
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـلي الحبل يا سلمى وإن شئت فاصرمي
فمــا أنــا بالقــالي ولا بـالمتيم
أقلـي علـى اللـوم والعذل في الصبا
كفــاك الليــالي لــوم كــل ملـومِ
أبعـد اشـتعال الشـيب يا سلمى صبوةٌ
وتحنيـــب أوصــالي ودقــةُ أعظمــي
ســطورُ بيــاضِ نمنمــت فــي صـحيفةٍ
مــن الــرأس ســوداءٍ بخــط منمنـم
فشـــبهتها لمــا أضــاءت كواكبــاً
أضــاءت بيحمــومٍ مـن الليـل مظلـم
رمتنـي بنـات الـدهر عـن قـوس حادثٍ
حنتهــا يــد الأيــام منهـا بأسـهم
وقـد طـال مـا بـاتت سـليمى ضجيعتي
وبــات وســادي ثنــى كــفٍّ ومعصــمِ
لصــيقاً إلــى مثـل الوذيلـة مشـرقٌ
وكشـــحٍ كطـــي الســـابرية أهضــمِ
وذي أشــــرٍ كــــالأقحوان مجـــاجه
ســلافٌ مــن الأســفنطِ ليــس بأقصــمِ
كــأن ســنا بــرقِ الغمامـةِ كشـرها
إذا ابتســـمت فــي عــارضٍ مبتســم
كــأن حصــى اليـاقوتِ بيـن ضـروبها
تلألأ إشـــــراقاً بســــلك منظــــمِ
كــأن اصـطخاب الحلـى فـوق تريبهـا
ترنـــم أفــراخ القطــا المــترنم
كـــأن ركيمـــاً عجزهــا وجبينهــا
هلال تمـــامٍ فـــوقَ غصـــنِ مقـــومِ
ليــالي يــدعوني الهــوى فــأجيبه
وحـــدُّ حســامي صــارمٌ لــم يثلــمِ
فلمــا علا رأســي القــتيرُ وقوســت
عصــاي وجــاءتني المنيــةُ ترتمــي
عــدلت إلــى التقـوى عنـان مطيـتي
وقلــت دعــي دارَ الغوايـة واصـرمي
فـإن ينتمـي ذو الجهل بالجهل فاخراً
فــإني إلـى الإسـلام والـدين أنتمـي
حــرامٌ حــرامٌ ليــس فيــه هــوادةٌ
نكـاحُ ذواتِ الحيـض فـي الحيض والدم
وليــس كمــا قــال الجهــول بـأنه
بتفريـــقِ دينـــارِ تحـــلُّ ودرهــم
وغشــيانها بعــد الطهــارة فاســدٌ
إذا هـي لـم تغسـل مـن الـدم فاعلم
ولــو غســلت جثمانهـا غيـر رأسـها
أو الـرأس غيـر الجسم بالماءِ فافهم
ومـــس الختــانين التقــاء محــرمٌ
وذاك نكــاحٌ فــي المحيــض المحـرم
فــإن هــي ســالت نطفــة فتــولجت
فلســـــت بمنــــدولٍ ولا بملــــومِ
وإن ولجــت بالقــذف منــك تعمــداً
فبـــن بــوداعٍ مــن خليــطٍ مصــرمِ
وقــل للــتي تغشـى حرامـاً وأنكـرت
ضـع المهـر عنـه واهربـي منه تسلمي
ولا تقتليــه وادفعــي عنــك نفســه
ولا تســــتقري للنكـــاح فتنـــدمي
وميلــي اضــطراباً كاضــطراب خديـة
تســنمها فحــلٌ مــن العيــسِ عيهـم
وتقتـــل ذا الإنكــار بعــد طلاقــه
ثلاثـــاً إلـــى ذي الســعير جهنــم
إذا جــاء يغشــاها وليســت تغـوله
إذا مــا أنتهـى عنهـا ولـم يتقـدم
وليــس عليــه حرمــةٌ فــي خطــائه
إذا لــم يــرد قصــداً بعـدٍ لمحـرمِ
كــذلك فــي النسـيان أيضـاً ومـاله
علــى الجهــل مــن قـولٍ ولا متكلـمِ
ومـن أولـج الجرذان في الدبر عامداً
فقــد بــاءَ مــذموماً بـوزر ومـأثمِ
حـرامٌ ولـو مـن فـوق ثـوب إذا مضـى
هنالـــك رأس الذبـــذب المتقـــوم
ورخـص فـي وطـء الطـوامث فـي الفلا
إذا طهــرت لــم تغتســل بــالتيمم
وشــدد بعــض والــتي فــي قرئهــا
صـــــفرةٌ أو كــــدرةٌ بالتوســــمِ
فـــذاك محيـــض والمجــامع عرســه
عليــه أخــو كفــرٍ وليــس بمســلمِ
فيمســك بعــد الطهـر يـومين خيفـةً
عـن الـوطءِ بعـداً مـن شـكوك التوهمِ
إذا هـــي كـــانت عودتهــا ثابــةً
تراجعهــا بعــد الطهــارة فــاعلمِ
وليــــس عليـــه ســـرها بمحـــرمٍ
إذا طهــرت لـم تنتظـر رجعـة الـدمِ
وقيــل أقــل الحيــض فيهــا ثلاثـةٌ
وأكــــثره عشـــر لبكـــرٍ وأيـــمِ
وفــي الطهــر عشــرٌ أكملـت وأقلـه
ثلاثــة أيــامٍ مــن الشــهر فـافهمِ
وقـال ابـن محبـوبٍ إذا الخـود طلقت
فعـــدتها خمـــسٌ وعشــرٌ إذا عمــى
عليهـــــا لجاجـــــاً لـــــدوامه
وتعتـــد شـــهراً للطهــارةِ تحتــمِ
فــإن حســبت هـذا ثلاثـاً فقـل لهـا
أحيــبي بــزوجٍ إن أردتيـه واسـلمي
فـإن جاءهـا مـن بعـد ذاك فقـل لها
تقيــه وصــلي والصــيام بــه صـمي
وليــس عليهــا الغسـل بعـد قربهـا
مـن الكـدرة الغـبراءِ إلا مـن الـدمِ
وإن غسـلت مـن غيـر طهـر ولـم يبـن
لها الطهر فلتغتسل إذا بان بابن مي
وتبــدل مــا صــلته قبــل طهورهـا
إذا طهـــرت بـــالحق لا بـــالتوهمِ
وتعتـــد عــدات الحواصــن قبلهــا
وأماتهـــا ذات البنـــانِ للوشـــمِ
فــإن جاءهـا فـي كـل قـرءٍ مخالفـاً
لهــا الحيــض فلتقعــد ولا تتقحــم
علــى أول الأثــراء إن جاءهــا بـه
فــإن لـم يبـن طهـرٌ لهـا فالتقـدم
بيـــومين ثـــم لتغتســل لصــلاتها
وتنكــح بعـد الطهـر فـي كـل مجثـمِ
فـإن طعنـت فـي السـن خـودٌ فأبصـرت
دمــاً سـائلاً مـن فرجهـا قـدر محجـمِ
وقــد آيســت أترابهــا وهـي مـؤيسٌ
فــذلك داءٌ ليــس بــالحيض فــاعلمِ
وهـــي كمثــل المستحاضــة عنــدهم
ولــو جاءهــا فــي كـل حـولٍ محـرمٍ
فــإن جاءهــا فــي كـل قـرءٍ فـإنه
محيـــض فكـــن ذا خـــبرةٍ وتفهــم
وليــس عليهــا فـي الكـدارة مـأثمٌ
إذا اســتنطفت منـه ومـن كـلِّ مـأثمِ
وحيــض الحبــالى إن أتــاهن واجـبٌ
عليهـــن غســـلٌ للصــلاتين فــالزم
طريــق الهــدى تسـلم وليـس لكـدرةٍ
أتتهــن غســلٌ واطلــب الحـق تسـلمِ
فــإن ضــيعت منهــن خــودٌ صــلاتها
إذا جـــاء فلتبـــدل ولا تتجرثـــم
ولا تغشـها فـي سـائل الـدم وقـت ما
تــوهم مــن أقرائهــا لــم تصــرم
وإن أبــدلت ذات المحيــض صــيامها
فعوقهـــا قبــل الفــراغ المتمــم
وكــان لهــا يومــان تنظـر فيهمـا
إثــــابته فلتنتظــــر ولتــــدوم
ومـــن ســنة الأمــيِّ تــرك صــلاتها
وإبــدال مــا صـامت برغـم المرغـمِ
وتبــدل إن نـامت وقـد جـاء وقتهـا
إذا طمثــت بعـد الطهـور مـن الـدم
وقــالوا بتفســير لقــرءِ طهورهــا
بقــول أريــب محكــم القـول مـبرمِ
فـإن جهلـت لـم تغتسـل حيـن ظهرهـا
وحيرهــــا أهجـــاس ظـــن مرجـــمِ
فيفســد مــا صــامت فتبـدل صـومها
كمــا قصــرت فيــه بشــرب ومطعــم
وتبــدل أيضـاً مـا مضـى مـن صـلاتها
بخـــوفٍ وإشـــفاقٍ وطـــول تنـــدمِ
وإن هــي أغشـت رأسـها المـاء كلـه
ولاح عمـــودُ الصـــبج لــم تتهفــم
فــإن غســلت شـقاً عراهـا ابتـداله
وأدركهـــا رد الخليـــط المصـــرم
فــإن غســلت فــأتت ولــو بنجاسـةٍ
مطلقهـــا والعلــم بعــد التعلــمِ
وقــل للـذي فـي السـقمِ طلـقَ عرسـهُ
ضـراراً لهـا الميراثُ فابرأ أو اسقمِ
وقــل للــتي حجــت وجــاء محيضـها
ألا اغتسـلي عنـد المـواقيت واحرمـي
وتلبــس إن لــم تنـق تحـت ثيابهـا
وقــاءً عـن الطمـث القبيـح المـذممِ
وتخــرج عنــد المحرميـن إلـى منـى
وتقضـي جميـع المناسـك عنهـا وترتمِ
ويجـــزى طـــوافٌ واحـــدٌ وســعايةٌ
ولعمرتهـــا والحــجُّ ليــسَ بتــوأمِ
وتـــدلك دلكـــاً رأســبا لا تحلــه
إذا اغتسـلت مـن حيضـها عنـد زمـزمِ
ومــا تركهـا عنـد المحيـض ركوعهـا
إذا طــوفت بــالبيت قيــل بمــاثم
ويلزمهـــا طـــول المقــام بمكــةٍ
إلــى طهرهــا رأي الربيــع ومسـلم
فــإن طهــرت طــافت وتــم طوافهـا
وصـكت لـدى الـبيت العـتيق المكـرمَ
وللمستحاضـــات الطـــواف فجـــائزٌ
وشـهران للنفسـاءِ فـي الـوقت فاعلمِ
وقـد قـال بالتسـعين قـومٌ وأجمعـوا
علـى الأربعيـن العـرب مـع كـل أعجمِ
ومــا قعــدت أمهاتهــا فهـي قاعـدٌ
فخــذ ســبيل الحــق تســلم وتغنـمِ
وتمنــع وطــء الـزوجِ وقـت نفاسـها
وذلـــك محجــورٌ علــى كــل مســلم
وتـــؤمر بــالخطمى تغســل رأســها
أو السـدر أبـو بالطين من وسخ الدم
وعــدتها إن لــم تحــض قــط برهـة
إذا طلقــت للحيــض والحمـل فـاعلمِ
ووقــت الــتي آيســت مــن محيضـها
إذا بلغــت ســتين فــافهم وأفهــمِ
فــــــدونكها غــــــراء ذات قلائدٍ
تجـــر ذيـــولَ الأثحمـــي المســهم
تلقفـــت عــن آل الرحيــل رويهــا
وعـــن جــابر والخضــرمي المعمــم
فجــاءت يــروق المســلمين رواؤهـا
ويصــرف عنهــا وجهــه كــل مجــرم
أحمد بن سليمان بن عبد الله بن أحمد بن الخضر، من بني النظر، ويكتب في بعض المصادر النضر. مؤرخ، من أكابر علماء الإباضية وأدبائهم في عُمان، قتله (خردلة الجبار) وأحرق كتبه فلم يبق منها إلا ما نسخ في حياته، وكان يسكن سمائل (من البلاد العمانية). من كتبه: (سلك الجمان في سيرة أهل عمان) مجلدان، و(الوصيد في التقليد) مجلدان، و(قرى البصر في جمع المختلف من الأثر) أربع مجلدات، و(ديوان شعر)، وكان ينعت بأشعر العلماء وأعلم الشعراء.