمحــة مــن خـاطر
مـا جـاء حـتى ذهبا
مجتنِـب العـالم فـي
عزلتـــه مجتنَبـــا
إلا شــراعا ضــل أو
فلكـا يقاسي العطبا
وكـان حـارس المنـا
ر رجلا مهـــــــذبا
يهـوى الحيـاة ويـح
ب العيـش سـهلا طيبا
أتــت عليــه سـنوا
ت مبعـــدا مغرّبــا
لـم يـر فيهـا زوجه
ولا ابنــه المحببـا
فحيــن عيــل صـبره
علـى القضـاء عتبـا
وقـال ربـى كـم أعي
ش عانيـــا معــذبا
ولا أرى أهلـــي ولا
أرى صـِحابي الغيبـا
ولا أرى فـــوقي ولا
تحـــتيَ إلا غيهبــا
والناس فوق الأرض في
ظـل القصـور والربى
وكـان دلفيـن من ال
حــارس ثـم اقتربـا
أتـى مـن الشـط فدب
ب فـي الصـخور وحبا
وكان قد راعى الخطي
ب ووعــى مـا خطبـا
فقال يا حارس خل ال
ســـخط والتعتّبـــا
مـن يسعف الناس إذا
نــودي كــلٌّ فــأبى
وضـاق بالإسـعاف مـن
كـان لـذاك أنتُـدبا
ما الناس إخوتي ولا
آدم كــان لـي أبـا
انظـر إلـىّ كيـف أق
ضـى لهـمُ مـا وجبـا
قـد عشـت في خدمتهم
ولا ترانـــي تعبــا
كـم من غريق قمت عن
د رأســـه مطبِّبـــا
وكـان جسـما هامـدا
حركتـــه فاضــطربا
وكنــت وطَّــأت لــه
منـــاكبي فركبـــا
حـتى أتـى الشط فبش
ش مــن بــه ورحبـا
وطــاردوني فـانقلب
ت خاســـرا مخيبــا
مـا نلـت منهـم فضة
ولا منحـــت ذهبـــا
ومـا الجـزاء لا تسل
كـان الجـزاء عجبـا
ألقــوا علـىّ شـبكا
وقطعـــوني إربـــا
واتخـذ الصـناع مـن
شــحمىَ زيتـا طيبـا
ولـم يـزل إسـعافهم
لي في الحياة مذهبا
ولــم يــزل سـجيتي
وعملـــي المحببــا
إذا ســـمعت صــرخة
طــرت إليهـا طربـا
لا أجــد المســعف إ
لاَّ ملَكـــا مقرّبـــا
والمسـعفون فـي غـد
يؤلفـــون موكبـــا
يقــول رضـوان لهـم
هيـا ادخلوها مرحبا
مـذنبكم قد غفر الل
ه لــه مــا أذنبـا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932