
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ريـمٌ علـى القـاع بيـن البان والعلم
أحــل ســفك دمــي فـي الأشـهر الحُـرُم
لمــا رنـــا حـدثتني النفــس قائلـة
يـا ويـح جنبـك بالسـهم المصـيب رُمِـي
جحــدتها وكتمــت الســهم فـي كبــدي
جُــرحُ الأحبــة عنـدي غيـرُ ذي ألـــم
يــا لائمــي فــي هـواه والهـوى قـدر
لـو شـفك الوجـد لـم تعـذل ولـم تلـم
لقـــد أنلتــك أذنــاً غيــر واعيــةٍ
ورُبَّ مســـتمع والقلـــبُ فـــي صـــمم
يـا نـاعس الطـرف لا ذقـت الهـوى أبداً
أســهرت مضـناك فـي حفـظ الهـوى فنـم
يــا نفــسُ دنيـاك تُخفــي كـل مبكيـةٍ
وإن بــدا لــك منهـا حُسـنُ مُبتســــم
صـــــلاح أمــــــرك للأخلاق مرجعــــه
فقــــوِّم النفـــس بــالأخلاق تســتقم
والنفـسُ مـن خيرهـا فـي خيـر عافيــةٍ
والنفــسُ مـن شـرها فـي مرتـعٍ وَخِــم
إن جَــلَّ ذنـبي عـن الغفـران لـي أمـلٌ
فــي اللـه يجعلنـي فـي خيــر مُعتصـم
أُلقــي رجـائي إذا عـزَّ المُجيــرُ علـى
مُفـرِّج الكـرب فـي الداريــن والغمـم
إذا خفضـــتُ جنـــاح الـــذُّلَّ أســأله
عِــزَّ الشــفاعةِ لـم أسـأل سـوى أَمــَم
وإن تقـــــدم ذو تقــــوى بصـــالحةٍ
قـــدّمتُ بيــن يــديه عــبرَةَ النــدم
لزمــتُ بــاب أميــر الأنبيـــاءِ ومـن
يُمســـك بمفتــاح بــاب اللـه يغتنـم
محمـــدٌ صفــــوةُ البـــاري ورحمتــه
وبغيـــةُ اللــه مــن خلـقٍ ومـن نَسـَم
ونــودي: اقـرأ تعـالى اللـه قائلهـا
لــم تتصـل قبـل مـن قيلـت لـه بفــم
هنـــــاك أذَّنَ للرحمــــن فــــامتلأت
أســـماعُ مكــة مــن قدســية النَّغــم
ســـرت بشائــــر بالهــادي ومولــده
في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
أتيــت والنــاس فوضــى لا تمــرُّ بهـم
إلا علــى صــنم قــد هــام فـي صـنم
أســـرى بــك اللــه ليلاً إذ ملائكُـــه
والرُّسـلُ فـي المسـجد الأقصـى علـى قدم
لمــا خطــرت بــه التفُّــوا بسـيدهم
كالشـُّهب بالبـدر أو كالجنـد بالعلــم
صـــلى وراءك منهـــم كــل ذي خطــرٍ
ومــن يفُـــز بحبيـــب اللــه يـأتمم
جُبــت الســماوات أو مـا فـوقهن بهـم
علــــى منــــوّرةٍ دُرِّيـــةٍ اللُّجُــــم
مشـــيئةُ الخــالق البــاري وصــنعته
وقــدرةُ اللـه فــوق الشـك والتُّـهَــم
حــتى بلغــت ســماءً لا يطــارُ لهــا
علــى جنــاحٍ ولا يُســعى علــى قـــَدم
وقيل: كـــلُّ نـــبيٍّ عنـــد رتبتـــه
ويــا محمــدٌ هــذا العــرشُ فاســتلم
يـــا ربِّ هبــت شــعوب مــن منيّتهــا
واســتيقظت أُمَــمٌ مــن رقــدة العـدم
رأى قضــــاؤك فينــــا رأي حكمتـــه
أكـــرم بوجهــك مــن قــاضٍ ومنتقــم
فــالطُف لأجـل رســـول العـالمين بنـا
ولا تــــزد قـــومه خســفاً ولا تُســم
يــا ربِّ أحســنت بــدء المسـلمين بـه
فتمِّــم الفضــلَ وامنــح حُســنَ مُختَتَـم
أحمد بن علي بن أحمد شوقي. أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.مولده 16-10-1868 ووفاته 14-10-1932