
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَرَكـتُ اشـتغالي بالمَهَـا والجـآذر
وصــرتُ مُغَــرَّى بـالنجومِ الزَّوَاهِـر
وكيـفَ اشـتغالي عَـن مـرام أرومُـهُ
ودونَ ارتقـاءِ المَجـدِ حـزُّ الحناجِر
فلا بُـدَّ لـي أن أتـركَ الأهلَ والكرى
وَأصــبِرَ عَـن وَصـلِ المِلاحِ النـوادِر
وَأعـزِمَ عَـن مـا يَقصـُرُ الطيرُ دونَهُ
وَأركَــبَ فيَّاضـاً مِـنَ المـوجِ زَاخِـر
علـى ظَهـرِ مُعتَـدٍّ مِـنَ السـاج هَلَّلَتْ
عليـهِ المسـا والصبحَ سَبعُ العشاير
أقيــسُ بِــهِ والليـلُ مُـرخٍ سـُدُولهُُ
نجومـاً بهـا رُشـدي وفيهـا أشـاير
فَأزهَرُهَــا نــوراً وأكثرُهَــا هُـدىً
وَأَدومُهَــا فــي عَامِهَــا للمُسـافِر
لــذُبَّانُ عَيُّـوقٍ علـى الحـدِّ طالِعـاً
وفـي الغَربِ نَجمُ النَّسرِ يُسمَى بكاسِر
كِلاَهُـم كَمِثـلِ الجـاهِ أحـدَ عَشَر هُمَا
علــى زَجَــدٍ والحــدِّ لا شـَكَّ وَافِـر
فَــإن قَيَّـدَ الإنسـانُ أحـدَهُما كـذا
فَثَـانِيهِ مِثـلُ الجـاهِ مَـع كلِّ سَاير
وفــي مَــدورٍ قِسـهُم وَخَلـفِ مصـيرةٍ
لعشــراً ونِصــفاً مـا لَهُـنَّ مُنَـاظِر
وفــي تانــةٍ عشـراً ومَدرَكَـةٍ مَعـاً
فَكُــن حَــذِراً مـن غُبَّتَيهـا وَخَـايِر
وَإن يَنقُـصِ البَلـدُ وإن كُنـتَ حازماً
هنـاك عَـنِ الخمسـين والكَـوسُ عَامِر
وَإن قِسـتَهُم فـي خُورِيَـا ثـمَّ بُوريَا
نَفِيســَاتِ عَــن تِسـعٍ وَنِصـفٍ فَحَـاذِر
وفــي دَندَبَاشــي ثُـمَّ سـاجِرَ تسـعَةً
نَفِيســَاتِ أصــلاً لا تَكُـن بالمُكـابِر
يَسـُرُّكَ فـي النتخَـاتِ فـي كـلِّ موسِمٍ
قياســُهُمُ فآفعَــل عليهــنَّ جَاســِر
وَإن قِسـتَ فـي هَنـورَ والشِّحرِ تَلقَهُم
ثَمَـانٍ ونِصـفاً وُرِّخَـت فـي الـدَّفَاتِر
وفــي مَنجَلُــورٍ ثُـمَّ مـامي سـُقُطرَةٍ
ثَمَــانٍ وقــد دَارَت عليهـا دَوَايِـر
مُـرَادي بهـذا الأصـلِ فـي جاهِ خَمسَةٍ
علـى مُلتَقَـى الأبـدَالِ فآعكِس وَخَاطِر
تَراهُـنَّ عِنـدَ العَكـسِ والنسـرُ طالِعٌ
وَذُبَّــانُ عَيُّـوقٍ علـى الغـربِ سـايِر
يُقَاســونَ عنــدي إصــبَعَينِ بِضـَيقَةٍ
فَهُــــنَّ لإملاءِ عُيـــونِ البَصـــَايِر
وَهُــنَّ علـى هَنـوَرَ والشـِّحرِ جُرِّبُـوا
بزايــدِ نِصــفٍ فَآحفَضــَنَّ السـَرَايِر
قِياسـَاتُ أبـدالٍ مَـدَى الدَّهر سَرمَدَا
تُقَـاسُ علـى الحـالين فَآفهَم أشَاير
وفــي دندبَاشـي عنـدنا ثـمَّ سـاجِرٍ
ثلاثُ آحتكامــاً قاســَهُم كـلُّ شـاطِر
وإن قِســتَ نصــفاً مـع ثلاثِ أصـابعٍ
بَســُوقَرَةٍ والبُوريَــا كُنــتَ مَـاهِر
نَتَخــتُ عليهــم تَـارةً بَعـدِ تَـارةٍ
وَحَقَّقتُهُـم مـن قَبـلِ تأتي البَشَايِر
إذا لـم يَكُـن صـدقاً فلا سـَلِمَت يدي
ولا نَتَخَــت صــَحبي عليـهِ البَنَـادِر
وأمَّـــا إذا قــابَلتَ رأسَ مصــيرَةٍ
أو الـدِّيوَ زَيِّـد نِصـفَ وَآعمَد وسَاهِر
وفــي جُمجُمَـه والبـادرانِ قياسـُهم
أصـــابعُ خمــسٌ نُفِّســَت بالأمــايِر
فَهَــذا قيــاسٌ والنســورُ طَوالِــعٌ
وَذُبَّــانُ عَيُّـوقٍ علـى الغَـربِ دَايِـر
ثَلاثيـنَ فـي النيـروزِ أطـرافَ لَيلةٍ
لأوَّلِهــا قِســهُم وَقِـس فـي الأواخِـر
كـذلِكَ فـي المـايين والغَلـقِ قِسهُمُ
بِبَحــرِ أقـاليم الشـِّمَالِ العَـوَامِر
وفـي الأصلِ قَبلَ العَكسِ أحدَ عَشَر هُما
علــى زَجَــدٍ والحـدِّ والنَّـسُ ظَـاهِر
إذا كـانَ هـذا النسـرُ عنـدَ غروبِهِ
وَذُبَّــانُ عََيُّـوقٍ علـى الشـرقِ زَاهِـر
كـــذلِكُمُ الشــَّاميُّ عِنــدً طُلــوعِهِ
وفــي غَربِــهِ رِدفُ المجــرَّةِ غَـايِر
تَصــُونُ ملـوكُ الأرضِ فيهـا جَـوَاهِراً
تُفَـرَّقُ بَعـدَ المـوتِ تِلـكَ الجَـوَاهِر
وَصـُنتُ علـى السـَّبعِ السَمَوَاتِ أنجُماً
فَهَـــذِي صــِيَاناتٌ وهــذي ذَخَــايِر
إذا اجتَهَـد الرصـَّادُ واختَرَعُوا لنا
كأمثَالهَـا مـا كُنـتُ عَـن سَعدٍ صَادِر
ومـــا هِــيَ إلاّ للرشــادِ قصــيدةٌ
قَصــَدتُ بهــا رُشــداً لكـلِّ مُسـَافِر
فَمَــن لا لَــهُ شـكرٌ عليهـا فَعِلمُـهُ
كِــذاب ورَبُّ العِلــمِ يَلقَـاكَ شـَاكِر
قليــلٌ مِـنَ النـاسِ الـذينَ أراهُـمُ
عِفَافـاً يَـرَونَ الحـقَّ خَيـرَ المـآثِر
يقولـونَ لـي كـانَ الفُلانِـي وَلَم أرَ
مُخَلِّــفَ عِلـمٍ مِثـلَ مـا فـي دَفَـاتِر
فَلَـــم أرَ إلاَّ ســـَارقاً وَمُقَــامِراً
وَوَغـداً وحَجَّاجـاً عَـن العِلـمِ قَاصـِر
يَرُومُــونَ أسـبابَ المعـالي تَكَلُّفـاً
وَذَلِـــكَ شـــيءٌ لا يكــونُ بِخَــاطِر
إذا مـا رَأيتَ الشَّخصَ في البرِّ خِلتَهُ
مُعَـدّاً وفـي النَّتخَـاتِ غَـاوٍ وَخَاسـِر
خُـذُوا مِنِّـيَ العِلـمَ الـذي لا سَمِعتُمُ
بِـــهِ أوّلاً كَلاَّ ولا فـــي الأواخِـــر
وَخُــذ يـا حُسـَينُ مـن شـهابٍ هَدِيَّـةً
سـَتَهدِي علـى نَتخَـات كـلِّ البَنَـادِر
مِــنَ الصـِّينِ لِلإفرَنـجِ تَسـهَرُ آمِنـاً
علــى كــلِّ بَحـرٍ إن عَرَفـتَ أشـَايِر
إلـى الظُّلمَتَيـنِ الجـاهَ ثُمَّ جَنُوبَكُم
إذا قــاسَ بــالعَيُّوقِ فيهُـنَّ خَـابِر
فَنَــادِرَةُ الأبــدَال عنــدي تَحَـرَّرت
مُوَتَّــدَةً فــي بَحرِهَــا وَالجَزَايِــر
قياســاتُها تَهــدي بِســِتَّةِ أوجُــهٍ
فَجَــرِّب وَخُــذ مـا تَشـتَهِيهِ نَـوَاظِر
ومـــا عيبُهَــا إلاّ لِفَقــدِ مُهَــذَّبٍ
يُعَـدُّ مِـنَ القَـومِ الكِـرَامِ النَوَادِر
تُنَفِّســُهَا عَــالٍ وفــي بــرِّ سـَافِل
تُضـــَيِّقُهَا حتَّـــى تَصــِحَّ الأشــَايِر
وليــسَ علـى التجريـبِ شـيءٌ وَمِنَّـةٌ
ولا سـيَّما فـي مِثـلِ هـذي الجَـواهِر
فَقِســهُم وَأكثِـر مِـن صـَلاَتِكَ مُعلِنـاً
على المُصطَفَى المُختَارِ بَينَ العَشَايِر
عليــهِ صــلاةُ اللــهِ ثُــمَّ ســَلامُهُ
مـــتى لاحَ عَيُّــوقٌ ونَســرٌ وطَــايِر
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.