
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مضــى أبـو بكـر وولاّهـا عمـر
الشــمس لا تخلــف إلا بـالقمر
ما مال حائط الهدى حتى اعتدلْ
والركـن إن سـدّ من الركن بدلْ
بزاهــدٍ قــام مكـان الزاهـد
مجاهــدٍ نــاب عــن المجاهـد
قلّـــده فــي نزعــه الصــلاة
إن الـــولاة تـــزن الــولاة
بـــالمؤمنين نهـــض الأميــر
مضــــطلع بـــأمرهم شـــمّير
يومـاه فـي الصـّحبة والإمامـة
كلاهمــا الســّرحة والغمــامه
إســلامه للــدين كــان عــزّا
رنّــح عطــف المصــطفى وهـزّا
صـُلِّي فـي الكعبـة لمّـا آمنـا
وطـاف بـالبيت الطريـد آمنـا
وكـان فـي ديـن الجـدود صلبا
لا يـأتلي الـدين الجديد ثلبا
ثـار الـى حيـث النـبيُّ موعدا
ومبرقـــاً بســـيفه ومرعــدا
فجــاءه موحّــد مــن الزُّمــرْ
وقـال جـئْ أهلك فانظر يا عمر
وحّــدت اللــهَ ابنـةُ الخطـاب
وآمــن الســعيدُ فـي الاخطـاب
فراعــه مــن الخبـاء هيْنمـهْ
وصـــوتُ مســـتخفيةٍ مرنّمـــهْ
فقــال مــا أسـمع قـالت طـه
فلـــم يصـــوّبها ولا خطّاهــا
قـال وعرفـان الصـواب مكرمـه
فـاطم هـذا منطـق مـا أكرمـه
وآنســـتْ ســـكينة الحــواري
مــن رجــل فــي صـحوه سـوّار
كحمـــلٍ مــدلّل صــار الأســدْ
والصـارم المسلول عاد كالمسدْ
كأنمـــا ســـقته أمّ ليلـــى
أو أسـمعتْ قيسـاً حـديثَ ليلـى
فجــاء نـاديَ النـبيّ فاهتـدى
وكبّـر الهـادي وهـلَّ المنتـدى
انظـرْ الـى الحكمـة كيف تنشد
والنفـس بعـد الغـيّ كيف ترشد
لا تقــض بــالعبوس و الطلاقـة
مــن امـرئٍ حـتى تـرى أخلاقـه
كـم ليـن كالصـّلّ يخفـي مصرعا
وأخشــنٍ كالصـخر يئوي مشـرعا
مــا اتّبـع الحـقّ إذا تغلّبـا
كرجـــلٍ فــي باطــلٍ تصــلّبا
والـرأي مثل العهد في الجليل
يرعـاه مـن يرعـاه في القليل
إن الــذي رشــّح للمُلـك عُمـرْ
أيَّـده بـالعلم فـي خير العُمُر
كفــى بصــحبة النـبي معْلَمـا
وبـــالنبي مرشـــداً معلّمــا
مـن صـحب النّجم تعالى وانفرد
ومـن دنـا من ساحة البحر وردْ
علــمٌ عليـه مـن بيـانٍ وخلـقْ
ثلاثــةٌ مــن زنّ للملــك خلـقْ
عــابوه بالشــدة وهــي حسـنُ
فــي رجــل للحــقّ منـه حصـنُ
ميســـّر فــي صــلب والــديه
لتفتــح الــدنيا علـى يـديه
بالعـدل والـدّرّة طـار بالعرب
وسـار في الجوّ بهم وفي السّرب
فلــم يــزل دعامــة الإســلام
وهامــــة الصــــحابة الأعلام
سـمحاً جـواداً فـي سـبيل الله
نــدبا عــن الحقـوق غيـر لاه
مجاهـــداً ببيضـــه وســـمره
وشــــهبه ودهمـــه وحُمْـــره
وعنـبرَ العُبَّـادِ فـي الجوامعِ
وســمرالزهاد فــي الصـوامع
وقاضــياً كالــذكر اليمــاني
لــم يــأته فـي سـنةٍ خصـمان
حـتى تلقـى الحـظ أسنى أكبرا
أم الصــفوف وترقـى المنـبرا
حبـاء مـن قـاس الصـنيع وقدر
إن الجـــزاء بــأوان وقــدر
فليـس يـدري المسـلمون سـيّدا
أبـرك وجهـاً منه أو أندى يدا
مــن يلقــه فــي طمــره يلاق
ركــن الحقــوق حــائط الأخلاق
ولاتــه فــي ملكهــم رهبــان
والفلـك حيـث سـاقها الرّبّان
خليفــة يعــسُّ فــي الإعتــام
ويطبـــخ الطعـــام للأيتــام
طريقـه فـي العـدل قطّ ما سلك
مـن ذا قضـى لسـوقة على ملك
فتــوحه للحــق فضـل البـاري
والجــزل مـن هبـاته الكبـار
إسـكندر الخيـل وإن لم يركب
الأرض مــن أيــامه فـي مـوكب
أقــام فــي مركــزه بيثْربـا
وشــرَّق القنــا بــه وغرّبــا
ثــوى وســاق نجــب الصــّحاب
بـورك فـي البحـر وفي السّحابِ
بقيّـــةٌ مـــن أحــدٍ و بــدر
مــن كــل غــاب طلعـت وخـدر
محـا مـرور الـدّهر مسودّ الّمم
وهـم كـأمس حُمُـسٌ مـرد الهمـم
بالقــدس جيـشٌ دونـه رهبـانُهُ
تحرّمـــت بعـــدلهم صــلبانُهُ
وجحفـــلٌ تحتهـــم الإيـــوانُ
كلّهمـــوا كســرى أنوشــروانُ
وفيلــقٌ علــى جـوانب الهـرم
تقلـدوا الحـقّ وسُرْبِلوا الكرمْ
لــو هـبَّ فرعـون لخـال موسـى
بجــانبيه يعــرض النّاموســا
تعهــدوا الفتــح بالاختطــاط
ووصــلوا الكوفــة بالفسـطاط
وراءهـــم مســـهد الفـــؤاد
موكّـــل العيـــون بــالقوّاد
يبعـث بـالزّاد ويرسـل المـدد
وينفـذ الكتـب ويأخـذ العـدد
مبــارك علــى المـدى مجـدود
وللجــــدود كلّهـــا حـــدود
إذا دعـــا بـــوجهه مشــيراً
نحـو السـماء استقبل البشيرا
حتّــى جلا كسـرى عـن المـدائن
وآب بــــالإيوان والخـــزائن
وشــاطرته ملكهــا القياصـره
والقـدس فيمـا بـذلت وناصـره
فتــحٌ يــري الحـوادث الإبـاء
إذا الفتــوح أصــبحت هبــاء
أهـدى علـى الـدهر الى الإسلام
مـا بيـن أعلى النيل والسلام
أرض أصـابت مـن نـدى السـّماء
خيــر النّبـات وعيـون المـاء
وعـالمٌ بـاقٍ علـى عهـد العرب
وإن مضـى الـدهر عليهم وضرب
مـا ضـَيّع الـدّين ولا اللسـانا
ولا يــد الفــارُوق والإحْسـانا
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932