
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أيهـا السـائل عـن علمِ القدر
وعــن الحجــةِ فيــهِ والأثــر
تجـــدا عنـــدي فيـــه جملاً
عـن رسـولِ الله نصت في الخبر
ومـــن القـــرآنِ آيــاتٌ إذا
تلـى القـرآن لاحـت فـي السور
فمــن الأسـناد قـول المصـطفى
صـفوةُ اللـهِ علـى كـل البشـر
إن سـر اللـه فـي الأرضِ القدر
فـدعوا الإغـراق فيـه والنظـر
ولـــه فيـــه مقــالٌ صــادقٌ
نـــاطقٌ بعــد مقــالاتِ أخــر
أنـت خصـم اللـه إذ قـال لـه
كتــب الــذنبَ وأصــلاني سـقر
هــو لا يســأل عــن أفعــاله
إنمــا يســألُ عبــدٌ مزدجــرٌ
ولـــه مقـــالٌ فيــه شــاهرٌ
عنـدَ أهـل العلـم طراً قد شهر
خلــق العـالم ذو العـزِّ ومـا
أحـدثَ العـالم مـن خيـرٍ وشـر
فالأفاعيــلُ اكتســابٌ للــورى
ومــن الرحمــنِ خلــقٌ وفطــر
إن يكـن فعلـك شـيئاً فهـو قد
خلـق الأشـياء فـافهم واعتـبر
أنـت لا تسـتطيع شـيئاً غير ما
شـاء اللـه المليـك المقتـدر
أولــم تأتــكَ انبـاءُ الأولـى
بـاكروا الحـرثَ اعتـداءً وبطر
وحيــن لــم يسـتثنه أوسـطهم
دمــر الحــرث عليهــم فـدمر
رجعــوا فــازدجر واود كـروا
وأقـــروا إ ذرأوه بالقـــدر
قـال لـي فـالكفر مما شاء لي
قلــت إن القـول فيـه مختصـر
شــاءه اللــه ذميمـاً مفكـراً
غيــر مغلــوبٍ عليــه مقتهـر
قــال لـم شـاركني فـي خلقـه
فــم أصــلاني جحيمــاً تسـتعر
قلــت فــالله تــراه عـاجزاً
إذ عصــاه عبــده فيمـا أمـر
أم تـرى العبـد قويـاً قـادراً
غلــب اللـه فأضـحى قـد كفـر
أوليـــس اللــه قــد خــوله
نعمــةً ببطــشُ فيهــا وبــذر
ثــم لــم يــتركه إن بينــه
مـا لـه النفع وما فيه الضرر
جــل ذو العــرش فمـا يشـركه
أحـدٌ فيمـا قضـى أو مـا أمـر
أوليــس الطيـن خلقـاً والـذي
عمــل الطيــن بيوتــاً وسـتر
لــم نقــل إن فلانــاً خــالقٌ
خلـق ربـي إذ بنـى منـه جـدر
وكـــذا أعتـــقَ هــذا ربــه
وفلانٌ فلقــــد أصـــبح حـــر
ثـم قـالوا أيها العبد ارعوى
واشـكر اللـه فطـوبى مـن شكر
وكســـــاه اللــــه حلــــةً
وآتـــاه مــن مزيــدٍ وخيــر
وأضــل اللــه فرعــون الـذي
ضــل والشــيطان قــدماً فجـر
ليــس فــي هـذا إشـراكٌ كلـهِ
فتفهـــم وتعلـــم وازدجـــر
ذاك لــو قلنـا جميعـاً خلقـاً
أو جميعــاً ملكـا ورد الصـدر
وبــك هــل تنكـر أنـي مالـكٌ
خادمــاً يملكــه اللــه مقـر
لــم أقـل إن لهـذا فـاعلموا
مــالكين افتســراه فاقتســر
قـال الشـيطان إذ شـاء الـذي
شــاءه اللـه مطيـعٌ قـد غـدر
ورســولُ اللـه عـاصٍ حيـن لـم
بُـرد الكفـر فأوضـح لي الخبر
قلـت أن اللـه أنمـى مـال من
عبــد النــار وصــلى للحجـر
فـأراد اللـه أن يبقيهـم ولم
بـــرد الأمـــى هــذا وعمــر
أعصــى اللـه تـراه المصـطفى
وأطــاع اللـه إبليـس المصـر
قـال فـالخير مـن اللـه ومـن
نفســك الشــر أجبنــي وأحـر
قلــت كــل منــه لا مـن أحـدٍ
جـــل عــن كــل شــريكٍ ووزر
يكــون اللــه ربــاً مالكــاً
غيــرَ مـا أبـدع يومـاً وفطـر
فكـــذا اللـــه لمــا أنــت
لــه مالـكٌ خـالق نفعـاً وضـر
كــل شــيءٍ هــو منقــادٌ لـه
بـــاعتراف وهـــوانِ وصـــغر
قـال لـو كـان لفعلـي خالقـاً
أحـدثَ الكـائن منـه في النكر
قلــت لـم يخلقـه إذ أحـدثته
أنـت فـافهم وأعـد فيه النظر
فكـــذاك اللـــه إذ قـــدره
لــم يكـن أحـدثه دون اليسـر
فلهــذا لــم تكــن أفعالنـا
نســبت ذنبــاً إليــه فنســر
ثــم قــال اللــه ربٌّ خــالقٌ
خلــق الأفعــال أقسـاطاً وبـر
فــأين لــي أي شــيء خــالقٌ
أنــت ذكرنــي لعلــي ادَّكــر
قلـت فعلـي لـم يكن صنعاً لما
صـــنعت كفــى دونَ المقتــدر
قـال لـي إذن أنـت خـالق مـا
خلـق اللـه فمـا لهـذا الخبر
قلــت بــل هـو لفعلـي خـالقٌ
كلمــا أتــى ولـو مثقـال ذر
فتــــولى جـــذلا مســـتهزئاً
درجــا الفلــج وحيــا وكشـر
ثـــم نــاداني بصــوتٍ صــحلٍ
صــخب يشــبه أصــوات الحمـر
غيــر خلـقِ اللـه أحـدثت إذاً
قلــتُ لا غيــرَ لهــذا فنفــر
ويـك هـل نملـك فعلاً لـم تكـن
مالكــاً مــا سـر منـه وظهـر
أو لفعــلٍ فاعــلٌ ربــي بــه
جاهـلٌ فـي البدوِ يوماً والحضر
فاســتحق اللعــن عبـدٌ مـذنبٌ
باكتســاب الكفـرِ فلا والغـرر
أو مــا المـؤمن خيـرٌ عنـدكُم
مــن شــقيٍّ ذي ســفاهٍ وذعــر
فعــل الإيمــان قلتــم دونـه
فهــو خيـرٌ منـه فعلاً فانكسـر
ســـل أتيـــك لهــذا شــاهدٌ
كــون جسـمٍ فـي مكـانٍ مسـتتر
أو مكـــانٍ ظـــاهرٍ أشـــغله
قـد حـوى منه النواحي والقطر
معـــه للـــه فمــا أشــغله
عنـه بالضـيق عليـه في الحجر
لـم يشـاركه تعـالى فـي الذي
كــان فيـهِ وهـوَ فيـه مسـتتر
فلفعلــــي فـــاعلان خـــالق
وســـكوني واضــطرابي فــاقر
لـو خلقنـا الفعـل لم نشق به
ولكـان الفعـل مـا فيـه عسـر
حبـــل المــومس مــن صــيره
فـي الغيابـات جنينـاً واسـتر
أنكرتـــم أنــه مــن خلقــه
فلقـد جئتـم بهـا إحدى الكبر
وهـو فعـل الـزان مـن تحريكه
صــار حملاً فـي حشـاها مضـطمر
كــم رأينـا مـن فـتىً مجتهـدٍ
لـم تلـد لـه أنـثى قـط ذكـر
لا ولا اســطاع براهــا حـاملاً
بعد قرء الحيض منها في الطهر
قـال فاسـم اللـهِ مـا تفسيره
ونحــا نحــوي بــوجهٍ مكفهـر
أهــو التــأليه مـن تـالههم
مـا أجنـوا مـن جنـى حلوٍ ومر
قلــتُ معنــاهُ تعــالى جــدهُ
إنــه الخـالقُ أصـنافَ العـبر
قــال لــو كــان إلـه عنـدهُ
لاحتــوى كــلُّ إلــهٍ مـا فطـر
فعلمنـــا أن تفســيرَ اســمه
خـــالقٌ أجنــاسَ مــا دبَّ وَذَر
قــال فــالله تعــالى وحـده
كــونَ الميتـةَ خلقـاً والقَـذَر
وجميــع القُبـحِ واللـهُ الـذي
خلــقَ الخلـقَ بإكمـالِ الصـُّوَر
قلــت فــالقردُ قبيــحٌ لـونُهُ
وكـذاكَ الكلبُ ذُو اللونِ الوَضِر
وهمــا للــهِ خلــقٌ لـم نَقُـل
إن خلـقَ اللـهِ فـي الكلبِ قَذَر
ولهـــذا شــاهدٌ مــن غيــرهِ
حيـنَ قالوا أفسدَ الزَّرعُ المَطَر
لــم نقــل تــدبيرهُ أفســدهُ
فـافهمِ المعنـى وجـادل ببصـر
قــال فالجعـلُ هُـوَ الخلـقُ أم
الجعـلُ شـيءٌ غيـرهُ فمـا ذكـر
قلــتُ جعــلُ اللـهِ خلـقٌ كلـه
ومــن النــاس مقــالٌ مشـتهر
قـال قـال اللـه لم أجعل لكم
مـن بحيـرٍ ووصـيلٍ فـي البَقَـر
قلـت قـالَ اللـهُ لم أجعل لكم
فـاعلموا التبحيرَ ديناً يختَجَر
وصــــفاتٌ بعضـــها تجليـــةً
يقــع الـوهمُ عليهـا والفكـر
قـال قـال اللـه يا عيسى وإذ
تخلـقُ الطيـنَ طيـوراً والمَـدَر
قلــت معنــى خلقــه تصـويره
طــائراً ينفــخُ فيــه فيطــر
وكــذا قــال ومعنــى خلقـوا
جعلـوا الإفـك حـديثاً والسـمر
خلــق الضــحك وأبكــى تـارة
فتعــالى مــن مليــكٍ مقتـدر
وســـرابيلُ تقينـــا بأســنا
ولباســاً مــن أذى قــرٍّ وحـر
قـال هـل يسـتطيعُ قـومٌ كفرُوا
عمــلَ الإيمـان مـن غيـرِ وطـر
قلــت لا عــن عــارضٍ يمنعهـم
مــن كهـامٍ أو سـهامٍ أو خـور
لــم يطــق ذاك لمــا أشـغله
مـن فعـالِ الكفر قدماً والهجر
لــم يكلــف فيكـن فـي ذاتـه
عـاجزاً عمـا نهـى أو مـا أمر
أطلــق الطـولَ لـهُ فـي نفسـهِ
لـم يسـكن فـي ذاك مضطراً حصر
مثـل مـا اضطر أخو الجوع إلى
أكــل مــا عنـه نهـاه وزجـر
أو يكــن كلفـه مـا لـم يطـق
فيكــن جــار وربـي لـم يجـر
مثــل مـا قـال أنـاس حملـوا
فعلهـــم جهلاً عليـــه وأشــر
أو كمــن قــال اعتـداء إنـه
خــص قومــاً بالمعاصـي وجـبر
ويــك لـو كنـت قويـاً قـادراً
لـم تسله الخير في جوف السحر
حيــن نـدعوه ابتهـالاً راغبـاً
بالمعافــاة وإعطــاء الخيـر
أســألت اللـه عمـا أنـت لـه
مالــكٌ قـل لـي والقـول هـدر
أنــت محتــاجٌ إلــى تـوفيقه
وبــه فــي كــل حـالٍ تنتصـر
هــل تطيـق السـكت أن تقلبـه
كلمـا والقـول سكتاً في العبر
أو يكــون القـول صـدقاً كلـه
منـك والألفـاظ مـا فيهـا عور
فـاعترف إن كنـت عن ذا عاجزاً
وأضـــف ذاك إليــه واصــطبر
أو لـــم تســمعه إذ بيننــا
آيــة الواضـح فـي آي الزمـر
إننــا لســنا ومــا نملكــه
مـالكي نفـعٍ ومـا فينـا ضـرر
قـال مـا معنـاه إذ قـال ولو
بسـط الـرزق بغـى فيها البشر
أتـــرى خيرتــه مــن خلقــه
دخلــت أم خـص قومـاً واختصـر
قلـت جـاء القـول فيـه مجملاً
وهــو مختــصٌّ لشــيءٍ مســتقر
مثــل مــا قـال تعـالى جـده
ريـحُ عـادٍ كـل شـيءٍ مـا تـذر
أتــرى سـمك السـموات العلـى
دمرتهــا والرواســي والشـجر
وكــدا قــال لبلقيــس الـتي
أوتيــت مــن كـل شـيءٍ مُـدخر
كــل ذا معنــاه مختــص ولـم
يعمـم اللفـظَ جميعـاً مـا ذكر
قـال قـل ربـي إليـك المشتكى
فــاحكمن بـالحق إنـي منتصـر
حـاف منـه الحيـفَ قـل لـي قل
ت لا إنمـا معناه تعجيل الظفر
قـال قـال اللـه مـا كلفتكـم
غيـر وسـعِ النفس في آي الزبر
قلـت وسـع النفـس مـن تحليله
ليـس ممـا جـاز تحريـم الأثـر
ومــن الآيــات تصـريف الـدجى
والجـواري والـدراري والقمـر
خلــق الأصــوات شــتى كلهــا
لــذوي الألبـاب فيهـا معتـبر
واختلاف الليــل يـأتي معتكـر
بعــد إشــراق نهــارٍ منتشـر
جــل ذو الآلاء ربــي ذو العلا
خلـق الصـافي قـديماً والكـدر
كــل شــيءٍ كـان شـيئاً خلقـه
أحكــمَ الأشــياء طــولاً وقصـر
فتعــالى عــن شــريك عنــده
قــادرٌ يقـدرُ يومـاً مـا قـدر
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.