
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهلاً بشـــهر الصــوم مــن شــهر
بالنــاطق المحمــود فـي الـذكر
أهلاً بــــه وصـــيامه وقيـــامه
خيـــر الشــهور وســيد الــدهر
نـزل القـرآن علـى النـبي محمـد
فيـــه وفيـــه ليلـــة القــدر
وتفتــح الفــردوس فيــه لأهلــه
وتضــــمخ الخيـــرات بـــالعطر
وتغلــق النيــران عــن صــوامه
وبغــــل كــــل عمـــردٍ عفـــرِ
وعلى الجميع من الورى أن يخرجوا
بعــد الصــيام صــبيحة الفطــر
حـتى الكعـاب من الحجال فما لها
عــذرٌ ومــا للشــيخ مــن عــذرِ
أكــرم بــه يومـاً وأعظـمُ قـدرهُ
يـــوم الجــزا ومثابــة الأجــر
والصــوم فيــه بشــاهدٍ متخــبرٍ
والفطـــرُ فيـــه بشــاهدي بــرِّ
فــإن اختفـى فاسـتفرغوا أيـامه
كملا كـــذلك قـــال ذو الخـــبر
إن الزكــاة مـن النفـوس صـيامه
وطهـــارة مـــن أفضــل الطهــر
وصــيامه بـالحلم فيـه وبـالتقى
للــــه لا بــــاليبس والضـــمر
صـوموا لرؤيـة بـدره ثـم افطروا
أيضــــاً لرؤيتــــه بلا شــــجر
وكلــوا لمســقط شمسـه ووجوبهـا
حـــتى يـــبين تنفـــس الفجــر
ودعـوا الشـكوك ومـا يريب وكلما
يــدعو إلــى التخيــبر والخـتر
والصـوم بالثقة الرضى إذا اختفى
عنهـــم وغـــابت ســنة البــدر
صـاموا ثلاثيـن سـوى اليـوم الذي
شــهد الرضــى بــه مــن الشـهر
والعدلــة الأنــثى يـرد مقالهـا
إذ هــي نصــف العــادل الحــبر
وإذا رأى شـــوال يلمــع بــدره
أحـــدٌ وأفطـــر دبــرة العصــر
فعليـــه يـــوم أفطــر جــاهلاً
بــدلاً لــذاك اليـوم فـي القـدر
وكـذاك يـوم الشـك إن هـو صـامه
أحـــدٌ بجهـــلٍ وهـــو لا يــدري
فعليــه يبــدله ولـو قـامت بـه
شـــــهداء بـــــرٍّ ايمـــــابر
وعلـى الـورى أن يمسكوا عن أكله
حـــتى يـــؤوب مســافرُ المصــرِ
فـإن اعتـدوا قبل الضحى فتصبحوا
وأتـــاهم العســـفاء بـــالخبر
كـانوا جفـاةً في الفعالِ وأمسكوا
عـــن أكلهــم واللــه ذو غفــر
وإنــه اعتــدى عـادٍ فتـم أكلـه
عمـــداً فــذاك يبــوء بــالوزر
وإن ادعـــى جهلاً وقــال حســبته
حلا كحــــلِّ الحيــــض والســـفر
لــم يلزمـوه سـوى قبالـة يـومه
واللـــه أولــى فيــه بالعــذر
وكــذك أن هــاع الطعـام وقـاءه
ثـــم اســتتم اليــوم بــالفطر
والمشــكرون إذا أتـوا فتحنفـوا
والبـــالغون بـــه ذوو الصــغر
فـــالقول أن عليهـــم إبــداله
وصـــيام يــومهم علــى الحصــر
هــذا وفيــه رخصــةٌ مـن بعضـهم
فـــي هـــدمه عنهـــم بلا إصــرِ
وإذا ذكــرت وكنـت تأكـلُ ناسـياً
فيـــه فأمســـك ســاعةَ الــذكر
وكـذاك إن أحييـت نفسـك مـن صدى
ثــم اعتمــدت بهـا علـى الزجـر
فعليـــك شــهران وشــهرٌ ثــالثٌ
بـــدلاً ليومـــك أيمـــا شـــهر
وإذا تحصـحص سـبق يـوم بعـد مـا
ســنح الصــيام برؤيــة البــدر
صــدروا بلا بـدلٍ وإن هـو جـاءهم
فيـــه تعقبهـــم لـــدى الأمــر
والصــوم والإفطــار منــك بنيـةٍ
تنــوى بهــا فــي الليـل للأجـر
وعلـى الكـبير إذا تبـاين ضـعفه
إطعــــام ذي ســــغبٍ وذي صـــر
فــي كــل يــومٍ أكلتـان فطـوره
وســحوره فــي كــل مــا يجــزى
أو أن يصــوم وليــه بقصـاص مـا
يـــأتيه مـــن إرثٍ ومــن ذخــرِ
وعلـى الجماعـة أن يكـون صيامهم
تبعــــاً لصـــومِ الأولِ الـــذمر
فـإذا الفسـاد أصـاب صومَ أخيرهم
فســد الصــيام بــه مـن الجـذر
مـن أجـل أن الصـوم منهـم واحـدٌ
وإذا أبــوا تركــوا مـن القهـر
والفطــر بعـد الفرسـخين فجـائز
لأخــي النـوى فـي الـبر والبحـر
وغـذا المسـافلر والمريـض تجرعا
فيـــه زُعــافَ المــوتِ والحشــرِ
لــم يلـزم بـدلاً وإن يـك عوفيـا
مقـــدار خمـــسٍ منــه أو عشــرِ
كـان القضـاءُ عليهمـا بقصـاص ما
صـــحا وعـــاد مســافرُ المِصــرِ
وإذا تطــاول بــالمريض ثــواؤه
حــتى يحــولَ الحـولُ فـي العصـر
صــام الأخيــرَ إذا أطـاق صـيامه
ولمـــا مضــى إطعــام ذي فقــر
وعليــه إن قـدر الصـيام يصـومه
أيضــــاً بلا كلــــفٍ ولا جــــبرِ
وعليــه ايضــاً أن يتـابع صـومه
مــا كــان مــن بـدلٍ ومـن نـذرِ
وعليــه صــومٌ بـالهلال إذا بـدا
مــا كــان مــن نقـصٍ ومـن وَفـر
وإذا تعـــرض لليـــالي صـــامه
عـــــدداً ثلاثيــــن بلا كســــر
وعلــى المســافر أن يقـدم نيـةً
فــي الليـلِ للافطـار فـي القفـر
وإن المريـض أو المسـافر أفطـرا
مــن غيــر مــا نيــةٍ ولا أمــر
لـم يلزمـا بـدلاً سـوى مـا افطرا
فيـــه بشـــربٍ كـــان أو هصــر
والفطـر بعـد الصـوم فـي السـفر
هـــدمٌ لصـــومِ العـــقِّ والــبرِّ
وإذا نــوى ســفراً فـأفطر عنـده
فـي الليـل ثـم ابـن فـي الخـدرِ
حــتى اســتقل وقـد ترحـل يـومه
مســــتقبلاً للقفــــر بـــالعطرِ
فعليــه إبــدالٌ لمـا قـد صـامه
مـــن شــهره بــالعنف والصــغر
وإذا نســيت فمــا عليــك تخـرجٌ
يومـــاً ولا بــدلٌ مــدى الــدهرِ
هــذا وقــومٌ يلزمونـك مثـل مـا
فيـــه نســـيت وأنــت لا تــدري
وإذا أســاغ المـاء عنـد طهـارةٍ
لفـــرائض الصـــلواتِ والطهـــرِ
مـن غيـر عمـدٍ كـان ذاك فمـا به
بـــدلٌ ومــا فــي ذاك مــن وزر
وعليــه إن بــك ذاكـراً لصـيامه
وطهــــوره لنوافــــل الأجــــرِ
تبــديله هــذا وإن يــك مكرهـا
فـــالله يعلــم حالــةَ القهــرِ
وعلــى الـذين اسـتكرهوه صـيامه
واللـــه عنــد الســر والجهــر
والمرضــعات فقـد أجـاز جميعهـم
إفطـــــارهن لقلــــة الــــدر
والحــــاملاتُ كمثلهــــن ولا أرى
بأســـاً بــذوق الحلــوِ والمــر
والكيــلُ للطحـن للـدقيق وسـفيه
للـــترب غيـــر مكـــرهٍ حجـــرِ
وقـالوا ولـو دخـل الـتراب مريهُ
أو هـــاعه مــن داخــلِ الصــدرِ
مــن غيـر عمـدٍ والـذباب وكلمـا
أمضـــاه مـــن ورقٍ ومــن تــبرِ
وأحــب إن كــان الطحيـن يكيلـه
والثــوب فــوقَ الأنــفِ والثغــرِ
وســـعوطه حـــلٌّ وبعـــضٌ عــابهُ
ويحـــلُّ كحــل العيــنِ بالصــبرِ
وإذا أذتـــه ضروســه فأبانهــا
بصــق النجيــعَ وكــان فـي حـذرِ
وموســعٌ فيمــا أتــى مـن رأسـه
إلا الـــذي يــأتي مــن الصــدرِ
وعليــه حيـن يصـير فـوق لسـانه
يرمــي بــه فــي أعمــق القعـر
ويصــاب تكريهــا وغيــر محــرمٍ
مـا اسـتنقع الصـوامُ فـي النهـرِ
والحقـن فـي قبـل المـرأةِ لعلـةٍ
حـــل وتكـــرهُ حقنـــةُ الــدبرِ
وعليـه فيـه نقـضُ مـا قـد صـامه
حيـــن احتشــى حقنــاً بلا عــذرِ
والرطـب فـي صـدر النهـار سواكه
حـــلٌّ وبعـــد إقامـــة الظهــرِ
فلا يســـتحب ويســـتحب ســـواكه
باليــابس الــذاوي لـدى العصـر
وأحــب أن يلقـى الطعـامَ بربحـه
مــن غيــر مــا ســوكٍ ولا نشــرِ
فخلــوفُ رائحــة الصـيام ونشـره
كالمســك عنـد اللـه فـي النشـر
وصــيام شـهر الصـبرِ مـأمورٌ بـهِ
والـــبيضُ تــذهبُ علــةَ الصــدر
ومــن اعتـدى بالأكـلِ وهـو يظنـهُ
حرمـــاً فوافـــق غــرةَ الفطــرِ
قـالوا فلا بـدلٌ عليـه وقـد أسـى
فــي عقــد نيتــه علــى الكفـرِ
والكــذب يفسـد صـومه فـي يـومه
عمــــداً بلا غلــــتٍ ولا حصــــرِ
وإذا رنــا طرسـاً وفرجـاً عامـداً
أو ســـاخَ مســـتمعاً إلــى ســرِّ
فوضـــوءه نقــضٌ ويمضــي صــومه
فاســـمع ومــا ســمعكَ ذا وفــرِ
وإذا تشــابهت الشــهورُ ببلــدةٍ
لــم يــدرَ مـا رمضـان مـن شـهر
فصـــيام شــوالٍ يقــومُ مقــامه
وصـــيامُ شـــعبانٍ إلـــى هــدرِ
إن كــان ذاك قضــىً لمـا ضـيعته
وصــــيامُ ذاكَ جهالـــةُ الغـــرِّ
وإذا تعمـــدَ لامـــتراءِ منيـــهِ
فعليـــه كفـــارات ذي العهـــرِ
هــذا وليــس عليـه فيمـا جـاءه
شـــــيءٌ بلا دلــــك ولا عصــــرِ
وكــذاك إن طـرقَ الخيـالُ وسـادةً
بالبضـــةِ الرجراجـــةِ البكـــرِ
صـبحاً فقام الغى الغدير مبادراًذ
ليمـــوض فـــي إديـــة الغمــرِ
أيضــاً فلا شــيء عليـه وإن يكـن
فــي الغســل قصـر سـاعة الـذعر
فعليـه مـا لـزمَ المقصـر والـذي
أمـــذى لشـــهوة ربــة الخــدرِ
أيضــا فلا شــيء عليـه وإن يكـن
أمنــى وســال الشــبرُ بــالقطرِ
فعليــه نقـض صـيامه مـن عبقـره
فيعيـــده بـــدلاً مـــن العقــر
وعلــى الــذين تغيبــت أحلامهـم
إبـــدال مــا صــاموا بلا حجــر
ومــن كــان مجنونـاً وبعـضٌ حطـه
عنهـــم وقيــلَ كــذاك والســحر
وعلـى المسـافر أن يحـوز صـيامه
فـــي ســـفره بـــتيمم العفــر
إن كــان أجنـب وهـو فـي داويـة
غــــبراء ذات مهــــامهٍ غـــبر
فــــتيمم لصــــيامه وتيمــــم
للغســـل قبـــل تبلــج الفجــر
وخريــدةٍ قــد بــت غيــر مـروعٍ
منهــا مكــان الســحر والنحــر
حـــتى إذا حســر الظلام قنــاعه
قـــامت وواكــف دمعهــا يجــري
فعلــى المجـامع وزهـا مـع وزره
إن كــان جامعهــا علــى القهـر
فـي الصبح أو يكُ نامَ بعد جماعها
ليقـــوم قبــل الصــبح للطهــر
فمضـى النعـاس بـه فأصـبح نائماً
فعليــه يــومٌ يــا أبـا النضـر
هـذا وإن يـك نـام بعـد جماعهـا
جهلا فمــا فــي الجهـل مـن عـذر
فعليـه صـوم الشـهر مرتجعـاً بـه
والقصــر مقــروض علــى الســفر
والفطــر يـوم ليـس يقطـع فطـره
صـــوماً وصــومُ صــبيحةِ النحــرِ
فالحمـــد للـــه الجميــلُ تلاؤُهُ
ذي العـــزِّ والملكــوتِ والكــبرِ
حمــداً كـثيراً دائمـاً شـكراً لـه
اللــــه ربُّ الشـــفعِ والـــوترِ
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.