
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مـن يقـول بفطـرة القـرآن
جهلاً ويثبـــت خلقـــه بلســـان
لا تنحــل القــرآن منـكَ تكلفـاً
ببــدائع التكليــف والبهتــان
هـل فـي الكتـاب دلالـةٌ من خلقه
أو فـي الروايـة فأتنـا ببيـان
اللـــه ســماه كلامــاً فــادعه
بـــدعائه فـــي الســر والإعلان
ألا فهــات ومــا أظنــك واجـداً
فــي خلقـه يـا غـر مـن برهـان
إن كـان مـن إنـا جعلنـاه فمـا
فـي الجعـل إن أنصـفتَ من تبيانِ
قـد قـال إبراهيـم رب اجعل لنا
بلــداً بفضــلك أفضـل البلـدان
وكـذلك فـاجعلني مقيمـاً مخلصـاً
حــق الصــلاة لوجهــكَ المنــانِ
فـانظر أكـان وقـد دعـاه لجعله
أم لـم يكـن خلقـاً مـن الرحمـن
أم لــم يكـن لمـا دعـاه بمكـةٍ
حــتى دعــا بــالامن والإيمــان
فـارتع هنا بتفكير يا ذا النهى
واكـدح لسـانك قـد كـدحت لساني
فبــأي هـذا الجعـل قلـت بـأنه
خلــقٌ تبــارك منــزلُ الفرقـان
فــإن احتجـت وقلـت ذكـرٌ محـدثٌ
وجهلـــتَ حــقَّ تــأولِ القُــرآنِ
أعظمــت إفكــاً وادعيــت خطيئةً
واللــه أحــدثه إلــى الإنسـان
شاهت وجوه أولي الضلال لقد عموا
وتعلقـــوا بمــدارج العُميــانِ
ولــدنه أنبـاءٌ لمـا هـو كـائنٌ
أو كـان أو سـيكونُ فـي الأزمـانِ
إن كـان مخلوقـاً بزعمـك محـدثاً
فمــن المنــادي أيهــا الثقلان
ومـن الـذي فـرض الفـرائض أمراً
بحــدودها ونهــى عـن العصـيان
ومــن المُخـاطبُ خلقـه بثـوابهم
وعقـابهم فـي الخلـد والنيـرانِ
ولئن رجعـت إلى ابن مريم سائلاً
عــن خــبر كلمتــه بلا أكنــانِ
أمهــدن لبــك علــم ذلـك إنـه
مــن كــن مشـيئة قـاهرٍ سـُلطانِ
أرعــوا عقــولهم ريــاض تشـدقٍ
فرعــى حماهــا طـائفُ الشـيطان
إلا تــرع عنهــم عنانـك مقصـراً
تصــبح عميـد البغـي والطغيـان
ولئن ســألت طريـق رشـدك تلفـه
يـا غـر إن لـم يعد في العدوان
مـا بـاله أضـحى بزعمـك محـدثاً
مـــا محــدثٌ إلا وشــيكاً فــان
ولئن نكصــت فقلــت شـيءٌ محـدثٌ
واللــه أحــد كــل شــيء فـان
جئنــاك فــي رفـق بأيسـر حجـةٍ
بالشــيء مختصــاً مــن القـرآن
فـي ملـك بلقيـس ومـا قد أوتيت
مــن كــل شــيءٍ نــازحٍ أو دانِ
لـم تـؤت ممـا قبلهـا أو بعدها
شــيئاً فكــن ذا خــبرةٍ وبيـان
ولئن نزعــت إلـى ضـلالك طامحـاً
وكنـــــت كطامــــحٍ ســــكران
لمـا طمـا بـك بحر كبرك لم تجد
يــا غــر معتقلاً سـوى البهتـان
وزعمــت جهلاً أنــه مــن خلقــه
فغــدوت فــي شـركٍ مـن الخـذلان
لـم يعـد أن يـك بين خلقِ سمائه
والأرض مخلوقــــاً بلا نقصــــان
مـا بـاله إذ قـال لـم أخلقهما
إلا بحــــقٍّ ثــــابتِ الأركـــانِ
فـالحقُ لـم يخلقـه قل لي أم لَهُ
معنــى تبــوتٍ عنــد ربـكَ ثـانِ
جـلَّ المُهيمـن عـن مقالـةِ جاهـلٍ
مــن أن يحــدَّ بصــورةٍ ومكــانِ
فـافهم فمعنـى الحـق منـه قوله
لا تنثنــي كــالوالِهِ الحيــرانِ
وكــذاك قــال مميــزاً لكلامــه
عــن كـل شـيء يقتنيـه القـاني
مـا قولنـا للشـيء حيـن نريـده
فارشــد فإنــك عـن رشـادك وان
مـاذا تشـبث بعـد هـذا فارتـدع
وارجـــع إلــى بذلــةٍ وهــوانِ
أو مــا تـراهُ كيـفَ ميـز قـولهُ
وكلامــهُ عــن كــلِّ شــيءٍ فــان
فـالخلق قـال لـه معـاً متفـرداً
والأمــر ميــزهُ لــدى العرفـانِ
والأمـــرُ فيــه قــوله وكلامــه
والخلــقُ غيــرُ كلامـهِ يـا شـان
يكفيـــك إلا أن تكــون بهيمــةً
جثمانهــا خــالٍ بغيــرِ حنــانِ
مــا المــرءُ إلا صـورةٌ مخبـوءةً
تحــتَ اللسـانِ ومـرآةُ الجثمـانِ
عــز المهيمــن عــن دركِ مكيـفٍ
أو أن ينـــالَ دراكــهُ بمكــانِ
أو أن تحيــطَ بــه صـفاتُ معـبرٍ
أو تعــتريه همــاهمُ الوســنانِ
أو أن تخـــالجه لغــوبُ ســآمةٍ
أو خطــرةٍ مــن خطـرةِ النسـيانِ
أو أن يقـال اللـه خـالق نفسـهِ
وكلامــــهُ كـــالخلقِ للأبـــدانِ
مــا زال ربـك عالمـاً ومهيمنـاً
رب الصــراطِ الحــقِّ والميــزانِ
يــدري بمعتلـجِ الصـدورِ وكلمـا
أعلنــت أو أكنــت مــن كتمـانِ
وهــو الســميع بلا أداةٍ تســمعُ
إلا بقــــدرةٍ قـــادرٍ وحـــدانِ
وهـو البصـير بغيـر عيـن ركبـت
فـي الـرأس بالأجفـان واللحظـان
وهــو البعيـدُ محلـه فـي قربـه
وهــو الــذي فـي بعـده متـدانِ
أحصــى الــورى متكفلاً أرزاقهـم
وحــوى خــروج الـرزقِ بالإتقـانِ
بطــن اختبـاراً دون كـل غيابـةٍ
وعلا علــى الملكــوت بالسـلطان
فــاقنع بهـذا أو فبـن متفـرداً
وانـأ فكـن حيـث التقى البحران
أصــبحت كالظمـآنِ يتبـعُ عسـقلا
يبغــي شــفاءَ حــرارةِ الظمـآنِ
أنــي تحـاولُ بالنهايـةِ دائنـاً
تســـتنه دينــاً مــن الأديــانِ
ســميته مــا لــم يسـم تقحمـاً
هــانت عليــك عقوبــةُ الـديانِ
مـاذا تقـولُ إذا وقفـت محاسـباً
وســئلتَ عــن لقلاقــكَ الفتــانِ
إذ كــل نفــسٍ عنـد ذاكَ رهينـةٌ
يــوم الحســابِ وكـلُّ وجـهٍ عـان
أبجـــراءةٍ بـــارزته متعرضــاً
للقــاءِ مــن يلقـاك بـالنيرانِ
لمــا تشــققتِ السـماءُ فـأقبلت
بـــدخانها فأتتـــك بالــدخان
إذ شـدت الشـفتان ثـم استنطقته
وتكلمـــت بـــذنوبكَ الـــرجلانِ
فهنــاك لا وزرٌ ســوى مـا قـدمت
عنـد الحسـاب بـذاك مـن قربـانِ
وهنـاك ليـس سـوى الـذي قـدمته
عصــراً مـن الرجحـانِ والنقصـانِ
فــي موقــفٍ عكفـت بـه أهـوالهُ
ضـــنكٌ يشــيبُ ذوائبَ الولــدانِ
وتطــايرت فيـه الصـحائف كلهـا
بشـــمائلِ الأيـــدي وبالأيمــان
هـذا كتابـكَ يـا شـقي بكـل مـا
آتيــتَ مــن قبــحٍ ومـن خسـرانِ
فيـه الصـغائرُ والكبـائرُ أحصيت
مـا غـابَ عـن إحصـائها الملكان
إمــا بحـر إلـى الجحيـم مكبلاً
ومســـربلاً بســـرابل القطــران
فخسـرت نفسـك خالـداً فـي قعرها
هــذا وجــدك أخســرُ الخســران
أو أن تـــزوركَ بالســـلامِ ملائكٌ
تســليمهم بــالروحِ والريحــانِ
فــي جنـة الفـردوس جـارَ محمـدٍ
ورفيــقُ خــازنِ بابهــا رضـوانِ
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.