
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا طَالِقـاً مـن آخـرِ الفُـرَاتِ
والبَصـرَةِ الفيحـاءِ خُـذ وَصـَاتي
وَاخـرُج على اسمِ الله بالتَّرتِيبِ
عَــن جُملَــةِ الخيـرانِ للجنـوبِ
وَإجـرِ مِـن هُنَـاكَ يَومـاً بَل أَقَل
لِنَحـوِ خَـارَج في الثُّرَيَّا لَم تَزِل
وَإجــرِ مِـن خَـارَجَ يـاخِي عَشـرَه
أزوَامِ جَمَّـــةً وافِيَــه مُحَــرَّرَه
فـي مَطلَـعِ العَقـرَبِ لراسِ الكَهَن
مجــرى صــَحيحٌ مـالَهُ مِـن وَهَـنِ
وَإن أرَدتَ البَــرَّ فــي اليَسـَارِ
فِيـــــه أَدِلاَّ جُملَــــةِ الأدوَارِ
تَاتيـــكَ ماشـــُورُ وَبَهرَكَـــان
وَلُولُــــــوتَينِ بالإتقَــــــان
وَإجـرِ مِـن خَـارَج إلـى ري شـَهرِ
زامَيـنِ فـي الإكليـلِ إعزِم وَآجرِ
هُنَـــاكَ جَنَّابَـــة كُــن عليــم
وَبَعـــدَهَا شـــَطُّ بنــي تَميــم
ثَــمَّ أبـو شـَهرَ تَـرَى والأخـوَار
إن شــيتَ تَـدخُلَ آسـمَعِ الأشـوار
فــي مَطلــعِ السـُّهَيلِ والحِمَـارِ
لِرُوزَبَنـــدَ فَــآعرِفِ المَجَــاري
يومــاً ولَيلَـه بالشـَّمالِ تـاتي
بــل تلتقيهــا مــن خَيَرســَاتِ
وَبَعـــدَهَا راسٌ دقيـــقٌ يُبــدِي
فـي الغـربِ مـن جِبـالِ رُوزَبَنـدِ
زِلَّ عليـــهِ ثُــمَّ حَــاذِ البَــر
إن كُنـتَ ذا عِلـمٍ بِهَـذا البَحَـر
فــي مَفــرَضِ الكَهـنٍ فَسـِر وَآدرِ
أمَّـا القَصـَب تَلقَـى وَبَعدُ خُودَرِي
وَتَلتَقِــــي بينَهُـــمُ طريقَـــا
وَبَعـــدَ أُمِّ القَـــرمِ تَحقيقَــا
والبَلــدُ عُمَّـالٌ علـى الـترتيبِ
وَزِلَّ فـــي طَريقِـــهِ القريـــبِ
وإن تَكُــن فــي مركــبٍ كــبير
دَعــهُ يســاراً أيُّهَــا المُشـير
وَآجـرِ علـى مَجـرَاكَ فـي السُّهَيلِ
مـن رُوزَبَنـدَ لَـو تَكُـن بالليـلِ
وَلاَ تُقِــلَّ البَلــدَ يــا رُبَّـاني
عـن تِسـعَةِ أبـوَاعٍ بِـذَا المَكَانِ
زاميـــن ثُـــمَّ رُدَّهُ بــالعَقرَبِ
زامـاً وَمِن بَعدُ على التير آقرُبِ
قـد فُلـتَ راسَ الكَهـنِ والعَلامَـه
فــي المَنظَـرَه هَنِيـتَ بالسـلامَه
ومنـهُ سـِر فـي القُطُـبِ الجَنُوبي
يَاتِــكَ لَفَّــانُ علــى التجريـبِ
وَمِنــهُ للبحريــنِ ســِتَّةُ أزوَام
فــي مَغــربِ العَقـرَبِ بالتَّمَـام
وَمَغــرِبُ التِّيــرِ عَلَـى تاروتَـا
تــرى القطيـفَ عـامراً منعوتَـا
وَتُطلٍــقُ مــن كَهــنَ للمَشــَارِقِ
لِنَحــوِ لارَ اللِيــنِ بالحقــايقِ
فَــأَوَّلُ مــا تلتقــي الزِّيَـارَه
وَبَعـــدُ بَردَســـتَانَ بالأَمَــارَه
أُدخُـل تَـدَافَا بالشـَّمَالِ الغامِر
وَإن يَكُــن وَاطِــي فَظَــلَّ سـَايِر
لِبَطــنِ ســِيرَافٍ وَبَنــدَر حَسـَّان
وَمِــل عليهُــم وَآعـرفِ المَكَـان
وَفَــوقَهُم يــاخِي جبــالُ فـالي
جبـــالُ صـــُفر ســِنَن عَــوالي
وَالمَنظَــرَه فِيهــمُ والوســادَه
علــى مغــارِبهُم خُــذِ الإفـادَه
إن شــيتَ للبحريـنِ مِـن سـِيرَافِ
فَمَغــرِبُ الإكليــلِ مَجـرى صـافي
مِنهَــا لِرُوزَبَنــدَ فـي الطلـوعِ
أعنـي لَـكَ الإكليـلَ كُـن سـميعي
ومنــهُ للبحريــنِ خُــذ مقـالي
هــي حايـةُ القلعيـن بالشـمالِ
وإن طلقــتَ رُوزَبَنــدَ للبحريـنِ
فـي مغـربِ النّجـم علـى اليقينِ
وَإن أرَدتَ لاَرَ فــــي شــــُرُوقِه
مــن نَـجَّ تـاتيهِ فَخُـذ تحقيقَـه
خَمســَةَ أزوامٍ يَكُــن بالصــوربِ
بِشــــَملَةٍ صـــادِقَةٍ لا تَكـــذِبِ
كـذا مِـنَ الكَهـنِ لـراسِ المَنـجِ
لأنَّــهُ نَصــفُ الطريـقِ يـا حَجـي
تلقـى علـى الطريـقِ في اليَسَارِ
مِـــن نَــجَّ تــاتيهِ لِنَحــوِ لاَرِ
مِــن رَاسِ غَــربٍ وَبِــهِ المَــاءُ
أَيضـــاً وَبَركُــوَه لَــهُ ســَوَاءُ
وَبَعــدَهُم شــِيوَه وَهُــم بنـادر
بــالكوسِ والشــمالِ لا تُكَــابِر
وراسُ شـــِيوَه وَكِيُـــوس كبــارُ
جبــالُ بَهــرَه فَــوقَهُم كبــارُ
فَــــإن وَصـــَلتَ لِجَزِيـــرَة لار
شـــَرقِيَّهَا بِقُربِهَـــا شـــَتوَار
الكُــلُّ فـي التِّيـرِ وفـي فُـرُورِ
تراهُـــمُ بــالعينِ بــالتحريرِ
أُترُكهُـــمُ مَيمَنَـــةً وميســـَرَه
إحــذَرَ مِنهُــنَّ وَجُــز بِمَخبَــرَه
لارُ وَشـــــَتوارُ وَهَنـــــدَرَابي
وقَيــسُ مَـع فُـرورَ يـا أصـحَابي
هُــم جُــزُرٌ بقُــربِ بـرِّ العَجَـم
مِقــدَارُ فَرســَخَينِ يــا مُعَلِّــم
وَكُـلُّ هـذي الجُـزرِ فيهَـا الناسُ
والمَــاءُ والبَنــدَرُ والإينَــاسُ
ولارُ بَـــرِّ العَجَـــمِ مُقَـــابِلَه
بَنــدَر نخِيلُــوَه لَهَـا مُوَاصـِلَه
وَهَنــدَرَابي فَــوقَ شـَيرُوَه سـَوَا
وَقَيــسُ تَاوَانَــةَ وُقِّيـتَ الغَـوَى
مَغَاصـــُهَا جَزِيـــرَةُ المَلُـــوك
مَحرُوســـَةٌ وَغَيرُهَـــا مَـــترُوك
مـا هِـي كَمِثـلِ سـَايِرِ الجَزَايـر
فيهـا الخَشـَب والناسُ والعَمَاير
مِنهَـا إلى البَحرَينِ غَربً المِرزَمِ
جَزيـرَةُ لاَرَ فَفِـي الجَـوزَا الـزَمِ
وَإن دَعَــاكَ الرِّيــحُ للبَنَــادِرِ
فَـالجُزرِ أو بَـرِّ العَرَب بَل حَاذِرِ
مِــن جُـزرِهِ هُنَـاكَ مَـع تـاوانَه
وَالغُــبِّ وَالجَــزرِ فَخُـذ بَيَـانَه
وَهــوَ مُقَابِــل نَجَــوَا فُــرورَا
تَــرَاهُ مِنهَــا ظَـاهِراً مَشـهُورَأ
وَبَعــدُ شــَرقِي جُــزرِ أُمِّ نَاصـِر
غُبَّـــةُ دَوَّانَ بِهَـــا البَنَــادِر
وَبَعــدَهُم فَرقَــد وَرَاسُ التِّيــزِ
فِيــهِ مَغَــاصُ اللُّؤلُـؤ العزيـزِ
فَمِـن هُنَـاك إن تُـرِد بَـرِّ العَجَم
شــَنَاصُ مَـع هوجـا وفيهِـم أُمـم
فَســِر وَجَــارِ البَــرَّ لِلَشــتَانِ
وَجُملَــةِ الخِيــرَانِ يَـا رُبَّـاني
وَإن تُــرِد أيَــا أخـي المَيَّـان
أو راسَ عَمـــروٍ قَصــدُهُ بَيَــان
مِـن بَـرِّ لَشـتَانٍ مَعـاً يَاسـِيدُوَه
الكُـلُّ مِـن بَـرِّ العَجَـم وَتَيـدُوَه
وَإن تَكُــن طَـالِق فُـرُورَ فـآقرُبِ
لِنَحـوِ صـِيرَ فـي طًلُـوعِ العَقـرَبِ
وَمِـل إلـى زَغنَـا علـى الأكليـلِ
وَالتِّيــرِ للفَعَــالِ يـا خَليلـي
وَطَنـبُ في الجَوزَا يَراها الناظِرُ
وَأنــتَ فــي قُـربِ فُـرُورَ سـَايِرُ
وَســِر هُنَــاكَ نحـو بَـرِّ العَـرَب
بِالصـَّحوِ مِـن فُـرُورَ وُقِّيتَ الكَرَب
وَمَـن جَرَى في القُطبِ مِن صِيرَ إلى
صـِيرِ العَجُـوزِ فَـازَ وُقِّيتَ البَلاَ
أمَّـا مِـنَ الصـِّيرِ لِنَحـوِ الـرَّاسِ
فـي مَغـرِبِ العَقـرَبِ مَجرى النَّاس
وَمَــن يَكُــن يُطلِــقُ مِـن فُـرُورِ
لِنَــانَجُو فُرُنــورَ يَسـمَع شـَوري
فـي القُطبِ أمَّا في طُلوعِ العَقرَبِ
لِنَــــانَجَو طَنـــبَ فلِلمُهَـــذَّبِ
وَإن تَكُــن طَــالِقَ مِــن زَغنَـاءِ
فـي الغَربِ والتِّيرِ وفي الجَوزَاءِ
تَجــري إلـى الـراسِ وَلِلبَحرَيـنِ
مَجرضـى صـَحيحاً صـَادِقَ التمكيـنِ
وَإن تريــدِ الغَــوصَ فَالإكلِيــل
جُــزرُ قَطَــر تاتيـكَ بالتَّعـدِيل
بـالجوزاء ثـم فاسر مِنهَا لِطَنَب
فـي مضـطلَعِ الرامح وَهيَ بالقُرُب
وَمَــن جَـرَى فـي مَغـرِبِ السـُّهَيلِ
منهـا إلـى زَغنَـاءَ يـا خليلـي
مَســِيرَ زامَيـنِ بأريَـاحِ الصـُّوَر
يَبعُـدُ لَـم يُشـتَافَ مِنهَا بالنَّظَر
بَــل مَــن تَوَســَّط بـالجزيرَتينِ
زَغنَــا وَنَـانَجُو بِرُويـا العَيـنِ
فـي مَطلَـعِ العَقـرَبِ قَـد جَرًَّبتُـهُ
فَآفعَــل علىهـذا الـذي نَظَمتُـهُ
فـي القُطـب مـن طَنبَ إلى زَغنَاءِ
مَجـرَاكَ فـي القَيـظِ وَفي الشِّتاءِ
كَـذَاكَ مِـن طَنـبَ لِنَحـو الشَّارِقَه
هَـذي المَطـالِق يَـا هُمَامُ صَادِقَه
وَالـرَّاسُ والبَنَّـه لِنَحـو المحنثِ
مَطلَعــه مِــن طَنــبَ بالــدليث
أُمُّ القُـوَيرَه فَلَهَـا على السُّهَيل
فــي شــَرقِهِ مِـن طَنـبٍ باللَّيـل
وَمَطلَــعُ الحِمَــارِ راسُ الحَجَــرِ
إجــرِ عَلَيــه لا تَكُــن ذا ضـَجَرِ
وَإن تَكُــن طَــالِقَ طَنــبَ جَــارِ
فــي مَطلَــعِ العَقــرَبِ للفَقَـارِ
ومَـن جَـرَى أيضـاً لِرِاسِ الخَيمَه
وَالصـِّيرِ فـي الإكليـلِ بالعزيمَه
مَجـرَاكَ بـالرِّيحَين شـَمِّلِ الـوَتر
إن كَانَ واطِي سَهلَ خُذ منِّي الخبر
وَإجــرِ مِــن طَنـبَ إلـى صـَيرُوت
فـي مَطلَـعِ التِّيـر لَنَـا مَنعُـوت
وَمَطلَـعُ الجـوزا على جُزرِ الغَنَم
وَالشـَّرقُ والنَّجـمُ على بَرِّ العَجَم
وَبـــرُّ مَالُوســـَه وددرجــاوَانِ
مِـن طَنـب فـي السـِّماكِ بالعِيَانِ
لَكــنَّ خُــذ حَــذرَكَ مِــن سـلامَه
وَبَنَاتِهَـــا فَتَحـــظَ بالســلامَه
لأنَّ طَنــــبَ آخـــرُ الجزايـــر
مـنَ المشـارق كُـن بـذاكَ خَـابر
وَإجـــرِم طَنــبَ بِنســرٍ واقِــع
مَجـرى إلـى الأراكِ مَجـرى شـايع
فَآجعَلَهَــا يَســَارَكَ يــا هُمَـام
وَالســَّقيُ يَرمِيــكَ إلـى هَنجَـام
وَمَظلَـــعُ العيُّـــوقِ لِهَنجَـــامِ
وَالنَّعــشُ لِلمَيَّــانِ خُــذ كلامـي
وَمَـن جَـرى فـي القُطبِ مِن هَنجَامِ
يــأتي عَلــى جرفَــال بالسـَّلامِ
قَـد كَمُلَـت مِـن نَحـوِكُم أُرجُـوزَه
رَايقَهــــةٌ فايِقَـــةٌ وَجِيـــزَه
مـا يَنبَغـي مِثلـي يُخَلِّـي بحـرَا
بِغَيـــرِ ذِكــرٍ وَبِغيــرِ مَجــرَى
هَـذا وَلاَ الجَهـلُ بهـا يـا صـاحِ
فَآفعَـل بِهَـا فـي هَـذَهِ النواحي
وإعــرِفِ الشــِّهَابَ قَبــلَ فَـوتِهِ
وَآدعُ لَــهُ وَآصــلِح خِلافَ مَــوتِهِ
وَصـــَلِّ مــاجُزتَ خليــجَ فــارس
علـى النـبيِّ المُصـطفَى يا رَايِس
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.