
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
معرفــة الخــالقِ موجــودةٌ
فـي الخلـق بالحكمة والعدلِ
لا عـذر للمخلـوق فـي جهلها
إن كــان ذا فهـم وذا عقـل
علائقُ الـــتركيب آثارُهـــا
فـي حالـة التقليـب والنقلِ
وعجــزه عــن فعلهـا شـاهدٌ
عليـــه للفاعــلِ بالفعــلِ
وأنـــه حــولَ مــن نطفــةٍ
طفلاً ومــن طفــلٍ إلـى كهـلِ
ثـم غـدا شـيخاً علـى كرهـهِ
مرتعــدَ الكفيــن والرجــلِ
أوجـــدهُ أن لـــه خالقــاً
جــل عــن الأنـدادِ والشـكل
وأنــه شــيءٌ فمــا مثلــه
شـيء تعـالى اللـه عـن مثل
لقـوله شـيءٌ ومـا لـم يكـن
شــيئاً فمعــدومٌ مـن الأصـل
ولا حـــراكٌ ولا ســكونٌ بــه
حـــــيٌّ بلا روحٍ ولا وصــــل
إذ كــان هـذا حـدثاً نقلـه
لـم يوصـف الناقـلُ بالنقـلِ
ليــس بــذي جســمٍ فيضـظرهُ
فقـرٌ إلـى المنـزلِ والرحـلِ
وإن يكـن الرحـل مـن قبلـه
فربنـــا الخــالق للقبــلِ
وقــولهم جســمٌ دليـلٌ علـى
التـأليفِ والتبغيـضِ والوصل
وليـس يخلـو ذاك مـن صـانعٍ
مؤلـــفٍ للوصـــل والفصــلِ
وغيـر مـا ممتنـع فـاعلموا
عــن عـرضِ جسـمٍ مـن الـدخل
ومــا رأينـا عرضـاً قائمـاً
بنفســـهِ يومـــاً بلا نصــل
لا يوصــف اللــه بجسـمٍ ولا
بشـــكلٍ ولا مثــلٍ ولا عــدلِ
والأرضُ فيهــا شــاهدٌ قـائمٌ
بشـــهدُ بــالعجزِ وبالــذل
مقـدرةُ الإنسـان فيهـا علـى
ذلتـــهِ بــالحقرِ والنتــلِ
وإنهــا لــو خلقـت نفسـها
لامتنعــت مـن سـورةِ الجهـلِ
كــذلك النــامي وأشــباهه
مـن الجمـاد الحـزنِ والسهل
خــالقهُ اللــه تعـالى عـن
الأنــدادِ والأضـدادِ والنسـل
أشــهد حقــاً مخلصــاً أنـه
ربــي وربُّ الجــنِّ والخبــل
بكــلِّ مــا قـال بـهِ شـاهدٌ
ومــؤمنٌ بــالكتبِ والرســل
وكـــل عبــدٍ ملــكٍ عنــدهُ
والبعـثُ بعـد الموتِ والفصلِ
وإن مـا جـاءَ بـه أحمـدٌ حقٌّ
مــــن اللــــه ولا هـــزلِ
والنــار والجنــة حـقٌّ بلا
عــذرٍ لــذي جهــل ولا فشـلِ
والنـارُ والجنـةُ مـا فيهما
شــكٌّ لأهــلِ الجــدِّ والهـزلِ
يـا لهمـا داريـن ما فيهما
مــن غبــنٍ جــمٍّ ومـن فصـلِ
كــذلك الســاعةُ إتيانهــا
حـــقٌّ بلا كلـــفٍ ولا بطـــل
فكــلُّ هــذا واســعٌ جهلــهُ
فـي حالـةِ الفرقَـةِ والحفـلِ
وليــسَ فيـه إن جـرى ذكـرهُ
عـذرٌ لأهـلِ الحـقِّ فـي الجهلِ
فكــلُّ مــن خــالجهُ عقلــه
أو شـك فـي الفـزع أو الأصلِ
فهالــكٌ بعــداً لـه هالكـاً
إن لـم يتـب عوجـلَ بالقتـلِ
والصــلوات إن أتـى وقتهـا
علــى أخـي جهـل بهـا غفـل
فهالـكٌ والحـجُ مـا لـم تمت
فـأنت فـي الفسـحةِ والمهـل
والزكــوات مثلــه وقتهــا
إلـى انقطـاع الرزق والحبل
والصـومُ مـالم يـأتِ ميقاتُهُ
فواســعٌ جهلــكَ فــي الاكـل
وكـافرٌ مـن شـك فـي ذا وقد
قــامت عليــهِ حجـةُ العقـلِ
والسـمع مضطرٌّ ذووه إلى الإ
يمــانِ والتصــديقِ الرســل
كنحـو ما اضطروا إلى علمهم
بالصــين والـردمِ وبالرمـلِ
والسـند والهنـدُ وأمثـالهم
وحــي جنــبٍ وبنــي عســكل
علمــكَ بـالين كعلمـي بهـم
في الغيبِ حذو النعل بالنعل
والخمـرُ لا عـذرٌ لمـن ذاقها
فـي حـالِ علـمٍ منـهُ أو جهل
كــذلك الخنزيـر حيـاً علـى
ذي الجهـل حـرمٌ وذوي العقل
وواســعٌ مــن بعـد تقطيعـه
جهلــك بالأعضــاءِ والنشــل
ومــا أتــى الآي بتحريمــه
بيــن ذوي الأنســاب والأهـل
وليـس فـي الجهـل بتحريمـه
عــذرٌ لأهـل الـدين والعقـل
والجهـل إن لم يعلموا واسعٌ
بالنسـبِ الواشـج فـي الأصـل
فقـد أحـل اللـه مـن فضـله
وطــء ذواتِ الأعيــنِ النجـل
مــن كــل خــودٍ غضـةٍ بضـةٍ
مهضـــومةٍ ذات شــوى جــدلِ
وجهــلُ تكفيــركَ ذا بدعــةٍ
مرتكبـاً للكفـرِ فـي الفعـل
موســعٌ مــالم تقــم حجــةٌ
نقشــعُ غيـمَ الشـكَ والجهـلِ
كـذلك مـا لـم تدرِ أسماءهم
مــن مشــركٍ أو كـافرٍ وغـل
أو مجـــبرٍ أو قـــدرى وذي
جحـــدٍ وحشـــوى وذي ختــل
والقسـم والأحكامُ ما لم تلى
الأحكـامَ معـذورٌ علـى الجهل
والخيـرُ والشـر فمـن ربنـا
خلــقٌ وإن كانـا همـا فعـل
لـو كـان ثـانٍ عقـدهُ جاعلاً
لا ختلفـا فـي الأمـرِ والجعلِ
أو كـان شـيءٌ لـم يشأه إذا
كــان ضــعيفاً غيـر مسـتعل
لـم يـزل اللـه سـميعاً بلا
آلــةِ ســمعٍ جـل ذو الفضـلِ
ربـا لمـا يشـاءُ مريداً إذا
شـــاءَ بلا عجـــزٍ ولا ختــلِ
وعالمــاً مقتــدراً قــاهراً
يعلــمُ وزنَ الــذرِّ والنمـلِ
لا كيــفَ للــهِ تعــالى ولا
حتـامَ فـي الغايـة والنقـل
وأيــن تحديــد تنـاه ومـا
للــه مــن بعــدٍ ولا قبــل
وكــل مـا كـانت لـه غايـةٌ
مـن الجهـاتِ السـتِّ في الأصلِ
فحـــــادثُ دل بتفريقــــه
علـى حـدوثِ الجمـعِ والجمـلِ
فاربع على ذا إن تكن رابعاً
وخــلِّ عــن هنـدٍ وعـن جمـلِ
والوصــف للخمــرِ وشـرابها
والنعــتُ للبيــداءِ والإبـلِ
وقـولُ ذي الصـبوةِ يا عاذلي
علـى الصـبا حسـبكَ مـن عذلِ
واستصـحب القـرآن مستشـعراً
مســتظهراً خاتمــةَ النحــلِ
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.