
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقُــولُ والفُلــكُ تَجــري بالشـِّراعَينِ
فـي لَيلـةٍ لَـم تَـرَ فيها الكَرى عَيني
يــا ليلــةً بــات للنَّسـرِينِ أوَّلُهَـا
أرنُــو بطرفــي وآخِرهَــا الـذراعينِ
فـي آخـرِ الكـوسِ أولَ الليـلِ تَنظُـرُهُ
وَأوَّلَ الكُـــوسِ بــالفَجرِ القِرانَيــنِ
مــا ذاكَ إلاّ لِجَــري الفُلـكِ بينَهُمَـا
والجــوشُ يَجــذُبُها بيــنَ السـِّماكَينِ
في النَّجمِ أجري وبَحري في النُّجُومِ يُرَى
قَبـلَ القِيَـاسِ بِحَيـزِ القَلـبِ والعَيـنِ
لِحَــاظُ عَينـي قَـد حَـالَت سـِوَى مُقَلـي
بالرِّيـحِ والبَـرقِ إذ يَرقَـى الجَنَابَينِ
ريـحُ الـدَّبُورِ وأبـرَاقُ الجنـوبِ علـى
قَفــرَاءَ يَســكُنُهَا ســودُ الجنــاحَينِ
وأزرَقُ الظَّهـــرِ مكحـــولٌ أواخِـــرُهُ
مـــن لُبســِهِ ريشــَتَانِ كالنِّصــابَينِ
حيتانُهَـــا كـــلُّ وثَّـــابٍ لصــيدَتِهِ
يُريـكَ مـن لَبسـِهِ فـي الصـيدِ لَـونَينِ
خَطـرتُ فيهَـا زمانـاً لَـم أكُـن فَشـِلاً
بــالحَزمِ والعَــزمِ رُبَّـانَ الجهـازَينِ
وَأهتَـــدِي بِقِياســـَاتٍ أصــولُ بِهَــا
فــي كــلِّ قَيــدٍ وَمَقيُــوسٍ بِعَضــدينِ
تَعَجَّــبَ النـاسُ مِنَهَـا إن كَتَبـتُ بِهَـا
علــى النِّهَـازِ بِحَيـزِ الليـل سـَطرَينِ
إن قَاســَهَا ضــِلٌ قَـد ضـاعَت بصـيرتُهُ
أهــدَت بَصــيرَتَهُ فــي خيــرِ نَجمَيـنِ
إليـكَ فَآفعَل بِهَا في البَحرِ وآدعُ لَنَا
كَمَـــا يَليــقُ بأصــلَيكَ الكريمَيــنِ
قَيِّــد ســُهَيلاً مــديماً أربَعـاً كَمُلَـت
وَدَرِّجِ الضـــــفدعَ الأولَ بِلا مَيـــــنِ
تَــراهُ إحــدى عَشـَر فـي دارِ زَينَتِـهِ
والشــِّحرِ تســعاً فَـذَا صـُبعٌ بصـُبعَينِ
وَســـَاجِرٍ ســـَبعَةً والحــوتُ يُشــبهُهُ
خَمــسٌ وَزَيِّــدَهَا مــن بَعــدُ إثنَيــنِ
حتَّــى إذا جيــتَ يومــاً أرضَ سـَوقَرةٍ
تقيـــسُ حُوتَــكَ دَومــاً بالــذِّرَاعَينِ
وَقِـــس ثَمَــانٍ ونصــفاً أرضَ ســوقرةٍ
تَجِــد ســُهَيلاً علـى التَّقيِيـد صـُبعَينِ
قَيَّــد ســُهيلاً ثلاثـاً يـا همـامُ وَقِـس
للحُــوتِ ســَبعاً يَجيــنَ بالــدَّوَامينِ
خُـــذها ثلاثَ قُيُـــودٍ وَافِقَــاتٍ لَــهُ
بِهَيـــرَوَانٍ لِكَــفِّ الحَتــفِ والحَيــنِ
وَدرِّجِ الكـــلَّ فــالحوتُ يَصــِحُّ بِهَــا
ولــي بــذا غَــرَضٌ أقضـي بِـهِ دَينـي
قَصــدِي يكــونُ بِـراسِ الحَـدِّ مُرتَفِعـاً
يُقَــاسُ خُــذ وَصــفَهُ لا رُعـتَ بـالبَينِ
نجــمُ فريــدٌ يُسـَمَّى الحـوتَ مُشـتَهِراً
بالضـــِّفدَعِ الأوَّلِ المُســمَى بِإســمَينِ
وَقِيـــلَ إنَّ لَـــهُ إســمَينِ غيرَهُمَــا
أواخِــرُ المـاءِ بَـل فَـردُ الظَّلِيمَيـنِ
يُرســَم علــى كُــلِّ إســطِرلابِ مُجتَنِـبٍ
فــي خَــنِّ عَقرَبِكُـم مـا بَيـنَ قَوسـَينِ
قُــدَّامَهُ فــي غُــروبٍ ســَهمُ قَوســِكُمُ
وَفــوقَهُ خَمســَةٌ كـالقَوسِ فـي العَيـنِ
ومِـن إشـارَتِه فـي القُـربِ مِنـهُ علـى
مِقـــدَارِ إصـــبع نَجمَيــنِ صــَغيرَينِ
يَتلُــو السـَّعُودَاتِ فـي غَـربٍ وَمَشـرِقِهِ
كَــذَاكَ أوصــَافُهُ يــا طَـالِبَ الـدِّينِ
هـذا القيـاسُ إذا مـا السـلِّبَارُ مَضَى
ربعـاً ولَـم يَبـقَ فـوقَ المـاءِ نَسرَينِ
وَيســتَوِي عِنــدَ هـذا السـلِّبارُ مَعَـا
ســُهَيلِ فــي جُــوزَراتٍ مـا بِـهِ شـَينِ
نَظَمــتُ دُرّاً فكيــفَ النــاسُ تَجحَــدُهُ
قــــولاً وفعلاً فَلِلَّــــهِ الكمَـــالَينِ
تَفعَـل بِـهِ العُـربُ والأعجـامُ عَـن كَمَلٍ
مـا بينَـهُ السـرُّ فـي قلبي ومَا بيني
إنتَــخ عليــهِ علـى دابـولَ مُحتَكِمـاً
وبـــرِّ عـــالي فَتلقَــاهُم نَفِيســَينِ
إذا قياســـُهُمُ دَامَـــانِيِ آســـتَوَيَا
أعبُـر إلـى الهنـدِ مِن ذَينِ الخَلِيجَينِ
خليــجُ فَــارسَ ثُــمَّ البَربــريُّ هُمَـا
والكــوسُ غـامِزُ مِـن قَبـلِ القِرانيـنِ
تُسـَافِرُ النـاسُ مـن أرضِ الحُصـَيبِ بِهِم
ويَرجِعُـــونَ علــى ذَيــنِ القياســَينِ
وَمِــن محاســِنِهِم إن كــانَ قايُســُهُم
عَلــى الحقيقــةِ فــي بَحــرٍ وَبَرَّيـنِ
فَـإن عَمِلـتَ بِهِـم فـي الهنـدِ صحَّ وإن
أردتَ فــي باحَــةٍ أو فـي المَجَـازَينِ
أعَـــمُّ نَفعـــاً وَأَطـــرَى مواســِمِهَا
مِــنَ الســُّمَيَّا وَمِـن نَجـمِ الحِمَـارَينِ
وَإن تَقِــــس ضـــِفدَعاً عَلاَ بِمَشـــرِقِهِ
علــى عَــدَن فــي قيـاسٍ فـالظَّليمَينِ
ذُبَّـان قَـد صـحَّ عِنـدِي في القياسِ بِهِم
يَعمَلــنَ فــي الزَّنـجِ صـُبعاً بصـُبعَينِ
إن قِســتَ فــي راسِ مـامي أومُقَـابلَهُ
مِــن عَــدَنٍ مَــاخِراً عِنـدَ القِرانَيـنِ
إمضــي لتـوديعِهِ السـَّيلانَ يـا أملـي
وَســِيوُبَادَ فَقِــس يــا قُــرَّةَ العَيـنِ
لِســُندَبَاري وَجَــاوَه ثُــمَّ يَرتَفِعُــوا
عَــن الِقيَــاسِ فَجَــرِّب عَـارِفَ المَيـنِ
وَإن تُقَيِّـد ظَلِيمـاً فـي الغُـروبِ علـى
عَـــدَن والحـــوتُ ذُبَّـــانُ وإثنَيــنِ
فَقِســه مِــن عَــدَنٍ والكــوسُ أوَّلُــهُ
إن كُنـــتَ طــالِبَ خَلفَــاتٍ وحَصــوَينِ
لكــن قياســَهُمُ هــذا نفيســاً تَـرَى
كَالســـِلِّبارِ وَمِجـــدَافِ الســـَفَايِينِ
لَـم يَبلُغُـوا النعشَ من عَاثُورِ ضَيقَتِهِم
ولا التَـــزَوزِي بِنَجمَيهَــا الأســيلَينِ
إن جَــاكُمُ أحمــقٌ قَــد غَــرَّهُ مَــزَنٌ
لَـــهُ لِســـانٌ فَنَظمــي ذو لِســَانَينِ
هَـذِي النجـومُ وهـذا البحرُ فآختَرِعُوا
مِثلــي وَإلاَّ فَــذَا المَـزنُ إلـى أيـنِ
رَدَّت هِـــدَايُتَها أقـــوَالَ نَاقِـــدِهِم
كَمَـــا يُـــرَدُّ جِـــدَالٌ بالصــَّحِيحَينِ
أثقَلــتَ نَفسـَكَ يَـا مَـن ذَمَّهَـا سـَفَهاً
وَصــِرتَ أشــغَل بِــه مـن ذَاتِ نَحيَيـنِ
شـابَ الـذِّراعُ فَقَـالوا لِـم فَقُلتُ لَهُم
شــَيبُ ذِرَاعــيَ مِـن رُقبَـا الـذِّراعَينِ
يَمضــِي الشــِّهابُ وَلــم تَمـضِ مـآثرُهُ
مـا دَامَـتِ الفُلـكُ تجري في الجَدِيدَينِ
ســـَمَّيتُهَا لأســـودِ البَحــرِ فايقَــةً
تُهــدي الســبيلَ بنجميــنِ عَجيبَيــنِ
فَصـَلِّ يـا قيـاسَ النجـمِ الغَريـبِ على
مُحَمَّــدٍ مــا تَرامَــى الفُلـكُ جَنبَيـنِ
أحمد بن ماجد بن محمد السعديّ شهاب الدين المعلم، أسد البحر، ابن أبي الركائب.يقال له (السائح ماجد)، من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج البربر والمحيط الهندي وخليج بنجالة وبحر الصين؛ ومن علماء فنّ الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو كما في مجلة المجمع العلمي العربي، الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكودي غاما(Vasco de Gama) في رحلته من مالندي(Me'linde) على ساحل إفريقية الشرقية إلى (كلكتا) في الهند سنة 1498م، فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. وفيها نقلاً عن (برتن) الإنكليزي أن بحارة عدن سنة 1854م، كانو إذا أرادوا السفر قرأوا الفاتحة (للشيخ ماجد) مخترع الإبرة المغناطيسية، والمراد بالشيخ ماجد صاحب الترجمة لا سواه. ولد بنجد، وصنف كتباً أهمها ( الفوائد)ختمه سنة 895هـ. ومنها: (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد -ط) وأرجوزة سماها (حاوية الاختصار في أصول علم البحار-خ) و(الأرجوزة السبعية-ط) و(القصيدة المسماة بالهندية-ط) و(المراسي على ساحل الهند الغربية) ورسائل أخرى.