
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
والله ما أدري ولا تدري الزّمرْ
مـا كان بين ابن الوليد وعمر
ســـيف الإلــه ســلّه النّــبيُّ
وهــــزّه وليّــــه الحــــبيُّ
أُغمــــد لا كلا ًّ ولا مقصــــّرا
فـي حـرب كسـرى وقتـال قيصرا
تـــوجّعت لعزلـــه العقـــابُ
وحـــلّ بـــالمبرّأ العقـــابُ
ضــغينةٌ لــم تــدع الإمامــا
حتّـى رمـى فـي يـدها الزّماما
وزلّــة الكـبير أكـبر الزّلـل
وإن أحيطــت بـالطّلاء والعلـل
خــاف الإمـام أن يكـون فتنـهْ
سياســــةٌ عاليـــةٌ وفطنـــهْ
كـم هاضـتْ الممالـك العظامـا
مخافــةً أن يقطعـوا النظامـا
وكـم مرجّـى السّبق مات بالكمد
قـد وقـف النّـاس له دون الأمد
أعيـذ مـن مضـلّة الحقـد عمـر
مثـل الإمـام بالمراشـد ائتمر
لعلّــه أبصــر وجــه منفعــهْ
أو خـاف ضـرّاً فـرأى أن يدفعه
فالســيف لا تـأمنه أن ينقلـبْ
كـم غلـب الحـقّ بـه وكـم غُلب
فــي طبعـه الطيـرة والشـرور
وربّـــه يومــاً بــه مغــرور
وكيْـفَ غـدُر ابـنُ الوليد كيفا
اللــه أوْفــى وأوبــرّ سـيْفا
عجبــتُ ممّــن ملــك الزمانـا
و دان بعــد فـارس الرّومانـا
ومـن قنـاه كـل يـوم فـي ظفرْ
وخيلــهُ مــن سـفرٍ الـى سـفر
تتّكــل الطيــر علــى بنـوده
وينــزل النّصــر علـى جنـوده
تهيّــب البَحْــرَ وخــاف حرْبـه
وحـــرَّم المجاهـــدين قُربَــه
ظــل الـولاة يبسـطون الرّاحـا
فلا يلبّــي لهمــوا اقتراحــا
كـم حسـّنوا النّفع وقبّح الضّرر
خوفـاً علـى جنـوده مـن الغرر
وقــال لـم يـأذن ولـم يسـلّم
لا أشـتري الـرّوم بنفـس مسـلم
كـان الإمـام وهـو للعـدل علمْ
لـم ينصـف الرّومَ وللبحر ظلمْ
كـم جـرَّ نفـعَ المسلمين الرّومُ
والبحــر عــزٌّ أبــداً مــرومُ
ينهـض بالملـك العظيـم فاتحه
لأنــه مــن الــثرى مفــاتحه
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932