
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألـم يلعـب بلمتـك القـتير
وجـاءكَ عـن منيتـك النـذيرُ
بلا فـرع العنانِ عن التصابي
وجلــدك بـاردٌ والمـخ ريـرُ
وأنـت بفسـحةٍ تضـحى وتمسـى
علــى الإقلاع مطلــع قــديرُ
فــإن الـدهرَ أطـولهُ قصـيرٌ
وأكــثرُ مــا ترجيـه يسـيرُ
ألـم يهلـك أبو قابوسَ قدماً
وأسـلمه الخورنـقُ والسـدير
ولقمـان الـذي خلـدت لـديه
تـرف علـى مـواكبه النسـورُ
ومـا أغنـى عـن الزباء حصنٌ
عشــية حــل عفوتهـا قصـير
ولا بقيـت علـى الحدثان عادٌ
وقـد عصـفت بعرصتها الدبورُ
ومـا وقـت المصانع ذا رياش
وبــابٌ دون خنــدقه وســورُ
ولا حمـت الجحافـل ذا خفـاشٍ
ولا تلـك القبـائلَ والمجـورُ
ولا الحجـاب كـان لـه نصـيرٌ
بـرد المـوت عنـه ولا نكيـر
أتـاه الموت فارفضوا جميعاً
وأسـلمه المـؤازر والعشـير
وهـل فـي الأرض من ملكٍ كبيرٍ
عليــه مــن منيتــه حفيـر
كأنـك بالمنيـة قـد أنـاخت
بحيـث أنـاخ رائدها القتيرُ
بكـف المـوت يقـدمها جريـرُ
إلـى الأرواح يتبعهـا مريـرُ
ومـن كـانت مطيتـه الليالي
بـه سـارت وإن يـك لا يسـير
ألـم تعلـم بـأن الدهر غولٌ
خــؤونٌ لا تقــاومه الصـخور
تضعضـع عـن حوادثه الرواسي
وتخضـع مـن مهـابته القصور
أبعـد ذهـاب أصـلك ما ترجى
وبعـد ذهـاب فرعـك يا غرير
أبـوك الأصـل وابنك فهو قرعٌ
وقـد هشـمت عظامهما القبورُ
اتحســب أن حيـا يـا غريـر
يـدومُ لـه مـن الدنيا سرورُ
أخا الخمسين هل لك من رجاء
فإنـك بالبكـاء لهـا جـدير
رأيتـك إن أتـاك لـه رسـولٌ
إجـارك عنـه حصـنٌ أو مجيـرُ
لــه رحيــا منـونٍ منجنـونٍ
علـى الثقليـن قطبهما يدورُ
هنـاك تنفـس الصـعداء حزناً
ويحضــرك التلهـف والنـذور
وفـي مـن قـال للرحمـن نذرٌ
عليــه فخــانه كــذبٌ وزورُ
طعــام أرامــل عشـر خمـاصٍ
يعيهــن التســحر والفطـور
وإن يهـوى الصيام فصوم نومٍ
إلـى يـومين مـر لـه مريـرُ
وإن يـك قـال إن عليه نذراً
فصــومٌ أو فإطعــام يســيرُ
إذا هـو لـم يكن الله نذراً
مســمى فــالإله لــه غفـورُ
ويجــزى صــومُ يـومين وإلا
فيــومٌ أو أخـو عـدمٍ فقيـرُ
وفـي اللهـم خمـسٌ بعـد خمسٍ
صــياماً لا يخــالجه فتــورُ
وفــي يـا رب يومـان ويـومٌ
أجرنــي إننـي بـك مسـتجيرُ
كـذلك يـا إلهـي فـاعف عني
فــأنت الحـقُّ حقـاً لا تجـورُ
وفـي الإطعـام عشـرٌ يائسـاتٌ
إنــاثٌ أو بعــدتها ذكــورُ
ومـن إلـى علـى سـفر بنـذرٍ
فــأعجزه التغـول والمسـيرُ
فحنـث النـذر يلزمـه فيعطى
مؤونــة ســيره رجـلٌ ضـريرُ
وبعـضٌ قـال مثـل كراه يعطى
ذهوبــاً لا يريــم ولا يجـور
وبعـض قـال أوفـر ذاك يعطى
وأوسـطُ قـولهم عندي الونور
إذا التكفيـر كـان أقل حظاً
وكان كرى الدهوبِ هو الكثيرُ
قضـى بكـراه للفقـرا ذهوباً
وحنــث النـذرِ مطـرحٌ هـدير
ويلزمـه الوفـاءُ بكـل نـذرٍ
ســوى نــذرٍ يخـالطه فجـور
وليـس عليه في ترك المعاصي
فتبـلٌ فـي القضـاء ولا فقير
ويلزمـه الصـيام لمـا يسمى
ولـو كـانت سـنونٌ أو شـهورُ
ومـن نـذر الصـيام لكل سبتٍ
فجـاءَ وفيـه عيـدٌ أو مسـيرُ
فـإن عليـه فيـه صـيام يومٍ
إذا مـا اضـطره فيـه فطـورُ
وإن يـك فطـره مـن غير عذرٍ
فبــالتكفير ذلكــم جــديرُ
ويرجـع فليصـمه فـإن تعـدى
لثانيــةٍ وهــو لهـا ذكـورُ
فليـس عليـه حنـثٌ بعـد حنثٍ
ويبــدلُ يـومهُ والحـقُّ نُـورُ
ومـن نـذر اعتكافـاً في بلادٍ
فأقعـده الضـرورةُ والخـؤور
فقـدر كـراه يأخـذه ذهوبـاً
فقيــرٌ أو أخـو عـدمٍ أسـيرُ
وإن هـو لـم يجـد فلكلِّ نفسٍ
مـن الفقـراء يـوم يا قدورُ
وإن يـك نـذره أعطـاء شـيءٍ
أخــا فقــرٍ وللــه الأمـورُ
ومــات فــإنه للحنـث أهـلٌ
إذا ما كان قد أودى الفقيرُ
ومـا سـماه فهـو إلـى بنيه
مــن الفقـرا عطيتـه تصـيرُ
وليـس عليـه غير الحنث شيءٌ
إذا أتــرى لـه مـالٌ كـثيرُ
ومـن نـذر الصـلاة بألف بيتٍ
مســماةٍ تـرفُّ بهـا السـتورُ
فيطعـم جائعـاً وعليـه حنـثٌ
وذلـك حيـن أعسـره العسـيرُ
ويركـع حيـث شـاءَ بلا جنـاحٍ
كـذلك أخـبرَ الطيـنُ الخبيرُ
وإن تكـن المسـاجد لم تسمى
وموضــعها قريــبٌ أو شـطيرُ
فخــطَّ عــدادها خطـاً وصـلى
وقـد بـرت بمـا فعل النذور
ويلزمــه لمـا لـم يسـتطعه
عــديمٌ فــي معيشـته ضـريرُ
إذا هـو قال كنت أزولُ يوماً
يلـوحني الوديقـة والحـرور
أو اللاتـي نـذرن صـيام شهرٍ
حواسـرَ مـا يكـن لهـا شعورُ
وليــس لعــاكفٍ يـومٌ خـروجٌ
إلــى غيـر الخلاءِ ولا ظهـورُ
وليـس لـه دخـولٌ وسـط بيـتٍ
لــه صـقفٌ تحـدث فيـه حـورُ
فـإن يغتـل عـاد إلى مبيته
فـإن يـبرأ وعادَ له المرير
أتـم عكـوفه مـن حيـن يبرا
كـذاك الحيـضُ أيضاً والطهور
ويغســل رأسـه ويـزار فيـه
ويــدهن إن إراد ولا يــزورُ
ولا يقعـد إذا مـا عاد يوماً
أخـا سـقمٍ ولـو مهد للسريرُ
ولا يشــرى ولا يتبــع جليلاً
ولا نــزراً وهمتــه الأجــورُ
ويحضــر جمعــةً وصـلاةَ ميـتٍ
تولاهــا ويلزمــه الحضــورُ
فمـن نكـح اعتـداءً وهـو غرٌّ
وزيـنَ فعـلَ ذاكَ لـه الغرورُ
فعتــقٌ أو فشــهران صـياماً
عليــه والعكـوفُ بـه يبـورُ
ويبــدِ لـه ويكـثر حمـد ربٍّ
إلـــه لا يشـــاكهه نظيــرُ
مليــكٍ قـاهر كـل البرايـا
صــغيرٌ عنــدَ سـطوته حقيـرُ
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.