
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حييــت فــاحْيَيْ ربّـةَ الخـدرِ
فـي الحسب القدموس ذي النجرِ
إن ابيضـاض الشـعر من مفرقي
أقعــدني عــن خلــةِ الخمـر
ويبــس عــودي بعـد إيراقـه
مكتســـباً للـــورقِ النضــرِ
فــالآن لمـا أن ذوى وانحنـى
وصـار فـي الحـالِ إلى الكسرِ
أصـبو إلـى الراحِ وألهُو بها
بعـد وضـوح الشـيبِ في الشعر
والــدهرُ دوارٌ فمــا ينثنـي
يعقــبُ حلــوَ العيـش بـالمر
يريـــشُ أقوامــاً ويــبريهمُ
وكــلُّ ذي ريــشٍ لــه يــبرى
فاعتصــمي صــبراً علـى عسـرٍ
فإنمــا اليُســرُ مـع العسـرِ
وكــل مــا اسـتغلق مفتـاحه
فالتمســيه مــن يـد الصـبر
سلى أولي الصنعة من حاكة ال
ديبـاج أو مـن صـاغة التـبرِ
من حيث ما غاروا وما أنجدوا
مــن حــد صــنعاً إلـى مصـر
هـل صـنعةٌ أحكـمُ فـي صـنعها
عنـدَ أولـي الألبـاب من شعري
قــال رسـولُ اللـه إذ جـاءه
كعــبٌ علــى نــاقته يســرى
إن بيـان الشـعر سحرٌ وفي ال
أشـعار مـا يربـي على السحر
وربمـــا طــافَ بــه طــائفٌ
فجــاشَ مــن طــائفهِ صــدري
ومـا كتقـوى اللـه مـن منصبٍ
ولا كفخــرِ الحــقِّ مــن فخـر
وجــدتُ فـي الآثـار عـن وائلٍ
وعــن أبــي نـوحٍ وعـن نصـرِ
إن الـدم المسـفوح في قولهم
مـا سـال مـن خـدشٍ ومـن عقرِ
ومــن رأى فـي ثـوبه شـائعاً
دمـــاً إذا جمـــعَ كــالظفرِ
أبــدل مـا صـلى بـه عامـداً
أو ناســياً ليــس بـذي عُـذر
وألزمـــوهُ قطـــع تســبيحه
إن كـان فـي الظهر أو العصرِ
كـــذاك إن أبصـــره واحــدٌ
فـي ثـوب ذي التقـديم والأمر
أعلمـــه كيلا يصـــلى بهــم
وينتحــي عنهـم إلـى الطهـر
فـالنقض فـي هـذا كـذا حـده
إن كـان ممـا لـم يكـن يـدرِ
والجسـد المسـفوح رجـسٌ ولـو
كــان كــوخز الإبــرِ السـُّمر
وكــل جــرحٍ لـم يقـر قطـرهُ
صــلى بـه والقلـبُ فـي حـذر
فـإن أصـاب الثـوب شـيءٌ فقد
ألزمـــه النقـــض بلا عــذرِ
وليحشـــه ثــم يصــلي بــه
مـن بعـد إسـباغ مـن الطهـر
وليــوم منكبــاً إذا جرحــه
فــي أنفــهِ كـان أو الثغـرِ
وإن يكـن فـي وجهـه لـم يطق
غســلاً لــه إذ دمــه يجــري
فـــإنه يغســل مــا حــوله
وليـــتيمم بحشـــى العفــر
والجمـعُ فـي هـذا لـه واسـع
إن كـان لـم يقصـر ولـم يقر
وكــذلك المبطــون حــلٌّ لـه
جمـــع الصـــلاتين بلا قصــرِ
وليـــتيمم إن يكــن بطنــه
مسترســــلاً متصـــلاً يجـــري
ومــا دم الجرجيـش فـي قلـةٍ
بمفســـدٍ يومـــاً ولا كـــثرِ
ولا دم اللحـــمِ إذا نقيـــت
مذبحــة الشــاةِ مـن النحـرِ
ولا دم الـــبرغوثِ مســـتكرهٌ
ولا دمـــاءُ الســمكِ البحــرِ
والضـمج والقـردان في رأيهم
ليـــس بمكـــروه ولا حجـــر
وبعضــــهم حرمــــه كلـــهُ
وحــرمَ المــس مــنَ الخمــر
والقيـح واليبـس فمـا فيهما
بـأسٌ ولا فـي الكـرشِ مـن أصرِ
وبعضــهم شــدد فــي فرثهـا
ومــا بهــا واللـه ذو غفـر
وتنقــض الطهــر بأســمائها
إن ســميت بالقبــح والهجـر
مـا جمـع الفرجـان إن سـميا
بالقبـح مـن قبـلٍ ومـن دبـر
والبــولُ والغــائطُ حـداهما
فـي الغسـلِ مـن خمسٍ إلى عشر
وقيــل لا بـأس إذا لـم يفـض
مــن سـمةِ الجـردانِ والـدبر
ومــن تــأتى بهمــا شـاتماً
ألــزم نقـض الطهـر بالصـغر
والريـق لا بـأس بـه إن جـرى
مــن نــائمٍ فـي نـومهِ غمـرِ
والطيــر حــلٌّ ســؤرهُ كلــهُ
وخزقــه مــن كــل ذي ظفــرِ
كـذاك خـزق الحقـم رجـسٌ إذا
كــان أنيســاً غيـر ذي ذعـر
وغــرةُ الــديكِ فرجــسٌ ومـا
فــي ســؤره بـأسٌ لـذي حصـر
إن لـم يكـن مـن فوق منقاره
شـيءٌ مـن النتـن لـدى النقر
وكـــل ســبعٍ ســؤره مفســدٌ
ومســـه محضوضـــلَ الشـــعر
قيـل سـوى الصـيد وكلب الذي
كلبـــهُ بـــالأمرِ والزجـــر
والفــارُ والسـنورُ سـؤراهما
مختلــــفٌ فيـــه بلا شـــجر
رخـص فيـه بعـض أهـل الهـدى
وشــدد البــاقون فـي الأمـر
ومخطـــم الســنور إمساســه
يـذهب مـن ذي الطهـر بالطهر
والفــار إن بـال فرجـس إذا
مـا بـال فـي الحب أو التمر
وقرضـــهُ الثــوبَ وإبعــارهُ
رجــسٌ مـع البـادينَ والحضـر
وقــال بعـضٌ إن يكـن واقعـاً
فـي الـدهن مـن ثلثٍ إلى عشر
فمـا بـه بـأسٌ إذا لـم يكـن
شـطراً وكـان الـدهنُ فـي شطرِ
ومـا بـه فـي الـرز بأسٌ ولو
أنضــجه الطبـاخُ فـي القـدر
واسـتقذروا الفـأر بلا حرمـةٍ
خروجـــه حيــا مــن الجــرِّ
ومفسـد سـور الأمـاحي مـع ال
أوزاع والأرقـــم ذي الـــزر
كــذاك مــا متـن بـه فاسـدٌ
فاســمع ومـا سـمعكَ ذا وقـر
وخزقهــا رجـسٌ ورجـسٌ مـن ال
ضــفدع إن جــاءت مـن الـبر
ومــا بــه بــأسٌ ولا بولهـا
يفســدُ إن جـاءت مـن النهـر
ومــا بـه مـاتت فرجـسٌ سـوى
المـاءِ لـذي القلـةِ والكـثرِ
وكــل مــا لا دم فيــه فمـا
فيـه فسـادٌ يـا أبـا النضـرِ
ومــا بيبـس المـاء مسـتكرهٌ
مـن كـل مـا صـين مـن الحمر
والإبـل والخيـلُ ومـا لم تصن
أعراقهـــا مفســـدةٌ عمــري
وقيـلَ لا بـأسَ بأرواثهـا معاً
وبالشــــــاة وبـــــالبقرِ
والإبــلُ مـا محـت بأذنابهـا
رجـسٌ كرجـس القيـء في القدرِ
والمـاء مـن أكراشـها مفسـد
مســكرهٌ فـي السـهل والـوعر
وبعضــهم رخــص فــي قيئهـا
مــع شــررٍ مـن بولهـا نـزرِ
ولـم يـروا بأسـاً بأروائهـا
مــن كــل حرجـوجٍ ومـن جفـرِ
وحرمــوا القمــلَ ومـا مسـهُ
ورخصــوا فـي الصـوب والـذر
وكـــل شـــيء مســه مشــركٌ
أفســدهُ رطبــاً مـدى الـدهر
قيــل ولــو نظــفَ أطرافــهُ
بالمــاءِ والأشــنانِ والسـدرِ
واللحــم لا تــأكلهُ إن حــا
زهُ عنــكَ مجوســي ورا جــدر
وليــس فــي بيعهــم يابسـاً
بــأسٌ ولا قــولٌ لمــن يــزرِ
والثــوبُ مقموطـاً يصـلى بـه
إن بــاعه ليــسَ بــذي نشـر
وبيعــــه الـــدهن حلالٌ إذا
لـم يمسـس الـدهنُ مـن الخدرِ
وقيـــل لا بـــأس بخيــاطهم
مـا لـم يبـل الخيـط بالثغر
كــــذلك الغســـالُ أيضـــاً
وقـد كرهـه قـومٌ أولـو وعـر
ومـا جلـودُ المِسـكِ إصـرٌ وما
فـي دهنهـا إن بيـعَ مـن إصرِ
وكـــل شــيءٍ طــاهرٍ أصــلهُ
فهــوَ علــى سيســانهِ يجـري
والشـاة إن بـالت على ضرعها
فطهــرهُ الـتربُ لـدى الطهـرِ
كــذلك النعـلُ إذا استنجسـت
والخــف والسـخدُ مـن السـطر
قيـل ومـا اسـتنجس من كل ما
ينشــفُ مــن قــدرٍ ومـن جـر
بـالغت فـي الغسل له حسب ما
أدركـت مـن جهـدكَ فـي القدرِ
وبــاقرُ الـدوس فقـد رخصـوا
فـي بولهـا فـي سـاعةِ الحصرِ
وبولهـا فـي الحـب إن أفرغت
حجـــرٌ حــرامٌ أيمــا حجــرِ
وحبلهـــا إن مســه بولهــا
وهــي علــى المرجـل للزجـر
فمـا بـه بـأسٌ إذا مـا جـرى
فـي التربِ بعد البولِ والعفرِ
ويفســدُ المــاءَ إذا جــاءهُ
رطبــاً علــى حــالتهِ يسـرى
وقيــلَ لا بـأسَ إذا لـم يفـض
مــن دمِ شــقٍّ كــان أو عقـرِ
والعلــقُ الجامــدُ إخراجــهُ
مــن منخـرِ الطـاهرِ لا يصـرى
وبــولُ مــن يرضــعُ تطهيـرهُ
صــــبٌّ بلا عـــركٍ ولا عصـــرِ
والطهـر للـبئر إذا استنجست
نـــزحُ ثلاثيــن إلــى عشــرِ
بــدلوها ثــم قـد اسـتنظفت
هــي مــع الــدلو بلا حفــر
وقيـــل لا يفســـدها منســدٌ
إن لـم تكـن تنـزحُ مـن غـزرِ
وليـــس يســتنجس مــاءٌ إذا
مـا كـان في المقدار والجزرِ
كـــأربعين مــن جــرارٍ إذا
قــدرتها مــن أوســطِ الجـرِّ
وإن يكـــن ليــس بمســتجمعٍ
وكـان فـي الرمـلِ أو الصـخرِ
متصــــلاً طُــــولا فحركتـــهُ
لـم يضـطرب عـبراً إلـى عـبر
وليــس يســتنجس أيضــاً ولا
ينجــسُ نهــرٌ مــاؤهُ يجــري
حـتى تـرى الرجـس لـه غالباً
فـي اللون والذوقِ وفي النشر
ومـا بريـح الفـرج بـأسٌ إذا
جــاءت مـن الغانيـة البكـرِ
وكــل مــا يخــرج مســتكرهٌ
رجــسٌ مـن الحلقـوم والـدبر
وليـسَ فـي النظـرةِ بـأسٌ إلى
الكفيـن والـوجهِ مـع الثغـر
عمــداً ولــو أدخـل إبهـامه
فــي فمهــا وهـو علـى طهـر
إن لـم يكـن ذلـك مـن شـهوةٍ
فهــو بـه فـي أوسـع العُـذر
والمــسُّ للثقيــن نقـضٌ لـدى
الطهـرِ مـن الحـبرةِ والحـبرِ
ومـا بمـسِّ الفـرجِ بأسٌ من ال
أنعــامِ والطفـلِ ذوي الصـغر
مـا لـم يكـن رطبـاً وفي مسه
فــرج الأنـاثي أعظـمُ الـوزرِ
وفــي المماليــكِ بلا شــهوةٍ
إمســـابهم حـــلٌّ بلا عقـــر
قيـل سـوى الفرج ولم يجعلوا
فـي الحرمـةِ المملـوك كالحرِّ
والنظــرُ العمـدُ حـرامٌ إلـى
حرمــةِ بيــتٍ أو إلــى سـترِ
كــذلك إن أبصـر طرسـاً ومـن
أصــغى بــأذنيه إلــى ســر
وقيــل لا بــأس إذا أبصــرت
دفـــاتر الحكــامِ والتجــر
والليـل للنـاس لبـاسٌ من ال
أعيـن فـي الظلمـاء والبـدرِ
ومـن رنـا فـرج امـرئٍ بـالغ
عمــداً فمــا أولاهُ بــالطهر
ومـا علـى الزوجين إن أبصرا
ذلـــك مــن نقــضٍ ولا إصــرِ
ويلــزم النقــض الـذي مسـه
ومـا علـى الممسـوس مـن وزر
وتنقــض الطهــر بإمساســها
عظــامُ أهـل الشـرك والحـبر
ومســــها يابســـةً جـــائزٌ
واللــه عنـد السـرِّ والجهـرِ
وكـــل ميـــتٍ مســه مفســدٌ
إلا إذا طهـــــر للقـــــبر
ومـــن تـــولاه فمــا مســه
ميتـــاً بمكـــروهٍ ولا حجــر
وكــل مــن مـال علـى جنبـه
وغــط واهــي العقـل والأسـر
وكـــل مــن فــارقه عقلــه
لعلـــةٍ جـــاءته أو ســـكرِ
فليتطهـــر ناقضـــاً طهــره
فالــدين يسـرٌ ليـس بالعسـرِ
وفــي الصـلاتين لـدى السـفر
تيمــــمٌ يجـــزى وللـــوتر
وإن نــوى غســلا وصــلى بـه
أجـزاه فـي الليل وفي الفجر
وليــتيمم إن قــرا أو نـوى
تطوعــاً فــي الـبر والبحـر
ولا تيمـــــم برمــــادٍ ولا
هــكٍ ولا بالملـح فـي السـفر
ولا بمـا اسـتنجس أيضـاً وقـد
جـوزَ تـربُ الجـصِّ فـي القفـر
ولا تيمــــم بـــتراب بـــه
كنـــتَ تيممـــتَ ســوى مــرِّ
وأرم بكفيــك الهـوى ناويـاً
تيممــاً مــن عــدمِ العفــرِ
وإن توضــــــأت بلانيـــــةٍ
فصــــل للفــــرضِ وللأجـــرِ
وقيـل إن لـم ينـولم ينتفـع
بــذلك الطهــر مـدى الـدهر
وإن نــوى الأجــر وصـلى بـه
فـــالله ذر عفــوٍ وذ غفــرِ
وكــل مـن جـامعَ لـم يغتسـل
حــتى يريــقَ البـولَ مسـتتر
وقيـــل يجزيـــه إذا بلــه
بغيــرِ عــركٍ بلــل القطــر
وضــرب مـوجِ البحـر جثمـانه
يجزيــه مــن أذيــةِ الغمـرِ
ويقلــعُ القــارَ لـدى غسـله
ومـــا يغشـــاه مــن قشــرِ
لأنهـــا تخــرجُ مــن صــلبه
مــن خلــلِ البشـرةِ والشـعر
وليـس فـي الوذي اغتسالٌ ولا
المــذي ولا المنــي بلا نشـر
وفـي الختـانين إذا استجمعا
والتقيــا الغســل بلا عــذر
وليـس فـي اسـتجمامه عنـدهم
بــأسٌ ولا فــي سـُؤره الخضـر
كــذلك الحــائض أيضـاً فمـا
فــي سـؤرها بـأسٌ أبـا بكـر
فهــــذه محكمــــةٌ شـــزرةٌ
مـــن محكــمٍ عقــدته شــزر
طـب تـولى نظمهـا مـاهر عـض
ربيـــــطٍ جأشــــه ذمــــرِ
أفرغهــا الكيـر إلـى قـالب
أخلصــها مــن دنــسِ الشـعر
واســتنزلتها همــهٌ نــازلت
فيهـا السـماكين إلـى افغفر
فـــانتظمت أســطرها كشــراً
يكــدن أن يفضــحن بــالكثر
كأنمــا الســطرُ إذا شــمته
يســر بالضــحك إلـى السـطر
كعقــدِ غيــدٍ علــى حجرهــا
مفصـــلٌ بالـــدرِّ والشـــذرِ
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.