
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســهادٌ حَكَــت عينـي عُصـَارةَ عَنـدَمِ
وكـلُّ نُجـومِ الليـلِ تُسـأَلُ عَـن دَمي
ومـا تَرتَـوي مِـن عَبرَةٍ وكذا العِدَى
ولا ذا عجيـبٌ فـي الرئيـس المُقَـدَّمِ
لأنَّــيَ مِمَّــن يُحسـَدونَ علـى العُلَـى
أنَـا التَّيـمُ والـدنيا كأفلَحَ أعلَمِ
فَقُــل لِبَنــي دَهــري وكُــلِّ مُغَفَّـلٍ
أغرَّكُـــمُ حِلــمُ الفــتى وتَبَســُّمي
مَقَاســُمكُم تَســوَى جنــاح بَعُوضــَةٍ
ويبقَـى علـى الـدارينِ خَطِّي ومَقسَمي
رخيــص ســيُغليني الممـاتُ لمَعشـرٍ
يَعَضـُّونَ مـن بعـدي الأنامِـلَ بـالفمِ
إذا كنـتُ بالعنقـاءِ لـم يعرفُونني
بغيــرِ إشــاراتِ القريـضِ المُنَظِّـمِ
تهــزُّ لفــوفَ العــارفينَ إشـارتي
ســروراً وتُعـدي الجـاهلين بزَمـزَم
حصـرتُ نجـومَ الأفقِ في البحرِ هادياً
بهـا سـالكَ البحـرِ المحيطِ المُعَظَّمِ
بخيـــر قياســـاتٍ وجــمِّ فــوائدٍ
فَلَـم يَعتَـرِض لـي غيـرُ جَحـشِ مُعّمَّـمِ
إذا جِيتَــهُ مــن بـابِ عِلـمٍ مُجَـرَّدٍ
تَعـامَى بتعجيـل الصـُّراخِ المُتَرجِـمِ
فلا أوَّلاً تلقَـــى ولا آخِـــراً لَـــهُ
ولا مســــتفيدٌ عِنـــدَهُ مُتَكَلِّمِـــي
ولمَّا رأيتُ الناسَ في الوَهمِ أَسرَفوا
ولَـم يَفرُقُـوا بيـنَ الدَّني وَالمُقَدَّمِ
حَــدَتُ لَهُــم حَـدًَّ فَلَـم يَصـِلُوا لَـهُ
وزالَ بهــذا الحــدِّ كُــلُّ التَـوَهُّمِ
وَألقُـوا سـلاحَ الجهـلِ لمَّـا تحقَّقُوا
مقــاليَ فــي عُــربٍ وعُجـمٍ ودَيلَـمِ
بقـــوليَ إنِّـــي رابِـــعٌ لِثَلاثَــةِ
فَحُـــقَّ لحُســَّادي تمــوتُ وتُعتمــي
نــوادرُ عِلـمِ البَحـرِ عنِّـي تَفَرَّعَـت
وَخَيـرُ صـِفَاتِ البَحـرِ تَصـدُرَ عَن فَمِي
صــِفاتي صــفاتٌ للهُــدَى واشـايري
بهـا يَهتَـدي الأعمى الذي قلبُهُ عَمِي
قياسـي مِـنَ الأخشـابِ عشـرون قطعـةٍ
وَأربَـعُ إدراكـاً على الوَصلِ والحَتمِ
إذا مـا بَـدَت بيـنَ السـحابِ كواكبٌ
رميتُهُـــمُ عَنـــهُ بصــايِب أســهُمِ
مِـنَ العِلـمِ لَم تُخطيء وكانَ بخيطِهم
وأطرافُــهُ مـا بيـنَ كَفِّـي ومِعصـَمِي
ملايكــــةٌ لا ينطقــــونَ بكـــاذبٍ
وفاقـاً مـنَ اللـهِ الجليـلِ المُعَظَّمِ
فَـإن تُنكِـرُوا عنَّـي مقـالي لغيبتي
فنظمــيَ يَســتغني بــهِ كـلُّ معـدَمِ
إليكُــم مِـنَ السـِّحرِ الحلالِ قصـيدةً
لِعِلــمِ شـِهَابِ الحـقِّ تَسـمَى فَتُعلَـمِ
إذا الجَـديُ واسـى في ثماني أصابعٍ
علــى بوريــا والخوريـا للمعلِّـمِ
فَكُـن راصـدَ الأشـراطِ عنـدَ غروبِهَـا
ونَجـمُ عَنَاقِ النعشِ في الشرقِ ينتمي
كلاهُــم ثمــانٍ فـي القيـاسِ مَحـرَّرٌ
علــى كُـلِّ راس نِصـفَ ينقـصُ فَـآعلَمِ
إذا صـَعِدا نصـفا تـرى الجاهَ تسعةً
وَإن نَقَصـَا نِصـفاً علـى سـاجرَ الزَمِ
فَقِســهُم علــى هـذا بشـرقٍ ومَغـربٍ
وأشــمِل بهـم وأَجنِـب وأخِّـر وقَـدِّمِ
فَــوَالِ لكفّينــي وتــوري وقِســهُمُ
بخَمــسٍ ونِصـفٍ وآدعُ وآبشـِر وإعـزمَ
إذا فـاتَ هـذا أوًّلَ الليـلِ فآستَخِر
وَتَـــوِّه فهــذا عُمــدَةُ المُتَقَــدِّمِ
إذا كنــتَ مَكِّيّـاً وإن كنـتَ مسـقطي
وسـِنديَّ كُنـت الضـلعَ والرامحَ آغنَمِ
ولـي فـي عَنَـاقِ النعـشِ خيـرُ علامَةٍ
وَوَســـمٍ تَــرَوهُ بالســُّهَاءِ موَســِّمِ
فَـإن شـيتَ علمـاً غيـرَ هذا لتهتدي
بِـهِ قِسـهُمُ بالليـلِ والليـل أدهـمِ
فَقَيِّــد لهـذا النطـحِ عنـدَ غروبِـهِ
ثمــانٍ لتحريــر القيـاسِ المحكَّـمِ
وَإنتَـخ علـى نَجـمِ العنـاقِ بمشـرقٍ
مقــامَ قيــاسِ الأصـلِ فيـه فَتَسـلَمِ
وَإن كـانَ فـي نَجـمِ العَنَاقِ قيودُكُم
أصـــَابِعُ ذُبَّـــانينِ غيــرَ تَــوَهُّمِ
تَـرَ النَّطـحَ إن جاوَزتَ دابولَ واكِداً
علــى كُـلِّ رأسٍ سـيرُه لا تَكُـن عَمِـي
زيــادتُهُ والنقــصُ نِصــفٌ وإصــبعٌ
ففـي الـدِّيو عَشـرٌ ثُـمَّ اصبَعُ فَآفهَمِ
وأمَّــا علــى هَنــوَرَ خَمـسُ أصـَابِعٍ
إذا لَــم تَقِـس هـذا فَلسـتَ معلِّمـي
وَإن شـيتَ قِسـتَ النطـحَ عنـدَ طلوعِهِ
وصــاحبَهُ فــي الغـربِ سـِتَّا فَحَكِّـمِ
ولا حاجــةٌ مــن ذِكـرِ عَكـسِ قياسـِهِ
وتــدريجُهُ فــي نظمــيَ المتقــدِّمِ
كَفَــاكَ مقـالي فـي الأمَـاكِنِ كلِّهَـا
إذا كُنــتَ مـن فُرسـَانِ بَحـرٍ مُعَلِّـمِ
فقيـسَ بِـهِ في الشرقِ والغربِ صادقاً
وفـي الهنـدِ والبحرِ المحيطِ وقُلزُمِ
قيــاسٌ صـحيحٌ فـي الأقـاليمِ كُلِّهـا
دليــلٌ علــى كـلُ النجـومِ فـآكرِمِ
فَهَيهَـاتَ أن تَلقُـوا لمِثـلِ قياسـنا
علــى نظـمِ أبـدالِ الشـمالِ مُتَمَّـمِ
إذا كـانتِ الأبـدالُ فـي جـاهِ خَمسَةٍ
سـواءً علـى الحالينِ فالعِلمُ مَغنَمي
ذكرتُهُــمُ جَمعــاً بــدابولَ ذا وذا
فمـا صـرَّحوا بالكيميـا مثـلَ آدمي
فَمَـن كـانَ مثلـي يُدركُ العلمَ إنَّني
أشــَرتُ لَـهُ فـي جـاهِ خَمـس لِيُعلَـم
ولا كـانَ قصـدي فـي القصيدةِ غيرها
فَــــإنَّ الكلامَ صـــِفَةُ المُتَكَلِّـــمِ
فَنَفِّســهُمُ فــي بــرِّ عــالِ وَقِسـهُمُ
وفـي سـَافِلٍ قِـس بالقيـاسِ المحكَّـمِ
ألاَ ليـتَ شـعري هَـل تـراهُ شـيوخُنا
فتحمــدُهُ أو والــدي وابـنُ هَيثَـمِ
تُسـافِرُ مـن بـرِّ الهنود إذا آستَوَت
وَإن بَطُلَــت لا تَـتركِ الهنـدَ تَنـدَم
هـيِ القَفـلُ والمفتاحُ للهندِ إسمُهَا
ولا خيــرَ فــي شــيءٍ بغيـرِ تَحكُّـمِ
فَقِســهُم وَصــَلِّ علـى النـبيِّ مُحَمَّـدٍ
إذا لاحَ عَيُّــــوقٌ ونَســـرٌ مُعَظَّـــمِ
وان لاح مــن نجـم الدجاجـة ردفُـه
وذُبَّــانُ بــارٍ والــذراعُ الشـآمي
وغيرُهُمَــا التنيــنُ وهــيَ عوايـذٌ
وَأضــلاعُ كَبـشِ البُـرجِ لا تَـكُ أبكَـمِ
ومــا لاحَ بطـنُ الحـوتِ ثـمَّ فـؤادُهُ
وســابُ نَعــشِ ثُــمَّ فَــرغُ المُقَـدَّمِ
وآخِــرُ فَـرغِ الشـامِ لا تَنـسَ ذِكـرَهُ
فـــذي صـــَفوَةُ الأبــدَالِ فــآلزَمِ
فـذي بيـنَ أقطـابِ السـماءِ وطـايرٍ
يُســَمَّونَ أبــدالاً وأربَــاعَ فَـآعلَمِ
وغيرُهُــمُ كالنطــحِ قيــد عنــاقِهِ
يُــدَاوِمُهُم أبــدالَهَمُ كــلٌّ ضــَيغَمِ
ولا هُــوَ أربـاعٌ بَـل اتِّفَقُـوا معـاً
أَقَــامَهُمُ التجريــبُ نِعـمَ التقـوّمِ
فَكُـن عارفـاً كيـفَ المـرادُ بفعلِهِم
علــى جَـاهِ خَمـسِ لا يفوتـكَ مَغنمـي
وَصــَلِّ إذا قِســتَ العَنَــاقَ وَنَطحَـهُ
على البَحرِ طولَ الدَّهرِ والليل ادهَمِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.