
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــزم الحــج فاسـتعد الجمـالا
ثـم عـالا علـى الجمـال الرجالا
وأجـــاب النــدا واعــتزل الأه
ل وخلــــى الأولاد والأمــــوالا
وعصـى العـاذلين فـي اللـه لما
عــــذلوه وفـــارق العـــذالا
فبكـــى حيــن ودعــوه وأبكــى
الأهــل حزنـاً وداعـه والعيـالا
ومضـى صـامداً إلـى اللـه في ال
بعــد مشــيحاً تخــاله رســالا
ذكــر القـبر فاسـتراح الـى ال
قفــر وأنســاه هـوله الأهـواله
ملأتـــه مخافــة اللــه رعبــاً
وحشــــاه رجــــاؤه بلبـــالا
فبكـــى نفســه ونــاح عليهــا
حيـــن نـــاح المــتيم الأطلالا
وقضــى دينــه ولــم يــوص إلا
بوصـــايا أفـــاربه الرجــالا
جعــل الحـج فـي الوصـية دينـاً
حيــن أوصــى وأزمـع الترحـالا
وروى أن كــل مــن مــات ولــم
يــوص فقـد مـات كـافراً بطـالا
قــص رأى الربيــع نصــاً وبعـضٌ
كــان قـد خـالف الريـع فقـالا
هــو ديـن يقضـيه مـن بعـده ال
حـــي رآه أهــل العــراق حلالا
وأراد الفـــاروق يجــري علــى
مــن تـرك الحـج جزيـةً ونكـالا
بلــغ الســن مســتطيعاً مـن ال
نــاس جميعــاً ويضــرب الآجـالا
واســتطاع السـبيل مـن وجـد ال
زاد إلـــى مكــة وخرفــاً حلالا
فـإذا مـا افترضت في أشهر الحج
بحـــجٍّ فخـــل عنــك الجــدالا
ودع الصــيد والنســاء وكـل ال
طيـب والفسـق والمعاصي اعتزالا
وهـواعٌ مـن أشـهر الحـج والعـش
ر وشـــوالٌ فـــاتقوا شـــوالا
فـإذا مـا اعتمـرت فيهـن فاذبح
حيــن أحللــت للتمتــع مــالا
وإذا مـا اعتمـرت قبـل شهور ال
حــج لــم يلزمــوك فيهـا خلالا
وحلال لـــــك الحلال جميعـــــاً
حيـن أحللـت هكـذا اللـه قـالا
وعلـــى المعـــدمين صــوم ثلاثٍ
ثــم ســبعٍ إذا أتــوا قفــالا
ثـم أحـرم بالحـج مـن مسـجد ال
جـن إذا مـا اعتمـرت تأتِ كمالا
وليكــن بعــد ركعـتين لـدى ال
بطحـاء والـبيت فـارفض الأشغالا
ثــم لــب الإلــه خمسـاً فخمسـاً
ومنــى نصــب ناظريــك قبــالا
والمــواقيت ذات عــروقٍ مـن ال
مشــرقِ إن جئت أو أردت نــزالا
ولنجـــد قــرنٌ ولملــمٌ للنــا
س اليمــانين إن أردت انتقـالا
ولأهـــل الشـــام جحفــة وقــت
لا نجــزه كمــا تــرى الغفـالا
ثــم أحــرم مــن الحليفــة إن
أقبلـت مـن يـثربٍ لهـا إقبـالا
حينمـــا جـــازت الصــلاة وإلا
فــانتفله بركعــتين انتفــالا
ثــم أحــرم بعـد الوضـوء وإلا
فاغتســـل إن أطقــت اغتســالا
فــــــي إزارٍ مطهـــــرٍ ورداءٍ
لــم يمســا طيبــاً ولا جريـالا
يســقيك بـاللحظين كـأس صـبابة
ويعبــدها مــن كفــه جريـا لا
ويجــوز الإحــرام فـي كـل حـال
كنــت طهـراً أو مجنبـاً منفـالا
تشـــهد ولـــب ســـراً وجهــراً
وتــــوخ الغــــدو والآصـــالا
وإذا مـا طلعـت سهباً أو استقبل
ت ركبـــاً أو اســتمعت مقــالا
فشــعاب الحجيــج تلبيـة الحـج
بــذاك النــبي أوصــى وقــالا
ودع الشــــــعر لا ترجلــــــه
والقمــل فـدعه ولا تكـن قتـالا
وإذا مــا نزعــت شــعراً ففيـه
فديـةٌ باحـذر الفـداء احتيـالا
لثلاثٍ دمٌ وثنــــــتين مــــــس
كينــان فـاعلم وعلـم الجهـالا
وإذا مــا قتلــت قملا أو اصـطد
ت جــراداً مــن الجـراد عضـالا
حكمـــا عـــادلان فيــه بشــيءٍ
مــن طعــامٍ كمـا أصـبت مثـالا
وحـــرامٌ مــا شــددت ســوى ال
زاد علـى نفسـك الرقى والحبالا
وحرامٌ لبس السراويل للمحرم وال
قمــــص فــــاخلع الســـربالا
والخــواتيم كرهــوا والمرايـا
وأحلـوا قتـل الأفـاعي اغتيـالا
والحــدبا والعقربــان مــع ال
فـار ويبنـي عـن الجرور الظلالا
واقتـل اللـغ وارم عـن رحلك ال
غربـان إن خفـت أن تضر الرحالا
واكتحـل وادهـن بمـا ليـس فيـه
عـرف طيـب كـالعنز روت التحالا
أو بســــمن وشــــيرج وأمـــط
عنـك الأذى ما استطعت حالا فحالا
والبـس النعـل واقطـع الخف مما
بلــى الكعـب إن أردت انتعـالا
واحتطــب واختــبر فــإن لهبـت
شـعرك نـارٌ كـان الفـدا نكـالا
وإذا مـا أدمـاك مـن غيـر عمـدٍ
ذاك لــم يلزمــوك فيـه عقـالا
وإذا مـا ارتكبـت نهياً ففي الن
هــى فــداءٌ ولـو شـكوت اعتلالا
وعــن النتـن فاسـتر الأنـف وال
لحيـة واكشـف عن رأسك الطربالا
وإذا مــا غطيــت رأســك لــبي
ت وألقيـــت دونـــه الأحمــالا
وعلـى الـبئر بئر ميمونٍ فاغتسل
وتوضـأ واحطـط لـديها الرحـالا
وامــض مـن عنـدها وأفـت تلـبى
وإلـــى الــبيت مقبلاً إقبــالا
قـد تسـربلت بالسـكينة سـربالاً
وغشــــــيت بالوقـــــار حلالا
فــإذا الســجد الحــرام تــول
جــت فهلهــل وكــبر المفضـالا
وعلـى مـا أولـى فسـبحه واحمـد
ه كـــثيراً ســـبحانه وتعــالى
ثـــم قـــل رب زده فضـــلا وإج
لالا وزد مـــــن يحجــــه إجلالا
أنــت ربـي والـبيت بيتـك إيـا
ك تعمـــدت بــالمطي أرتحــالا
أنـــا ضــيفٌ وللضــيوف نــزولٌ
فاجعـل العفـو لـي منـك إنزالا
وتـأتي بـاب العـراق منه دخولاً
ثـم أخـر عنـدَ الـدخولِ الشمالا
واســأل اللــه رحمــةً وقبـولا
تجــد اللــه واســعاً مفضــالا
واســتعذه مــن شـح نفسـك فـال
شــح أراه علـى النفـوس وبـالا
وامــض قبـل إن اسـتطعت سـبيلا
حجــر الـبيت واحـذر الإغتفـالا
ثــم قــل عنـد مصـحه كـثرت رب
ذنــــوبي فـــأوهت الأعمـــالا
فاقبـل الآن توبتي وأقلني عثرتي
إننــــي ارتكبــــت عضــــالا
أو فقــم نحــوه أذا لـم تنلـه
حيــث أضــوى ســهيلٌ ثــم تلالا
واحمــد اللـه واسـتعنه وهللـه
وســـلم علــى النــبي كمــالا
واحــذرن أن تكــون فــي الطـو
ف ميـالاً إلـى الحجر أوله دخالا
واحمـد اللـه فـي الطـواف وكبر
ه وســــــبحه خشـــــيةً وجلالا
وابتـدئ طائفـاً مـن الحجـر الأس
ود واختـــم ولا تكـــن رمــالا
وتطهــــر إن الطـــواف صـــلاةٌ
حلـل اللـه فـي الطواف المقالا
ومعيــب بغيــر نقــض علـى مـن
ظـل فـي الطـواف شـارباً أكـالا
واسـأل اللـه راحة الموت والعف
و إذا مـا الميـزاب كـان حيالا
وحـذا الركـن فاسـأل الله حسناً
فـي جميع الدارين وادع ابتهالا
واســتعذ عنـده مـن الكفـر وال
أحـزان والفقر وامتثله امتثالا
واحــذرن لا تصــل فــي الحجــر
واقصد زمزماً وارداً ومنها نهالا
ثــم خلــف المقـام فـاركع إذا
أطقـت وألحـق بعد الركوع سؤالا
ثــم ارجـع إلـى المقـام فهلـل
واحمــد اللـه وارفـع الأذيـالا
وامـض فاعل الصفا حذا الحجر ال
أسـودِ واخـرج مـن بـابه وتعالى
ثــم هلــل وكـبر اللـه جهـاراً
وعجـــا إذا علـــوت الجبــالا
ثــم سـبح خمسـاً وقـل هـو ربـي
وســع النــاس رحمــةً ونكــالا
صــدق الوعــد عبــده وثنـى ال
أحـزاب فـي الحـرب وحده وتعالى
وادع للمـؤمنين واسـتغفر اللـه
وهلــــل ولا تكــــن مكســـالا
وقــل اجعــل كفـارة مشـي الـي
وم لمشـــيٍ مشـــيته أخـــوالا
وإلـى الميـل مـن حذا العلم ال
أخضــر فارمـل وأسـرع الإرمـالا
وقـل اغفـر واهـد السـبيل إلهي
وتجـــاوز عمــا عملــت ضــلالا
وعلــى الـبيض أن يهـر ولـن لا
برملـن فـي السـعي عنده إزمالا
وإذا المــروة اعتليــت فهلــل
واحمــد اللــه واتـرك الإعتلالا
تبتــدي بالصــفا وتختــم بـال
مــروة ســبعاً وتحسـب الأميـالا
وامـش فارمـل إذا وصـلت إلى ال
ميـل وعـد كـن لمـا مضـى قوالا
وأجـازوا علـى الصـفا السعي من
غيـر طهـورٍ ولـم يـروه ابتذالا
واحتلــق وأقلــم الأظــافير أو
قصـر وأحلـل فقـد ظفـرت الحلالا
وقـل اشـكر حلقـي إلهـي واقبـل
تفـثي واغفـر الـذنوب الطـوالا
وعلــى الــبيض أصـبعين يقصـرن
وقصــر إذا احتلقــت الســيالا
وإذا ازدارت الفتـــاة فحاضــت
نفــرت ثــم لـم تخـف اعتقـالا
وإذا طــوفت فحاضـت ولـم تركـع
وقـــد جــد أهلهــا ارتحــالا
فعليهـــا دم وتركــع بعــد ال
طهــر مـن حيـث مـا أرادت حلالا
وعليهــا الركـوع بعـد وداع ال
بيــت والحــق يــدحض الأبطـالا
وعليهــا قبــل الركــوع دم إن
مســها بعلهــا فمــالت ومـالا
وعليهـا زيـارة الـبيت بـع الط
هــر فلتنتضــر ولــو أحــوالا
وعليهـا الإحرام والسعي فلتسكنه
إن فــاض فــي الثيــاب وسـالا
وعلــى مــن تجــاوز الحـد لـم
يحـــرم دمٌ حيــن ضــيع الإهلالا
ودمٌ أن يكـــون قـــدم نســـكاً
قبــل نســكٍ وخــالف الأفعــالا
وعليــه شــاةٌ إذ اصـطاد ضـبعاً
أو عســولا أو أرنبـاَ أو غـزالا
وعليـه يهـدى إذا اصـطاد في ال
حـرمِ اليرابيع والضباب السخالا
ولــبيض الــرئال عشــر بعيــرٍ
وعـــبيرٌ إذا يصــيدُ الــرئالا
وإذا اجتـــث دوحـــةً فمهـــاةٌ
وإذا اجتــث غصــنها الميــالا
فعليـــه يعطـــى بكـــل قضــي
ب درهمــاً عنــد وزنـه مثقـالا
وحمـام الحـرام فـي كـل فرخ من
ه شــاةٌ فــافهم وخـل النضـالا
وســواء أخطــأت أو كـان عمـداً
أو كبــاراً قتلــت أو أطفــالا
وعليـــه دمٌ إذا نــام مــن دو
ن منـى هكـذا ابـن عبـاس قـالا
وإذا جــاوز الطريقيــن أعطــى
درهمــاً ذا الخصاصــة السـوالا
وإذا نــام قاعــداً لــم يجــب
شــيءٌ إذا كــان نـاظراً جمـالا
ودمٌ حيـــن أخــر الرمــى لــل
جمــرة فاعجـل برميهـا إعجـالا
ودمٌ إن أضــاع مــن رميهــا ال
أكــثر والطعــم تركــه الإقلالا
وارمهـا مـن حصـى الحـرام وكبر
حيــن ترمــي وكــن لـه غسـالا
وارم كـل الجمـارِ سـبعاً مسـبعاً
لا تقــف عنــدها وكــن معجـالا
وارمهــا مـن حـد المسـييل ولا
تعـل عليهـا كمـا تـرى الجهالا
ثـــم قـــل إن هــذه حصــياتي
يــا إلهــي مــوقني الزلـزالا
وبرغـم الشـيطان فـادحره يا رب
وزده برميهــــــــــــا إذلالا
وإذ لم تزر وجامعت أبطلت به ال
حــــــج كلـــــه إبطـــــالا
ودم إن شـــربت بعـــد وداع ال
بيــت شـيئاً ولـو شـربت ثمـالا
ومنــى إن أتيتهـا فاسـأل الـل
ه بلاغــــاً يبلــــغ الآمـــالا
واحـذرن أن تجوزهـا وتـرى الشم
س يغشـــى ضـــياؤها الأجبــالا
واجتهـد فـي السـؤال حيـن تـوا
فــي عرفــاتٍ ولا تمـل السـؤالا
واجتنــب موضـع الأراك وقـف مـن
عـن يميـن الإمـام أوقـف شـمالا
اجتــذب عرنــةً فعرنــة تلــوى
عرفـــاتٍ جبالهـــا والرمــالا
وحلالٌ أشـــجارُها لـــك فــاخطب
وابـــن منهــا مصــانعاً وظلالا
وأفـض قاصـداً يجنـب أفـاض الـن
س يومــــاً ولا تكـــن بـــدالا
إنـــه موقـــفٌ ويـــومٌ شــريفٌ
يرفــعُ اللــه عنــدهُ الأعمـالا
فيـه يقـرى الإلـه زواره الرحـم
ةَ منــــه ويبســـط الأفضـــالا
وعليهــم ينــزل الجلــود مــن
عنــد جــوادٍ لا يشــتكى الإقلالا
جـاب مـن فـوقهم دعـاؤهم السـق
ف فـــأبكى دعـــاؤهم ميكــالا
واســتهلت جنـاتُ عـدنٍ وحـورُ ال
عيــنِ شــوقاً إليهــم اسـتهلالا
مطرتهــم ســحائبُ العـرفِ عفـواً
أرســــلته ســـماؤهُ إرســـالا
فتلقــــاهم الســــلامُ بـــروحٍ
وســـــلامٍ منــــزلٍ إنــــزالا
أي وفــدٍ أتــوه مــن كــل أرضٍ
نزعــاً أرســلوا إليــه ســلالا
وأتــوه حســرى طلائح قـد ملـوا
وكلـــوا مـــن المســـير كلالا
شــعثاً أو جفـوا المطـي مـن ال
بعــد إليــه وأوغلـوا إيغـالا
فاجتهـد في الدعاء وبك ولا تسأم
لــــديه مـــن الـــدعاءِ ملالا
وابـكِ عنـد الـوداعِ منـك وأسبل
مــاءَ عينيــكَ بالبُكـا إسـبالا
وعلـى الـبيتِ فاسـكب الدمع سحا
واســقه منــك واكفــاً وسـحالا
فــإذا مــا نفــرت قلـت إلهـي
تــائبٌ آيــبٌ إليــك ابتهــالا
فقنــي السـيئات منـك وكـن لـي
ناصـــراً رب لا تكـــن خـــذالاً
ثـم أكـثر مـن ذكـرك الله يصلح
ذكــركَ اللـه منـكَ حـالا فحـالا
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.