
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تـــأوبني داء دخيـــل فلـــم أنــم
وبـــت ســـميراً للهمـــومِ وللهمــم
ومـــا بــي عشــقٌ للــذين تحمَّلــوا
ولا جـــزعٌ مـــن بينهــم لا ولا ســَقَم
ولكــن لمــا فــاهوا بــه وتكلمُـوا
مـن الإفـك والبهتان في الواحد الحكم
لقــــولهم للــــه جــــل ثنـــاؤُهُ
يــد مثــلُ أيــديهم تعــالى ومبسـم
وأن لــــه وجهـــاً يحـــد وصـــورةً
وعينـاً واذنـاً ليـس فـي سـمعها صـمم
بتحريفهـــم آي الكتـــاب وجهلهـــم
بتـــأويله أضــحو كمختبــطِ الظلــم
وأن أناســـــاً شــــبهوهُ بخلقِــــهِ
لقــد عــدلوهُ جــل ذو العـزِّ بـالأمم
وقــالوا لــه كلتــا يــديهِ برزقـهِ
علـــى خلقــهِ مبســوطتانِ وبــالنقم
وداوُدُ مـــاذا الأيــد فالأيــدُ قــوةٌ
وأمــا الأيــادي فالصــنائع والنعـم
فتلــك يــد الإحســان والعـرفُ لا يـدٌ
كمــا زعمـوا موصـولةُ الكـفِّ والقـدَم
وقـــال وكـــل هالــكٌ غيــر وجهــهِ
وأيـــن تولــو وجهــهُ تجــدوهُ ثــم
وقــالوا لـوجهِ اللـهِ للـهِ فـاعلمُوا
أراد وهـذا فـي اللغـات وفـي الكلـمِ
كقولـــك جــهُ الأمــرِ للأمــرِ نفســهِ
ومــا وجهــهُ وجهــاً يحـد كمـا زعـم
فمعنـى الـذي عـددت فـي الـوجهِ كلـهِ
هــو اللـه ذو الآلاء والبـارئ النسـم
وللــوجهِ تفســيرٌ ســوى ذا كلـه مـن
الجـاه والمعنـى مـن الفعـل فانحسـم
وقــالوا فقــول اللــه جــل ثنـاؤُهُ
بأعيننـــا تجـــري ســـفينتهُ أمــم
فمـا العيـنُ قلـت العينُ منه اقتدارهُ
ومـــن حفظـــهِ كيلا نشــظى وتنحطــم
بعينــكَ هــذا المـال قلـت ولـم أرد
بـه العيـن دون الحفـظِ فاعقد بهِ رتم
وفــي غيـر هـذا العيـن سـامٌ وعسـجَدٌ
وغبيــةُ غيــثٍ أنتجـت عينهـا الرهـم
وقولــك عيــن الخيــر والحـقِّ نفسـهِ
أتــى بهمـا القـرآنُ مـا بهمـا غَتَـم
فهــذا مــن التأكيــدِ يُطلـقُ عنـدَهُم
فقـــف وتأمَّــل مــا أردَ بــه وَشــِم
وأهـــونُ يعنــى هينــاً فــي كلامــهِ
كــأكبرُ فـالزم منهـجَ الحـقِّ واسـتقِم
وقــال ألــم تســمع هنالِــكَ ســرَّهُم
أرادَ ألــم تعلمــهُ حقــاً كمـا علـم
وقـول المصـلى اللـه يسـمع حَمـدَ مـن
أســرَّ إليــه القـول والليـل مُرتَكِـم
فـــذلكَ معنـــاهُ القبـــولُ لحمــدِهِ
فيرحــمُ شــكواهُ فَطُــوبى لمــن رحِـم
وأمـــا تجليـــهِ تبـــارك للعَلـــم
فـــذلكَ بالآيـــاتِ فانهــدَّ وانهشــم
وأمـــا كلام اللـــه فهـــو كتــابه
كــذلك قــال اللــه للطـاهر الشـيم
وكلــــم موســـى وحيـــه لا كلامـــه
كزعمهـــم كـــان الكلام لـــه بفــم
وللـــوحي تفســـيرٌ ثلاثـــةُ أوجـــهٍ
فوجهــانِ منــهُ بالرســالةِ واللهــم
ووجــهٌ مــن الإيمـاء فـافهم ولا تكـن
كـذى الحيرة الغادي على الشوك يقتحم
ويكشـــفُ عــن ســاقٍ فتلــكَ كراهَــةٌ
وشــدةُ أمــرٍ نأخــذُ النفـسَ بـالكَظَم
كقولِــكَ قــامَت بالقنابِــلِ والقنــا
علـى سـاقِها الهيجـاءُ نيرانُهـا حـدَم
وشــمرتُ عــن ســاقٍ فاحــدرت طالبـاً
شــعيباً فجـاءَتني تفيـضُ الـى الـودم
تعــالى إلـه الخلـقِ عـن وصـفِ خلقـهِ
بانفســهِم فـي اللفـظِ والحـظِ والأمَـم
وضــحك الــذين آمنــوا فــي كتـابه
مـن الكـافرين القلـح والفوز والنِّعَم
وليـــس بهـــم هـــزءٌ ولا يعــتريهمُ
لــه خفــةُ الجــذلانِ قهقَــهَ أو بَسـَم
بــل الضـحك معنـاهُ السـرورُ لفـوزِهِم
ومـا خُوِّلـوه فـي الجنـانِ مـن القسـَم
وضــحك الفلــك إشــراقها بنباتهــا
إذا استأسـدت والتـفَّ مـن حولها الأجم
وقــولهم فــي اللــه يضــحكُ للــذي
أطــاعَ لــه يـوم الحسـابِ مـن الأُمَـم
وذلـــكَ أن يلقـــاه منـــهُ بنــائِلٍ
وبســطةِ جــودٍ ليـس مـن بعـدها عـدَم
وأمــا قضــاءُ اللــه فينــا فخلقُـهُ
وتــدبيرهُ فــافهم مقــالي واغتنــم
ولا تركـبِ العشـواءَ وارجـع إلى الهدى
فإنـــكَ مُــودٍ عــن قريــبٍ فمخــترَم
أتســألُ عــن عيســى النــبي وقـولهِ
لــه روحُــه فـافهم كلامـي وكـن فهـم
فمعنـــاه فيــه خلقــه جــل ذكــرهُ
مليــكٌ تعــالى ملكــه غيــر منصـرِم
إلــى مريــمٍ ألقــى فجــاءتهم بــه
يخـــاطبهم طفلاً وفــي هــدى محتلــم
ومعنــاه لــم ينظــر إليهـم بجـودهِ
وعـــائدةٍ منــه تبــارك ذي العظــم
وقـــال وجـــوهٌ نـــاظراتٌ لعطفـــهِ
ورحمتـــه يــوم التغــابن والنــدو
وقــال إليــه طيــبُ القــولِ صــاعدٌ
وصـالحُ مـا يـؤتى مـن الفعـلِ والكلم
فيرفعـــه يعنـــي بـــذاك قبـــوله
وليــس كمــا قــال المشـبهة الغشـم
وقـال علـى العـرشِ اسـتوى فاسـتواؤه
عليـه اسـتواءٌ الملك للفرد ذي القدم
كقــولهم الــدنيا اســتوت لأميرهــا
فأضـحى قـد اسـتولى على الحلِّ والحرم
وأمــا ابــن عبــاس فقـال اسـتواؤه
أراد بـــه الإقبــال فــي خلقــه وا
ولـم يقـل إنـه يعني استوى فوق عرشه
قعـــوداً فــي جســمٍ تبعــضَ مقتســم
فـــذلك منفـــيٌّ عـــن اللــه كلــه
تعـالى إلـه الخلـق واللـوح والقلـم
وفــي آيــة إذ هــم عليهــا جماعـةٌ
قعــودٌ ولـم تجعلهـم النـارُ كـالحمم
قعــود عليهــا مــا لكــون لأمرهــا
وليـس قعـودٌ فـي الشـواظِ وفـي الضرم
فبــالله حــا يقســم اللــه ربنــا
وبـالخلق ممـا شـاءَ مـن خلقـهِ اقتسم
كـو الليـل بـل والـتين والطور مثله
وليـــس لخلــق واســعٌ غيــره قســم
ومــن قــام يــدعو اللـه جهلاً بحقـه
علــى نفسـه يومـاً فقـد ضـل أو أثـم
ومــا ســخر يـاء اللـه هـزءا أراده
ولكـــن هلاكـــاً للطــواغيت مصــطلم
ومـــا مكـــره أن تــأمنوه خديعــةً
لهــم بــل جـزاءً بالعقوبـة والنقـم
وقـد قـال إنـي أسـرع الخلـق حاسـباً
تبــارك عــن عــد الأصــابع والرتـم
فحســبان ربــي غيــر حســبان خلقـهِ
لقــد ضـل مـن قـاس الإلـه وقـد ظلـم
وقولــك باســم اللــه فالإســم زائدٌ
وليـس لـه معنـىً سـوى الله ذي الكرم
تبــارك قــدماً اســم ربـك ذي العلا
كـذا قـال فـي القـرآن مبتـدع القدم
أراد تعـــــالى جــــدهُ لا لإســــمه
هنالــك معنـى غيـرهُ فـي الـذي حكـم
وقـــال تعــالى جــده عــن حليلــةٍ
وعــن ولــدٍ يــدعى لـه وعـن التهـم
فمـــا جـــده بختــاً أراد ولا أبــاً
ولكـن معنـى الجـد مـن ربنـا العظـم
وإن شـئت فاجعـل كاسـمه الجـد زائداً
فــذلك معنــى آخــر ثــابتُ الــدعم
كمــا مثــل الجنــاتِ جــاءت زيـادةً
ووصــفاً لأنهــارٍ مــن المـاءِ تلتطـم
ومــــن عســـل أرى وخمـــرٍ ســـلافةِ
ومـن لبـنٍ لـم يجـر فـي أضـرع النعم
وأمثـــاله فهـــي الصــفات لجــوده
وإن قصــرت عنــه الصـفات فلـم تـرم
مـدى كنـه مـا أولـى مـن الفضل سبحت
لــه وأتـت طوعـاً وألقـت لـه السـلم
ســــماواته والأرض طــــراً وكلمـــا
ذرا وبــرى فيهــن مــن كـل ذي نسـم
وكــــل إليــــه ســـاجدٌ وســـجوده
كمــا شــاءه طوعــاً لـه وكمـا علـم
وقــد قيــل فـي هـذا السـجود بـأنه
ســجود خضــوعٍ لا ســجودٌ علــى الأكـم
ومــن ســال عــن كرسـيه فهـو ملكـه
وليـــس بكرســيٍّ مــن التــبرِ والأدم
وليــس كمثــل اللــه شــيءٌ وإنمــا
هنــا الكــاف حشـوٌ للكلامِ لكـي يتـم
وقــال جعلــت البــدر فيهـن مشـرقاً
ضــياءً ونـوراً فـي الظلام إذا ادلهـم
فمعنــاه فــي منهــن معهــن هكــذا
وإن كنـت فيهـم فـي المخافـةِ فلتقـم
بطائفـــةٍ لمـــا تصـــلى وراءَكـــم
علـــى كــلِّ مقبــوبٍ أيــاطلهُ زيــم
وأصــلبكم فــي النخـل يعنـي بقـوله
علــى النخــل قتلا للســباع وللرخـم
وأمـــا الصــلاة فالــدعاء كقــولهم
وصـل علـى الصـهباء فـي ادنِّ وارتشـم
وقــال عليهــم صــل يعنــي ترحمــا
بــه للنــبي الطـاهر الزاهـر الأشـم
وقــــولهم صـــلى عليـــه إلهـــهُ
فـــــذلك تضــــعيفٌ لألائه الجمــــم
أراد المصــــلى ســــائلاً بصــــلاتهِ
لاحمــدَ تفضــيلاً علـى العـرب والعجـم
وقــالوا صــلاة النــاس للــه طاعـةٌ
إذا حــافظوا وقـت الهـواجر والعتـم
قــد ضــل قـومٌ شـبهوا اللـه بالـذي
يحــط مــن الأصــلاب مـاءً فـي الرحـم
يـــدركه التغييــرُ فــي ذات نفســهِ
فلا يســتطيع الــدفعَ للحـادثِ الملـم
تقلبــــه الحــــالاتُ طفلاً ويافعـــاً
وكهلاً إلــى أن يـأتي الضـعف والهـرم
ومــن زعــم الأشــياء ضـاعت نفوسـها
وتكوينهـا مـن جـوهرِ النـورِ والظلـم
فمــا بالهــا إذ ملكـت صـنع نفسـها
علــى ضــعفها إذ ذاكَ وهـي هنـاك دَم
فعنـدَ وفُـورِ العلـم والجسـمِ لـم تُطِق
دِفـاعَ الـذي يـأتي مـن الضعفِ والسقم
ولـم لـم تكـن قـد أحكمَـت صنعَ نفسها
لمـا وليـت فـي الطولِ والعرضِ والجسَم
تبـــاركَ علام الغيـــوبِ ومـــن لــهُ
يُســَبِّحُ مــوجُ اليَــمِّ طوعــاً ويضـطرِم
ومــن أبــدع الأشــياءَ لا عــن دلالـةٍ
حـــذاها ولا عـــونٌ هنالــكَ مكتتــم
هــو اللـه الفـرد واحـدٌ ليـس عنـده
شـريك تعـالى اللـه ذو المـن والكرم
وإنــي أرى الشــكاك قومــاً تحيـروا
وتـاهوا كمـا تـاه الشـرود من النعم
ومـــرجئة قـــالوا ألا كـــل مرتــدٍ
إذا مـا تـردى فـي لظى النار لم يقم
وقــالوا سـيأتي النـار وقـتٌ وإنهـا
مفتحــةٌ مــا إن بهــا قــابسٌ ضــرم
وقـالوا قـد اسـتثنى لهـم فـي كتابه
فلــم يخلـدوا فيهـا سـوى حقـبٍ تتـم
لقـــد زخرفـــوا أمنيـــة تركتهــم
كتـــابع لـــج الآل يحســـبه ديـــم
فــآل ولــم يشــف الغليــل بشــربةٍ
يــرد هيــامَ النفـسِ مـن مشـربٍ شـبم
أو القــابض المــاء النميــرَ بكفـهِ
ثناهــا ومــا للمـاءِ فـي كفـهِ علـم
قــــال وكـــل واردٌ حـــرَّ قعرِهـــا
علـى الـرب حتمـاً فـي مواردِها السدم
عموا الوجه في التأويل قدماً فأصبحوا
كمحتطـبٍ فـي الليـل مهمـا يجـد يضـم
ألـــم تــر أن اللــه قــال لأحمــدٍ
ســأقرِئُكَ القــرآنَ فــانهض بـه وقـم
وقــال لــه إنــي ســأدخلكَ الحــرَم
بــأمنٍ وإيمــانٍ علـى رغـمِ مـن رغـم
فلــم يــك لاســتثنائه ضــل ناســياً
وقـد دخـل الـبيت الحـرام فلـم يـرم
وأســدُ بنــي النجــار تخطــرُ حـولَهُ
بأســيافهم كالأســدِ تخطـرُ فـي الأجـمِ
بنــو الخـزرج الشـم الكـرام ولفهـم
بنـو الأوس فـي الروع الجحاجحة البهم
فلـــم يكــن اســتثناؤه مبطلاً لمــا
أراد تعــــالى إذ أرادَ وإذ عــــزم
كـــذبت لقـــد منتــك نفســك ضــلةً
خروجـــكَ مـــن نــارٍ مؤججــةٍ حطَــم
وسـكناك مـع أهـلِ السـعادةِ في العلا
فيصــبحُ مــن صــلى وصـام كمـن غشـم
ومـن أخلـص التقـوى إلـى الله راغباً
كمــن عبـد الأوثـان والجبـتَ والصـنم
لـك الويـل فـارجع عـن ضـلالكَ تائبـاً
فليــسَ الـذي أشـقى الإلـه كمـن عصـم
أحلــت لكــم قــدماً بهيمـةُ مـا ذرا
مــن الطيـرِ والآرامِ والضـأنِ والغنـم
أراد بتعــبير البهيمــة هــا هنــا
جماعــةُ مــا ســماه حلا مــن النعـم
ومـا كـان فـي القـرآن مـن أوقاتهـا
بلا ألــفٍ فــي موضــعِ الشـكِّ والـوهم
وليـــس مــن الرحمــن شــك مخالــجٌ
فيــأتي بـه القـرآن واللفـظ معتجـم
وأم أنـا خيـرٌ منـه أو بـل ولـم يكن
ليخرجهـــا مســـتفهماً أنـــه وهــم
كمـــا أنهــا حشــوٌ تكــونُ وربمــا
تقــومَ مقــامَ الإسـمِ فيـهِ ولـم يسـم
وكـــان لفعـــلٍ دائمٍ نحـــو قــولهِ
وكـــان غفــوراً للمســيء إذا نــدم
وتــدخل حشــواً فــي معــانٍ كــثيرةٍ
وأكثرهــا خــبراً لمـا فـات وانصـرَم
كقولــكَ كــان النــاسُ ناسـاً وربمـا
أحـالوا فقـالوا إن فـي قـولهم نعـم
عمـوا عنـد هـذا واسـتحاروا فأصبحوا
مـن الـدين مراقـا كمـا مـرقَ الزلـم
ألا فــارفض الــدنيا ودعهــا لأهلهـا
فكــل الــذي فيهــا يــزولُ وينصـرم
وكــل الــذي فيهــا غــرورٌ وزخــرفٌ
يـــؤولُ كافيـــاءِ الظلالِ وكـــالحلم
ألا نــدع الــدنيا وإن جــل قــدرها
فمـــا قــدرها إلا كقراضــةِ الجلــم
فلــو عــدلت عنــد الإلــهِ بأســرِها
قلامــةَ ظفــرٍ حازهــا دونَ مــن ظلـم
ولــو دامــتِ الــدنيا لـدامت لأحمـدٍ
نــبي الهــدى لكنهــا قـط لـم تـدم
فـأين الأولـى كـانوا ملوكـاً تبابعـاً
ألــم تطــوهم طـي الكتـاب إذا ختـم
وأيـن الأولـى شـادوا المصانع والاولى
بنــوا إرمـاً حصـناً فلـم يحمهـم إرم
ألــم تســقهم كــأس المنيـة منقعـاً
وشـابت صـفاءَ العيـشِ منهـا لهـم بسم
وأيــن الأولــى فـي الجنـتين بمـأربٍ
طغــوا فأتـاهم طاغيـا سـيلهُ العـرم
ألــم تــر مـا آلـوا إليـه وبـدلوا
مــن الخــط والقلان والسـدرِ والسـلم
فــــذو عثكلانٍ والصــــواهل حـــولهُ
ثمـــانون ألفــاً بالأعنــةِ واللجــم
وأيـن أخـو اليومين ذو البوس والنعم
وعمـرو بـن هنـدٍ مضـرط الحجـر الأصـم
وذو الحصــن إذ ولـى النضـيرة أمـرهُ
فتــاةً كقــرنِ الشـمس أطرافهـا عنـم
وأيــن ســليمان الــذي بلـغ المـدى
وأعطــى لمــا لــم يعطـه ملـك علـم
أليــس إلـى دار البلـى نهضـوا معـاً
وقــد حثهــم منهـا لهـا سـابقٌ حطـم
فلــم يبــق منهـم غيـر نشـر حـديهم
ومــا اكتسـبوا مـن فعـل محمـدةٍ وذم
ومـا استصـحبوا منها سوى البر صاحباً
وإن كـان مـا أخلـوه جـزلاً هنـاك جـم
ومـا وسـدتهم فـي الـثرى غيـر صخرها
ومــا زودتهــم للفـراق سـوى الرجـم
وكــانوا علـى الـدنيا حراصـاً أشـحة
يقاســون فيهــا كــل هــم وكـل غـم
مجــدين لا يــألون فــي حــب جمعهـا
رجــاءً بــأن تبقــى عليهـم فلا جـرم
لقــد بقيــت مـن بعـدهم وفنـوا هـم
ومــا سـجمت حزنـاً علـى فقـدهم بـدم
فيــا عاشــق الـدنيا وهـذا مقالهـا
وكـم غيـر هـذا لـم أعـدُد وكـم وكـم
أفــق وبــك عنهــا إنهـا دار نقلـةٍ
وكــل الــذي فيهــا يبيــد وينجـذم
ودار البقــا فيهــا الجـزاءُ لأهلهـا
ســواها عقــم فيهـا وبـالله اعتصـم
لعلــك أن تســقى الرحيــق مرافقــاً
نـبي الهـدى يسـعى عليـك بهـا الخدم
فتصـبح فـي الفـردوس بـالحور معرسـاً
ســليماً مـن الأحـداثِ والسـقم والألـم
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.